القدس المحتلة-سانا

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تمرده التاريخي على قرارات الشرعيات الدولية ورفضه لكل ما يصدر عن الهيئات الدولية السياسية والقانونية.

وأضافت الخارجية في بيان اليوم نقلته وكالة وفا الفلسطينية: إن سلطات الاحتلال تتحدى إرادة المجتمع الدولي في إمعانها بقتل الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب وتجويعهم وتعطيشهم وتهجيرهم تحت القصف من مكان لآخر دون مأوى أو ملجأ أو أي مكان آمن.

وشددت الخارجية على أن إصرار الاحتلال على منع إدخال المساعدات للفلسطينيين في القطاع ليس فقط استخفافاً بالعالم وقراراته ومناشداته وإنما دليل إمعانه في الحرب على الفلسطينيين وفرض المزيد من العقوبات الجماعية القاتلة عليهم في أبشع أشكال الإبادة والتهجير.

واعتبرت الخارجية أن مصداقية العالم وأنظمته على محك اختبار نهائي بشأن قدرته على إدخال المساعدات الإغاثية بشكل مستدام للفلسطينيين في القطاع، مؤكدة أنه لا توجد أية تبريرات للفشل الدولي المريع في حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مركز دراسات: زيارة العليمي لموسكو تحوّل استراتيجي في خطاب الشرعية ورسالة لإعادة التموضع الدولي

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

كشفت ورقة تحليلية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى العاصمة الروسية موسكو أواخر مايو الماضي، شكّلت تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق في خطاب الشرعية اليمنية، وتجاوزت في مضمونها الطابع البروتوكولي إلى توجيه رسائل سياسية وأمنية واقتصادية متعددة الأبعاد.

وأوضحت الورقة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، أن الزيارة، التي شملت لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من كبار المسؤولين الروس، تميزت بتشكيلة الوفد المرافق للعليمي، والذي ضم مستشارين في ملفات الدفاع والإعمار والثقافة، في إشارة واضحة إلى رغبة يمنية في توسيع دائرة التعاون مع موسكو لتشمل الأمن، والاقتصاد، والثقافة، إلى جانب الشأن السياسي.

وعدّت الورقة أن وجود الفريق محمود الصبيحي، مستشار الرئيس لشؤون الدفاع، يحمل دلالات على بحث الشرعية عن دعم عسكري روسي، لاسيما في مجال الدفاعات الجوية، في ظل تراجع الدعم الإقليمي من بعض الحلفاء التقليديين.

كما أن مشاركة مستشار الإعمار والتنمية، المهندس عمر العمودي، تعكس اهتمامًا بإحياء الدور الروسي في مشاريع إعادة الإعمار، استنادًا إلى العلاقات التاريخية التي تعود إلى مرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962.

على صعيد الخطاب السياسي، أبرزت الورقة أن ظهور العليمي في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” شكّل نقلة نوعية في خطاب الشرعية، الذي تحوّل من موقع الدفاع إلى الهجوم، إذ وصف جماعة الحوثي بأنها “جماعة نازية”، في محاولة للتأثير على الوجدان الروسي، الذي يتسم بحساسية تاريخية تجاه النازية. وقد رأت الورقة أن هذا التوصيف يحمل بُعدًا دعائيًا مدروسًا يتماشى مع سياق الخطاب الروسي الرسمي المناهض لأي تيارات توصف بالنازية.

وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد إشارات التقارب بين جماعة الحوثي ودوائر روسية، وازدياد اللقاءات بين قيادات حوثية ومسؤولين روس. ووفقًا لمصادر دبلوماسية مطلعة، فقد سعت الزيارة إلى تصحيح السردية التي يحاول الحوثيون ترسيخها في الأوساط السياسية الروسية، عبر تقديم الرواية الرسمية للشرعية بشأن مجريات النزاع.

وفي مقابلته مع القناة الروسية، شدد العليمي على حاجة اليمن الماسة إلى منظومات دفاع جوي متطورة، مطالبًا بدعم روسي مباشر، ومؤكدًا في الوقت نفسه التزام الحكومة الشرعية بالمرجعيات الدولية للسلام، في مواجهة جماعة وصفها بأنها “لا تؤمن بالسلام”.

كما شملت زيارة العليمي لقاءات مع رئيس مجلس الدوما الروسي، وممثلين عن مراكز أبحاث، ودبلوماسيين، في محاولة لتعزيز موقف موسكو الرسمي كداعم للشرعية، واستثمار هذا الدعم لدفع روسيا نحو دور أكثر فاعلية في كبح تصاعد نفوذ الحوثيين.

لكن رغم هذا الحراك الدبلوماسي، حذّرت الورقة التحليلية من بعض التصريحات التي وردت على لسان العليمي، مثل قوله إن “اليمن تحت الفصل السابع”، معتبرة أن مثل هذه العبارات قد تفتقر إلى الدقة، وتؤدي إلى سوء فهم قانوني أو سياسي، خصوصًا أن العقوبات الأممية تستهدف الحوثيين وليس الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا.

وتذهب الورقة إلى أن هذه الزيارة تمثل محاولة يمنية لإعادة التموضع الجيوسياسي عبر البوابة الروسية، لكن تحقيق أهدافها سيبقى مرهونًا بقدرة الشرعية على متابعة مخرجات الزيارة، وتفعيل ما تم الاتفاق عليه، وترجمته إلى دعم ملموس في مجالات الأمن، والإعمار، والسيادة الوطنية.

ويرى مركز المخا أن زيارة العليمي تشير إلى تحول في سياسة الشرعية نحو خطاب سياسي أوضح، مع تعزيز السردية الوطنية، في وقت تسعى فيه روسيا إلى المحافظة على توازن علاقاتها مع كافة الأطراف الفاعلة في اليمن، بما في ذلك إيران، التي تجمعها مصالح استراتيجية بموسكو.

وفي حين أن الزيارة قد تفتح الباب أمام دعم روسي أكبر للحكومة اليمنية، لا سيما في ملفات الطاقة والبنية التحتية، إلا أن الورقة خلصت إلى أن الموقف الروسي – وإن بدا داعمًا للشرعية في مظهره، سيظل خاضعًا لحسابات موسكو ومصالحها المعقدة في الإقليم.

واختتمت الورقة التحليلية بالتأكيد على أن نجاح الزيارة مرهون بقدرة السلطة اليمنية على البناء عليها، من خلال تشكيل لجان مشتركة، ومتابعة تنفيذ الاتفاقات، وتحويل التعهدات الروسية إلى خطوات عملية تعزز الحضور اليمني في السياسة الخارجية الروسية وتدعم موقع الشرعية على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • الهيئة الدولية لدعم فلسطين: مبادرة ويتكوف كانت منحازة بالكامل للاحتلال
  • الأمم المتحدة: قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية ليست أعمالاً فردية
  • عقبات كبيرة تواجه إدخال المساعدات إلى غزة والاحتلال يرفض دخول معظم الشاحنات
  • مركز دراسات: زيارة العليمي لموسكو تحوّل استراتيجي في خطاب الشرعية ورسالة لإعادة التموضع الدولي
  • “حماس”: العدو الصهيوني يواصل جرائم الإعدام البطيء للأسرى الفلسطينيين
  • استشهاد عشرات الفلسطينيين إثر استهداف متكرر لمراكز توزيع المساعدات بغزة
  • الاحتلال يواصل مسلسل قتل الجوعى.. 27 شهيدا جديدا قرب مركز توزيع المساعدات برفح
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تُدين مجزرة الاحتلال في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية
  • “الخارجية الفلسطينية” ترحب برفع عضوية فلسطين إلى “دولة مراقب” بمنظمة العمل الدولية