الراعي يتهم رئيس المجلس وأعضاءه بحرمان لبنان من رئيس.. والمفتي قبلان يرد
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
خرقت رسالة الفصح للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الجمود على الساحة السياسية، حيث لم يوفر الراعي المجلس النيابي ورئيسه من الانتقاد وتحميلهما مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس، إذ قال إن المجلس بشخص رئيسه وأعضائه يحرم عمداً ومن دون مبرر قانوني دولة لبنان من رئيس، مخالفًا الدستور في مقدّمته الّتي تعلن أنّ لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة، وفي طريقة انتخابه في المادّة 49، وفي فقدان المجلس صلاحيّته الاشتراعيّة، ليكون فقط هيئةً ناخبةً بحسب المادّة 75.
ولم يغفل الراعي عن ذكر الوضع في الجنوب في رسالته، فشدد على أنّ "الجنوب هو قلب لبنان وهو في أقصى المعاناة وأصعبها"، جازماً أنّ "جنوب لبنان، بل كلّ لبنان هو لكلّ اللّبنانيّين الّذين يقرّرون سويًّا ومعًا مستقبل وطنهم وسلامه وأمنه، ومتى يُحارب ومِن أجل مَن"، داعيًا اللّبنانيّين إلى "كلمة سواء تعلن وقف الحرب فورًا ومن دون إبطاء، والالتزام بالقرارات الدّوليّة ذات الصّلة، ولا سيّما القرار 1701، وتحييد الجنوب عن آلامه من آلة القتل الإسرائيليّة، وإعلاء مفاهيم السّلام والقيامة". واعتبر أنّ "لبنان بدأ يفقد جوهر هويته وفقد حياده الإيجابي الناشط ودخل رغماً عنه في صراعات وحروب إقليمية ودولية لم تكن لصالحه ولصالح أبنائه، وهذا الحياد ليس مستحيلاً بل هو ركيزة قيام لبنان الجامع".
المفتي قبلان يرد في المقابل، توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال الدرس الرمضاني الذي يلقيه في مسجد الإمام الحسين - برج البراجنة إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالقول: "الميثاق شراكة وعقيدة وطنية، والبلد بقلب أقدس حرب إلا لمن لا يهمّه لبنان، وكما يخوض الرئيس نبيه بري المعركة السيادية على الجبهة الجنوبية يخوض معركة الشراكة الوطنية بالمجلس النيابي بأكبر مقاييس وطنية ودستورية، ومعركة القرار والشراكة الوطنية ليست أقل من الملحمة السيادية التي يخوضها الثنائي المقاوم على الجبهة الجنوبية، والجنوب وأهل الجنوب أبطال الحروب وأسياد مصالحها الوطنية، وبلا الجنوب وأهل الجنوب لا يبقى للبنان وجود". أضاف: "الحرب حرب مصالح لبنان الوطنية لأننا قوم لا نعمل بالإرتزاق ولا نتلقّى الأوامر من أحد، وما تقوم به المقاومة وأهل الجنوب دفاع استراتيجي حتى لا يشرب نتنياهو الشاي بقصر بعبدا، ولسنا ممن لا يهمّه من لبنان إلا مصالحه الخاصة، ولسنا ممن تأخذه واشنطن أو توابعها بالمونة، ومنذ عشرات السنين نعطي هذا البلد ومؤسساته وسيادته ما لا يعطيه أحد بهذا العالم، ولبنان ما زال لبنان بمقاومته وتضحياتها التي لا مثيل لها بتاريخنا المعاصر، وشراكتنا الوطنية مدفوعة بالدم المطوّب لخدمة هذا البلد وكل طوائفه منذ عشرات السنين، وكفانا صلباً للبنان ومصالحه على خشبة الطائفية والإنتقاء، ويجب أن نتذكّر أن لبنان تصهيَن وتصهين معه قوم مع الإجتياح الإسرائيلي فاستعادته المقاومة بأغلى الأثمان، واليوم لبنان موجود في أعقد شريط بالعالم بسبب تضحيات وترسانة مقاومته الضامنة لوجوده وسيادته". وختم: "للتاريخ أقول بحق: لبنان هبة المقاومة، لولا المقاومة لم يبق من لبنان إلا مستوطنات تجترّها أنياب الصهيونية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عيدروس الزُبيدي يعقد اجتماعًا عاجلًا لقيادة المجلس الانتقالي.. ومصادر تتحدث عن رفضه الانسحاب من حضرموت والمهرة ويصعّد سياسيًا وشعبيًا
بعد أقل من 24 ساعة على وصول وفد سعودي–إماراتي إلى مدينة عدن للمطالبة بانسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، استدعى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزُبيدي، بشكل عاجل، قيادات المجلس لعقد اجتماع موسّع في عدن.
وعشية وصول وفد التحالف العربي، دفع المجلس الانتقالي بتظاهرة أمام بوابة قصر معاشيق الرئاسي في عدن، رُفعت خلالها شعارات تطالب باستعادة ما وصفه المتظاهرون بـ«دولة الجنوب العربي»، في رسالة سياسية تعكس رفض المجلس لأي انسحاب من المناطق التي يسيطر عليها.
وتحدثت مصادر محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي رفض الانتقالي مطالب الانسحاب ، مؤكداً اعتزامه تعزيز سيطرته الأمنية في وادي حضرموت، بالتنسيق مع قوات «درع الوطن»، في خطوة من شأنها زيادة حدة التوتر في المحافظات الشرقية.
ووفقاً لموقع المجلس الانتقالي، فقد عقدت القيادة التنفيذية العليا اجتماعها الدوري، اليوم السبت، برئاسة الزُبيدي، وبحضور نائبه عبدالرحمن المحرّمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي وناقش الاجتماع مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية في محافظات الجنوب، في ظل التطورات الراهنة.
كما استعرض الزُبيدي نتائج اللقاء الذي عُقد مساء أمس مع قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، وما خلص إليه من تفاهمات لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، ومكافحة الإرهاب، وتأمين خطوط الملاحة وحماية الأمن البحري حسب ما أفاد به ذات الموقع.
وأضاع إعلام الانتقالي أن الاجتماع ناقش الاعتصامات الشعبية السلمية التي تشهدها محافظات الجنوب للمطالبة بإعلان دولة الجنوب العربي، معبّراً عن فخر قيادة المجلس بالحضور الشعبي، ومؤكداً المضي في المشروع السياسي للمجلس، الذي قال إنه «بات قريب التحقيق».
وفي الجانب الاقتصادي والخدمي، قدّم نائب رئيس المجلس إحاطة حول الأوضاع الاقتصادية، خصوصاً ملف الغاز المنزلي، والإجراءات المتخذة لضبط السوق وتنظيم التوزيع، فيما استعرض وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالناصر الوالي ملف التوظيف والتسويات والعلاوات، وآليات تثبيت المتعاقدين.
ويأتي هذا التصعيد السياسي والأمني في وقت تشهد فيه محافظتا حضرموت والمهرة توتراً متزايداً، وسط تحركات إقليمية ودولية تهدف إلى احتواء الأزمة ومنع انزلاق الأوضاع نحو مزيد من التعقيد.