“رجل الثلج الفضائي” يحمل أسرار النظام الشمسي القديم
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
#سواليف
تتحدى دراسة جديدة النظريات العلمية الراسخة حول #الأجسام #الجليدية الكامنة في أبعد حدود #النظام_الشمسي، بما في ذلك ” #رجل_الثلج_الفضائي”.
ويشبه الجسم الغريب، المسمى بالتيما ثولي أو #أروكوث، أو 2014 MU69، والمعروف رسميا باسم Kuiper Belt Object 486958 Arrokoth، شكل رجل الثلج. وفي عام 2019، أجرت مركبة الفضاء “نيو هورايزونز” أبعد تحليق على الإطلاق عندما قامت بتحليل بالتيما ثولي.
وما شاهدته المركبة الفضائية كان عبارة عن #صخرة_فضائية مزدوجة الفصوص تشكلت خلال التكوين المبكر للنظام الشمسي. وهذا يعني أنها بمثابة كبسولة زمنية للماضي القديم.
وفي الدراسة الجديدة، ألقى فريق من العلماء من جامعة براون ومعهد SETI ضوءا جديدا على بالتيما ثولي الذي يعتقدون أنه يحتوي على مخازن ضخمة من الجليد القديم الذي تشكل منذ مليارات السنين.
واستخدم العلماء نموذجا جديدا لدراسة كيفية تطور المذنبات. ووفقا لمحاكاتهم الجديدة، فإنهم يعتقدون أن بالتيما ثولي قد يكون واحدا من العديد من الصخور الفضائية في حزام كويبر التي تحتوي على مخازن من الجليد القديم.
ويقع حزام كويبر في المنطقة الخارجية للنظام الشمسي. وهي مكونة من صخور فضائية قديمة تعود إلى التكوين المبكر للنظام الشمسي، منذ نحو 4.6 مليار سنة.
وقبل الدراسة الجديدة، لم يكن العلماء متأكدين مما إذا كانت هذه الصخور الفضائية ستحتوي على جليد يعود تاريخه إلى النظام الشمسي القديم.
والآن، يعتقد الفريق الذي يقف وراء الدراسة الجديدة أن الظروف مناسبة لأجسام حزام كويبر لتخزين الجليد الذي لم يذب أبدا على مدى مليارات السنين.
وقال سام بيرش، عالم الكواكب في جامعة براون وأحد الباحثين في جامعة براون في بيان صحفي: “لقد أظهرنا هنا في عملنا، باستخدام نموذج رياضي بسيط إلى حد ما، أنه يمكن الاحتفاظ بهذا الجليد البدائي محبوسا عميقا داخل الأجزاء الداخلية لهذه الأجسام لأوقات طويلة حقا. كان معظم مجتمعنا العلمي يعتقد أن هذا الجليد يجب أن يختفي منذ فترة طويلة، لكننا نعتقد الآن أن هذا قد لا يكون هو الحال”.
وفي ورقتهم البحثية، يصف بيرش والمؤلف المشارك أوركان أومورهان، وهو عالم أبحاث كبير في معهد SETI، نموذجهم الجديد بالتفصيل.
وتتحدى دراستهم النماذج التطورية الحرارية الموجودة التي لم تتمكن من حساب طول عمر الجليد الذي يكون حساسا لدرجة الحرارة مثل أول أكسيد الكربون.
والآن، يوفر النموذج الجديد سببا لطول العمر هذا. ويشير ذلك إلى أن الجليد شديد التقلب في هذه الصخور الفضائية يمكن أن يبقى في نفس الحالة لمليارات السنين.
حزام كويبر “القنابل الجليدية” في النظام الشمسي
تظهر الدراسة الجديدة أن أجسام حزام كويبر تعمل بمثابة “قنابل جليدية” خاملة. وذلك لأنها تحافظ على الغازات المتطايرة لمليارات السنين. وإذا أدت التغيرات المدارية إلى اقترابها من الشمس، فإنها تصبح غير مستقرة ويمكن أن تنفجر.
وأوضح أومورهان: “الأمر الأساسي هو أننا صححنا خطأ عميقا في النموذج الفيزيائي الذي كان الناس يفترضونه لعقود من الزمن بالنسبة لهذه الأجسام الباردة والقديمة للغاية. ويمكن أن تكون هذه الدراسة المحرك الأولي لإعادة تقييم نظرية التطور والنشاط الداخلي للمذنب”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأجسام الجليدية النظام الشمسي أروكوث صخرة فضائية الدراسة الجدیدة النظام الشمسی
إقرأ أيضاً:
ما الذي تعنيه عودة نظام سويفت للاقتصاد السوري؟
في خطوة تُعد من أبرز المؤشرات على تحولات قادمة في القطاع المالي السوري، أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، أن المصرف شرع في اتخاذ خطوات عملية لإعادة تفعيل نظام التحويلات المالية العالمي "سويفت"، وذلك في إطار مساعٍ رسمية لربط النظام المصرفي السوري بالمنظومة المالية الدولية، بعد إعلان رفع العقوبات الغربية عن البلاد.
وأوضح حصرية، في مقابلة تلفزيونية، أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة دمج القطاع المصرفي السوري في الاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن المصرف يعمل على استكمال الإجراءات الفنية واللوجستية المطلوبة لتفعيل هذا النظام.
وأشار إلى أن اهتمامًا دوليا ملحوظًا بدأ يظهر حتى قبل الإعلان عن رفع العقوبات، إذ أبدى أكثر من 50 بنكًا عربيا ودوليا رغبته في فتح فروع له في سوريا والاستثمار في القطاع المصرفي المحلي، وذلك يعكس ثقة متزايدة بعودة الاستقرار الاقتصادي والمالي.
وتُعد إعادة تفعيل نظام "سويفت" خطوة بالغة الأهمية للاقتصاد السوري، إذ تمهد الطريق لتيسير التحويلات المالية الخارجية، وتعزز حركة التجارة والاستثمار، وتفتح المجال أمام المؤسسات المالية السورية لإجراء تعاملات مباشرة وآمنة مع المصارف العالمية، وفق مراقبين.
إعلان لماذا تم تعطيل "سويفت" في سوريا؟وكان قد تم تعليق وصول المصارف السورية إلى نظام "سويفت" في إطار العقوبات الاقتصادية الغربية التي فُرضت على دمشق خلال السنوات الماضية، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، واستخدام النظام الحل الأمني في مواجهة المتظاهرين.
وشملت العقوبات حينئذ قيودًا مالية وتجارية هدفت إلى عزل النظام السوري دوليا، ومن ثم أفضت إلى تعطيل قدرة البنوك على تنفيذ التحويلات الدولية أو التعامل المباشر مع المصارف الأجنبية.
وتسبب ذلك في تعقيد العمليات المصرفية، وعرقلة الاستيراد والتصدير، وزيادة الاعتماد على شبكات غير رسمية للتحويلات المالية، فأثّر سلبا على الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص.
تكامل مالي ودوليويصف المحلل الاقتصادي يونس الكريم نظام "سويفت" بأنه العمود الفقري للتواصل بين البنوك في العالم، لأنه يوفر بيئة موثوقة وشفافة للمعاملات المالية الخارجية.
وأضاف أن انضمام أي بنك إلى هذه المنظومة يجعله مقبولا دوليا وآمنا للتعامل، ويُعزز من مصداقيته في الأسواق العالمية.
وأشار الكريم -في حديث للجزيرة نت- إلى أن عودة سوريا إلى نظام "سويفت" تعني بدء التكامل المالي مع النظام المصرفي العالمي. فيمكن للبنك المركزي، إلى جانب البنوك العامة والخاصة، إجراء التحويلات الدولية، واستقبال الحوالات، وسداد الالتزامات المالية، والحصول على التمويل عبر القروض الدولية.
وأوضح أن الانخراط في "سويفت" يُعد أحد مؤشرات الخروج من العزلة الاقتصادية، ويمثل التزامًا بمعايير الشفافية الدولية، إذ يتيح هذا النظام متابعة دقيقة لحركة الأموال، ويُقلل من احتمالات استخدام النظام المالي في عمليات مشبوهة.
وبحسب الكريم، فإن وجود هذا النظام يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، لأنه يعكس التزام الدولة بالمعايير الدولية، ويُطمئن الشركات والممولين العالميين، كما يسهل حصول البلاد على مساعدات وقروض ائتمانية.
إعلان إصلاحات مطلوبةوفي ظل الحديث عن عودة سوريا المحتملة إلى نظام "سويفت" المالي العالمي، تبرز تساؤلات عن الأثر الاقتصادي لهذه الخطوة.
ويرى خبراء أن الانخراط مجددًا في المنظومة المصرفية الدولية قد يحمل فرصًا كبيرة، لكنه يظل مشروطًا بإصلاحات اقتصادية ومصرفية شاملة.
ويؤكد الخبير المالي والمصرفي فراس شعبو أن إعادة ربط المؤسسات المالية السورية بالمنظومة المصرفية العالمية، وعودة البلاد إلى واجهة التعاملات الدولية من خلال "سويفت"، تُعد خطوة بالغة الأهمية نحو إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي.
وأوضح شعبو -في حديث للجزيرة نت- أن هذه الخطوة:
ستسمح بإجراء التحويلات المالية بشكل مباشر، من دون الحاجة إلى وسطاء أو ما يُعرف "بالتحويل الأسود". ستخفّض من تكلفة التحويلات، خصوصًا في بلدان مثل تركيا والعراق ودول المهجر. ستسرّع الإجراءات المالية وتقلل من المخاطر. ستُحسّن كفاءة التجارة الداخلية، وتخفض تكاليف التجارة الخارجية. ستسهم في دعم جوانب اقتصادية مهمة، أبرزها زيادة التدفقات المالية الأجنبية، وتعزيز احتياطيات مصرف سوريا المركزي، إلى جانب تسهيل حركة أموال المستثمرين. ستحفز قطاعات حيوية مثل الصناعة والزراعة والتجارة.
وأشار إلى أن هذا التطور سينعكس إيجابًا على بيئة العمل والاستثمار في سوريا، إذ يفضل المستثمرون والشركات الدولية التعامل مع دول تمتلك نظامًا مصرفيا متصلا بالنظام المالي العالمي، معتبرًا أن هذه العودة مؤشر على بداية عودة سوريا إلى "سكة النظام العالمي".
ورغم أهمية هذه الخطوة، شدد شعبو على أنها غير كافية بمفردها لجذب الاستثمارات أو إصلاح الاقتصاد، موضحًا أن المطلوب هو بناء الثقة بالمؤسسات المالية، وإعادة هيكلة الاقتصاد، مشيرًا إلى أن "سهولة الدخول إلى السوق السورية والخروج منها" تُعد عنصرًا أساسيا لطمأنة المستثمرين.
إعلانوانتقد شعبو واقع القطاع المصرفي السوري الحالي، قائلا إن "أكثر المصارف السورية لا يتجاوز رأسمالها 10 ملايين دولار"، معتبرًا أن "هذا لا يكفي لتُعد هذه المؤسسات بنوكًا حقيقية بالمعايير الدولية، بل بالكاد تصلح كمكاتب صرافة".