لجريدة عمان:
2025-06-26@19:43:45 GMT

الإنسانية لا تعرف حدود المكان أو الزمان!

تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT

في أوقات السلم والحرب، تظهر الإنسانية في صور شتى، قد تكون الإنسانية مجرد شعارات لا أكثر، وقول يطرب آذان الضعفاء ويمنحهم الأمل بواقع أجمل مما يعيشونه الآن في ظل ظروف معيشية وصحية ونفسية قاسية، لكن حبال الأمل تنقطع عندما يستفيقون من أحلامهم ليجدوا بأن كل ما سمعوه طويلا أصبح حبرا على ورق وليس هناك فعل ملموس ينتظرهم.

بلدان شتى من العالم تئن من وطأة الفقر والجهل والمرض، أطفال يأتون إلى الحياة وليس في جعبتهم أي أمل في حياة أفضل من آبائهم وأمهاتهم، الفقر هو خنجر مسموم يطعنهم في سائر أجسادهم، يجعلهم يحسون بمرارة العيش وقسوة الأيام.

من هذه النافذة كانت الإنسانية هي الملجأ لمن لا ملجأ له، الإنسانية هي جزء مهم من التضامن مع الآخرين، وإحساس بما يعانونه من حاجة للخروج من عنق الزجاجة التي تكتم على أنفاسهم منذ ـن فتحوا أعينهم على الحياة بمنظور أنهم بشر طبيعيون لهم آمالهم وأحلامهم وحياتهم الخاصة بهم.

الإنسانية هي المحرك الأساسي الذي يدفع الآخرين للتدخل لمساعدة الضعفاء والمستضعفين في الأرض، الإنسانية مصطلح عميق للغاية لا يؤمن بالأقوال فقط وإنما أيضا بالأفعال.

في أوقات الأزمات تجد الإنسانية حاضرة في مشاهد تستحق أن نقف لها بتحية إجلال وتقدير، ولكن عندما تغرب شمس الإنسانية وتتوحش الآدمية، تصبح الأماكن جرداء قاحلة من أي وجه للحياة، فالأرض تصبح مجرد أحجار صماء لا تنطق إلا بالوحشة والبؤس والشقاء والألم.

لقد أصبحت الكثير من دول العالم تحتاج منا بعضا من وقود الإنسانية، فما يحدث الآن في العالم من نزاعات وشقاق وحروب ضروس تؤكد على غياب الضمير الإنساني الذي من المفترض أن يكون لسانا صادقا يحتوي معنى الإنسانية التي عرفتها البشرية منذ عصور قديمة.

هناك ملايين البشر يُهجَّرون سنويا من ديارهم بسبب الحروب وآخرون يقضون نحبهم تحت المباني التي تهدمت على رؤوسهم، والآلاف الجرحى يئنون من أوجاعهم بعد أن فقدوا أجزاء مهمة في أجسادهم، إنها بحق مأساة إنسانية.

كم تمر علينا في نشرات الأخبار وغيرها مئات الصور المؤلمة التي تجرح القلوب وتدميها، مشاهد تعمق معاني الحزن والبؤس، وبالرغم من ذلك لا يلتفت العالم مطلقا إلى ما صنعته أسلحة الدمار والقتل التي صُوّبت نحو الأبرياء، فالرصاص الحي والقنابل لا تفرق ما بين البشر، فمهمتها تكمن في تدمير الأشياء وإصابة الأهداف وإزهاق الأرواح البريئة، من المؤسف أن المعتدي يبرر أفعاله المشينة ويتحدث عن تضامنه مع عائلات القتلى والمصابين ويبرئ نفسه من كل ما صنعته آلة الحرب التي لا تزال في يديه.

في هذا العالم هناك ملايين الأفواه الجائعة والأجساد الممزقة التي أعياها التعب والجراح، وغيرها لا يزال مصيرها مجهولا ومستقبلها غامضا، وأشياء أخرى لا يلتف إليها القادة الكبار الذين يصدرون أوامرهم في إطلاق النيران على المدنيين.

أي جرم هذا الذي اقترفته تلك الأنامل الصغيرة، وأي عذاب ينتظرهم، وأي إنسانية يدّعيها العالم تحت قبة مجالسهم الأممية، الإنسانية الحقيقية لا تؤمن ولا تقدِم على زعزعة أمن الأبرياء والتنكيل بهم.

عندما لا يوجد مكان آمن يحتمي به الصغير أو الكبير تصبح الإنسانية لا وجود لها، الإنسانية هي أن تراعي الواجبات والحقوق، والإنسانية ليست ادعاء واستنكارا وشجبا وقلقا، الإنسانية هي من توجِد حياة أفضل بين البشر، وطريقا نحو أمن وسلام واطمئنان، هكذا هي الإنسانية التي يجب أن يوجِدها العالم وهي من يجب أن تسود في العموم.

الإنسانية دوما يقال عنها بأن ليس لها مكان محدد أو زمان معين بل هي انتشار في كل الاتجاهات وفي كل بقعة يتنفس من رئتها البشر، الإنسانية ستظل دوما شيئا عظيما لا مجرد شعارات كاذبة أو تصريحات عابرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإنسانیة هی

إقرأ أيضاً:

تعرف على 3 نجوم عرب حققوا جائزة رجل المباراة في كأس العالم للأندية

 

حقق 3 نجوم عرب جائزة رجل المباراة في بطولة كأس العالم للأندية 2025 التي تقام حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتقام منافسات كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقاً في أول نسخة بالنظام الجديد للبطولة العالمية.

وتشهد منافسات البطولة مشاركة 5 أندية عربية وهي الأهلي المصري والعين الإماراتي والهلال السعودي والترجي التونسي والوداد المغربي.

 وحقق 3 نجوم عرب جائزة رجل المباراة حتى الآن في كأس العالم للأندية آخرهم المغربي أشرف حكيمي ظهير أيمن باريس سان جيرمان الفرنسي الذي حصل على هذه الجائزة في مباراة سياتل الأمريكي مساء الاثنين.

وفاز باريس سان جيرمان على سياتل بنتيجة 2-0 في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الثانية بالمونديال.

ونجح حكيمي في تسجيل الهدف الثاني للفريق الباريسي ونال جائزة رجل المباراة.

وفاز أيضاً الجزائري يوسف بلايلي نجم الترجي التونسي جائزة رجل المباراة في مباراة لوس أنجلوس الأمريكي والتي انتهت بفوز الترجي بهدف دون رد حمل توقيع بلايلي.

وحصل أيضاً المغربي ياسين بونو حارس مرمى الهلال السعودي على جائزة رجل مباراة فريقه ضد رد بول سالزبورغ النمساوي والتي انتهت بالتعادل دون أهداف.

ونجح بونو في إنقاذ عدة محاولات من جانب الفريق النمساوي ما أدى إلى فوزه بجائزة رجل المباراة

مقالات مشابهة

  • وحدوا الله
  • اتحاد اليد يقدّم الإسباني خافيير باسكوال مديرًا فنيًا لمنتخب مصر: “طموحاتي بلا حدود”
  • الأونروا: المساعدات الإنسانية تنتظر خارج حدود غزة وهي جاهزة للدخول
  • مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: خارطة طريق من منظور علمي إسلامي واقعي (3)
  • غرائب مونديال الأندية.. كلاب بوليسية ترتدي أحذية وتتجول في ملاعب كأس العالم (صورة)
  • ماذا تعرف عن ساعة فلسطين التي ضربها الاحتلال في وسط طهران؟ (شاهد)
  • الجيل : مصر ملاذ الإنسانية حين يغلق العالم أبوابه
  • ماذا تعرف عن الفتق؟
  • تعرف على 3 نجوم عرب حققوا جائزة رجل المباراة في كأس العالم للأندية