بعد مقتل موظفي إغاثة بضربة إسرائيلية في غزة أعربت واشنطن عن غضبها ودعت لإجراء تحقيق، فيما اعترفت إسرائيل واعتذرت عما وقع. وارسو طالبت بالتعويض، والأمم المتحدة نددت بـ"تجاهل القانون الإنساني".

 

قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء (الثاني من نيسان / أبريل 2024)، إن الولايات المتحدة "غاضبة" من القصف الجوي الإسرائيلي الذي قتل سبعة من موظفي الإغاثة في مؤسسة ورلد سنترال كيتشن بغزة.

 

وأضاف كيربي: "أغضبنا أننا علمنا بقصف للجيش الإسرائيلي أمس قتل عددا من المدنيين العاملين في المساعدات الإنسانية من ورلد سنترال كيتشن".

 

الرئيس الأمريكي يشدد على "وجوب حماية" طواقم إغاثة غزة

 

من جانبه أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتّصالا بالطاهي خوسيه أندريس، مؤسس ورئيس المنظمة الإغاثية غير الحكومية "وورلد سنترال كيتشن"، للتعبير عن تضامنه بعد الضربة الإسرائيلية، وفق ما أعلن البيت الأبيض الثلاثاء.

 

وقال بايدن لأندريس إن "قلبه مفطور" وإنه "سيبلغ إسرائيل بكل وضوح بوجوب حماية عمال الإغاثة الإنسانية"، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار. وكان موظفو الإغاثة قد تم استهدافهم بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المواد الغذائية تم إرسالها إلى قطاع غزة عبر البحر

 

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل إلى إجراء "تحقيق سريع وشامل ومحايد". ورفض بلينكن الإدلاء بأي شيء بشأن التبعات المحتملة للهجوم على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، قائلا إنه سيكون من الضروري أولا معرفة ما يكشفه التحقيق في الحادث. ووصف بلينكن العاملين في المجال الإنساني في غزة بأنهم "أبطال".

 

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي -مع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه- في باريس "وكما فعلنا طوال هذا الصراع، فقد أكدنا للإسرائيليين الضرورة المطلقة لبذل المزيد من الجهود لحماية أرواح المدنيين الأبرياء -سواء كانوا أطفالا أو نساء أو رجالا فلسطينيين أو عمال إغاثة- وكذلك السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية من أجل المزيد من السكان بشكل أكثر فعالية".

 

أشخاص يتفقدون الموقع الذي قُتل فيه عمال إعاثة تابعين لِـ "المطبخ المركزي العالمي" في منطقة دير البلح بقطاع غزة.أشخاص يتفقدون الموقع الذي قُتل فيه عمال إعاثة تابعين لِـ "المطبخ المركزي العالمي" في منطقة دير البلح بقطاع غزة.

 

بولندا تطالب إسرائيل بـ "تعويض" عائلات الموظفين القتلى

 

وفي السياق ذاته رأى نائب وزير الخارجية البولندي أندريه زيجنا أن على إسرائيل "تعويض" عائلات عمال الإغاثة السبعة الذين قتلوا في الضربة، وبينهم مواطن بولندي.

 

وقال زيجنا في تصريح إذاعي "على السلطات أن تفكر في الطرف الذي ينبغي أن يتحمل مسؤولية جنائية لضغطه على زر معين، وفي كيفية تعويض عائلات الضحايا، رغم أنه يستحيل القيام بذلك [باللجوء إلى] المال".

 

وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن وزير الخارجية البولندي أنه "طلب شخصيا من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفن تفسيرات عاجلة". وكتب رادوسلاف سيكورسكي على منصة إكس: "أكد لي (السفير) أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج تحقيق حول هذه المأساة"، مضيفا أن وارسو تعتزم إجراء تحقيقها الخاص. وكذلك، قدم الوزير تعازيه "إلى عائلة متطوعنا الشجاع وإلى جميع الضحايا المدنيين في غزة".

 

وقال سيكورسكي أيضا في مقطع مصور نشر على إكس إن"مواطننا الشجاع، داميان سوبول (...) ساعد أناسا محتاجين في غزة حيث تتفاقم أزمة إنسانية". وأضاف وزير الخارجية البولندي -الذي أجرى مكالمة هاتفية بنظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس- أن سوبول "قُتل في هجوم أعلن الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عنه". من جهته أعرب الرئيس البولندي أندريه دودا عن "ألمه" بعد مقتل المتطوع، وقال "ما كان ينبغي لهذه المأساة أن تقع ويجب تفسير" ملابساتها.

 

الرئيس الإسرائيلي "يعتذر" ورئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف

 

وفي توضيح لموقف الرئاسة الإسرائيلية، قدم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مساء الثلاثاء "اعتذاره" بعد مقتل السبعة المتعاونين مع المنظمة الأمريكية غير الحكومية "وورلد سنترال كيتشن" في الضربة الإسرائيلية في قطاع غزة.

 

وأورد بيان للرئاسة أن "الرئيس هرتسوغ يعرب عن حزنه الكبير واعتذاره الصادق إثر الوفاة المأسوية لفريق "وورلد سنترال كيتشن" الليلة الفائتة في قطاع غزة، وقدم تعازيه إلى عائلاتهم وأقربائهم"، موضحا أنه أجرى اتصالا بمؤسس المنظمة الطاهي الإسباني الأمريكي خوسيه أندريس.

 

واعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل موظفين من عدة دول يعملون في  "المطبخ المركزي العالمي" ووعد بإجراء تحقيق. وذكر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل موظفي الإغاثة أمس الإثنين غير متعمدة و"مأساوية".

 

بيان إماراتي قبرصي مشترك يدين مقتل موظفي معونات غزة

 

من جانبهما أعربت الإمارات وقبرص -في بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء- عن إدانتهما الشديدة للغارة الإسرائيلية التي استهدفت موظفي الإغاثة الإنسانية في مؤسسة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن".

 

وأدانت دولة الإمارات وقبرص، "بشدة كافة أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة المحتاجين"، وأكدتا أن "استهداف موظفي الإغاثة الإنسانية يعد انتهاكا صارخا لجميع المعاهدات الدولية التي تكفل حماية عمال الإغاثة والإنقاذ".

 

وقالت وكالة أنباء الإمارات: تهدف دولة الإمارات وقبرص والمطبخ المركزي العالمي -من خلال مبادرة "أمالثيا"- إلى تقديم مساعدات وإمدادات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة لتفادي وقوع المجاعة في شمال القطاع والتخفيف من حدة المعاناة في غزة، وذلك من خلال توصيل الإمدادات الغذائية وتوزيعها بشكل آمن.

 

الهجوم في قطاع غزة الذي أدى إلى مقتل سبعة موظفين من عدة دول يعملون في "المطبخ المركزي العالمي"الهجوم في قطاع غزة الذي أدى إلى مقتل سبعة موظفين من عدة دول يعملون في "المطبخ المركزي العالمي"

 

وأكدت دولة الإمارات وقبرص، أن"الأسر الفلسطينية بحاجة ماسة إلى المتطلبات الأساسية لمنع تفاقم الوضع الصحي، ولذلك فمن الضروري أن تمارس إسرائيل مسؤوليتها في حماية العاملين -في المجال الإنساني- الذين ينبغي أن يكونوا قادرين على القيام بهذا العمل الحيوي بأمان ودون الخوف على حياتهم".

 

الأمم المتحدة تندد بـ"تجاهل القانون الإنساني" وتطالب إسرائيل بالسماح بعمل موظفي الإغاثة

 

وفي السياق ذاته قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن مقتل سبعة عاملين في منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية في غزة "هو النتيجة الحتمية للطريقة التي تُدار بها هذه الحرب في الوقت الحالي"  واعتبر أن مقتلهم يظهر "تجاهل القانون الإنساني" وسلامة الطواقم الإنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس.

 

وأضاف أن الأمم المتحدة "تدعو مجددا" إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.

 

وقال دوجاريك للصحفيين "تعدد مثل هذه الأحداث هو النتيجة الحتمية للطريقة التي تُدار بها هذه الحرب". وأضاف: "قُتل ما لا يقل عن 196 من موظفي الإغاثة منذ أكتوبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي أحد أخطر وأصعب أماكن العمل في العالم".

 

وذكر دوجاريك أن سيغريد كاج منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار لغزة اجتمعت مع فريق ورلد سنترال كيتشن في غزة قبل ساعات من مقتلهم وأن الهجوم أصابها بالهلع. وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة وتشكو من وجود عقبات أمام إدخال المساعدات وتوزيعها.

 

وقال دوجاريك "لدينا آلية لفض الاشتباك"، مضيفا: "لاحظنا أنها لا تعمل كما ينبغي. نستمر في إيصال المساعدات... على أساس الفرص السانحة، وهي ليست بأي شكل من الأشكال الطريقة المناسبة لإدارة عملية مساعدات كبيرة". وحينما سُئل عن الرسالة التي يمكن للأمم المتحدة أن توجهها إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن الغارة الجوية، قال "الرسالة هي: اتركوا موظفي الإغاثة يؤدون عملهم".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: المطبخ المرکزی العالمی وورلد سنترال کیتشن ورلد سنترال کیتشن الإمارات وقبرص وزیر الخارجیة موظفی الإغاثة الأمم المتحدة فی قطاع غزة مقتل موظفی إلى مقتل فی غزة

إقرأ أيضاً:

أعمال نهب في غزة بسبب شح الطعام والمجاعة تنهش أجساد سكان القطاع المحاصر

وقد أفاد شهود عيان وجماعات الإغاثة في غزة عن زيادة في عمليات النهب في القطاع، في حين حذرت جماعات حقوق الإنسان من استخدام التجويع كـ"سلاح حرب". اعلان

أبلغ السكان المحليون وعمال الإغاثة عن زيادة في عمليات نهب مخازن الإمدادات في شمال غزة، مع استمرار تدهور الأوضاع بعد مرور أكثر من شهرين على الحصار الإسرائيلي المفروض على دخول المساعدات من غذاء ودواء.

وقال شهود عيان ومنظمات إغاثية ومراسلات داخلية مشتركة بين أفراد الأمن العاملين في المنظمات الإنسانية لوسائل الإعلام أن أفراداً مسلحين وغير مسلحين على حد سواء دخلوا عنوة إلى المستودعات والمخابز والمتاجر منذ يوم الأربعاء.

ولا يزال الحصار يطبق على غزة منذ أن أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العمل بوقف إطلاق النار الأخير مع حماس في مارس/آذار. ونتيجة لذلك، غرق القطاع المدمّر الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص في أكبر أزمة إنسانية منذ بدء الحرب قبل نحو 19 شهرًا.

وتقول السلطات الإسرائيلية إن القيود والضغوط العسكرية تهدف إلى إجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن الـ 59 الذين يُعتقد أنهم ما زالوا في الأسر - يُفترض أن 24 منهم قد لقوا حتفهم - وتفكيك البنية التحتية لكتائب القسام.

وقد ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في وقت سابق أن حرمان المدنيين من الغذاء كتكتيك حربي يرقى إلى مستوى جريمة حرب.

وحذرت وكالات الإغاثة من أن المدنيين في غزة أصبحوا الآن على شفا المجاعة. وهناك مخاوف متزايدة من أن يؤدي اليأس المتصاعد إلى انهيار كامل للنظام الاجتماعي. وفي حين أن أعمال النهب وقعت أحيانا خلال الحرب، إلا أن حوادث هذا الأسبوع تمثل تحولاً كبيراً بحسب منظمات الإغاثة - حيث أصبحت أكثر فوضوية وامتدت إلى المراكز الحضرية.

فلسطينيون يسيرون بجوار مركز توزيع المساعدات الإنسانية المغلق التابع للأونروا ، وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في جباليا ، قطاع غزة 29.04.2025.أبعمليات نهب بحثا عن الغذاء والدواء

بدأت الموجة الأخيرة من أعمال النهب مساء الأربعاء في مدينة غزة، بعد ورود تقارير عن وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى الشمال قادمة من جنوب القطاع. وقال أحد عمال الإغاثة إن مسلحين استهدفوا مخبزًا بعد انتشار شائعات تفيد بأنه يحتوي على مخزون غذائي.

وعندما اتضح أنه فارغ، بدأ هؤلاء في نهب مطبخ للفقراء تديره وكالة إغاثة دولية في مخيم الشاطئ للاجئين، وفقاً لتحديث أمني تم تعميمه في ذلك المساء.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن موظفيها انسحبوا بأمان يوم الأربعاء بعد أن اقتحم آلاف الأشخاص مكتبها في مدينة غزة واستولوا على الإمدادات الطبية. ووصفت لويز ووتريدج، وهي مسؤولة طوارئ رفيعة المستوى في الأونروا، عمليات النهب بأنها "نتيجة مباشرة للحرمان المستمرّ الذي أصبح لا يطاق".

واستمرت أعمال النهب حتى ليلة الجمعة. ووفقًا لثلاثة شهود، فقد اقتحم عشرات الرجال المسلحين مستودعيْن على تابعيْن للأمم المتحدة وتغلّبوا على الشرطة والحراس المحليين المكلفين بحمايتها. وكانت المخازن قد استنفدت إلى حد كبير قبل حدوث تلك الاقتحامات.

"وقال أحمد أبو عواد، أحد سكان غرب مدينة غزة، حيث وقعت بعض أعمل النهب: "كانت هناك عصابات منظمة".

وقال مواطن آخر، يحيى يوسف، إنه شاهد مدة ليلتين متتاليتين مواجهات مسلحة بين اللصوص وقوات الأمن في شوارع غرب مدينة غزة، وقد جرت قرب المباني التي تستخدمها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.

Relatedالمجاعة في غزة: كيف يدفع أطفال القطاع ثمن الحرب والحصار؟الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة تنذر بمجاعة وشيكة وسوء التغذية الحاد يهدد حياة الأطفالبسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع يقتل 57 فلسطينيًا في غزةمقتل 17 فلسطينيًا على الأقل في الهجمات الإسرائيلية الليلية

أسفرت الغارات التي شنتها إسرائيل خلال الليل على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عن مقتل 17 فلسطينيًا على الأقل، وفقًا لسجلات المستشفيات المحلية.

وأكد مستشفى ناصر أن إحدى الغارات استهدفت منزلًا داخل مخيم اللاجئين في المدينة، مما أسفر عن مقتل 11 فردًا من عائلة واحدة. وقال المستشفى إن من بين الضحايا ثلاث نساء وثلاثة أطفال، من بينهم شقيقان أحدهما يبلغ من العمر سنة واحدة والآخر شهر واحد فقط.

وأصابت غارة جوية أخرى منزلاً في منطقة بطن السمين في خان يونس. وأضاف المستشفى أنه تم الإبلاغ عن مقتل شخصين آخرين في غارة منفصلة على منزل آخر في المدينة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • قلق أممي من تحويل مليشيا الحوثي موظفي الإغاثة المختطفين الى دروع بشرية
  • الكشف عن تفاصيل خطة إسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة.. رفضتها الأمم المتحدة
  • أعمال نهب في غزة بسبب شح الطعام والمجاعة تنهش أجساد سكان القطاع المحاصر
  • إسرائيل تخطط للسيطرة على توزيع المساعدات في غزة مع مقاولين أمريكيين
  • حديث إسرائيلي عن "خطأ" مساعدات غزة.. ونهب المستودعات
  • محلل إسرائيلي: سببان وراء تصعيد الحوثيين في اليمن هجماتهم ضد إسرائيل
  • 40 قتيلاً بينهم أطفال بقصف إسرائيلي على غزة
  • استشهاد شرطي وطفل بقصف إسرائيلي على مدينة غزة
  • المرصد الأورومتوسطي: استهداف إسرائيل سفينة إغاثة متجهة لغزة انتهاك لميثاق الأمم المتحدة
  • غزة تنزف مجدداً.. عشرات القتلى بقصف إسرائيلي والوضع الإنساني ينهار