في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يتزايد الحماس والتفاني في أداء العبادات والطاعات، ومن بين هذه العبادات النبيلة تأتي تلاوة كتاب الله العزيز. إن تلاوة القرآن خلال هذه الأيام المباركة تحمل فضلًا عظيمًا وثوابًا لا يضاهى، فهي لحظات ينعم فيها المؤمن بقرب الله وتقربه إليه من خلال تلاوة كلماته المباركة.

ففي هذه المقدمة، سنستعرض معًا أهمية تلاوة القرآن في العشر الواخر من رمضان، والفضائل التي وردت في السنة النبوية حول هذا العمل النبيل، بالإضافة إلى الثواب العظيم الذي ينتظر المؤمنين الذين ينغمسون في تلاوة كتاب الله في هذه الأيام المباركة.

الفضائل المتعلقة بتلاوة القرآن الكريم وختمه هي من بين أعظم الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم أن يقوم بها. تلاوة كتاب الله تعالى عبادة عظيمة تجلب الأجر العظيم، ففي الحديث الشريف يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه"، وأيضًا: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف". فتلاوة القرآن وختمه تجلب الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.

فالسلف الصالح كانوا يحرصون على تلاوة القرآن وختمه بانتظام، فمنهم من يختم القرآن في كل شهر، ومنهم من يختمه في كل عشرين يومًا، ومنهم من يختمه في كل عشرة أيام، ومنهم من يختمه في كل سبعة أيام، وهكذا. يجب على المؤمن أن يختار الجدول الزمني الذي يناسبه ويمكنه الالتزام به دون تعريضه للإرهاق، سواء كان ختم القرآن كل شهر أو كل أسبوع أو حتى كل يوم، وذلك حسب قدرته وتفرغه وظروفه الشخصية.

أحدايث فضل قراءة القرءان 

في سنن الترمذي وغيره من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.

وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.

وهذه الآثار التي تدل على الترغيب في تلاوة القرآن لا شك أنها تنطبق على ختمه من باب أولى لأن الختم هو تلاوته كله، ولاشك أن هذا أعظم ثوابا من تلاوة بعضه.

وكان السلف الصالح من الصحابة وغيرهم يحرصون على تعمير أو قاتهم بتلاوة القرآن والمواظبة على ختمه.

فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص يأمره النبي صلى الله عليه وسلم قائلا:

واقرأ القرآن في كل شهر، قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في كل عشرين، قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأة في كل عشر، قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم

 

 


 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رمضان 2024 العشر الأواخر من رمضان 2024 صلى الله علیه وسلم تلاوة القرآن کتاب الله

إقرأ أيضاً:

محاضرة بعنوان لطائف قرآنية بجامع السلطان قابوس بالسويق

نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم محاضرة دينية بعنوان "لطائف قرآنية"، ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان، وذلك بجامع السلطان قابوس بولاية السويق، بحضور سعادة الشيخ عيسى بن أحمد المعشني والي الولاية، وجمع غفير من الحضور امتلأ بهم صرح الجامع من الجنسين.

وقدّم فضيلة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي محاضرته التي تناولت لطائف قرآنية، موضحًا أن هذه السلسلة تتناول سورًا من قصار كتاب الله عز وجل، تُبيّن أسرار ومضامين إعجاز القرآن الكريم، وتعين على تذوّق حلاوته وإنزاله المنزلة اللائقة به، للتعرف على وجوه بيانه، والتدبر في معانيه والعمل به في الحياة اليومية.

وبيّن فضيلته في محاضرته المقاصد الكبرى للقرآن الكريم، مؤكدًا أن من يقرأ القرآن ويتدبّره عليه أن يتأمل في مقاصده وغاياته وموضوعاته، موضحًا أن العلماء يختلفون في تحديد هذه المقاصد بين الإيجاز والتفصيل، غير أن المقاصد الكلية يمكن تلخيصها في أربعة محاور رئيسية.

وقال فضيلته: لو سأل كل واحد منا نفسه عن المقصد الأسمى من القرآن الكريم لوجد أنه يعرّفنا بربنا تبارك وتعالى لنُوحّده ونعظّمه ونعمر قلوبنا بالإيمان به، وهذا هو المقصد الأول. أما المقصد الثاني فهو معرفة الطريق الموصل إلى الله سبحانه وتعالى، وكيفية سلوكه بالعبادة والتوحيد، والمقصد الثالث هو الغاية التي ينتهي إليها هذا الطريق، إذ يتناول القرآن الكريم في سوره بيان هذه الغاية وما يُفضي إليه هذا المسار من نتائج، أما المقصد الرابع فهو كشف أحوال السائرين في هذا الطريق من الإنس والجن، والغايات التي ينتهون إليها.

وأوضح فضيلته أن هذه المقاصد الأربعة متداخلة في سور وآيات القرآن الكريم، فقد تجتمع في آية واحدة أو تتوزع على سور متعددة، وأن في هذا التنوع بيانًا لعظمة كتاب الله عز وجل الذي يخاطب العقول والقلوب معًا، مستدلًا بآيات من سورة الزمر لتوضيح هذه المقاصد القرآنية الكبرى.

مقالات مشابهة

  • علماء باكستان: مجمع الملك فهد "منارة عالمية" لحفظ كتاب الله ونشره
  • حكم الوضوء بماء المطر وفضيلته.. الإفتاء تجيب
  • ما هي أدعية سيدنا موسى كما وردت في القرآن الكريم؟
  • أسرة صلاح تاج الدين بالبحيرة تحصد مركزًا عالميًا مشرفًا
  • محافظ الغربية يهنئ الفائزين في الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • الشيخ حسن عبد النبي لمتسابق: مفيش أي أخطاء عليه ولا ملاحظات
  • يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن الكريم
  • الثلاثاء القادم .. اتحاد كتاب مصر يناقش كوكب سيكا لعبده الزراع
  • محاضرة بعنوان لطائف قرآنية بجامع السلطان قابوس بالسويق
  • بعد تتويجها عالميًا.. رقية رفعت تناشد شيخ الأزهر: حلمي التعيين مُعيدة لخدمة كتاب الله