«التحالف الوطني» يكرم الأمهات محاربات السرطان في حفل إفطار جماعي بالإسكندرية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
نظم التحالف الوطني للعمل الأهلي بالإسكندرية، اليوم، حفل إفطار جماعي ضم 1500 فرد، وذلك في إطار فعاليات مهرجان «إسكندرية تحارب السرطان» الذي أطلقه التحالف في فبراير الماضي، أعقبه حفل تكريم للأمهات المثاليات من محاربات السرطان، تقديراً لصبرهن وإصرارهن في مواجهة هذا المرض.
وقال النائب إيهاب زكريا، عضو مجلس الشيوخ ومنسق عام التحالف الوطني بالإسكندرية: «مهرجان إسكندرية تحارب السرطان شهد أكثر من 100 فعالية، من حفلات وندوات وملتقى حواري، بمشاركة أكثر من 80 جمعية أهلية بمحافظة الإسكندرية».
وأضاف زكريا في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن اليوم شهد تكريم عدد من الأمهات المثاليات من محاربات السرطان، تقديراً لصبرهن وإصرارهن في مواجهة هذا المرض.
وأوضح أن الحفل شهد فقرات فنية وعروض مسرحية تهدف إلى نشر الوعي حول مرض السرطان وأهمية الكشف المبكر عنه.
وأكد أن مهرجان إسكندرية تحارب السرطان، يعد مبادرة من التحالف الوطني للعمل الأهلي بالإسكندرية، تهدف إلى دعم مرضى السرطان نفسياً ومعنوياً، مع العمل على إيجاد حلول لمشاكلهم.
جاء حفل الإفطار والتكريم بحضور عدد من نواب التحالف الوطني، وهم: النائب طارق السيد، عضو مجلس النواب، والنائبة الدكتورة ندى ثابت، عضو مجلس النواب، والنائبة الدكتورة دينا هلالي، عضو مجلس الشيوخ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التحالف الوطني الإسكندرية التحالف الوطني بالإسكندرية إفطار التحالف الوطني محاربات السرطان التحالف الوطنی عضو مجلس
إقرأ أيضاً:
أم تحارب الجوع والسرطان في خيمة.. غزة تكتب فصول الموت البطيء
غزة – صباح كل يوم، تبدأ دلال أبو عاصي، وهي أم فلسطينية تبلغ من العمر 29 عاما، رحلتها الشاقة في شوارع وأزقة مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وهي تدفع بعناء كرسيا متحركا يقل طفليها المريضين، أماني (عامان) وحمزة (4 أعوام)، في رحلة بحث مرهقة ومضنية عما يسد رمقهم ويقيهم الجوع، في ظل أوضاع إنسانية لا تحتمل.
تقول دلال بصوت مرتجف وهي تحمل صغيريها تحت أشعة الشمس الحارقة: "ما عندنا لا مأوى ولا طعام، وبقينا على هذه الحال من بداية الحرب، أخرج صباحا أبحث عن طعام، وأرجع آخر النهار خالية اليدين إلا من تعب الساعات".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تعرف هذه الأم طعم الراحة، إذ تتكرر المأساة كل يوم، بين الجوع والمرض، وبين خيمتها المتهالكة ونظرات طفليها البريئة الممتلئة بالأسئلة والاحتياج.
في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي، كانت دلال تعيش مع طفليها في شقة متواضعة ضمن برج سكني في منطقة "جباليا البلد" شمال قطاع غزة. لكن صاروخا إسرائيليا أنهى كل شيء في لحظات، "كنا نايمين، وفجأة صار انفجار كبير، حسيت البيت نزل علينا. طلعنا من تحت الركام بالغبار وعيونا مش شايفة، ما ضل إلنا شي، طلعنا بس باللي لابسينه"، تقول دلال وهي تشير إلى ملابسها الرثة.
منذ ذلك اليوم، بدأت رحلة النزوح القاسية، تنقلت دلال وطفلاها 7 مرات من منطقة إلى أخرى، بين الجنوب والوسط، قبل أن ينتهي بهم المطاف في خيمة مهترئة بفناء مدرسة تحولت إلى مركز إيواء مكتظ.
"ما قدرت أعيش ببيت من وقت الحرب، وأنا مريضة وما في حدا يساعدني، كنت احمل أولادي على ظهري وأمشي، مرات أنام في الشارع أو على أرض زراعية. ما كان في مفر".
في خيمتها، لا تملك دلال شيئا تقريبا، تعتمد على بعض التبرعات من الجيران وأهل الخير، "معي فرشتين، وبطانيات خفيفة، وعلبة مياه بشرب منها أنا وأولادي"، تقول وهي تشير إلى ركن صغير في الخيمة تغطيه قطعة قماش مهترئة.
إعلانوتضيف بحرقة: "لا يوجد نظافة، ولا خصوصية، ولا أمان. كل ما يهمني اليوم أني أطعم أولادي ولو بلقمة صغيرة. والتي أصبحت الآن حلم".
دلال تؤكد أن التجويع أصبح سلاحا أقسى من القصف، وتقول: "الاحتلال بدو يقتلنا بالجوع، فلم يعد هناك تكايا ولا مطاعم خيرية. كل ما أروح مكان أطلب أكل، بيقولوا لي: ما في شي، الناس كلها جوعانة".
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تعمد الاحتلال استهداف البنية التحتية الإغاثية، فدمر 42 تكية، و57 مركز توزيع مساعدات إنسانية، إضافة إلى أكثر من 120 قافلة غذائية أو طبية. يقول إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب، إن هذه السياسة تترجم إلى "جريمة حرب متكاملة"، مضيفا أن "الحصار والعدوان ليسا فقط بالقصف، بل أيضا بمنع الغذاء والدواء عن الأطفال والنساء والشيوخ".
ويؤكد الثوابتة أن الأمور ازدادت سوءا بعد الثاني من مارس/آذار الماضي، حين أغلقت إسرائيل كل المعابر ومنعت إدخال أي مواد إغاثية، ثم زادت حدة الهجمات في منتصف الشهر.
أمراض وإهمالدلال تعاني من سرطان الثدي، لكنها لا تتلقى أي علاج "ما عندي دواء، ولا مستشفى، ولا حتى حدا يسأل عني، كنت أروح للمشفى قبل الحرب للعلاج الكيماوي، لكن اليوم مش قادرة أروح حتى للطبيب. ما ضل أدوية، والمستشفيات كلها منهارة".
أما حمزة، ابنها الأكبر، فيعاني من إعاقة في الحركة والنطق، ويحتاج إلى جلسات تأهيل منتظمة. وأماني، الطفلة الصغيرة، تعاني من مرض دماغي وتدهور في البصر، وتحتاج إلى عملية جراحية في العين.
وتقول دلال "الدكتور قال لازم عملية جراحية ضروري، لكن لا يوجد من يساعد، وأنا مش قادرة أجيب لها حتى نظارة. الحفاضات ليست متوفرة، أستخدم أكياس بلاستيك، سببت لها التهابات وأوجاع".
تختصر دلال معاناة غزة كلها بعبارة مؤلمة: "موت بطيء، ما حدا بيشوفه"، وتختم حديثها بنداء: "أناشد كل العالم، كل أم، كل إنسان عنده ضمير، يشوف حالنا، أولادي بيموتوا، وأنا بموت معهم شوي شوي".
ويأتي حديث دلال في ظل استمرار سقوط ضحايا بسبب الجوع، إذ أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة حالتين جديدتين بسبب سوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 113 ضحية، معظمهم من الأطفال.