موقع النيلين:
2025-05-16@17:19:30 GMT

هل يصح قراءة القرآن بالألحان؟

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT


في عالم الفن والإبداع، تتعدد الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها التعبير عن الأفكار والمشاعر، ومن بين هذه الطرق تأتي الألحان، التي تعتبر وسيلة فنية رائعة لنقل الرسالة وإيصال العواطف بشكل موسيقي ملهم. ولكن مع تلك الإبداعات والتجارب الفنية، يطرح البعض تساؤلًا حول مدى جواز قراءة القرآن الكريم بالألحان، وهل هو مقبول شرعًا أم لا؟

يثير هذا الموضوع نقاشًا دائمًا بين العلماء والفقهاء، حيث يختلف البعض فيما بينهم بشأن جواز قراءة القرآن بالألحان.

يعتبر البعض القرآن نصًا دينيًا يجب الحفاظ على تلاوته بترتيل مباشر، بينما يرون آخرون أن الألحان قد تكون وسيلة لتعزيز فهم وتأثير الكلمات القرآنية على النفوس.

في هذه المقدمة، سنحاول استكشاف ومناقشة الآراء المختلفة حول هذا الموضوع المثير للجدل، وسنسلط الضوء على الحجج والمعتقدات المختلفة بهذا الصدد، مع التركيز على المراجع الشرعية والآراء الفقهية المتعلقة بهذا الموضوع.

أحد الأمثلة التي ذكرتها الصحيفة هي قول علقمة الخلفي بن عباس، حيث ذكر أنه سمع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: “إن حسن الصوت تزيينٌ للقرآن”. ورغم ضعف السند في هذا الحديث إلا أنه يعتبر من الأدلة المؤيدة لجواز الألحان في قراءة القرآن.

ومن بين العلماء الذين أباحوا الألحان في القراءة، ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري، حيث لم يذكر سندًا معينًا لهذا الرأي ولكنه قال إنه يُتابع في ذلك من قبل الجمع من أهل العلم، مما يشير إلى القبول العام لهذا الرأي في العلماء.

تكلم الحافظ ابن حجر على الخلاف في المسألة، فقال -رحمه الله- في فتح الباري: ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم؛ لأن للتطريب تأثيرا في رقة القلب، وإجراء الدمع، وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان…فحكى عبد الوهاب المالكي عن مالك تحريم القراءة بالألحان، وحكاه أبو الطيب الطبري، والماوردي، وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم، وحكى ابن بطال، وعياض، والقرطبي من المالكية، والماوردي، والبندنيجي، والغزالي من الشافعية، وصاحب الذخيرة من الحنفية الكراهة، واختاره أبو يعلى، وابن عقيل من الحنابلة، وحكى ابن بطال عن جماعة من الصحابة، والتابعين الجواز، وهو المنصوص للشافعي، ونقله الطحاوي عن الحنفية. وقال الفوراني من الشافعية في الإباحة: يجوز، بل يستحب. ومحل هذا الاختلاف، إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه، فلو تغير، قال النووي في التبيان: أجمعوا على تحريمه. ولفظه: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن خرج حتى زاد حرفا، أو أخفاه حرم. قال: وأما القراءة بالألحان، فقد نص الشافعي في موضع على كراهته، وقال في موضع آخر: لا بأس به، فقال أصحابه: ليس على اختلاف قولين، بل على اختلاف حالين، فإن لم يخرج بالألحان على المنهج القويم جاز، وإلا حرم، وحكى الماوردي عن الشافعي أن القراءة بالألحان، إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرم، وكذا حكى ابن حمدان الحنبلي في الرعاية، وقال الغزالي، والبندنيجي، وصاحب الذخيرة من الحنفية: إن لم يفرط في التمطيط الذي يشوش النظم استحب، وإلا فلا.

والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا، فليحسنه ما استطاع، كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث. وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح، ومن جملة تحسينه أن يراعى فيه قوانين النغم، فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام؛ لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا، فلا شك في أنه أرجح من غيره؛ لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت، ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء.

حامد بدر – بوابة الفجر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قراءة القرآن

إقرأ أيضاً:

الفضول.. دافعا للقراءة

لطالما كان الفضول خصلة طيبة عندما يتعلق الأمر بمعرفة ما يجري من حولنا من ظواهر طبيعية. فهو الذي يجعل الطفل يتعلم أبجديات الحياة والتعامل معها ومع كل ما يحيط به، وهو ما يجعل الناس في جميع الأعمار يتعلمون ويطورون من معارفهم وقدراتهم، وهو الذي أوصل العلماء والمكتشفين والمخترعين إلى ما وصلوا إليه، وهو سبب ما حققته البشرية من تطور.
لكن ماذا كان يفعل هؤلاء حينما ترتفع وتيرة الفضول لديهم؟
إنهم كانوا يفعلون ما أشار إليه ويل روجرز بقوله: يتعلم الإنسان بطريقتين؛ القراءة ومصاحبة من هم أذكى منه. حيث الطريقتان تشبعان فضول الإنسان إلى المعرفة. وتُعد القراءة طريقًا أقصر وأكثر ضمانًا حين يتعسر على المرء أن يكتشف من هم أذكى منه ويثق بإجاباتهم عن أسئلته. ورغم وجود الغثّ والسمين في القراءة، فإنها متوفرة في كل زمان ومكان، ويستطيع المرء مع الوقت اكتشاف السمين من الغثّ منها، ويشبع فضوله حول أي موضوع يريد، في حين أنه ربما تعذر ذلك عليه بدون القراءة.
فالقراءة، بتوفرها في كل وقت، هي بمنزلة جسر بين الأسئلة والإجابات، خاصة حينما تتحول من سلوك عابر إلى برنامج يومي لحياة الإنسان. بل هي كما أسمتها الكاتبة بدور كلداري: فن الفضول الخفي والتطفل على حيوات الآخرين بأدب جمّ.
وهكذا فحين يزداد فضول أي شخص، وتزداد حينها رغبته في إشباع ذلك الفضول، فإنه إما أن يقمع ذلك الفضول، أو أن ينميه بطريقة تفيده؛ لأنه لربما لا يكون إيجابيًّا دائمًا (فكل قارئ فضولي ولكن ليس كل فضولي قارئ، كما قيل). وهنا يأتي دور القراءة في إشباع فضول الإنسان ونهمه إلى مزيد من المعرفة الدقيقة والصائبة، التي إن انتهجها فسوف تشفي غليله بمزيد من المعرفة التي تؤدي بالضرورة إلى مزيد من الوعي والنضج، وتدفع آحاد الناس أن يكونوا أرقامًا مؤثرة في مسيرة أوطانهم ونمو وتطور البشرية بشكل عام.
*ليست لدي مواهب خاصة؛ أنا فقط فضولي بشغف. ألبرت آينشتاين

yousefalhasan@

مقالات مشابهة

  • ببطارية تدوم 36 ساعة.. هواوي تطلق سماعات FreeBuds 6 بتصميم مفتوح
  • كيف يمكن قراءة غياب السيسي عن قمة ترامب الخليجية؟
  • أجمل ما قيل عن سورة الكهف يوم الجمعة
  • "سوني" تطلق أحدث ابتكاراتها من سماعات الرأس اللاسلكية العازلة للضوضاء
  • شلقم يدعو إلى قراءة كتابه عن الدين والسياسة    
  • حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة.. الإفتاء تجيب
  • شركة Nothing تتعاون مع KEF لإطلاق مجموعة منتجات صوتية مميزة هذا العام
  • اختر ما تقرأ ولمن تقرأ وأين تقرأ
  • الفضول.. دافعا للقراءة
  • من هم «أولو الأمر»؟ .. دار الإفتاء تُوضّح مدلول الآية الكريمة من سورة النساء