اتبعت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، سياسة خارجية نشيطة وكان لها دور إقليمي ودولي فعّال ذات توجه عربي وإفريقي ودولي، إلى جانب تحقيق التوازن في سياستها الخارجية بتعاونها مع القوى الدولية لتعظيم المصالح المشتركة والاستفادة من التجارب الناجحة لتلك الدول.

 

السياسة الخارجية المصرية 

وتسعى السياسة الخارجية المصرية لحماية الأمن القومي المصري والمصالح المصرية العليا، مع تحقيق التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة بما يحقق الهدف الأول، وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار والسعي نحو السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط ، والإتجاه نحو تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ، ومواجهة الإرهاب على المستوى الدولي بإتباع استراتيجية شاملة ، والسعي لوضعه على رأس قائمة الأولويات الإقليمية والدولية، فضلاً عن دعم كل ما يعزز العلاقات الاقتصادية الدولية ، ويكفل التعاون وتبادل خبرات التنمية ، وتوظيف الموارد على نحو يحقق المصالح المشتركة بين المجموعات الدولية المختلفة ، و تعزيز العلاقات مع القوى الكبرى في المجتمع الدولي ضماناً للمصالح الوطنية المصرية .

وقد استطاعت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحقيق نجاح ملموس فى سياستها الخارجية فى دوائرها المختلفة العربية والإسلامية والأفريقية والدولية، واستعادت مصر مكانتها ودورها المحوري لصالح شعبها والمنطقة والعالم، الأمر الذى حقق العديد من أهداف ومصالح مصر وأدى إلى تفهم ودعم المجتمع الدولى لجهود مصر فى تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم، وأعاد شبكة علاقات مصر الإقليمية والدولية إلى المستوى المأمول من التوازن والندية والاحترام المتبادل، وساهم فى تحقيق أهداف الأمن القومي المصري ودعم قدرات مصر العسكرية والاقتصادية.

وقال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن هناك حلقة متصلة في السياسة المصرية الدبلوماسية الخارجية، مشيراً إلى أن مصر لأول مرة في تاريخها يكون لها هذه العلاقات القوية والمتينة مع كافة دول العالم أجمع.

وأضاف خلال تصريحات لـ “صدى البلد”،  أن هذا الترسيخ لأواصر العلاقات بالعالم بأكمله يؤكد على مدى الثقة التي توليها قيادات العالم بالدولة المصرية، وهو بدوره ما يفتح الباب أمام التعرف على الفرص الاستثمارية والتبادل الاقتصادي فضلا عن التعرف على المزايا المختلفة لكل البلدان.

وفي هذا الصدد كان قد أكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية مدير إدارة الدبلوماسية العامة، أننا نعيش فى مرحلة تشهد تغيرات سريعة للغاية وتحديات كبيرة ومتزامنة، مشددا على أن السياسة الخارجية المصرية تتمتع بقدر كبير من المرونة والقدرة على التعامل مع هذه التغيرات والتحديات.

وقال السفير أبو زيد "إن رؤية مصر 2030 ، ومع الإدراك الكامل بأن هذه الرؤية هى رؤية اقتصادية تنموية واجتماعية بالأساس لتشكيل وجهة مصر في الفترة التالية لإعدادها- فإنه يجب أن نستوعب من البداية أن السياسة الخارجية المصرية والأداة الدبلوماسية تعمل لدعم وتحقيق أهداف هذه الرؤية، فإذا كانت الرؤية في بعدها الاقتصادي والتنموي تأتي في شكل مشروعات وبرامج وخطط لكن جوهر هذه الرؤية يتأسس على فكرة استقرار الدولة المصرية وفكرة حماية الأمن القومي المصري ومصالح الشعب والمواطن المصري، وهنا يأتي دور السياسة الخارجية لهذه الدولة وأداتها الدبلوماسية التي تسعى لتحقيق هذه الأهداف".

وأوضح أن السياسة الخارجية المصرية لها محددات واضحة ودوائر واضحة وثابتة في أولويات السياسة الخارجية المصرية كالدائرة العربية والإفريقية والمتوسطية والإسلامية، ولكن أضيفت إليها خصائص جديدة ودوائر جديدة.

واستعرض السفير أبوزيد، خصائص محددات السياسة الخارجية المصرية الآن وعلى رأسها التشعب المتمثل في الزيادة الهائلة في التحديات المتزامنة كالأزمات في دول الجوار الجغرافي الملاصق لمصر في السودان وليبيا وفلسطين والتحديات الأمنية المرتبطة بالبحر الأحمر وقضية مياه النيل وحوض النيل، وهى تحديات متزامنة وجميعها في حالة الأزمة وتقتضي اتخاذ قرارات عاجلة وأن تعمل أجهزة الدولة في تكاتف وتناغم من أجل التعامل ومواجهة هذه الأزمة.

وقال إن الخاصية الثانية تتمثل في التشابك الكبير بين ما هو إقليمي ودولي ولاسيما في ظل مرحلة الاستقطاب التي نمر بها الآن نتيجة للحرب الروسية - الأوكرانية أو القضية الفلسطينية وما يرتبط بها من اهتمامات ومصالح دولية أو قضية الملاحة في البحر الأحمر، حيث نتحدث عن أزمات يتشابك فيها الإقليمي مع الدولي وبالتالى تزداد تعقيدا لأنها ترتبط بمصالح أخرى خارج الاقليم.

وأوضح أن الخاصية الثالثة تتمثل في أن اللاعبين الدوليين والإقليميين تغيروا، ولفترات طويلة كنا نتحدث عن أطراف محددة ولاعبين إقليميين محددين ولكن الآن هناك تزايد في عدد الدول التي لها دور فاعل في صياغة التفاعلات والسياسة في الاقليم، كما أن هناك تناميا في الدول المحيطة بهذا الإقليم، وبالتالي هناك لاعبون إقليمين جدد ولاعبون في دول جوار الإقليم ازداد دورهم وهو ما يخلق واقعاً جديدا تتعامل معه السياسة المصرية الخارجية.

علاقات قوية مع كل دول العالم

وقال السفير أبو زيد، إن السياسة المصرية الخارجية تتفاعل مع وضع فيه حالة إستقطاب شديدة على المسرح الدولي في ضوء ما خلفته الحرب الروسية - الأوكرانية من حالة استقطاب دولي فرضت ظروفاً بعينها جديدة على الدول العربية والإفريقية، مشيرا إلى أنه من بين الخصائص والتحديات الجديدة التي تميز السياسة الخارجية هى الأزمة الاقتصادية العالمية وهو ما يفرض علينا واقعا جديدا وتحديا جديدا.

وأضاف أن هناك دوائر وموضوعات جديدة لم تكن على الساحة من قبل ولكنها باتت تشكل أولوية في التعامل ومن بينها القضايا الجديدة كالهجرة غير الشرعية والطاقة وأزمة الطاقة والغذاء والاتجار في البشر والذكاء الاصطناعي وتأثيره، وهى موضوعات فرضت نفسها وأصبحت تشكل جزءا من أولويات ودوائر اهتمام السياسة الخارجية المصرية وهو ما يفسر دخول مصر في مبادرات كمنتدى شرق المتوسط للغاز والمبادرات الخاصة بالمياه التي طرحت بالأمم المتحدة، لافتا إلى أن كل ذلك يعكس أن مصر تتفاعل مع التغيرات الدولية وتحدد مساراتها وأولوياتها وفقا للتغيرات التي يشهدها الإقليم وبالتالي فهى سياسة خارجية مرنة.

وأشار السفير أبوزيد إلى أنه من أهم الخصائص الجديدة هى مركزية المواطن المصري، وهو في بؤرة اهتمام السياسة الخارجية المصرية بمعنى العمل على حماية الأمن القومي ومصلحة هذا المواطن، وحق المواطن في المعرفة خاصة فيما يتعلق بمواقف وسياستها مصر وهو ما تعكسه البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال إن السياسة الخارجية أصبحت تراعي عدم المغامرة بمصلحة المواطن التي تعد أولوية أولى ومباشرة، مضيفا "أن الخصائص تتضمن أيضا إقامة الشراكات الاقتصادية مع مراكز اقتصادية كبرى والارتقاء بالشراكات الاقتصادية مع عدد من الدول والاتحاد الأوروبي وهذه الشراكات هدفها بناء جسور تعاون اقتصادي واجتماعي وسياسي وتنموي مع هذه الكتل المهمة على مستوى العالم لدعم اقتصاد الدولة ودعم مواقف مصر الاستراتيجية ومصالحها في الإقليم".

وأوضح أن البعد الجديد الذي بات يشكل دائرة اهتمام للسياسة الخارجية المصرية هو الدبلوماسية العامة لأن هناك إدراكا متزايدا لتعظيم الاستفادة من كافة مصادر القوة المصرية وفي مقدمتها القوة الناعمة المصرية التي باتت جزءا لا يتجزأ من اهتمامات الدولة.

وردا عن سؤال حول الشراكات الاقتصادية وكيف يمكن الاستفادة مع شركائنا، قال السفير أبو زيد، إن هذا توجه جديد جاء مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014، مشيرا إلى أنه كان لا بد من الاستهداف الذكي في العلاقات الخارجية بما يحقق مصلحة المواطن المصري، مشيرا إلى أنه قد تكون هناك شراكة مع طرف في مجال التعليم ومع آخرين في مجالات مثل الثقافة أو مع التنمية أو التكنولوجيا وغيرها.

وأشار في هذا الصدد إلى الشراكة مع الهند والصين وهى دول لا تطبق هذه الشراكات إلا مع عدد محدود من الدول ما يوضح أهمية مصر كشريك إقليمي لهذه الدول والمصلحة المتبادلة، ونحن نسعى في ذلك وأيضا شركاؤنا يسعون لذلك، كما يسعى الاتحاد الأوروبي لذلك ليصل قريبا إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ونحن مستمرون في هذا التوجه من خلال الدولة بأجهزتها المختلفة.

وشدد أبوزيد، على الاهتمام الذي توليه مصر بالقوة الناعمة للدولة، موضحا أن القوة الناعمة هى مسئولية جماعية تبدأ بمؤسسات الدولة وتنتهي بالفرد أو الشخص وكيف يمكن توظيفها من خلال الصورة الذهنية للدولة ، فالاستفادة من القوة الناعمة تحتاج لرؤية واستراتيجية في هذا التوقيت لأنها ليست مكلفة فهى أقل تكلفة ومخاطرة.

ورداً عن سؤال حول التعاون بين مصر وإفريقيا، قال أبو زيد "إننا منخرطون مع القارة الإفريقية وهناك زيارات عديدة على مستوى رؤساء الدول والوزراء مع مصر، فالتفاعل من جانب الدولة المصرية في إفريقيا كبير ولكن ليس كافيا"، مشددا على أهمية دور المجتمع المدني وكذلك القطاع الخاص الذي يجب أن يكون أكثر جرأة في الاستثمار بإفريقيا.

ومن جانبها، أشادت وآن سكو نائب سفير الاتحاد الأوروبي بالدور الذي قامت وتقوم به مصر لتقديم وايصال المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي ودول العالم لغزة عبر معبر رفح وكذا التسهيلات التي قدمتها من خلال مطار العريش ومطاراتها لتسهيل وصول المساعدات الانسانية إلى العريش ومنها إلى قطاع غزة.

وشددت على أن مصر شريك موثوق به دوما للإتحاد الأوروبي ما يجعل الاتحاد حريصا على تدعيم كافة أوجه علاقاته بمصر التي تتمتع بجهاز دبلوماسي كفء للغاية ، مشددة على الدور الذي تلعبه مصر لتحقيق السلام في وقت يدرك فيه الإتحاد الأوروبي أهمية تحقيق السلام في مناطق أخرى من العالم خاصة مناطق الجوار.

وعرضت آن سكو لحاضر ومستقبل العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدة حرص الاتحاد على تعزيزها وترفيعها لمستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وقالت "إن مصر بوسعها دائما التعويل على علاقاتها مع الإتحاد الأوروبي".

وأشارت إلى حرص الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه على تعزيز العلاقات التجارية مع دول العالم في إطار سياسة متبعة تعتبر أن توسيع التجارة مع العالم من شأنه توسيع رقعة السلام العالمي كجزء من مشروع السلام الأوروبي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السياسة الخارجية السياسة الخارجية المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر الشرق الاوسط السفير أحمد أبو زيد السیاسة الخارجیة المصریة الاتحاد الأوروبی الدولة المصریة القوة الناعمة الأمن القومی دول العالم السفیر أبو أبو زید إلى أنه وهو ما فی هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا

الثورة نت/وكالات أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم السبت، أن سلاح المقاومة لن ينزع أبداً لتحقيق هدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. وقال الشيخ قاسم، خلال التجمع الفاطمي الذي تقيمه وحدة العمل النسائي في حزب الله بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: “فلتعلم أمريكا، سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف إسرائيل ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان”. وأضاف: “افهموا جيدًا، الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة، أي واحد تريدون نزعه أو تمسون به يعني أنكم تمسون بالثلاثة وتريدون نزعها، وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم، ولن يكون هذا”، بحسب موقع المنار. وشدد قائلاً: “لن نتزحزح عن موقفنا، وهذا الموقف هو أشرف موقف وطني لا يحتاج إلى شهادة من أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود، أو التاريخ الفتنوي، أو تاريخ الفساد”. ولفت إلى أن المقاومة حققت أربعة إنجازات عظيمة “حررت الأرض وصمدت وردعت العدو وأوقفت اجتياح لبنان في معركة أولي البأس”. وتابع: “إذا قتلونا تنبت دماؤنا، وإذا استسلم لبنان ينتهي أثره ويُمحى تاريخه ويُصبح بلا مستقبل، مع إسرائيل لا مكان للمسلمين في لبنان ولا مكان للمسيحيين في لبنان”. وحذّر قائلًا: “انتبهوا، المشروع خطير جدًا ويمكن أن لا يبقى لبنان، يريدون إضعاف المقاومة ويبقون الجيش يتسلح بمقدار بسيط حتى يكون لبنان بلا قوة”. وأردف: “فلتتوقف الدولة عن التنازلات، ألم تسمعوا السفير الأمريكي يقول إن المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟ هناك منطق واضح يقول المفاوضات مسار مستقل، يعني العدوان سيستمر، يعني ما هي فائدة المفاوضات؟”. ودعا الدولة اللبنانية إلى “التراجع وأن تعيد حساباتها”، وقال: “طبّقوا الاتفاق وبعد ذلك ناقشوا في الاستراتيجية الدفاعية، لا تطلبوا منا أن لا ندافع عن أنفسنا والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها، فلتؤمّن الدولة الحماية والسيادة، وعندها نضع كل شيء على طاولة حوار الاستراتيجية الدفاعية ونصل إلى النتيجة”. وأكد أمين عام حزب الله أن “مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح للنهوض بهذا البلد، حصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن في البلد هو مطلب أمريكي إسرائيلي”، معتبرًا أن حصرية السلاح “بالمنطق الأمريكي الإسرائيلي إعدامٌ لقوة لبنان”. ولفت إلى أن المشكلة الحقيقية للدولة اللبنانية “هي مشكلة بالعقوبات المفروضة عليها وبالفساد المستشري”، مضيفًا أن “كل هذا من عمل أمريكا منذ سنة 2019، وهي تعمل على تخريب البلد وإيجاد الفوضى فيه حتى لا يبقى قادرًا على التحرك وحده”. واستطرد: “بعض المتصدّين للمطلب الإسرائيلي الأمريكي بحصرية السلاح هم من أصحاب الفتن وروّاد الفساد، لا يحق لهم الكلام”، لافتًا إلى أن “الكيان الإسرائيلي يهدد، والطريق الوحيد بالنسبة له هو الاستسلام حتى يكون لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية المباشرة”. وقال الشيخ قاسم: “مع الاستسلام لن يبقى لبنان، وهذه سوريا أمامنا، لا تفكّروا أن سوريا تنتعش، وكل هذا زيف، الاستسلام يؤدّي إلى زوال لبنان”. وتساءل: “إذا كانوا يهدّدوننا ماذا نفعل؟ لا نخضع لتهديداتهم، إذا هددونا نخاف ونجلس جانبًا؟ نقول لن نرد على هذه التهديدات؟” ليجيب: “نقول نحن ندافع ونصمد ونقف، مع الاستسلام لا يبقى شيء، ومع الدفاع تُفتح الآفاق إلى احتمالات كبيرة”. وأكد أن “خطة العدو كانت بعد اغتيال سماحة السيد نصر الله وكل الشهداء وضرب القدرة التي كانت لدينا بنسبة معينة، كل هدفها إزالة حزب الله من الوجود”. وأوضح: “خضنا معركة أولي البأس واستطعنا أن نمنع العدو من تحقيق هذا الهدف”. وأضاف أن “الإسرائيلي اليوم يقول إن نتائج حربه على لبنان تتآكل، وهذا طبيعي، هو لم ينتصر بتحقيق أهدافه، إضافة إلى أن وجود المقاومة يعني وجود الحياة”. وتابع: “مع وحدتنا وثباتنا قد لا تحصل الحرب، خدام إسرائيل في لبنان يشجعونها على بلدهم وأولاد بلدهم، وعلى كل حال إذا حصلت الحرب لن تحقق أهدافها”. واعتبر الشيخ قاسم أنه “إذا كانت أمريكا تعمل لمصالحها في لبنان، تأكدوا أنها ستبحث عن حل، وإذا كانت لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل لن يكون للبنان حياة، استسلم أم واجه وقاتل”، مشدداً على أن “الإسرائيلي لن يذهب إلى الحرب من دون قرار أميركي”. وأكد الأمين العام لحزب الله أن لبنان دخل منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في “مرحلة جديدة” تجبُّ ما سبقها وما قبلها. وأوضح أن هذه المرحلة تفترض أداءً مختلفًا، إذ أصبحت الدولة مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش، مشيرًا إلى أن “المقاومة قامت بكل ما عليها في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة الدولة اللبنانية”. وشدد الشيخ قاسم على أن “كل نقاش يعيدنا إلى ما قبل الاتفاق واتخاذ أدلة مما قبل الاتفاق لا قيمة له، لأننا أمام مرحلة جديدة، وبالتالي نريد أن نحاكم المرحلة الجديدة”. وأشار إلى أن تطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتم “بشكل كامل”، في حين أنه “من جهة إسرائيل لا يوجد أي خطوة على طريق الاتفاق”. وأكد أن حزب الله ينظر، بعد الاتفاق، إلى كل ما يقوم به الكيان الإسرائيلي على أنه استمرار للعدوان، معتبرًا أن “هذا العدوان خطرٌ على لبنان وخطرٌ علينا”. ولفت إلى أن المقاومة “تُطالَب بإيمانها وباستعدادها للتضحية وتُطالَب باستمراريتها، ولكن لا تُطالَب بمنع العدوان”، مبيناً أن الردع الذي يعني منع العدوان ووضع حدّ للحماية من أن يُقدِم العدو على عمل معيّن “ليس وظيفة المقاومة، بل هو وظيفة الدولة والجيش”. وذكر أن وظيفة المقاومة هي “المساندة للدولة والجيش والتحرير والتصدّي عندما لا تتصدّى الدولة وعندما لا يتصدّى الجيش”، مؤكدًا أن دورها أن “تساند وتمنع استقرار العدو وتساعد على التحرير”، في حين أن حماية لبنان “هي مسؤولية السلطة السياسية وليس مسؤولية المقاومة ابتداءً”. وأضاف الشيخ قاسم متسائلًا: “إذا كان الجيش غير قادر على الحماية، هل نطالب بنزع سلاحه؟ لا، إذا لم يكن قادرًا على الحماية نطالب بتعزيز وجود السلاح لديه”. وأضاف: “إذا كانت المقاومة لم تحقق الحماية ويتوغّل الإسرائيلي، هل نطالب بنزع القوة؟ أم أننا نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش ومساندة الدولة لمواجهة المحتل؟”. وأكد أن “المقاومة مستعدّة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني”، وقد ساعدته على بسط السلطة، وهي “موافقة على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته”. وشدد في المقابل على أن “المقاومة ليست مستعدة لأي إطار يؤدي إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأميركي”.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يستقبل وزير خارجية الصين ويستعرضان العلاقات وتطويرها
  • وزير الخارجية يلتقي نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية بولندا
  • بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي
  • واشنطن بوست: من يقف وراء سياسة ترامب الخارجية المعادية لأوروبا؟
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا
  • التعليم العالي إطلاق السياسة الوطنية للابتكار المستدام لجعل مصر مركزًا إقليميًا للابتكار
  • إيران تعلن عن عقد اجتماع إقليمي لمناقشة التطورات في أفغانستان
  • متحدث الخارجية لـ فوربس: السياسة الخارجية المصرية تستند لمعايير أخلاقية وقانونية
  • انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة بين مصر وأنجولا برئاسة وزيري خارجية البلدين