أغمض عينيك.. مسلسل سوري يعيد الاعتبار للرسائل الإنسانية في الدراما
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استطاع المسلسل السوري "أغمض عينيك" أن يكون من بين أكثر متابعةً، ونجاحًا، بحسب ما تعكسه أصداء المسلسلات السورية في رمضان 2024 ، على منصات التواصل وآراء العديد من النقاد ممن أشادوا بقصة العمل ورسالته الإنسانية، وأداء معظم أبطاله.
ويروي المسلسل من تأليف الكاتبين أحمد الملا ولؤي النوري؛ حكاية الطفل "جود" الذي تُشَخص حالته بطيف التوحد، تنتزعه الظروف من حضن أمه التي كانت تسعى، فيتولى "مؤنس" رعايته، بينما تعاني جدته من أجل ابنتها وحفيدها، إلى أن تقرر خوض المواجهة من أجلهما، وتدور أحداث العمل خلال فترتين زمنيتين، لنرى خلال المرحلة الثانية كيف تتغير مصائر الشخصيات في دراما إنسانية تسلط الضوء على جوانب من حياة السوريين تحت تأثير ظروف اجتماعية ضاغطة.
في المرحلة الأولى من العمل استطاع الطفل زيد البيروتي أن يخطف قلوب متابعي مسلسل "أغمض عينيك" ببساطة وعفوية أدائه، وكذلك يحقق أداء الممثل ورد عجيب لدور "جود" في مرحلة الشباب أصداءً طيبة.
وتمكن كلاهما تحت إدارة المخرج مؤمن الملا، من الإضاءة على حاجة المتوحد للاحتواء والرعاية، والتوجيه العاطفي الدقيق، في ظل ما يمكن أن يعانيه من صعوبات في التواصل مع المحيط، وما قد يجعله عرضة للتنمر والاستغلال.
يعرض المسلسل حكاية "جود" من زوايا إنسانية، نجحت في الوصول إلى المتلقي ببساطة بعيداً عن الاستعراض، أو هوس صناع المسلسلات في رمضان بتحقيق "الترند" على منصات التواصل، من خلال مشاهد قد يتم تصميمها لهذا الغرض، أو لوازم لفظية للشخصيات.
كما نجح معظم أبطال مسلسل "أغمض عينيك"، بتجسيد شخصيات المسلسل ببراعة مُلفته، ويتصدرهم النجمان السوريان أمل عرفة بدور والدة "جود"، وعبد المنعم عمايري الذي يجسد شخصية "مؤنس" الذي يتولى رعايته بعد سجن والدة الطفل في قضية ملفقة، وحتى بعد خروجها من السجن يحتفظ بدور الراعي والمرجع له في مرحلة شبابه.
ويبرز أيضًا دور الجدة الذي تجسده منى واصف، بكل ما يميز الفنانة السورية القديرة، من عاطفة، وبراعة في الأداء، جعلت منها مدرسة فنية بحد ذاتها، وتقدم في "أغمض عينيك" دوراً قد يبدو نادراً في مسيرتها الفنية الغنية، كسيدة مغلوب على أمرها من زوجها الذي تقرر لاحقًا التمرد على سطوته، دون التخلي عن واجب رعايته في سنواته العجاف.
ويبدو ملفتًا أيضاً أداء الممثلة السورية حلا رجب بدور "سلام" التي تتولى رعاية "جود" منذ طفولته في مركز للتأهيل، وتبقى شخصية مرجعية راعية بالنسبة له، لكن الأمور تتجه نحو التعقيد حينما يقع في حبّها.
وفي اليوم العالمي للتوعية بالتوحد، والذي يوافق 2 نيسان/ إبريل من كل عام؛ وجه بطلا "أغمض عينيك" بشخصية "جود"، ومخرجه مؤمن الملا، وعددٌ من الممثلين المشاركين فيه رسالة خاصة عبر حسابات الشركة المنتجة على منصات التواصل.
يعرض المسلسل على قناة SBC السعودية، LTV، رؤيا، السومرية، الشرقية، ومنصة Shahid
سوريادرامادراما سوريةرمضانصحة نفسيةمسلسلاتنشر الأربعاء، 03 ابريل / نيسان 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: دراما دراما سورية رمضان صحة نفسية مسلسلات أغمض عینیک
إقرأ أيضاً:
مع أهل الدراما
في ذات تسكع في الأسافير تعثرت في منشور بازخ خطه كيبورد الأخ الصديق البروفسور اليسع حسن أحمد أستاذ الدراما بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان… عن الفنان الدرامي الأستاذ محمد عبد الرحيم قرني… كان منشوراً يقطر إبداعاً وصدقاً ومحبة والأهم أنه من متخصص في النقد الدرامي في حق ممتهن للدراما… محمد عبد الرحيم قرني أصبح اسماً في حياتنا.. كان يطل علينا من المذياع والتلفاز والمسرح.. في أدوار درامية متنوعة وبإجادة تامة تجعلك تتابعه بتركيز ومحبة… فقد حباه الله بصوت قوي جاذب وصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية وهو ناشر لأوراق علمية في هذا الشأن… ولكن الأهم من كل ذلك أن قرني كان مخلصاً لمهنته ومحترماً لها وملتزماً بها ولم يشتغل بغيرها رغم قلة العائد منها.. هذا الالتزام وهذة الاحترافية ادخلته في كل البيوت وكل بسم الله /حاطب ليل /٢٣ يوليو ٢٠٢٥
مع أهل الدراما
في ذات تسكع في الاسافير تعثرت في منشور بازخ خطه كيبورد الأخ الصديق البروفسور اليسع حسن أحمد استاذ الدراما بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان… عن الفنان الدرامي الاستاذ محمد عبد الرحيم قرني… كان منشورا يقطر إبداعا وصدقا ومحبة والأهم انه من متخصص في النقد الدرامي في حق ممتهن للدراما… محمد عبد الرحيم قرني أصبح اسما في حياتنا.. كان يطل علينا من المذياع والتلفاز والمسرح.. في أدوار درامية متنوعة وباجادة تامة تجعلك تتابعه بتركيز ومحبة… فقد حباه الله بصوت قوي جاذب وصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية وهو ناشر لاوراق علمية في هذا الشأن… ولكن الأهم من كل ذلك أن قرني كان مخلصا لمهنته ومحترما لها وملتزما بها ولم يشتغل بغيرها رغم قلة العائد منها.. هذا الالتزام وهذة الاحترافية ادخلته في كل البيوت وكل القلوب.
في ذات اليوم وفي ذات مهاتفة مع الصديق البروفسور سعد يوسف عبيد العميد السابق لكلية الموسيقى والدراما أخبرني فيها أنه فرغ من إعداد كتاب عن الأستاذ الدرامي مكي سنادة.. يا الله يا الله.. كتاب كامل؟ وعن مَن؟ مكي سنادة… ومن غيرك يا سعد من ينصف المبدع الضخم مكي سنادة الذي كرس حياته العامرة كلها للدراما؟ .. علماً بأنه خريج معهد المعلمين العالي كلية التربية حالياً.. لقد ظل مكي سنادة يتجول بين مايكروفون الإذاعة وخشبة المسرح وشاشة التلفزيون لعقود من الزمان ناشراً للوعي والعلم والمعرفة من خلال الدراما.. لم أسأل البروف سعد أي سؤال عن الكتاب… فقط رجوته أن يسرع بنشر هذا الكتاب لأنني أعلم علم اليقين أنه كتاب ذو قيمة علمية عالية لأنه بقلم عالم فذ في النقد الدرامي وممارساً للدراما عن هرم من أهرامات الدراما في بلادنا، والأمر المتأكد منه أكثر أن كتاب سعد عن مكي مكتوب بمحبة وهذا يعطي ذلك السفر المنتظر قيمة إضافية.
بعد منتصف ذات النهار دخلت في لجنة مناقشة عبر (قوقل مييت) لدارسة من جامعة كردفان وبعد الانتهاء أخبرتني ابنتي أنه قد جاءتني مهاتفة من الصديق البروفسور عادل حربي أستاذ الدراما بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان… يا الله ماهذا اليوم غير العادي ما هذا اليوم الذي كله دراما؟ .. فهرعت إلى التلفون واتصلت بعادل فوجدته مشغولا.. مع وعد منه أن يرجع لي في أقرب وقت.. وقد كنت أنوي أن أبادره بالسؤال… إن شاء الله تكون عملت حاجة عن فائزة عمسيب؟
تذكرت صديقي الراحل البروفسور عثمان جمال الدين والذي يكمل المربع مع الثلاثي المذكور أعلاه فهو صاحب أول درجة أستاذية (بروفسير) في الدراما في السودان.. لقد كان إنساناً محبوباً… ومجوداً لفن الدراما ممارسة وعلماً … ويزيد حزني عليه أن صديقنا اليسع في آخر زيارة له لعثمان وهو في سرير المرض طلب منه أن يخطرني بأنه في شوق لي .. وأنه يريد رؤيتي في أسرع وقت… فاتصل بي اليسع بمجرد خروجه منه فسألني إنت وين ؟ فقلت له في الجزيرة، فقال لي بالله بمجرد ما تجي الخرطوم لازم تزور عثمان جمال الدين وعشان ما تسأل من بيته أنا بجي باخدك من أي مكان… ولكن إرادة الله كانت أسرع إذ رحل عثمان وسأظل نادماً إلى أن ألحق به لأن اليسع أخبرني بأن إلحاحه على زيارتي له كان غير عادي.
كم كان يومي هذا متميزاً، لقد كان واحة في ظل حياة متصحرة.. وفي أغنية لحمد الريح من كلمات السر قدور جاء (الزمن تاريهو مرة بقساوتو بيصفا مرة /جابني ليك من غير إرادة وصحى في أعماقي ذكرى… ما الظروف يا حلوة دايما لعيون حلوة بتجيبنا..).
وأخيراً عزيزي القاريء، عندما شرعت في هذا المقال كنت أنوي بعد الرمية أن أكرس المقال لدور الدراما عامة والإذاعية خاصة في صناعة التدامج القومي في السودان وفي ذهني ثلاثة مسلسلات هي.. الحيطة المايلة.. لحمدنا الله عبد القادر.. والدهباية.. لعلي البدوي المبارك.. والنعمة بت وراق لعبد المطلب الفحل… لكن الحديث سرقنا فاقبلوه هكذا.. وإن شاء الله في سانحة قادمة سوف نسعى للقول أن الفنون من غناء ودراما من ممسكات الوحدة الوطنية.. التي كادت أن تنفرط بفعل الغباء والصراع السياسي… هذا إذا لم نقل قد انفرطت وانتهت… معذرة لهذة الخاتمة الخشنة…
د. عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب