فيديو منسوب إلى عبدالرحمن السديس حول حمية الجوع في غزة.. هذه حقيقته
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- روّجت حسابات مقطع فيديو بزعم ارتباطه بتصريح لإمام الحرم المكي عبدالرحمن السديس حول تفشي أزمة الجوع في غزة.
وحصد الفيديو عشرات الآلاف من المشاهدات عبر المنصات الاجتماعية، مدفوعًا بوصف مُضلل يقول: "السديس: أنقذوا أهل غزة بالدعاء".
وجاء على لسان السديس في الفيديو المنسوب إليه: ""الجوع في عْرْة حمية صحية وفرصة ذهبية لتهذيب الجسد، ولا نملك سوى الدعاء والالتزام بتوجيهات ولي الأمر، فدعوا عنكم لغط التبرعات والماديات وتضرعوا لله".
عندما فحص موقع CNN بالعربية الفيديو وجد أنه خضع للتحرير الرقمي، وأَُضيفت إليه مُدخلات عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل الصوت والمحتوى.
ويظهر مؤشر أداة Deep Ware أن الفيديو يحمل شبهة التزييف عن طريق الذكاء الاصطناعي. وتوضح نتائج فحص أداة "Deep Fake O Meter" احتمالية تزييف المُدخلات في المقطع، لافتة إلى أنها تتتشابه في خصائصها مع البيانات الحقيقية أو المزيفة.
ولم تصدر التصريحات الواردة في الفيديو عن السديس خلال خطب الجمعة.
وكان أصل الفيديو مأخوذًا من فيديو لخطبته في الحرم المكي 4 يوليو/تموز 2025. ونشر الفيديو الكامل، ومدته 21 دقيقة، في قناة شؤون الأئمة والمؤذنين الرسمية.
خلال هذه الخطبة، وهي الأولى في العام الهجري 1447، أثار السديس تفاعلا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع آخر بدا فيه متأثرًا خلال الدعاء للفلسطينيين، والذي نشرته قنوات سعودية رسمية، مثل قناة الإخبارية.
وعلى مدار فترات الحرب في غزة كان إمام وخطيب الحرم المكي من بين أبرز الشخصيات التي جرى ترويج معلومات مُضللة منسوبة إليها، وذلك بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وسبق لشبكة CNN بالعربية كشف زيف هذه الادعاءات.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: عبدالرحمن السديس غزة الحرم المکی
إقرأ أيضاً:
فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
في صيف 2010، خاض لاعبا التنس جون إيسنر ونيكولا ماهو واحدة من أكثر المواجهات استنزافًا في تاريخ ويمبلدون، فقد استمرت المباراة 11 ساعة على مدار 3 أيام. وبعد أكثر من عقد، يخوض خصمان من نوع آخر مباراة لا تقل عنادًا، لكن هذه المرة داخل مختبرات ديب مايند التابعة لغوغل، وبلا جمهور.
فبحسب تقرير لموقع بوبيلار سينس (Popular Science)، تتحرك ذراعان روبوتيتان في مباراة تنس طاولة بلا نهاية في مركز الأبحاث جنوب لندن، ضمن مشروع أطلقته ديب مايند عام 2022 لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التنافس الذاتي المستمر. الهدف لا يقتصر على تحسين مهارات اللعب، بل يتعداه إلى تدريب خوارزميات قادرة على التكيف مع بيئات معقدة، مثل تلك التي تواجهها الروبوتات في المصانع أو المنازل.
من مناوشة بلا فائز إلى تدريب بلا توقففي بدايات المشروع، اقتصر التمرين على ضربات تبادلية بسيطة بين الروبوتين، من دون سعي لتحقيق نقاط. ومع الوقت، وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، أصبح كل روبوت يتعلم من خصمه ويطوّر إستراتيجياته.
وعندما أُضيف هدف الفوز بالنقطة، واجه النظام صعوبة في التكيف، إذ كانت الذراعان تفقدان بعض الحركات التي أتقنتاها سابقًا. لكن عند مواجهة لاعبين بشريين، بدأت تظهر بوادر تقدم لافت، بفضل تنوع أساليب اللعب التي وفّرت فرص تعلم أوسع.
ووفق الباحثين، فازت الروبوتات بنسبة 45% من أصل 29 مباراة ضد بشر، وتفوقت على لاعبين متوسطين بنسبة بلغت 55%. فالأداء الإجمالي يُصنّف في مستوى لاعب هاوٍ، لكنه يزداد تعقيدًا مع الوقت، خصوصًا مع إدخال تقنيات جديدة لمراقبة الأداء وتحسينه.
عندما يعلّم الفيديو الذكاء الاصطناعيالتحسينات لم تتوقف على التمرين الفعلي، إذ استخدم الباحثون نموذج جيمناي (Gemini) للرؤية واللغة من غوغل لتوليد ملاحظات من مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات.
ويمكن للروبوت الآن تعديل سلوكه بناء على أوامر نصيّة، مثل "اضرب الكرة إلى أقصى اليمين" أو "قرّب الشبكة". هذه التغذية الراجعة البصرية اللغوية تعزز قدرات الروبوت على اتخاذ قرارات دقيقة خلال اللعب.
إعلان تنس الطاولة بوابة لروبوتات المستقبلتُعد لعبة تنس الطاولة بيئة مثالية لاختبار الذكاء الاصطناعي، لما فيها من توازن بين السرعة والدقة واتخاذ القرار. وهي تتيح تدريب الروبوتات على مهارات تتجاوز مجرد الحركة، لتشمل التحليل والاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي مهارات ضرورية للروبوتات المستقبلية في البيئات الواقعية.
ورغم أن الروبوتات المتقدمة ما زالت تتعثر في مهام بسيطة بالنسبة للبشر، مثل ربط الحذاء أو الكتابة، فإن التطورات الأخيرة -كنجاح ديب مايند في تعليم روبوت ربط الحذاء، أو نموذج "أطلس" الجديد الذي قدّمته بوسطن ديناميكس- تشير إلى تقارب تدريجي بين أداء الآلة والإنسان.
نحو ذكاء عام قابل للتكيفيرى خبراء ديب مايند أن هذا النهج في التعلم، القائم على المنافسة والتحسين الذاتي، قد يكون المفتاح لتطوير ذكاء اصطناعي عام متعدد الاستخدامات. والهدف النهائي هو تمكين الروبوتات من أداء مهام متنوعة، ليس فقط في بيئات صناعية بل أيضًا في الحياة اليومية، بأسلوب طبيعي وآمن.
حتى ذلك الحين، ستبقى ذراعا ديب مايند في مباراة مفتوحة، تتبادلان الكرات والمهارات، في طريق طويل نحو مستقبل روبوتي أكثر ذكاء ومرونة.