“موانئ أبوظبي”.. استحواذات واتفاقيات تعزز حضورها العالمي في 46 دولة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أصدرت مجموعة موانئ أبوظبي اليوم، تقريرها السنوي لعام 2023، حيث سلط التقرير الضوء على إنجازات المجموعة لاسيما مع استكمال الاستحواذ على شركة نواتوم التي تتمتع بحضور في 27 دولة، إضافة إلى سلسلة الاتفاقيات التي أبرمتها في كل من الأردن ومصر وباكستان وجمهورية الكونغو وكازاخستان وأوزبكستان ما أسهم في مضاعفة إيرادات المجموعة وتوسيع نطاق انتشارها العالمي في 46 دولة.
تضم مجموعة موانئ أبوظبي قطاعات أعمال متكاملة، تشمل قطاع الموانئ وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة والقطاع البحري والشحن، والقطاع اللوجستي والرقمي، والتي مكنتها في عام 2023 أن تبرز كإحدى أسرع الشركات نمواً ومواصلة مسيرتها في رفد التجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، في ظل إسهام محفظة أعمالها المتكاملة والمتآزرة في قيادة دفة التجارة العالمية عبر حلول سلسلة التوريد المبتكرة والشاملة، والبنية التحتية عالمية المستوى، والدخول بشكل ذكي في طرق تجارة جديدة بما يواكب التغيرات العالمية.
و قال معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي: “شهدت مجموعة موانئ أبوظبي تحولاً لافتاً خلال عام 2023 تمثل في ترسيخ مكانتها كمزود عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية من خلال صفقات استحواذ مدروسة حققت قيمة استثنائية، وتوسعات استراتيجية في منطقة الخليج والبحر الأحمر وبحر قزوين وإفريقيا وحول العالم، ويأتي ذلك تماشياً مع جهود المجموعة في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في تنويع اقتصادنا الوطني. وفي عامٍ شهد تفاقم حالة الضبابية في السوق العالمية، أكدت الإيرادات والأرباح القياسية التي حققتها المجموعة مرة أخرى على مرونتها وقوتها، وقيمتها بالنسبة للمساهمين.”
ومن ناحيته، قال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: “حققت مجموعة موانئ أبوظبي خلال عام 2023 نمواً نوعياً غير مسبوق في تاريخها”.
وأضاف الشامسي: “انطلاقاً من عام 2024، فإننا نخطط لمواصلة تقديم قيمة حقيقية لمتعاملينا وللمساهمين وللمجتمعات التي نعمل بها. وسيراً على نهج قيادتنا الرشيدة، سنوجه تركيزنا الاستراتيجي على الاستفادة من بنيتنا التحتية عالمية المستوى وأسطولنا المتطور لتحقيق مزيد من النمو على الصعيدين الإقليمي والعالمي”.
واستهلت مجموعة موانئ أبوظبي العام 2023 بافتتاح محطة العقبة للسفن السياحية، وهي المنشأة الأولى من نوعها في الأردن، واختتم العام بتوقيع اتفاقية امتياز نهائية لمدة 30 عاماً مع الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر لتطوير وتشغيل محطة متعددة الأغراض في ميناء سفاجا المصري، الذي يتمتع بموقع استراتيجي على ساحل البحر الأحمر.
وفي إطار استراتيجية المجموعة في إفريقيا وتعزيز جهودها في رفد الأسواق الناشئة، تم توقيع اتفاقية امتياز لمدة 30 عاماً قابلة للتمديد لإدارة وتشغيل محطة متعددة الأغراض في ميناء “بوانت نوار” بجمهورية الكونغو.
وفي إطار محاكاة منظومة الأعمال المتكاملة التي تتبناها المجموعة في المناطق التي تتمتع بآفاق نمو مستدامة وطويلة الأجل، تم توقيع اتفاقية امتياز لمدة 50 عاماً مع صندوق ميناء كراتشي لتطوير محطة حاويات حديثة ومتطورة، في خطوة تسهم في دفع عجلة النمو وتعزيز التنويع التجاري وتوطيد العلاقات الثنائية بين الإمارات وباكستان.
واستجابةً للطلب المتزايد الذي يشهده سوق النفط والغاز البحري العالمي، تم شراء عشر سفن لتعزيز العمليات البحرية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. كما شهد العام أيضاً تعاوناً كبيراً مع شركة الشحن الوطنية الكازاخستانية “كازمور ترانسفلوت”، أثمر عنه الاستحواذ على سفينتين متطورتين لنقل النفط الكازاخستاني عبر بحر قزوين. واليوم، تضم المجموعة أكثر من 250 سفينة تعمل عبر جميع خطوط الخدمات البحرية.
وشملت أبرز الإنجازات المالية لعام 2023 تحقيق أداء تشغيلي ومالي قوي خلال الاثنى عشر شهراً المنتهية في 31 ديسمبر 2023، حيث ارتفعت إيرادات المجموعة بنسبة 112% على أساس سنوي لتصل إلى 11.7 مليار درهم، وزادت الأرباح قبل استقطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 23% على أساس سنوي لتصل إلى 2.67 مليار درهم، وبلغ إجمالي صافي الأرباح 1.4 مليار درهم في عام 2023، بنسبة تفوق 6 % على أساس سنوي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مجموعة موانئ أبوظبی عام 2023
إقرأ أيضاً:
من نشوة القصف إلى فخ الاستنزاف.. كيف وقعت “إسرائيل” في فخ الحرب التي أرادتها؟
في كتاباته المتعددة، كثيرًا ما حذر نعوم تشومسكي من غواية “القوة” حين تُمارَس بمعزل عن العقلانية السياسية، ومن السرديات الإمبريالية التي تُخفي الحقائق خلف لغة “الردع” و”الدفاع عن الذات”، “إسرائيل”، التي أفاقت على نشوة ضربة خاطفة ضد إيران، سرعان ما بدأت تدفع ثمن إيمانها بأن بإمكانها فرض توازنات الشرق الأوسط عبر هجوم مباغت على دولة إقليمية بحجم إيران، لكن الواقع، كما هو الحال دائمًا في منطق القوة، معقد ومفتوح على انهيارات غير محسوبة.
الهروب من غزة نحو سماء طهران
في بداية الأمر، بدا الهجوم “الإسرائيلي” على المنشآت الإيرانية وكأنه ضربة ناجحة: اغتيالات نوعية، ضربات على البنية التحتية النووية والعسكرية، وتحقيق ما وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ”إنجازات لا تُضاهى”، لكن خلف هذا الإطار الإعلامي، تكمن أزمة أعمق: “إسرائيل” تهرب من مأزق غزة إلى معركة أخطر وأعقد مع طهران. والضربات لم تكن فقط ضد المنشآت، بل كانت في جوهرها محاولة لإعادة ضبط معادلة الردع بعد سلسلة من الهزائم الرمزية والاستراتيجية، بدءًا من 7 أكتوبر، مرورًا بالحرب الطويلة والمفتوحة في غزة، وصولًا إلى الخوف من تصاعد جبهة الشمال مع حزب الله.
النشوة كقناع للإنكار
في التحليل النفسي للسلطة، تمثّل النشوة الجماعية لحظة إنكار جماعية. الإعلام العبري، وحتى بعض المعارضين، انخرطوا في التهليل للضربة، وكأنها تعويض جماعي عن الإهانة الوطنية في 7 أكتوبر. لكن فإن “الاحتفال بالقوة لا يُلغي الحاجة إلى مساءلتها”. ما جرى لم يكن انتصارًا بل انزلاق محسوب إلى منطقة الخطر. والفرق بين الحكمة والجنون، أن الأولى تفكر في اليوم التالي، بينما الثانية تتلذذ بلحظة التأثير الفوري.
الفشل في فهم إيران
منذ عقود، تسوّق “إسرائيل” أن إيران “نظام شيطاني” يمكن تفكيكه عبر ضربة ذكية واحدة. وهذا بالضبط ما يُحذّر منه تشومسكي عند الحديث عن “التسطيح الاستشراقي” للعقل الغربي تجاه خصومه، إيران ليست دولة عشوائية، إنها منظومة معقدة ببنية عسكرية وعقائدية واقتصادية متداخلة، وتملك أدوات الرد في الإقليم، وأهم من كل ذلك: ذاكرة حرب طويلة. التجربة الإيرانية مع العراق (1980–1988) لا تزال تلهم العقيدة العسكرية الإيرانية. والشيعة، كما كتب يوسي ميلمان، “يتقنون فن المعاناة”.
الرد الإيراني لم يتأخر فقط لأن القيادة مشوشة، بل لأنه كان يحتاج إلى تأنٍّ استراتيجي، وإلى قرار محسوب بعدم جعل الرد مجرد فعل عاطفي. وعندما أتى الرد، كان بمستوى يجعل النشوة “الإسرائيلية” تبدو استهزاء بالتاريخ والجغرافيا معًا.
أمريكا ليست هنا
من أخطر ما اكتشفته “إسرائيل” هذه المرة، أن الولايات المتحدة –ولو بقيادة ترامب الحليف المعلن– ليست بالضرورة على استعداد لخوض معركة واسعة لأجل “إسرائيل”. وزير الخارجية ماركو روبيو كان واضحًا في نأي واشنطن بنفسها عن الهجوم، وهو موقف يعكس تحولًا عميقًا في المزاج الأمريكي الذي بدأ يتبرم من كلفة التحالف مع “إسرائيل”، لا سيما مع اتساع المعارضة للحرب في غزة، والصدام مع القوى الدولية الأخرى (كالصين وروسيا) حول سياسات الهيمنة.
ترامب قد يهلل للهجوم، لكنه لا يريد أن يُجر إلى مستنقع حرب طويلة في لحظة انتخابية حرجة. وهذا ما يعرفه الإيرانيون جيدًا، لذا يُصعّدون بثقة محسوبة. أما “إسرائيل”، فقد فوجئت بأن “الغطاء الأمريكي” الذي طالما اعتُبر ضمانة للجنون الاستراتيجي، بات مثقوبًا هذه المرة.
الحرب على النظام أم على البرنامج النووي؟
بين خطاب نتنياهو الذي توعّد برؤية طائرات “إسرائيلية” فوق طهران، وتصريحات مسؤولي الجيش بأن الهدف هو تدمير البرنامج النووي، ثمة فجوة سردية خطيرة. إذا كانت “إسرائيل” تريد تغيير النظام، فإنها تكرر خطيئة الأمريكيين في العراق: وهم استبدال النظام دون رؤية للبديل. أما إذا كان الهدف فقط وقف التخصيب، فإن الهجوم لم ينجح في تدمير منشأة فوردو، ولم يوقف البرنامج، بل ربما سرّعه.
ومن هنا يأتي خطر الحرب الاستنزافية. فإيران، التي تعي أنها لن تُهزم في ضربة واحدة، قد تُطيل أمد المواجهة، وتجعل منها حربًا متعددة الجبهات والأدوات: صواريخ على تل أبيب، هجمات سيبرانية، اشتباكات في مضيق هرمز، وتصعيد عبر حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي.
إسرائيل تواجه نفسها
بعد الهجوم، انهالت الانتقادات من الداخل، فجأة صار نتنياهو في مواجهة مجتمع يكتشف هشاشته: الدفاعات الجوية فشلت، والحكومة لم تهيّئ الناس، وبدأ القادة العسكريون يحذرون من حرب طويلة، فيما المعلقون يتحدثون عن “فخ نصبته إسرائيل لنفسها”. وكأن الحرب، التي أرادها نتنياهو لتكون مخرجًا من ورطة غزة، تحوّلت إلى ورطة أشد وأخطر.
في كل هذا، يبدو أن “إسرائيل” لم تُجرِ الحساب الأساسي الذي تحدث عنه تشومسكي مرارًا: حين تبني قراراتك على وهم التفوق التكنولوجي وتغفل عن التعقيد التاريخي والسياسي والثقافي لخصمك، فأنت تصنع كارثتك بنفسك.
من غزة إلى طهران: لا خطوط رجعة
إن الفكرة القائلة بأن “إسرائيل” يمكنها أن “تُعيد ضبط النظام الإقليمي” عبر القوة، هي في جوهرها استمرار لسردية استعمارية قديمة، وهي أن “الشرق لا يفهم إلا لغة القوة”. هذه السردية لا تزال تحكم العقل “الإسرائيلي”، الذي لم يتعلّم من تجاربه في لبنان ولا في غزة، وها هو الآن يكررها على نطاق أوسع وأخطر.
لكن الفارق أن طهران ليست غزة. والمقاومة هنا ليست فقط صواريخ، بل منظومة ممتدة جغرافيًا وعقائديًا. “إسرائيل” لا تواجه إيران وحدها، بل منظومة ممتدة من العراق إلى اليمن، ومن لبنان إلى سوريا. وهذا ما يجعل هذه المواجهة قابلة لأن تنفلت من السيطرة في أي لحظة.
في الحروب، لا تنتصر النشوة
كما قال ناحوم بارنيع: “الحروب تبدأ بالنشوة… ثم تستمر”. “إسرائيل” في هذه اللحظة ليست في موقع المُسيطر، بل المُرتبك. فالهجوم الذي أريد له أن يُعيد الهيبة، كشف العجز. والضربة التي أريد لها أن توقف المشروع النووي، قد تُسرّعه.
إن لم تُدرك “إسرائيل” هذا الواقع بسرعة، وتقبل بخيار سياسي عاقل، فإنها تقود نفسها إلى مواجهة قد تكون الأعنف في تاريخها. وحينها، سيكون الثمن ليس فقط إخفاقًا استراتيجيًا، بل تصدعً داخلي طويل الأمد، وسقوطًا نهائيًا لوهم “الجيش الذي لا يُقهر”.
“الحروب لا تُخاض لإرضاء الغرور، بل لحماية الناس… وإذا كانت النشوة هي المعيار، فالنتيجة دائمًا كارثة.”
كاتب صحفي فلسطيني