عقد الجامع الأزهر، اليوم الخميس، الحلقة الخامسة والعشرين من حلقات الملتقى الفقهي الذي يعقد طوال شهر رمضان المعظم، بحضور الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة شؤون الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، والشيخ ثروت عبد اللطيف، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور عبد الله الحسيني، الباحث بقسم العلوم الشرعية بالجامع الأزهر.

وقوع الأزمات

قال الشيخ إبراهيم حلس، إن المؤمن يجب أن يختلف حاله عن غيره عند وقوع الأزمات، لكننا نجد كثيرا من الناس إذا مرت به أزمة أو أصابه بلاء في نفسه أو أهله أو ماله أو بدنه أو غير ذلك؛ فإنه يجزع ويسخط على قدر الله، عز وجل، ولا يعلم أن الله بعث له هذا البلاء لينقيه ويطهره ويغسله من الذنوب والمعاصي.

وأضاف مدير إدارة شؤون الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، أنه إذا أيقن المسلم بذلك، فإن محنته تنقلب إلى منحة، وعسره إلى يسر، لكن يجب عليه أن يتبع المنهج الإسلامي في التعامل مع الأزمات، فإذا مر بأزمة في غلاء المعيشة؛ استعان على ذلك بالصدقات، وإذا مر بأزمة في هم وحزن وضيق؛ استعان على ذلك بالتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله.

منهج الإسلام في التعامل مع الأزمات

من جانبه تحدث الشيخ ثروت عبد اللطيف، عن منهج الإسلام في التعامل مع الأزمات، وأوضح أن سنة الله تعالى في الكون هو وقوع الأزمات، وأن الأزمات متعددة الأشكال والألوان، مٌبينا أن الإسلام هيأ الإنسان لتقبل حدوث الأزمة، وأن تقبل وقوع الأزمة هو نوع من الرضا بقضاء الله تعالى، مٌوضحا أن الإسلام وضع حلولا للأزمات الاقتصادية، مثل الزكاة، وعدم الإسراف، وغيرها من التشريعات التي تفردت بها الشريعة الإسلامية.

مركز الأزهر العالمي للفتوى 

وأكد عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن أفضل وسيلة تساعد المؤمن على التخلص من ألم الصراعات هو الثبات والصبر والتوكل على الله، بالإضافة إلى اللجوء إلى الله تعالى بالإكثار من الأعمال الصالحة؛ كالدعاء والصلاة والصيام والصدقة وغيرها، فهذه العبادات من أهم الوسائل المعينة على النجاة من المصائب والأزمات فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ فزع إلى الصلاة.

ومن جانبه قال الدكتور عبد الله الحسيني، إن الابتلاء والمرور بالأزمات أمر لا تخلو منه الأيام والسنين، لكن هذه الأزمات لطالما كانت سببا في التمييز بين معادن الناس، فمن خلالها يتميز المؤمن عن المنافق، والصالح عن الطالح، فالمؤمن عند المحن والأزمات عليه أن يثق بالله تعالى تمام الثقة أنه وحده القادر على كشف الضر ورفع البلاء.

أغلب الأزمات التي تمر بها الأمة أساسها أزمة في الأخلاق

وأكد الباحث بقسم العلوم الشرعية بالجامع الأزهر، أن المتأمل في حال الأمة سيجد أن أغلب الأزمات التي تمر بها الأمة أساسها أزمة في الأخلاق، وبُعد عن منهج الإسلام،  فهذا هو سبب الأزمة الكبرى التي تعاني منها الأمة الآن، فضلا عن الضعف والاستكانة والذلة والهوان، لكن على المؤمن أن يُجدد الثقة في ربه، وأن يٌوقن أن بعد هذا الضعف والهوان قوة، وبعد الذلة عز، وعلى المؤمنين أن يعودوا إلى ربهم والتمسك بدينهم، فهو مصدر قوتهم وعزهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الجامع الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى مركز الأزهر العالمي الأزهر الشريف بالجامع الأزهر الله تعالى

إقرأ أيضاً:

ذنوب لا يكفرها صيام يوم عاشوراء .. احذر من الوقوع فيها

ذنوب لا يكفرها صيام يوم عاشوراء .. قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك فرقا بين كبائر الذنوب وصغائرها، فالكبائر تتمثل فى شهادة الزور وأكل الحرام وفعل الفواحش والصغائر هى اللم الذى يرتكبه الإنسان فى يومه العادى كخروج كلمة عن شخص فى غيابه أو تلفظه بلفظ مكروه.

وأضاف عثمان، خلال فيديو منشور له عبر موقع الفيديوهات يوتيوب، أن فعل الكبائر يحتاج من الإنسان توبة إلى ربه والندم على عدم الفعل مرة أخرى، منوهًا بأن الصغائر هى التى يغفرها الله للعبد عند صيام التطوع مثلا كيوم عاشوراء.

ذنوب لا يكفرها صيام يوم عاشوراء

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام يوم العاشر من محرم المسمى بيوم "عاشوراء" يكفر السنة التي قبله، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وأضافت الدار في فتوى لها، أنه يستحب صيام يوم التاسع والعاشر والحادي عشر من شهر محرم، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع"، وقوله "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده".

متى يستجاب دعاء عاشوراء؟.. فاتك 5 أوقات وتبقى 4 فاغتنمها إلى المغربدعاء يوم عاشوراء يجمع لك خيري الدنيا والأخرة

وأوضحت الفتوى، أن تكفير الذنوب بصيام عاشوراء المراد بها الذنوب الصغائر، وهي ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".

وذكرت الفتوى أنه روي في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم (يعني: يوم عاشوراء) وهذا الشهر، (يعني: رمضان)".

وأكدت الدار في فتواها، أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وصامه نوح وموسى عليهما السلام، وروى إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم".

ذنوب لا يكفرها صيام يوم عاشوراء
صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة قبله، لكن ليس كلها، ولكن فقط الصغائر لا الكبائر، لأنها تحتاج إلى توبة من نوع خاص، وكما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: « صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».

فصيام يوم عاشوراء يكفر الذنوب بشرط اجتناب الكبائر، كما في الفرائض، مستشهدًا بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»، وهذا يعني أن الفريضة تُكفر صغائر الذنوب التي بينها، وليس الكبائر، حيث إنها تحتاج توبة أخرى من نوع خاص أكبر، مؤكدًا أن صيام عاشوراء مثلها، تُكفر صغائر الذنوب دون الكبائر كالشرك بالله والزنا لا يُكفر بصيام يوم عاشوراء.

حقيقة تكفير عاشوراء لكبائر الذنوب

صام النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء وحث الناس على صومه فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: «هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»

وقوله: «هذا يوم صالح» في رواية مسلم "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه"، قوله: «فصامه موسى» زاد مسلم في روايته "شكراً لله تعالى فنحن نصومه". وفي رواية للبخاري "ونحن نصومه تعظيما له".، قوله: «وأمر بصيامه» وفي رواية للبخاري أيضًا «فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا».

وتكفير الذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة، قال الإمام النووي: يُكَفِّرُ «صيام يوم عرفة» كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ، وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ.

وأضاف النووي: «صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ، وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ... كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ، .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ».

طباعة شارك ذنوب لا يكفرها صيام يوم عاشوراء صيام يوم عاشوراء حقيقة تكفير عاشوراء لكبائر الذنوب

مقالات مشابهة

  • ذنوب لا يكفرها صيام يوم عاشوراء .. احذر من الوقوع فيها
  • دعاء يوم عاشوراء .. كلمات أوصى بها النبي لمغفرة الذنوب مهما بلغت
  • «رئيس جامعة الأزهر»: واذكروه كما هداكم دعوة لدوام الشكر على نعمة الهداية التي لا تُقدّر بثمن
  • عباس شومان: نتعلم من هجرة النبي كيف تكون وحدة الأمة لمواجهة التحديات
  • عباس شومان: من صام تاسوعاء فليجمع معه عاشوراء.. يكفر عاما| فيديو
  • عباس شومان: على حكام العرب والمسلمين أن يوحدوا كلمتهم قبل فوات الأوان.. فيديو
  • عباس شومان: المدينة كانت الأرض الأقل عنادا من مكة وقت الهجرة
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
  • بعد قليل.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
  • نقل شعائر صلاة الجمعة غدا من الجامع الأزهر