غضب دولي عقب مقتل موظفي إغاثة بقصف إسرائيلي في غزة
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
بعد مقتل موظفي إغاثة بضربة إسرائيلية في غزة أعربت واشنطن عن غضبها ودعت لإجراء تحقيق، فيما اعترفت إسرائيل واعتذرت عما وقع. وارسو طالبت بالتعويض، والأمم المتحدة نددت بـ"تجاهل القانون الإنساني".
قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء (الثاني من نيسان / أبريل 2024)، إن الولايات المتحدة "غاضبة" من القصف الجوي الإسرائيلي الذي قتل سبعة من موظفي الإغاثة في مؤسسة ورلد سنترال كيتشن بغزة.
وأضاف كيربي: "أغضبنا أننا علمنا بقصف للجيش الإسرائيلي أمس قتل عددا من المدنيين العاملين في المساعدات الإنسانية من ورلد سنترال كيتشن".
الرئيس الأمريكي يشدد على "وجوب حماية" طواقم إغاثة غزة
من جانبه أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتّصالا بالطاهي خوسيه أندريس، مؤسس ورئيس المنظمة الإغاثية غير الحكومية "وورلد سنترال كيتشن"، للتعبير عن تضامنه بعد الضربة الإسرائيلية، وفق ما أعلن البيت الأبيض الثلاثاء.
وقال بايدن لأندريس إن "قلبه مفطور" وإنه "سيبلغ إسرائيل بكل وضوح بوجوب حماية عمال الإغاثة الإنسانية"، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار. وكان موظفو الإغاثة قد تم استهدافهم بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المواد الغذائية تم إرسالها إلى قطاع غزة عبر البحر
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل إلى إجراء "تحقيق سريع وشامل ومحايد". ورفض بلينكن الإدلاء بأي شيء بشأن التبعات المحتملة للهجوم على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، قائلا إنه سيكون من الضروري أولا معرفة ما يكشفه التحقيق في الحادث. ووصف بلينكن العاملين في المجال الإنساني في غزة بأنهم "أبطال".
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي -مع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه- في باريس "وكما فعلنا طوال هذا الصراع، فقد أكدنا للإسرائيليين الضرورة المطلقة لبذل المزيد من الجهود لحماية أرواح المدنيين الأبرياء -سواء كانوا أطفالا أو نساء أو رجالا فلسطينيين أو عمال إغاثة- وكذلك السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية من أجل المزيد من السكان بشكل أكثر فعالية".
أشخاص يتفقدون الموقع الذي قُتل فيه عمال إعاثة تابعين لِـ "المطبخ المركزي العالمي" في منطقة دير البلح بقطاع غزة.أشخاص يتفقدون الموقع الذي قُتل فيه عمال إعاثة تابعين لِـ "المطبخ المركزي العالمي" في منطقة دير البلح بقطاع غزة.
بولندا تطالب إسرائيل بـ "تعويض" عائلات الموظفين القتلى
وفي السياق ذاته رأى نائب وزير الخارجية البولندي أندريه زيجنا أن على إسرائيل "تعويض" عائلات عمال الإغاثة السبعة الذين قتلوا في الضربة، وبينهم مواطن بولندي.
وقال زيجنا في تصريح إذاعي "على السلطات أن تفكر في الطرف الذي ينبغي أن يتحمل مسؤولية جنائية لضغطه على زر معين، وفي كيفية تعويض عائلات الضحايا، رغم أنه يستحيل القيام بذلك [باللجوء إلى] المال".
وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن وزير الخارجية البولندي أنه "طلب شخصيا من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفن تفسيرات عاجلة". وكتب رادوسلاف سيكورسكي على منصة إكس: "أكد لي (السفير) أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج تحقيق حول هذه المأساة"، مضيفا أن وارسو تعتزم إجراء تحقيقها الخاص. وكذلك، قدم الوزير تعازيه "إلى عائلة متطوعنا الشجاع وإلى جميع الضحايا المدنيين في غزة".
وقال سيكورسكي أيضا في مقطع مصور نشر على إكس إن"مواطننا الشجاع، داميان سوبول (...) ساعد أناسا محتاجين في غزة حيث تتفاقم أزمة إنسانية". وأضاف وزير الخارجية البولندي -الذي أجرى مكالمة هاتفية بنظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس- أن سوبول "قُتل في هجوم أعلن الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عنه". من جهته أعرب الرئيس البولندي أندريه دودا عن "ألمه" بعد مقتل المتطوع، وقال "ما كان ينبغي لهذه المأساة أن تقع ويجب تفسير" ملابساتها.
الرئيس الإسرائيلي "يعتذر" ورئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف
وفي توضيح لموقف الرئاسة الإسرائيلية، قدم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مساء الثلاثاء "اعتذاره" بعد مقتل السبعة المتعاونين مع المنظمة الأمريكية غير الحكومية "وورلد سنترال كيتشن" في الضربة الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأورد بيان للرئاسة أن "الرئيس هرتسوغ يعرب عن حزنه الكبير واعتذاره الصادق إثر الوفاة المأسوية لفريق "وورلد سنترال كيتشن" الليلة الفائتة في قطاع غزة، وقدم تعازيه إلى عائلاتهم وأقربائهم"، موضحا أنه أجرى اتصالا بمؤسس المنظمة الطاهي الإسباني الأمريكي خوسيه أندريس.
واعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل موظفين من عدة دول يعملون في "المطبخ المركزي العالمي" ووعد بإجراء تحقيق. وذكر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل موظفي الإغاثة أمس الإثنين غير متعمدة و"مأساوية".
بيان إماراتي قبرصي مشترك يدين مقتل موظفي معونات غزة
من جانبهما أعربت الإمارات وقبرص -في بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء- عن إدانتهما الشديدة للغارة الإسرائيلية التي استهدفت موظفي الإغاثة الإنسانية في مؤسسة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن".
وأدانت دولة الإمارات وقبرص، "بشدة كافة أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة المحتاجين"، وأكدتا أن "استهداف موظفي الإغاثة الإنسانية يعد انتهاكا صارخا لجميع المعاهدات الدولية التي تكفل حماية عمال الإغاثة والإنقاذ".
وقالت وكالة أنباء الإمارات: تهدف دولة الإمارات وقبرص والمطبخ المركزي العالمي -من خلال مبادرة "أمالثيا"- إلى تقديم مساعدات وإمدادات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة لتفادي وقوع المجاعة في شمال القطاع والتخفيف من حدة المعاناة في غزة، وذلك من خلال توصيل الإمدادات الغذائية وتوزيعها بشكل آمن.
الهجوم في قطاع غزة الذي أدى إلى مقتل سبعة موظفين من عدة دول يعملون في "المطبخ المركزي العالمي"الهجوم في قطاع غزة الذي أدى إلى مقتل سبعة موظفين من عدة دول يعملون في "المطبخ المركزي العالمي"
وأكدت دولة الإمارات وقبرص، أن"الأسر الفلسطينية بحاجة ماسة إلى المتطلبات الأساسية لمنع تفاقم الوضع الصحي، ولذلك فمن الضروري أن تمارس إسرائيل مسؤوليتها في حماية العاملين -في المجال الإنساني- الذين ينبغي أن يكونوا قادرين على القيام بهذا العمل الحيوي بأمان ودون الخوف على حياتهم".
الأمم المتحدة تندد بـ"تجاهل القانون الإنساني" وتطالب إسرائيل بالسماح بعمل موظفي الإغاثة
وفي السياق ذاته قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن مقتل سبعة عاملين في منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية في غزة "هو النتيجة الحتمية للطريقة التي تُدار بها هذه الحرب في الوقت الحالي" واعتبر أن مقتلهم يظهر "تجاهل القانون الإنساني" وسلامة الطواقم الإنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأضاف أن الأمم المتحدة "تدعو مجددا" إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال دوجاريك للصحفيين "تعدد مثل هذه الأحداث هو النتيجة الحتمية للطريقة التي تُدار بها هذه الحرب". وأضاف: "قُتل ما لا يقل عن 196 من موظفي الإغاثة منذ أكتوبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي أحد أخطر وأصعب أماكن العمل في العالم".
وذكر دوجاريك أن سيغريد كاج منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار لغزة اجتمعت مع فريق ورلد سنترال كيتشن في غزة قبل ساعات من مقتلهم وأن الهجوم أصابها بالهلع. وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة وتشكو من وجود عقبات أمام إدخال المساعدات وتوزيعها.
وقال دوجاريك "لدينا آلية لفض الاشتباك"، مضيفا: "لاحظنا أنها لا تعمل كما ينبغي. نستمر في إيصال المساعدات... على أساس الفرص السانحة، وهي ليست بأي شكل من الأشكال الطريقة المناسبة لإدارة عملية مساعدات كبيرة". وحينما سُئل عن الرسالة التي يمكن للأمم المتحدة أن توجهها إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن الغارة الجوية، قال "الرسالة هي: اتركوا موظفي الإغاثة يؤدون عملهم".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: المطبخ المرکزی العالمی وورلد سنترال کیتشن ورلد سنترال کیتشن الإمارات وقبرص وزیر الخارجیة موظفی الإغاثة الأمم المتحدة فی قطاع غزة مقتل موظفی إلى مقتل فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل جندي إسرائيلي برصاص زميله في مستوطنة بالضفة الغربية
قُتل جندي إسرائيلي من حرس الحدود برصاص جندي آخر في مستوطنة "كريات أربع" بالضفة الغربية المحتلة، بحسب إعلام عبري مساء الثلاثاء.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن جنديا كان يقضي إجازته في منزله بمستوطنة "كريات أربع" قٌتل برصاص جندي من قوات حرس الحدود الإسرائيلية، دون تفاصيل على الفور.
في المقابل، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الشرطة فتحت تحقيقا في الحادث، وأن جندي حرس الحدود كان يؤدي واجبه، دون إيضاحات.
وأفادت بأن قوات حرس الحدود اعتقلت الجندي القاتل، ولم تتوفر على الفور معلومات بشأن ملابسات إطلاق النار.
وقال تقرير فلسطيني، الثلاثاء، إن جيش الاحتلال اعتقل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 20 ألف فلسطيني في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة.
أفاد بذلك نادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير، في بيان مشترك، بمناسبة مرور عامين على حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة وما رافقها من تصعيد في الضفة الغربية.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال اعتقل أكثر من 20 ألف فلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضح أن من بين المعتقلين 1600 طفل، ونحو 595 سيدة بعضهن اعتُقلن من أراضي 1948، إضافة إلى نساء من غزة اعتقلن خلال وجودهن بالضفة.
وبين المعتقلين أيضا، 202 صحفي و360 طبيبا، وفق البيان نفسه.
وذكر أنه منذ 7 أكتوبر 2023 "استشهد في سجون الاحتلال ما لا يقل عن 77 أسيرا بينهم 46 من قطاع غزة ممن تم الكشف عن هوياتهم وأعلن عنهم، إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني".
وأضاف أن جيش الاحتلال ينفذ خلال حملات الاعتقال "عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وتخريب وتدمير المنازل".
وأشار إلى أن روايات وشهادات معتقلي غزة "شكلت تحولا مفصليا في فهم مستوى التوحش الذي تمارسه منظومة الاحتلال، إذ كشفت عن نمط غير مسبوق من جرائم التعذيب الممنهج التي بدأت منذ لحظة الاعتقال، مرورا بعمليات التحقيق، ووصولا إلى فترات الاحتجاز الطويلة".
وتنوّعت أساليب القمع والانتهاك، وفق البيان، "بين التعذيب الجسدي والنفسي، وعمليات التنكيل والتجويع، والجرائم الطبية المتعمدة، فضلًا عن الاعتداءات الجنسية، لتشكل جميعها مشهدا مكتمل الأركان لسياسة الإبادة داخل السجون والمعسكرات".
ويبلغ إجمالي الأسرى والمعتقلين الباقين في سجون الاحتلال أكثر من 11 ألفا و100، بينهم 3544 معتقلا إداريا، إضافة إلى 400 طفل، و53 أسيرة معلومة هوياتهن، بينهن طفلتان.
وقبل 7 أكتوبر 2023، كان إجمالي الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من 5250، بينهم 40 أسيرة، و180 طفلا، ونحو 1320 معتقلا إداريا .