زراعة 1150 هكتاراً بمحصول البطاطا الربيعية في منطقة الغاب
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
حماة-سانا
بلغت المساحات المزروعة بمحصول البطاطا الربيعية في الأراضي التي تشرف عليها الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب 1150 هكتاراً وفق مدير الثروة النباتية في الهيئة المهندس وفيق زروف.
وبين زروف في تصريح لمراسل سانا أن زراعة البطاطا تلقى إقبالاً جيداً من مزارعي منطقة الغاب، بسبب دورة إنتاجها القصيرة نسبياً ومردودها الاقتصادي الجيد ووجود سوق تصريف لها، مشيراً إلى أن أماكن زراعة البطاطا الربيعية تتركز في مدن وبلدات محردة وجب رملة وسلحب والسقيلبية.
ولفت زروف إلى أن الهطولات المطرية الجيدة خلال فصل الشتاء الحالي وعدم حدوث موجات صقيع حتى تاريخه تعد من العوامل المبشرة لإنتاج وفير من البطاطا في الحقول المزروعة، إضافة إلى توافر كل مستلزمات إنتاج هذا المحصول خلال الموسم الحالي من بذار وأسمدة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
واحة سيوة.. من عصر العولمة الفرعوني إلى عصر العولمة الحالي
واحة سيوة أو واحة آمون أو واحة الغروب هي أكثر الواحات المصرية جذبا للاهتمام وأقربها إلى قلوب الزائرين، لا لمكانتها في التاريخ وحسب، بل لأجل جمالها بشكل عام وما لها من عادات وتقاليد، وهي الواحة التي كانت ولا تزال السر المجهول الذي تطويه الصحراء بين جنباتها الفسيحة.
ويعتقد الكثيرون أن واحة سيوة دخلت عصر العولمة منذ زمن قريب، 20 عاما أو يزيد، بسبب التطور الهائل في وسائل الاتصالات، أو ما وصلت إليه من تنمية في جميع المجالات بعد ضخ الاستثمارات الكبيرة من الحكومة والقطاع الخاص، والتي بلغت ما يزيد عن 7 مليارات جنيه خلال العشر سنوات الماضية، وحققت نقلة كبيرة داخل الواحة، وعلى رأسها البنية التحتية والتوسع الزراعي والتوسع العمراني والصناعي، وأصبحت الواحة من أهم المقاصد السياحية للكثير من السياح من كل بقاع العالم.
لكن في الحقيقة أن واحة سيوة دخلت عصر العولمة منذ عصور الفراعنة، أي منذ ألفي عام أو أكثر، فقد كانت مركزا للتنبؤات على مستوى العالم القديم من خلال معبد آمون، وكان يقصدها كثير من العلماء والحكام والفلاسفة والرحالة من كل بقاع العالم للأخذ والانتفاع بإرشادات ونصائح الإله آمون، وبلغت أقصاها بزيارة الإسكندر الأكبر في القرن الثالث قبل الميلاد، وهي الزيارة التي تعد الحدث الأبرز الذي خلد اسم واحة سيوة في العصور القديمة والحديثة معا.
ذهب الإسكندر الأكبر إلى سيوة لرؤية آمون (رب سيوة) ليستلهمه حول مصير العالم، وليتوج إلها وابنا له، وليسير على نفس خطى زعماء وحكام وفلاسفة العالم أمثال هرقل وبيرسيوس.
يقول الإسكندر الأكبر عن زيارته لواحة سيوة: سمعت منذ شبابي أن على من يطلب العلم أن يقصد مصر، وأن أفلاطون معلم أستاذي أرسطو قال إن اليونانيين على ما يزهو به من علم وفلسفة هم مجرد أطفال إذا ما قورنوا بالمصريين، فهل يحقق وحي آمون أملي.
ذاع صيت آمون في اليونان منذ عهد بعيد حتى وحدوا بينه وبين زيوس كبير آلهتهم، وقيل إن كل نبوءات وحي آمون في واحته تتحقق، فأتاه كثيرا من اليونانيين لاستشاراته.
وكانت لمصر على مدى 500 عام أو أكثر قبل قدوم الإسكندر الأكبر صلات وثيقة مع الدويلات اليونانية، وكانت أبوابها مفتوحة للتجار الإغريق، كما جاء الكثير من فلاسفة اليونان إلى مصر للدراسة في المدارس الملحقة بالمعابد، وكان من بينهم صولون الأثيني وأفلاطون وأندرو كوسوس وغيرهم.
ومن بين هؤلاء من أقام في مصر مددا طويلة وعملوا بعد ذلك في نشر شهرة الحكمة المصرية، ومن خلال تلك الاتصالات، رسخ لدى اليونانيين الاعتقاد بأن مصر هي مهد الفلسفة والتصوف والموسيقى والنحت والفنون بوجه عام.
وفي نفس الوقت انتشرت معابد آمون في المدن اليونانية، وحتى في أثينا احتفل بافتتاح معبد كرس لعبادة الإله آمون عام 333 قبل الميلاد، أي قبل عامين من زيارة الإسكندر الأكبر لمعبد الوحي (معبد آمون) بسيوة.
أنشئ معبد وهيكل الإله آمون في سيوة في عهد الأسرة 22، ومن الثابت أن ديانة آمون انتشرت في القرن الثامن عشر في أرجاء الصحراء والأقاليم القريبة منها. كان الإله آمون في ذلك الوقت هو المعبود الذي تدين به مدينة طيبة المقدسة، والذي صار بعد ذلك (آمون رع) إله الشمس، وكان يعتبر في هذا الوقت كبير آلهة المصريين بل سيدهم، فكانت ديانته تنتشر في كل الأنحاء والأقاليم التي فتحها وغزاها الفراعنة ملوك مصر، وكانوا يسمون أنفسهم بأبناء آمون. ولم تقتصر عبادته في وادي النيل وصحاريه، بل تعدت إلى الأقاليم الواقعة شرق البحر المتوسط.
ومنذ نهاية العصر الفرعوني عاشت واحة سيوة في العزلة والنسيان قرونا طويلة، وظلت مختفية في الصحراء إلى أن قام محمد علي بضمها إلى مصر عام 1820، وبدأت تدريجيا تخرج من هذه العزلة.
وقبل الألفية الجديدة قامت الدولة برصف طريق الواحة - مرسى مطروح، وتوصيل الإرسال التلفزيوني، وبناء المدارس والوحدات الصحية، وهو ما هيأ البيئة الجاذبة للاستثمار الزراعي والصناعي والعمراني والسياحي، حيث تم التوسع الزراعي حتى وصل عدد النخيل إلى أكثر من 500 ألف نخلة، وبلغ عدد مصانع تجفيف وتصنيع البلح 30 مصنعا، وأكثر من أربع مصانع لتعبئة المياه المعدنية، وست معاصر لزيت الزيتون.
ولتوفر مقومات سياحة السفاري والسياحة الثقافية والسياحة الأثرية والسياحة العلاجية والسياحة البيئية، فقد كانت عوامل جذب لعدد كبير من أهالي سيوة ومن خارجها للاستثمار في هذا المجال ببناء الإيواءات والمنتجعات والفنادق السياحية، وأصبحت الواحة علامة مميزة في مجال السياحة داخل مصر وخارجها.
ولحل أكبر مشكلتين كانتا تواجهان الواحة، قامت الدولة بإنشاء وحدة معالجة الصرف الصحي عن طريق الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي في منطقة شحايم على مساحة 134 فدانا، بتكلفة مليار جنيه، وتخدم 40، 000 نسمة من أهالي سيوة، وبدأ العمل في هذا المشروع عام 2018، حيث يقوم على تجميع مياه الصرف الصحي من خلال محطتين، المحطة الأولى تخدم أهالي سيوة الشرقية، أما المحطة الثانية فتخدم أهالي سيوة الغربية، ويتم تجميع المياه في الأحواض لمعالجتها بالأكسدة الترددية والمعالجة الثنائية بطاقة 18، 000 متر مكعب في اليوم.
أما محطة الصرف الزراعي، التي بلغت تكلفة إنشائها 2 مليار جنيه، واستغرق العمل فيها ثلاث سنوات ونصف، وجاء العمل فيها بتكليف من رئيس الجمهورية للجنة مكونة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الري وجامعة القاهرة ومكاتب استشارية مع أهالي سيوة، لحل أزمة الملوحة ومياه الصرف الزراعي.
واستغرقت الدراسة حوالي أربعة أشهر من أجل الوصول إلى الحل الأمثل، بعد أن ظلت مشكلة زيادة ارتفاع منسوب المياه والأملاح في البرك قائمة منذ أكثر من 30 عاما، نتيجة لضخ الصرف الزراعي الذي بلغ 60 ألف متر مكعب يوميا، ما أدى إلى خسارة مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية تزيد على 5000 فدان بسبب تشبع التربة بالأملاح.
اقرأ أيضاًانطلاق فعاليات قافلة «مطروح الخير» في واحة سيوة
آخر تطورات مشروع تطوير منظومة الري والصرف في واحة سيوة
جريمة هزت مطروح.. عامل يقتل زوجين و3 من أبنائهما ويختطف الرابع في واحة سيوة