ألكسندر دوجين.. .مؤسس النظرية الرابعة
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
بعد أن ترك ألكسندر دوجين الحزب البلشفي الوطني، الذي ساعد في تأسيسه، أسس حزب أوراسيا في عام 2002.
الأوراسية، التي يستند إليها الحزب، هي حركة اجتماعية وسياسية ظهرت في أوائل القرن العشرين في ظل الإمبراطورية الروسية، والتي تنص على أن روسيا لا تنتمي إلى الفئات "الأوروبية" أو "الآسيوية" بل تنتمي بدلاً من ذلك إلى المفهوم الجيوسياسي لأوراسيا الذي يحكمه الروس، مشكلًا حضارة روسية مستقلة ظاهريًا.
كما كتب المزيد من الكتب، أهمهم "النظرية السياسية الرابعة" عام 2009.
النظرية الرابعة:
في الكتاب، يذكر دوجين أنه يرغب في ابتكار نظرية سياسية جديدة تمامًا لتحل محل ما يعرفه بالنظريات السياسية الثلاث السابقة المهيمنة: الليبرالية والفاشية والشيوعية.
يصر دوجين أن هذه الأيديولوجية "نظرية خالدة وغير حديثة" و صالحة طوال الوقت. كما ينظر إلى الليبرالية على أنها "هزمت جميع منافسيها"، كما إنه يشير إلى سخرية الليبراليين من الماضي و يحذر من المفهوم الحديث لـ "التقدم" على أنه معيب بشكل خطير، ويذهب إلى حد وصفه بأنه عنصرية وحتى "إبادة جماعية أخلاقية ضد الماضي".
وفقًا لدوجين، فإن هدفه هو أخذ عناصر من الجوانب الثلاثة، و تطهيرها من الجوانب السلبية، ثم إدماجها في هذه الأيديولوجية الجديدة ليجمعهم لتشكيل نظرية سياسية جديدة تستند إلى "القومية"، واصفًا ذلك بأنه "أكبر قيمة للنظرية السياسية الرابعة كظاهرة ثقافية، كمجتمع للغة والمعتقد الديني والحياة اليومية ومشاركة الموارد والجهود، ككيان عضوي.
الموضوع الرئيسي للسياسة في هذه النظرية ليس الفردية، أو الصراع الطبقي، أو الأمة، بل الدازاين (الوجود نفسه).
عالم متعدد الأقطاب:
يرى ألكسندر دوجين أن هناك سيناريوهين لعام 2050، و كلتهما يعتمد على نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
و بحسب المفكر: "يمكن أن يشهد السيناريو الأول لعام 2050 انتصارًا كاملاً لا رجعة فيه للأحادية القطبية والعولمة، وتنصيب حكومة عالمية، وقدوم عصر ما بعد الإنسانية، وتدمير الجنس البشري على يد أنواع ما بعد الإنسان (الذكاء الاصطناعي، السيبراني، البيولوجي، الهندسة، والجينومات الجديدة وجميع أنواع مخلوقات ما بعد الإنسان)، ومجتمع ما بعد الإنسان الموحد".
يتابع: "إذا خسرنا نحن الروس هذه الحرب في أوكرانيا، فسوف ينتهز الغرب على الفور الفرصة لتحقيق أحلام العولمة التي حلم بها سوروس وشواب والمجتمع المفتوح.. .وإذا فازوا، فسوف يتم تأمين عالم عولمي أحادي القطب من التحديات الخطيرة التي نواجهها في أيامنا هذه".
بالنسبة إلى السيناريو الثاني، و هو انتصار روسيا، من شأنه أن يغير كل شيء.
يقول دوجين: "روسيا تفوز بأوكرانيا، وبهذا يصبح العالم متعدد الأقطاب، وخارج مجال الهيمنة الغربية. كما سيظهر قطبان آخران: روسيا والصين. وسوف تظهر الهند كقطب ثالث. وسينشأ قطب إسلامي رابع، وخامس في أمريكا اللاتينية، وسادس في أفريقيا".
يشير المفكر أن هذا ليس الحل التلقائي لجميع المشاكل، ولكن هذا يعني نهاية الهيمنة العالمية للأحادية القطبية، وما بعد الحداثة، والتقدم التقني، والفردية، والذكاء الاصطناعي.. وسنفصل البشرية في جزر من الحضارات، كما ستكون هذه صورة "فسيفساء الأرخبيل التي تعيش في تعايش مثالي".
في رؤيته لهذا العالم الجديد، يقول: "قد يكون البعض في صراع، والبعض الآخر قد يكون في سلام، ويمكننا تحديد بعض القواعد المشتركة. ويمكننا إنشاء منصة جديدة لنظام متعدد الأقطاب، وتعلم كيفية حل الصراعات بين الحضارات. سيأتي هذا في عالم جديد حيث لن تنتصر مجموعة واحدة من القيم فحسب، بل عندما يكون لدينا العديد من مجموعات القيم لعدة حضارات".
يضيف، ساخراً من الغرب: "سيتم الاعتراف بالشريعة والتقاليد الإسلامية كمصادر للأنظمة السياسية والاقتصادية والميتافيزيقية والاجتماعية والأنثروبولوجية لجزء من سكان العالم، والمسيحية الأرثوذكسية بالنسبة لنا، والكونفوشيوسية والقيم الماوية للصينيين، والتقاليد الهندية للهنود، حضارة المثليين الليبرالية الغربية في بعض أجزاء الغرب".
و بهذا، لن تكون هناك مدينة عالمية أو عاصمة واحدة للعالم، جميع البلدان ستكون كمقاطعات. سيكون لدينا مقاطعة غربية، أو مقاطعة أوراسية، أو مقاطعة صينية.. .بدون رأس مال أو نوع فريد من مجموعة القيم العالمية.
دوجين و الإسلام:
يرى دوجين أن العقيدة الإسلامية حصن منيع ضد الغزو الثقافي الغربي، كما يصر أن الدول الإسلامية بحاجة إلى الوقوف في تضامن مع بعضها البعض ومع فلسطين لتعزيز نفسها كقطب في العالم الجديد متعدد الأقطاب.
يذكر أنه كتب على حسابه على موقع X أن قوى العالم الإسلامي التي لا تزال تحلم بالوساطة، و تصر على التعامل على أن الوحود الإسرائيلي أمر طبيعي هم خونة للإسلام والإنسانية. كما يصر أن العالم الإسلامي يحتاج إلى التضامن. و يتابع داعياً: "دعونا ندمر الهيمنة الغربية مرة واحدة وإلى الأبد.بايدن يضع كل شيء على عاتق النظام العالمي الجديد.نحن نقبل التحدي. دعونا نقاوم".
ألكسندر دوجين.. .النشأة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الولايات المتحدة الأمريكية العالم الإسلامي روسيا الاتحادية القومية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرب روسيا و أوكرانيا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الصراع العربي الإسرائيلي ألكسندر دوجين التطبيع مع إسرائيل العولمة الشيوعية الفاشية الجديدة الليبرالية الجديدة العالم متعدد الأقطاب عالم متعدد الأقطاب الرأسمالية العالمية الأوراسية الماركسية الليبرالية الغربية متعدد الأقطاب ما بعد على أن
إقرأ أيضاً:
العامرات تحتضن أول منفذ متعدد العلامات التجارية
مسقط- الرؤية
أعلنت شركة "آي أو كيتشنز"، الرائدة في تشغيل المطابخ السحابية بسلطنة عُمان، عن توقيع شراكة استراتيجية مع شركة "الميرة"، تهدف إلى إطلاق أول منفذ مباشر متعدد العلامات التجارية في مول الميرة بمنطقة العامرات، وذلك في خطوة تمهّد لتوسعات ميدانية مرتقبة على مستوى السلطنة.
وقال خالد بن عوض البلوشي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية "تنمية" إن هذا التعاون يجسّد مثالًا عمليًا على نهج شركة "تنمية" في تمكين شركاتها التابعة من تحقيق النمو المستدام وخلق فرص استراتيجية مشتركة؛ إذ تمتلك "تنمية" حصصًا في كل من "آي أو كيتشنز" و"الميرة"؛ حيث تأتي ملكيتها في "آي أو كيتشنز" من خلال صندوق تنمية للمشاريع ذات الرسملة الصغيرة (Tanmia Small-cap Fund) الذي جرى إطلاقه مؤخرًا بالشراكة مع صندوق عُمان المستقبل، بينما يأتي استثمارها في "الميرة" عبر شراكة مباشرة مع شركة الميرة القطرية. وأضاف البلوشي أن هذا التكامل أتاح داخل المحفظة الاستثمارية لشركة "تنمية" أداء دور محوري في تيسير هذا التحالف بين شركتين واعدتين. وتابع: "تؤمن ’تنمية‘ بأهمية توظيف الروابط بين شركاتها لتعزيز الابتكار وتعظيم الأثر الاقتصادي، بما ينسجم مع رؤيتها في تعظيم القيمة الوطنية واستثمار الإمكانات الواعدة في السوق العُماني".
ويأتي افتتاح هذا المنفذ ضمن رؤية "آي أو كيتشنز" لتعزيز حضورها في المناطق ذات الكثافة السكانية، من خلال تقديم تجربة متكاملة تشمل تناول الطعام داخل الموقع، وخدمات الاستلام والتوصيل، مستندة إلى نموذج تشغيلي رقمي مدعوم بالتكنولوجيا والابتكار.
وقال هشام حسن المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"آي أو كيتشنز": "تمثل هذه الشراكة امتدادًا طبيعيًا لاستراتيجيتنا في التوسع الذكي وتحقيق التوازن بين البنية الرقمية والتفاعل المباشر مع العملاء. لقد بنينا أساسًا رقميًا قويًا، ونسعى الآن لتعزيز حضورنا الواقعي بما يُثري تجربة العميل ويقربنا من المجتمعات المحلية." وأضاف: "نعيد تشكيل ملامح قطاع الأغذية في سلطنة عُمان من خلال الجمع بين الجودة التشغيلية والتميّز الرقمي. هذا المنفذ هو الخطوة الأولى ضمن خططنا لتوسيع نموذجنا المبتكر في مواقع مختارة بعناية."
ويضم المنفذ الجديد مجموعة متنوعة من العلامات التجارية التابعة لـ"آي أو كيتشنز"، أبرزها: "رايس آند سبايس" و"ووك ستارز" و"ماد فور مكسيكن" و"منشزيلا" و"ماي باستا" و"ذا إيغ ستوري" و"أوت أوف ذا أوڤن" و"سلايدرز باي منشزيلا" و"وات آ براتا"، وغيرها من مفاهيم الطعام المستوحاة من مطابخ عالمية وإقليمية.
ويعتمد النموذج التشغيلي على دمج عدة علامات تجارية تحت سقف واحد مع الحفاظ على هوية كل علامة وجودتها وسرعة خدمتها.
من جانبه، قال دانش رضا المدير الإقليمي لشركة "الميرة": "نفخر بإطلاق هذه الشراكة مع 'آي أو كيتشنز' التي تقدم نموذجًا ذكيًا وحديثًا في تقديم خدمات الطعام. هذه الخطوة تنسجم مع استراتيجيتنا لتوفير تجارب متميزة لزوار مول الميرة، ونراها بداية لشراكات ناجحة في المستقبل".
ويأتي هذا التعاون بعد نجاح "آي أو كيتشنز" في إغلاق جولة تمويل تأسيسي بقيمة 2.8 مليون دولار أمريكي، بقيادة صندوق تنمية المشاريع ذات الرسملة الصغيرة (Tanmia Small-Cap Fund)، ومشاركة مستثمرين إقليميين ومكاتب عائلية. وستُوظّف هذه الاستثمارات في التوسع التشغيلي، وتطوير المنصة الرقمية، وتعزيز العلامات التجارية، وتوسيع الشراكات على المستوى المحلي والإقليمي.
وتأسست "آي أو كيتشنز" عام 2021 على يد رائد الأعمال هشام حسن، وتُعد أول شركة عُمانية مُتخصِّصة في تشغيل المطابخ السحابية. وتتخذ من مسقط مقرًا لها، وتدير 5 منشآت تشغيلية تغطي العاصمة، وتُشرف على أكثر من 40 علامة تجارية مملوكة أو شريكة.
ويعتمد نموذج عمل الشركة على الدمج الذكي بين التكنولوجيا وعمليات الطهي، ويستخدم البيانات والذكاء الاصطناعي لتطوير مفاهيم غذائية مبتكرة تلبي متطلبات العملاء، وتُقدم وجبات عالية الجودة مصممة لبيئة التوصيل السريع. كما توفر حلولًا تشغيلية متكاملة للعلامات التجارية الأخرى تشمل إدارة المطابخ والبنية التحتية التقنية واللوجستية.
وتُعد "آي أو كيتشنز" اليوم من أبرز الجهات التي تقود التحول الرقمي في قطاع توصيل الطعام في سلطنة عُمان، من خلال نماذج تشغيل مرنة تُواكب متغيرات السوق وتفتح آفاقًا جديدة للنمو.