ما حكم استخدام البخور والمُعطرات في نهار رمضان؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. 

ما حكم استخدام البخور والمعطرات في نهار رمضان؟

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الروائح الطيبة لا تفطر الصائم اتفاقًا، وإنما الخلاف في استنشاق البخور فذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن استنشاق البخور عمدًا يفسد الصوم، وأنَّ شمَّه من غير استنشاق له ولا قصد لا يفسده، ولم يرَ الشافعيةُ ضررًا على الصوم من استنشاقه سواء عمدًا أو غيرَ عمدٍ، والراجح ما ذهب إليه الجمهور.

فتاوى الصائمين|هل الأفضل للحامل الصيام أم الفطر في شهر رمضان ومتى تأثم؟ حكم العلاج بالعطور والبخور

وفي جواب سائل يقول: ما حكم العلاج بالعطور والبخور؟ فهناك بعض الناس يستخدم بعض العطور أو البخور للعلاج؛ نشرًا في الجو، أو استنشاقًا، أو بتدليك مواضع الإصابة ببعض الزيوت العطرية. ويدَّعي بعض الناس أن ذلك بدعة، وأنه لا أصل له شرعًا وغير جائز. فما حكم الشرع في ذلك؟

قالت دار الإفتاء: لا مانع شرعًا من الاستشفاء بالعطور والبخور؛ لما ثبت أنَّ لهما تأثيرًا بالغًا على الصحة النفسية والبدنية، وليس ذلك من البدَعِ في شيء؛ بل هو من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته من بعده، ونصَّ عليه علماء الأمة سلفًا وخلفًا عبر القرون، وصنفوا في ذلك الكتب والمؤلفات، واجتهدوا في بيان ما يُستشفى به منهما، مع وجوب الالتزام في ذلك بما يمليه الأطباء وينصح به المتخصصون؛ حتى يؤتِيَ نفعَهُ، ويُجتنَبَ ضررُهُ؛ إذ إن تفاوت الأجساد البشرية في الصحة والمرض، والقوة والضعف، يتحتم معه تفاوت طُرق علاجها، كما أن ما يصلح لأحدٍ قد يَضُرُّ بآخر.

وتابعت: أمرَ الشرع الشريف باتِّخاذ كافة السُّبل والإجراءات المؤدية إلى العلاج والمداواة؛ أخذًا بالأسباب، وعملًا بالسنن الكونية التي أودعها الله تعالى في هذه الحياة؛ إذ الداء والدواء من الثنائيات المخلوقة والموجودة، إلَّا أنَّ الإنسان قد يُخطئ الدواء أو يتأخَّرُ في معرفته أو الوصول إليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» رواه البخاري في "الصحيح".

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أَصَبْتَ دَوَاءَ الدَّاءِ، بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى» رواه مسلم في "الصحيح"، وأحمد في "المسند" واللفظ له.

قال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" (4/ 13، ط. الرسالة): [قوله: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ» على عمومه، حتى يتناول الأدواء القاتلة، والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن يُبْرِئَهَا، ويكون الله عز وجل قد جعل لها أدوية تُبْرِئُهَا، ولكن طوى علمها عن البشر، ولم يجعل لهم إليه سبيلًا؛ لأنه لا عِلْمَ للخلق إلا ما عَلَّمَهُمُ الله، ولهذا عَلَّقَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشفاء على مصادفة الدواء للداء، فإنه لا شيء من المخلوقات إلا له ضدّ، وكل داء له ضدّ من الدواء يعالج بضده، فَعَلَّقَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الْبُرْءَ بموافقة الداء للدواء، وهذا قدر زائد على مجرد وجوده.. ومتى تمت المصادفة: حصل الْبُرْءَ بإذن الله ولا بُدَّ، وهذا أحسن المحملين في الحديث] اهـ.

والتداوي مباحٌ بالإجماع؛ كما قال العلامة المرغيناني في "الهداية" (4/ 381، ط. دار إحياء التراث)، وكان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم فعل التداوي في نفسه، والأمر به لمن أصابه مرضٌ من أهله وأصحابه رضي الله عنهم؛ كما قال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" (4/ 9).

وقد أرشد الشرع الشريف إلى الرجوع في التداوي من الأمراض إلى الأطباء؛ لأنهم أهل الذكر والتخصص في هذا. فعن هلال بن يساف قال: جُرِحَ رَجُلٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ادْعُوا لَهُ الطَّبِيبَ»، فقال: يا رسول الله، هل يُغْنِي عنه الطبيب؟ قال: «نَعَم، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعالىَ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً».

وعن زيد بن أسلم: أنَّ رجلًا أصابه جرحٌ فاحتقن الدم، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا له رجلين من بني أنمار، فقال: «أيُّكُمَا أَطَبُّ؟» فقال رجل: يا رسول الله، أو في الطب خير؟ فقال: «إِنَّ الَّذِي أَنْزَلَ الدَّاءَ أَنْزَلَ الدَّوَاءَ». أخرجهما ابن أبي شيبة في "مصنفه".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البخور مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية النبی صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله ما حکم ل الله

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يوضح أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة

مع اقتراب شهر ذي الحجة واقتراب موسم الطاعات يسعي كثير من المسلمين للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات، وتحري أفضل الأعمال خاصة الأعمال في شهر ذي الحجة والتي يتضاعف فيها الثواب ويزداد فيها الأجر، وفي هذا السياق نرصد لكم أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة.

شهر ذي الحجة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، يستحب في شهر ذي الحجة المداومة على أفضل الأعمال التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، خاصة العشر الأول منه، مستشهدا بقول الله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، وذلك لبيان فضل تلك الأيام، موضحا أنه قد ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الليالي هي عشر من ذي الحجة، والتي يتعلق بها العديد من الأحكام والآداب والفضائل، ومنها أنها أيام شريفة وفضيلة يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، والزيادة من أعمال الخير فيها، وأن العمل الصالح في تلك الأيام أفضل مما في سواها.

أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة

وتابع جمعة في بيانه على موقع دار الافتاء المصرية، أنه من أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة خاصة في العشر الأول منه، ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ، يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»، أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.

أفضل الأعمال في ذي الحجة

وأشار مفتي الديار المصرية، إلى أنه يستحب صيام الأيام الثماني الأولى من ذي الحجة ليس لأنها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح فيها، والصوم من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد لربه خاصة في شهر ذي الحجة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا حث صلى الله عليه وسلم على صومها.

صوم عرفة من أفضل الأعمال في ذي الحجة

واستكمل مفتي الديار المصرية الحديث عن أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة، قائلا: صوم يوم عرفة سنة وردت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحث عليها في كلامه الصحيح المرفوع، وروى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين، سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث.

حكم صيام العاشر من شهر ذي الحجة

وأكد جمعة، على أنه يحرم صيام العاشر من ذي الحجة باتفاق العلماء، لأنه يوم عيد الأضحى، ويحرم صوم يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق، وهي 3 أيام بعد يوم النحر؛ وذلك لأن هذه الأيام يمنع صومها؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ. 

مقالات مشابهة

  • مركز الأزهر العالمي للفتوى: 3 أعمال مستحبة يوم الجمعة
  • حكم قراءة القرآن قبل أذان الجمعة في المساجد.. «الإفتاء» توضح
  • 6 سنن تُكفر ذنوبك.. اغتنمها في الجمعة الأخيرة من ذي القعدة
  • علي جمعة يوضح أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة
  • الإفتاء توضح حكم الدين في صيام ذي الحجة.. الأيام المستحبة
  • التيسير فى الحج
  •  هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • وفقا للسنة النبوية.. هل الأضحية فرض أم سنة؟
  • 5 محظورات في الإحرام.. تعرف عليها
  • قصة دار الأرقم بن أبي الأرقم (مقرُّ القيادة)