طوكيو " وكالات": أعلنت اليابان، اليوم الثلاثاء، تخفيف القواعد الصارمة لنقل المعدات الدفاعية، وذلك للسماح بتصدير طائرات مقاتلة من الجيل التالي لجميع أنحاء العالم، والتي من المقرر تطويرها بالاشتراك مع بريطانيا وإيطاليا ما يفسح الطريق أمام المشروع الثلاثي، حسبما أفادت وكالة كيودو اليابانية للأنباء.

وكانت حكومة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا وافقت على المبادئ التوجيهية المحدثة "للمبادئ الثلاثة بشأن نقل المعدات والتكنولوجيا الدفاعية" بعد أن وافق حزبه الديمقراطي الليبرالي الحاكم وشريكه الأصغر في الائتلاف، حزب كوميتو، على قواعد التصدير المعدلة في 15 مارس الجاري.

وتنص القواعد المعدلة على أنه يمكن لليابان تصدير الطائرات المقاتلة، التي تهدف الحكومات الثلاث إلى نشرها بحلول عام 2035، إلى دولة ثالثة، في حين لن يتم نقل الطائرات الحربية إلى دولة يدور فيها قتال.

وقال مجلس الوزراء إن اليابان بحاجة إلى "خطة تصدير" لضمان قدرة اليابان على تطوير "طائرة مقاتلة ذات قدرات تلبي الاحتياجات الأمنية لبلدنا"، وأنه يمكن لليابان المشاركة في المشروع الثلاثي مع بريطانيا وإيطاليا "كشريك متساو".

وتنص اللوائح الجديدة أيضا على أن وجهة الطائرات المقاتلة المصدرة ستقتصر على الدول التي وقعت اتفاقيات مع اليابان بشأن المعدات الدفاعية ونقل التكنولوجيا، والتي يبلغ عددها حاليا 15 بما في ذلك حليفتها الأمنية الوثيقة الولايات المتحدة.

وقالت الحكومة إن كل حالة فردية في المستقبل ستحتاج إلى موافقة منفصلة من مجلس الوزراء قبل إجراء المبيعات.

وتم تطبيق قيود على صادرات الطائرات المقاتلة في الوقت الذي حاول فيه الحزب الليبرالي الديمقراطي المحافظ بقيادة كيشيدا طمأنة حزب كوميتو، وهو حزب سلمي تقليدي له موقف حمائمي متشائم بشأن القضايا الأمنية ويخشى أن تبيع اليابان الأسلحة دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة وتثير الصراعات.

وقال كيشيدا إن السماح لليابان بشحن الطائرات المقاتلة إلى دولة ثالثة أمر "ضروري" لضمان الإنفاق الفعال على تطوير المقاتلات والحفاظ على مصداقية طوكيو كشريك في مشاريع دفاعية دولية أخرى في المستقبل.

يشار إلى أنه بموجب الدستور الياباني الذي ينبذ الحرب، أبقت طوكيو على الحظر المفروض على تصدير الأسلحة المطورة دوليا إلى بلدان ثالثة.

وفي سياق منفصل، أعلنت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اليوم الثلاثاء أن بيونج يانج سترفض "أي اتصال أو مفاوضات" مع اليابان، وذلك بعد يوم فقط على إعلانها أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا طلب عقد قمة مع شقيقها.

تشهد العلاقات بين البلدين توترا شديدا على خلفية عدّة قضايا، من التعويضات عن الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين 1910 و1945، إلى إطلاق بيونج يانج صواريخ فوق الأراضي اليابانية، مرورا بمسألة خطفبيونج يانج مواطنين يابانيين.

وعلى الرغم من هذا الخلاف التاريخي، أكد كيشيدا عزمه على تغيير العلاقة بين طوكيو وبيونج يانج، وأعرب العام الماضي عن رغبته في لقاء كيم جونغ أون "بدون شروط"، مؤكدا في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة تصميم اليابان على تسوية كل الخلافات مع هذا البلد، ومن ضمنها الخلاف حول مسألة خطف اليابانيين. ولمّحتبيونج يانج من جهتها إلى أنها لا ترى مانعا لتحسين العلاقات.

وامس ، كشفت كيم يو جونغ التي تعد من شخصيات النظام النافذة التي تدلي بتصريحات علنية أن كيشيدا طلب تنظيم قمّة مع الزعيم الكوري الشمالي، مستبعدة فرضية إقامة اجتماع من دون تحوّل في سياسات طوكيو.

الى انها عادت اليوم واكدت إن بيونج يانج سترفض أيّ اتصال مع اليابان، متحّججة بافتقار طوكيو إلى "الجرأة" لنسج علاقات كورية شمالية-يابانية "جديدة"، بما في ذلك موقفها من قضيّة الاختطافات وبرامج كوريا الشمالية العسكرية.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية في بيونج يانج عن كيم يو جونغ قولها إن "حكومتنا فهمت صراحة مرة جديدة موقف اليابان والخلاصة هي أننا سنتجاهل وسنرفض أي اتصال أو مفاوضات مع الجانب الياباني".

وأردفت كيم يو جونغ إن "اجتماع قمّة بين كوريا الشمالية واليابان لا يهمّنا".

وفي شأن آخر، قالت وكالة الهجرة اليابانية اليوم الثلاثاء إن اليابان منحت صفة اللجوء لعدد قياسي من اللاجئين بلغ 303 خلال عام 2023، حيث ارتفع عدد طلبات اللجوء بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2022، وذلك بعد تعافي حركة السفر. وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن عدد اللاجئين ارتفع بواقع 101 لاجئ مقارنة بعام 2022، فيما تعد زيادة كبيرة، ولكنها مازالت أقل من عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الدول الغربية، حيث أن الكثير منها غالبا ما يستقبل أكثر من 10 آلاف لاجئ سنويا.

وكانت أكبر مجموعة من اللاجئين من أفغانستان بواقع 237 لاجئا، الكثير منهم كانوا يعملون في وكالة التعاون الدولي اليابانية وفروا من أفغانستان عقب أن سيطرت حركة طالبان على البلاد.

ومن بين الجنسيات الأخرى التي استقبلتها اليابان لاجئون من ميانمار بواقع 27 شخصا، وذلك في ظل الصراع الداخلي تحت قيادة الحكومة العسكرية في البلاد، في حين بلغ عدد اللاجئين من أثيوبيا ستة أشخاص، بحسب ما ذكرته وكالة خدمات الهجرة اليابانية.

وارتفع عدد طلبات الحصول على صفة اللجوء في اليابان لتصل إلى 13 ألفا و823 شخصا، فيما يعد ثاني أعلى عدد يتم تسجيله بعد تسجيل 19 ألفا و629 شخصا خلال عام.2017 وقالت الوكالة " مع انتهاء القيود التي كانت مفروضة بسبب فيروس كورونا، يرتفع عدد المطالبين بالحصول على صفة اللجوء مع تعافي السفر إلى اليابان".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطائرات المقاتلة بیونج یانج

إقرأ أيضاً:

عائدات قياسية لشركات الأسلحة.. كيف غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا خريطة الصناعات الدفاعية؟

جاءت الزيادة في إيرادات شركات الأسلحة داخل الاتحاد الأوروبي مدفوعة بالحرب الروسية على أوكرانيا وتصاعد الشعور بالتهديد من روسيا.

بلغت عائدات بيع الأسلحة والخدمات العسكرية لدى أكبر شركات السلاح في العالم مستوى قياسيًا مرتفعًا، بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية، إذ سجّلت ارتفاعًا بنسبة 5.9% لتصل إلى 679 مليار دولار (583 مليار يورو) في عام 2024، وهو أعلى مستوى يتمّ تسجيله على الإطلاق، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

ويُعزى هذا الارتفاع في إجمالي عائدات الأسلحة بصورة أساسية إلى الزيادات الكبيرة التي حققتها الشركات العاملة في أوروبا والولايات المتحدة.

ما لا يقل عن 65% من شركات الأسلحة الأوروبية الواردة في قائمة أكبر 100 شركة عام 2024 كانت تعمل على توسيع طاقتها الإنتاجية بمستويات مختلفة.

وباستثناء روسيا، حقّقت الشركات الست والعشرون الأوروبية المدرجة ضمن أكبر مئة شركة لصناعة الأسلحة نمواً في إجمالي إيراداتها بنسبة 13.4%، لتصل إلى 151 مليار دولار.

وسجّلت شركة تشيكوسلوفاك التشيكية أعلى زيادة مئوية في عائدات الأسلحة ضمن قائمة أكبر 100 شركة عام 2024، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 193% لتبلغ 3.6 مليارات دولار.

ويعود هذا النمو إلى إطلاق مبادرة الذخيرة التشيكية، وهو مشروع تقوده الحكومة لتوريد قذائف مدفعية إلى أوكرانيا.

في العام الماضي، كان أكثر من نصف إيرادات الشركة من الأسلحة مرتبطًا بأوكرانيا.

في عام 2024، بلغت عائدات الأسلحة للشركات الفرنسية الأربع المدرجة ضمن قائمة أكبر 100 شركة 26.1 مليار دولار، مسجّلة ارتفاعًا بنسبة 12% مقارنة بعام 2023.

وسجّلت شركات تاليس وسافران وداسو نموًا مضاعفًا في عائدات الأسلحة بين عامي 2023 و2024.

وفي الربع الأول من عام 2025، حققت تاليس أيضًا نموًا في إجمالي مبيعاتها بلغ 5 مليارات يورو، بزيادة نسبتها 9.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت عائدات الأسلحة للشركتين الإيطاليتين المدرجتين ضمن أكبر 100 شركة بنسبة 9.1%، لتصل إلى 16.8 مليار دولار في عام 2024.

أما شركة ليوناردو لصناعة الطيران، وهي ثاني أكبر شركة أسلحة أوروبية في قائمة أكبر 100 شركة، فقد رفعت إيراداتها من الأسلحة بنسبة 10% لتصل إلى 13.8 مليار دولار.

في عام 2024، أسست ليوناردو مشروعًا مشتركًا مع شركة راينميتال الألمانية لتطوير دبابة قتال رئيسية ومركبة مشاة قتالية جديدة للقوات المسلحة الإيطالية.

Related "يتحدثون كثيرًا ولا ينجزون شيئًا".. ترامب ينتقد قادة أوروبا ويدعو أوكرانيا لتنظيم انتخاباتترامب تحدث مع ماكرون وميرتس وستارمر بشأن أوكرانيا.. وزيلينسكي: هذا الأسبوع قد يحمل أخبارا سارةألمانيا تحث الصين على استخدام نفوذها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

كما كانت أربع شركات مقرّها ألمانيا ضمن أفضل 100 شركة، وقد ارتفعت إيراداتها من الأسلحة مجتمعة بنسبة 36% لتصل إلى 14.9 مليار دولار.

وسجّلت شركة Diehl الألمانية أكبر زيادة سنوية في عائدات الأسلحة، إذ ارتفعت بنسبة 53% لتبلغ 2.1 مليار دولار.

وفي عام 2024، وفي إطار جهود ألمانيا لدعم أوكرانيا، قامت شركة Diehl بتسليم عتاد شمل أنظمة دفاع جوي أرضية.

هشاشة سلاسل الإمداد

على الرغم من ارتفاع عائدات التسلح في أوروبا، فإن القارة تعتمد بشكل كبير على مواد خام حيوية مثل الكوبالت والليثيوم.

ويجعل ذلك صناعة الدفاع الأوروبية عرضة للتقلبات الجيوسياسية وتقلبات الأسعار، إضافة إلى مخاطر النقص المحتمل.

فعلى سبيل المثال، كانت شركة إيرباص الأوروبية وشركة سافران الفرنسية تلبّيان قبل عام 2022 نصف احتياجاتهما من التيتانيوم من الواردات الروسية، واضطرتا لاحقًا إلى البحث عن موردين جدد، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام.

وقالت جاد غيبرتو ريكارد، الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن شركات الأسلحة الأوروبية تستثمر في طاقة إنتاجية جديدة لتلبية الطلب المتزايد، غير أن تأمين المواد قد يتحول إلى تحدٍّ متصاعد، خصوصًا أن الاعتماد على المعادن الأساسية سيعقّد خطط إعادة التسلح الأوروبية.

Related بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاعأوكرانيا تؤكد سعيها لـ"سلام حقيقي" مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحربقبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا

في بداية هذا الشهر، قدّم الاتحاد الأوروبي خطة عمل جديدة تهدف إلى خفض مستوى الاعتماد بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2029.

ويستثمر الاتحاد الأوروبي في استخراج المعادن محليًا، مثل مشروع شركة فولكان لاستخراج الليثيوم في ألمانيا، وكذلك مشروع مالمبدينوم مالمبجيرج التابع لشركة جرينلاند ريسورسز.

كما يضع التكتل خططًا استثمارية خاصة مع أوكرانيا وغرب البلقان ودول شرق وجنوب المتوسط، بهدف بناء سلاسل إمداد متكاملة للمواد الخام الحيوية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • طوكيو وواشنطن: التصرفات الصينية تضر بالسلام الإقليمي
  • النواب الأمريكي يقر مشروع قانون شامل للسياسة الدفاعية بـ 900 مليار دولار
  • عائدات قياسية لشركات الأسلحة.. كيف غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا خريطة الصناعات الدفاعية؟
  • اليابان تنفي توجيه رادارات مقاتلاتها نحو طائرات صينية
  • قاذفتان روسيتان تنضمان لدوريات صينية مع توتر علاقات طوكيو وبكين
  • تصعيد جديد في الأجواء.. قاذفتان روسيتان تنضمان لدوريات صينية قرب اليابان
  • اليابان تنفي توجيه مقاتلاتها رادارًا نحو طائرات صينية
  • بيونج يانج تستعد.. كيم جونج أون يطلق التحضيرات لمؤتمر يعقد كل 5 سنوات
  • دوريات عسكرية صينية روسية متزايدة حول اليابان تثير قلق طوكيو
  • كوريا الجنوبية تنشر مقاتلات ردا على تدريبات جوية روسية صينية