بغداد اليوم-بغداد

بدأت مشاهد السير في شوارع العاصمة بغداد، تبدو أكثر هدوءًا وانضباطًا، وهي حالة يمكن وصفها بـ"النادرة" في عراق مابعد 2003، والتي لها ابعاد واسباب عديدة ومختلفة.

 

وكان المزاج العراقي السيء وروح المنافسة و"العدائية" الناجمة من التراكمات النفسية والاجتماعية والسياسية والامنية خلال السنوات السابقة، تنعكس بشكل كبير على سلوكيات الافراد وفقًا لمراقبين، وواحد من هذه السلوكيات هي طرق قيادة السيارات ولاسيما في العاصمة بغداد المزدحمة.

 

وتعد القيادة "بتنافس" وعدم اعطاء السائق المجال لعبور عجلة أمامه، سمة معروفة وشائعة في شوارع بغداد، مدفوعة بالمزاج السيء للمواطنين، وكذلك بالعدد الكبير للعجلات وسوء الطرق والشوارع، والتي تجبر السائقين على التعامل بطريقة غير قانونية او صحيحة نتيجة للوضع غير الطبيعي، وان عدم اتباع "مسألة التسابق والتنافس" فيعني انك ستكون في النهاية ولن تستطيع ان تنجو بنفسك من الازدحامات او التوقف لفترة طويلة قبل ايجاد فرصة ثانية.

 

الا ان مراسل بغداد اليوم، وخلال جولة ليلية مساء اليوم فضلا عن الايام القليلة السابقة، رصد مدى الالتزام الكبير والانضباط في التعامل مع الاشارات المرورية.

 

وعبّر مواطنون عن رأيهم بالقول ان هذا الانضباط يعني ان العراقيين بدأوا يعطون درسًا في الانضباط للعالم مقارنة بوضعهم وسنوات من الدمار والتخريب وانفلات القانون.

ولعل الالتزام السريع بالقانون يكشف مدى مرونة العراقي والتي تكشفها بصورة اوضح سرعة العراقي في التطبع مع الضوابط والقوانين في الدول الاخرى عندما يسافر العراقي الى تلك الدول.

 

ويعزز هذا الانضباط "خلية النحل" المتمثلة برجال المرور والذين يتواجدون في الشوارع منذ الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية ليلًا. 


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

«الانضباط العسكري» وجهود بناء الأجيال

يعتقد الكثيرون أن الفجوة الكبيرة التي نشهدها اليوم بين الأجيال وليدة اختلاف الوسائل، وسائل التواصل، ووسائل التعليم، ووسائل الترفيه، وهذا صحيح إلى حد كبير. لكن هذا الرأي يغفل عن نقطة مهمة جدا وهي فجوة في فهم معنى «الانضباط». كانت قيمة الانضباط في يوم من الأيام الشغل الشاغل لجميع الأسر وجميع مؤسسات المجتمع بما في ذلك المدارس والمساجد.. كيف تربي جيلا على قيم الانضباط والرجولة بكل ما تحمله هذه الأخيرة من تفاصيل.

وغالبا ما يُقال إن الفجوة بين جيل اليوم والأجيال السابقة لا تُردم بالمواعظ وحدها.. وهذا صحيح. فالقيم لا تُلقّن نظريا، بل تُكتسب عبر التجربة. وهنا تأتي أهمية البرامج التي تُشرك الطالب في مواقف حقيقية تُعيد تشكيل سلوكه، فتجعل من الالتزام عادة، ومن الصبر طبعا، ومن احترام الوقت والنظام نمط حياة لا يمكن تجاوزه أبدا.

وفي هذا السياق تبدو دورات الانضباط العسكري التي تنظمها الكثير من الدول لطلبة المدارس إحدى الوسائل المنهجية لإعادة تشكيل علاقة الناشئة بذواتهم وبمحيطهم، ووضعهم على محك صارم لبناء قيمة الانضباط بكل تفاصيله.. حيث يخرج الطالب من مساحة الراحة والروتين اليومي الذي اعتاد عليه بسبب ما يتوفر له من وسائل حديثة ليواجه تحديات بسيطة في ظاهرها، لكنها جوهرية في أثرها مثل ضبط مواعيد الاستيقاظ المبكر، وخدمة الذات، والانضباط ضمن الجماعة، والالتزام بالتعليمات، والعيش ضمن مجموعة متعاونة يتحمل فيها كل فرد مسؤولية الجماعة كما تتحمل الجماعة مسؤولية كل فرد.

وأمس أطلق صاحب السمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب شارة البدء لتنفيذ النسخة الثانية من برنامج الانضباط العسكري لطلبة المدارس لهذا العام والذي يُنفذ بمحافظة ظفار. وتُشرف على تنفيذه وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبدعم من عدد من الجهات العسكرية والأمنية، وعدد من المؤسسات الحكومية الأخرى ذات العلاقة وبما يحقق الأهداف المتوخاة والغاية الوطنية المنشودة من تنفيذه.

ومن إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب يمكن أن نقرأ الأهداف الجوهرية لهذا البرنامج الذي يتعمق في بناء الشخصية بناء وجدانيا وسلوكيا. حيث يرتكز على دعم قيم المواطنة والهُوية والانضباط الذاتي من خلال سلسلة من الأنشطة الثقافية والتدريبية والرياضية.

بهذا المعنى فإن الانضباط المراد من هذا البرنامج ليس نقيض الحرية، بل هو شرطها. فمن لا يضبط نفسه، يصبح أسيرا لأهوائه. وليس الانضباط هنا هو تغريب الجيل عن وسائل عصره ولكن ضبط سلوكه وتعامله معها ليكون في سياق من التوازن.. ولذلك، تأتي هذه الدورات لتعيد ربط الشاب بإيقاع مختلف، يعلّمه قيمة الوقت، وأن النظام ليس قيدا ولكنه حماية، وأن المسؤولية تبدأ من أبسط الأمور، من احترام الصف، وتنتهي إلى أعمقها، وهي الإخلاص للوطن.

وأثبتت التجارب أن الطالب الذي يخضع لتدريب عسكري تربوي متوازن، يكتسب قدرة أعلى على التركيز، ويتراجع سلوكه الفوضوي، وتزداد قدرته على التواصل والانضباط الذاتي.

على أن فوائد مثل هذه البرامج «الانضباطية» كثيرة جدا ليس آخرها اكتشاف الشاب للكثير من القدرات الذاتية التي كانت مغيبة بسبب نمط الحياة وطبيعتها، حيث يكتشف هذا الشاب أنه قادر على القيام بالكثير من الأعمال التي تزيد من ثقته بنفسه وتفتح له القدرة على تحديد مسارات حياته القادمة.

مقالات مشابهة

  • «الانضباط العسكري» وجهود بناء الأجيال
  • من أجواء امتحانات الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في دير الزور، والتي تقام لأول مرة بعد سقوط النظام البائد
  • البرلمان العراقي يستأنف جلساته بمناقشة والتصويت على 7 مشاريع اليوم
  • اليوم ..اسعار صرف الدولار=142250 ديناراً
  • غدًا.. السيد ذي يزن يُطلق النسخة الثانية من برنامج الانضباط العسكري بظفار
  • السيد ذي يزن يُطلق النسخة الثانية من برنامج الانضباط العسكري بظفار
  • مجموعة السعودية تتصدر قائمة شركات الطيران عالمياً في انضباط مواعيد الرحلات لشهر يونيو 2025.
  • الصحة تُطلق تطويرًا شاملًا للخط الساخن «105» للتيسير على المواطنين وسرعة الاستجابة
  • اليوم..انخفاض في أسعار صرف الدولار
  • الأمن العراقي يتعقب بوزرجي قتل شخصاً داخل محطة وقود في بغداد