ترامب ونتنياهو.. هل عمقت زيارة الخليج الشرخ بين الحليفين؟
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
عززت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دول الخليج سلوكا أميركيا جديدا ظهرت ملامحه مؤخرا في توجهات ترامب وإدارته بفصل الارتباط بين الحسابات الأميركية والإسرائيلية.
وانحصرت زيارة ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط في السعودية وقطر والإمارات، ولم تشمل إسرائيل، كما اكتفى بعقد صفقات اقتصادية مع السعودية دون أن يضع التطبيع بين السعودية وإسرائيل شرطا لها، كما كان من قبل.
وانتهت زيارته بالموافقة على رفع العقوبات الأميركية عن سوريا استجابة لطلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم أن إسرائيل ترى في القيادة السورية الجديدة عقبة أمام إقامة كيان درزي يكون حزاما يحجز بينها وبقية الإقليم السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
وبالتزامن مع ذلك، أرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل ليشارك في مسيرة لعائلات الأسرى احتجاجا على سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تعطي الأولوية لمواصلة القتال بدلا من المفاوضات لإطلاق سراح من تبقى من الأسرى، دون إغفال نجاح المفاوضات الأميركية برعاية قطرية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
إعلانوحول التوجه الأميركي الجديد نشر مركز الجزيرة للدراسات تعليقا للباحث الحواس ورقة بعنوان "التباعد المتزايد: الخليج يعمق الشرخ الأميركي الإسرائيلي" سلط فيها الضوء على ملامح التباعد الأميركي الإسرائيلي ودلالاته.
الاقتصاد أولا
بدأت مؤشرات التوجه الأميركي الجديد عندما أعلن ترامب -خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض- عن دعمه للنفوذ التركي في سوريا، والشروع في مفاوضات مع إيران حول المشروع النووي.
هذا الفصل بين الحسابات الأميركية والحسابات الإسرائيلية هو الفارق بين عهدة ترامب الأولى والثانية.
وضع ترامب إسرائيل في مركز رؤيته للشرق الأوسط في عهدته الأولى، وصمم مشروع اتفاقيات أبراهام على أساس الخوف الذي تشترك فيه إسرائيل والسعودية من إيران، ومصلحتهما في التعاون للتصدي للخطر الإيراني.
لكن منظوره في عهدته الثانية يستند أساسا إلى إنهاض الاقتصاد الأميركي بجلب الاستثمارات للشركات الأميركية، وإحياء القطاعات التي قضت عليها السوق المفتوحة، لكن غياب إستراتيجية ناجعة يحول دون تحقيق ذلك في وقت وجيز.
لكن زيارته لدول خليجية وفرت له المخرج من هذا المأزق، فقد تعهدت السعودية باستثمار 600 مليار دولار وقد تصل تريليون دولار، ومثلها الإمارات باستثمار 1.4 تريليون دولار، إلى جانب قطر باستثمار نحو 1.2 تريليون دولار.
العقبة الإسرائيليةوتقف إسرائيل عقبة أمام هذا التشكيل الإقليمي الجديد، فهي تريد أن تواصل ضرب سوريا ومنع وحدتها ونهوضها، وهو ما يتعارض مع التوافق الإستراتيجي الجديد المدعوم أميركيا بدعم القيادة السورية الجديدة وعزل حزب الله اللبناني عن إيران، وجعل سوريا سدا للنفوذ الإيراني في العراق وقد تتحول إلى ضاغط عليه.
وقد يتسع التباعد الأميركي الإسرائيلي في ملفات المنطقة، وقد يمتد داخل إسرائيل لينشئ قطبين، أحدهما حريص على الاصطفاف مع الولايات المتحدة والآخر يريد الاستغناء عنها، بما ينعكس على استقطابات أخرى مثل مكانة اليمين اليهودي المتطرف في الدولة الإسرائيلية والمستوطنات وغيرها، ويعيد تشكيل توازنات المشهد الإسرائيلي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الأمیرکی الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: نائب ترامب كان ينوي زيارة إسرائيل وتراجع لهذا السبب
كشف موقع أكسيوس ، نقلاً عن مسؤول أمريكي قوله : إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ، فكر في السفر لإسرائيل غدا الثلاثاء لكنه تراجع بسبب توسيع العملية بغزة.
وأردف المسؤول الأمريكي:" بأن المخاوف من أن زيارة إسرائيل في هذا التوقيت ، ستفسر كدعم أمريكي للعملية العسكرية الموسعة كانت السبب وراء التراجع".
وقال المسؤول الأمريكي الرفيع، إن اللوجستيات لم تكن المشكلة وفانس تراجع عن الزيارة بعد مضي نتنياهو في توسيع العملية ، وأجريت مناقشات بين الجانبين استعدادًا للزيارة لكننا فوجئنا بإبلاغنا بتوسيع العملية".
وذكر المسؤول الأمريكي الرفيع، أن استراتيجيتنا واضحة وهي أن ويتكوف قدم اقتراحا محدثا لإسرائيل وحماس ويحاول إقناعهما به”.