ما زلت بصدد الحديث عن المحاور السبعة الرئيسية التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الثلاثاء الماضى، عقب أداء اليمين الدستورية لفترة رئاسة جديدة تنتهى فى 2030. ومن هذه المحاور المحور الثانى الذى يتحدث على الصعيد السياسى، والذى أكد على استكمال وتعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة المقبلة وتنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فى إطار تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديمقراطية وكذلك أهمية التوافق الوطنى حيال كل القضايا التى تخدم الوطن والمواطن.
والحقيقة أن الرئيس السيسى تحدث فى قضية بالغة الأهمية وهى التوافق الوطنى، وليس معناها أن الجميع على أيديولوجية واحدة وإنما رأى موحد فيما يقتضى مصلحة البلاد. وليس المقصود كما قالت الفئة الشريرة الضالة أن نعود إلى نظام الاتحاد الاشتراكى القديم أو الحزب الواحد. والحقيقة أن حزب الوفد دائما ما يتبنى وجهة نظر مهمة فى عملية التوافق الوطني، خاصة فى الاستحقاقات الدستورية القادمة.
وهناك شرطان مهمان هما التوافق والمدنية، وهو ما يتبناه حزب الوفد، وأعلنه رؤساء الحزب قديما وحديثا فى أكثر من مناسبة بأن يكون هناك توافق وطنى، من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد المتآمرين عليها.
الوفد هنا يعد ظهيراً وطنياً مدنياً للدولة الجديدة، ولديه القدرة على تنفيذ مبادئ ومقررات ثورة 30 يونيه، وبهذا الشكل يكون البيت الوفدى حريصاً كل الحرص على أن تعبر البلاد هذه المرحلة الدقيقة من عمرها فى أمان بعيداً عن أى أخطار، وأكبر خطر هو عدم وجود توافق وطنى بين التيارات المدنية، لأن هذا يسمح بصعود أشخاص لا يعملون لصالح الدولة والوطن والمواطن ويعرقلون المسار الوطنى الجديد الذى تنتهجه مصر.
رؤية السيسى فى هذا الصدد تجنب البلاد مخاطر ومؤامرات تحاك ضد الوطن، وبالتالى لابد من تحقيق إرادة المصريين فى العبور إلى بر الأمان، ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان تنفيذ الاستحقاقات الدستورية القادمة تغلب عليها صفة التوافق بين الأعضاء من التيارات المدنية وبغير ذلك ستكون هناك كارثة بكل ما تحمل من معنى على الدولة الجديدة، والاستحقاقات القادمة- كما يقول حزب الوفد بها ستتحقق الأهداف المرجوة منها فى حالة وجود التوافق الوطنى، خاصة كما يقول الوفد إن هناك مهام جليلة وعظيمة وغابة من التشريعات التى يجب إقرارها خاصة القوانين التى يجب إقرارها بما يتماشى مع صورة مصر الجديدة التى تم وضع لبنتها وأسسها.
الإعلان عن وجود توافق وطنى بعيد عن التناحر السياسى بين التيارات المدنية، يعنى الخوف على الدولة الجديدة ويعنى أيضاً الحرص على تجنب البلاد أية أخطار قد تتعرض لها. رؤية التوافق الوطنى لابد أن تدخل حيز التنفيذ فى أسرع وقت، ولا يجوز بأى حال من الأحوال التأخير فى ظل مرحلة جديدة تعيشها مصر فى إطار المشروع الوطنى الجديد الموضوع بعد ثورة ٣٠ يونيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خطاب الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسي التوافق الوطنى
إقرأ أيضاً:
البرهان: وحدة الصف الوطني طريقنا لهزيمة العدوان واستعادة الوطن
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة، مدعومة بالقوات المساندة والمقاومة الشعبية تقف في صف واحد لردع ما وصفه بـ"العدوان على الوطن" في إشارة للقتال المستمر بين الجيش وميليشيات الدعم السريع.
وشدد البرهان في خطاب وطني على أن الشعب السوداني "شعب واعٍ ضارب بجذوره في عمق التاريخ البشري، لا تفزعه الحوادث ولا تخيفه النوائب"، واصفًا إياه بـ "الشعب المعلم والمقاتل، الذي صنع التاريخ والحضارات، وسيفرض إرادته مجددًا مهما بلغت التحديات".
الشعب السوداني سيسعى لبناء المنشآ المدنية والعسكرية
وفي إشارة إلى الدمار الكبير الذي طال منشآت حيوية في مناطق مختلفة من السودان، شدد البرهان على أن "كل ما يُدمّر من منشآت مدنية أو عسكرية هي في الأصل ملك للشعب السوداني وهو الذي بناها، وسيسعى لبنائها من جديد"، مؤكدًا أن "هذا الخراب لن يزيد الشعب إلا صبرًا وتماسكًا وقوة".
البرهان جدّد تأكيده أن القوات المسلحة "لن تتراجع عن أداء واجبها في حماية الوطن"، موضحًا أن وحدة الصف بين الجيش والمقاومة الشعبية تشكل ركيزة رئيسية في مواجهة ما وصفه بـ"المليشيا المتمردة ومن يقف خلفها ويدعمها".
وقال “نحن في القوات المسلحة، والمساندين لنا، والمقاومة الشعبية، كلنا في خندق واحد وهدف واحد:”دحر هذا العدوان واستعادة كرامة الوطن".
ولم يخلُ خطاب البرهان من رسائل تحذيرية إلى خصومه، إذ قال: "نقول لكل من اعتدى على الشعب السوداني، أن ساعة القصاص ستأتي، وأن الشعب سينتصر في النهاية"، مشيرًا إلى أن "الشعب السوداني صابر وصامد ولن يُقهر مهما طال أمد المعركة".
كما عبّر البرهان عن إيمانه بأن هذه المرحلة، رغم قسوتها، ستؤدي إلى كتابة فصل جديد من تاريخ السودان، قائلاً: "الشعب السوداني صنع التاريخ، وسيعيد كتابته بإرادة لا تلين، من أجل مستقبل أفضل وحرية وسلام وعدالة".
يأتي خطاب البرهان في وقت يمر فيه السودان بأحد أسوأ فصول تاريخه الحديث، بعد أكثر من عام على اندلاع الصراع الدامي بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، والذي أوقع آلاف الضحايا وتسبب في دمار واسع ونزوح ملايين السودانيين داخليًا وخارجيًا. وبينما تستمر الجهود الإقليمية والدولية للدفع نحو حل سياسي، يبدو أن الطرفين لا يزالان متمسكين بالخيار العسكري كطريق للحسم.