قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن من حرموا الاحتفال بالأعياد الوطنية والقومية ليس لديهم دليل واحد، ولديهم مشكلة قراءة النصوص أو الفتاوى بعيدا عن الأصول الكلية، فالأصل في الأشياء أنها حلال، ولا ننتقل عن الحل إلى غيره الا بدليل.

وأضاف "أبوعاصي"، خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن"، تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناة "إكسترا نيوز": "مع الاحتفال بانتصارنا في 6 أكتوبر أو أي مناسبة، بأفرح لأنه خير لبلدي ووطني، فهل انت تمنعني من الفرحة؟ القرآن يقول وذكرهم بأيام الله، والأيام التي يحدث لك فيها شيء من الانتصارات فيها علامات".

ولفت إلى أن الاحتفال يكون أيضًا من باب الوفاء وهو مبدأ إسلامي، الوفاء بذكرى الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في هذا الموقف وبخلد ذكراهم ليتفاعل المجتمع وتعرف الأجيال الجديدة أن الآباء والأجداد ضحوا من أجل أن تعيش بحريتك وأن يكون الوطن آمنا.

وأردف: "السؤال ما الذي يمنع من الاحتفال؟ هل جاء نص في القرآن أو السنة يمنع الاحتفال بالأعياد القومية؟ لا، هل العقل يمنع؟ يقولون النبي لم يحتفل، ونقول الترك ليس بحجة، كما أنه من أين علمت أنه لم يحتفل، زوهل تركه للاحتفال يمنعنا من الاحتفال؟.

وأكد أن حب الوطن فطرة، وأي إنسان يسافر يحن إلى بلده، إذا رأيت الناس تغادر البلد في المطار تجد على وجوههم شئ من الكآبة والحزن، والعائدون نجد على وجوههم فرحة، والنبي وهو خارج من مكة يقول والله إنك لأحب بلاد الله إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت، ولما ذهب إلى المدينة قال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة، وفي بعض الغزوات وهو راجع المدينة وعلى مشارف المدينة ينظر الى أحد، ويقول "أحد جبل يحبنا ونحبه".

وأردف: "بعض العلماء قالوا نحبه لما تضمن في بطنه من شهداء أحد، وأنا لما أقبل تراب الوطن تقول لي ده شرك وبدعة وجماد لا ينفع ولا يضر!، طب ما أحد لا ينفع ولا يضر، ده رمز تم الاتفاق عليه، وفطري، والإسلام لا يعارض الفطرة، ولا يخنقها، حب الوطن فطرة وليس بمزاجي، ولا اختياري، عندما تذهب إلى أي بلد مهما كنت مرفه في العيش لا تشعر بالأمان إلا وأنت في بلدك، تشعر أنك مطمئن للتراب الذي ستدفن فيه، والمكان الذي وُلدت فيه، وتاريخك وحضارتك وإنسانيتك".

وختم: "تحية العلم لأنه رمز لحبك للبلد، وإثارة مثل هذه المسائل عن تحريمه من الغرائب ومن الجهالة".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أبواب القرآن الاحتفالات الوطنية حب الوطن فطرة ذكرى الشهداء محمد سالم أبوعاصي

إقرأ أيضاً:

سجون بلا أبواب… ومفاتيح ضائعة

ليست أخطر السجون تلك التي تُغلق عليها الأقفال الثقيلة، ولا تلك التي تحرسها كلابٌ مدرَّبة وأسوارٌ عالية. فالسجون الحقيقية لا تُبنى من حجارة، ولا تُضاء بمصابيح باهتة فوق رؤوس المسجونين. السجون الأخطر تُبنى داخل العقل، تُشيَّد غرفةً بعد أخرى، حتى يصبح الإنسان أسيرًا لشيءٍ لم يلمسه بيده يومًا، لكنه يحمله في داخله أينما ذهب.
نحن اليوم نعيش زمنًا غريبًا؛ زمنًا تتحرك فيه الأقفال من الخارج إلى الداخل، وتتحول فيه العبودية من يد السجّان إلى قلب السجين.
-سجن الخوف---

كان الإنسان قادرًا على مواجهة العالم بأكمله، لو لم يسكن الخوف صدره.
الخوف من الفشل، الخوف من المستقبل، الخوف من ضياع لقمة العيش، الخوف من كلمة تُقال عنه في لحظة غضب. ومع الوقت، يصبح الخوف مديرًا لحياته؛ يقرّر عنه، ويمنعه، ويدفعه إلى أن يعيش نصف حياة، ويؤدي نصف دور، ويحقق نصف حلم.
الخوف في مجتمعاتنا ليس مجرد شعور، بل مؤسّسة كاملة لها قوانينها وتقاليدها وأكاذيبها. كلنا نعرفها، وكلنا تربّينا في حجرها.
--سجن الرأي العام ---

وهناك سجنٌ أشدُّ قسوة وظلمة من كل ما سبق:
سجن "ماذا سيقولون عني؟"
هذا السجن لا يديره ضابط ولا قانون.
يديره مجتمعٌ كامل يراقبك بصمت، ويحاسبك بنظرة، ويضعك تحت سلطة أعينٍ لا تنام.
لا أحد يرى جدرانه، لكنه يتحكم في أصغر تفاصيل حياتك:
--لماذا لم تترك الوظيفة؟
-- لماذا لم تتزوج؟
-- لماذا تطلّقت؟
--لماذا تكتب؟
-- لماذا تصمت؟
--لماذا تعيش بالطريقة التي تريدها؟
-- أسئلة لا تُطرح صراحة، لكنها تُسمَع في كل بيت وزقاق ومجلس.
ومع الوقت، تبدأ في تقييد نفسك بنفسك؛
تسجن حريتك، وتكمّم صوتك، وتختار حياة لا تُشبهك لأن “الناس قالت”.

--السجين والسجّان… في شخص واحد --
المفارقة المؤلمة أننا نحن السجين ونحن السجّان.
نحن من نبني جدران الخوف، ونحفر أرض الرأي العام بأيدينا، ثم نجلس في زاوية معتمة نلوم العالم.
نعلّق المفاتيح على الحائط، ونبكي كأننا فقدنا طريق الخروج.
والحقيقة البسيطة التي نخشى الاعتراف بها هي:
كان المفتاح معنا طوال الوقت.
لكننا اعتدنا العتمة حتى ظننا أن الضوء مجرد وهم.

--الحرية تبدأ من الداخل---
الحرية ليست صراخًا في الشارع، ولا قرارًا من حاكم، ولا وثيقة تُوقَّع.
الحرية لحظة صدق مع الذات:
أن تعرف من أنت، وأن تختار ما تريد، وأن تتوقف عن الحياة كظلٍّ للآخرين.
حين تتحرر من الداخل،
لن يخيفك رأي أحد،
ولن يحجزك خوفٌ وُلد معك أو رُبّيت عليه.
--مجتمع يبحث عن الباب----
نحن اليوم نعيش أزمة وعي، لا أزمة قوانين.
مشكلتنا ليست غياب الحرية… بل الخوف من الحرية.
الخوف من أن نقول: "لا".
الخوف من أن نختلف.
الخوف من أن نكون نحن.
ولو امتلك كل فرد شجاعته الداخلية،
لانفتح الباب،
وما تلاشت تلك السجون كما وُلدت: بصمت.

--الخلاصة--
لسنا بحاجة إلى ثورة تُسقط الجدران،
بل إلى ثورة تُسقط الخوف.
ولسنا بحاجة إلى مجتمع جديد،
بل إلى عقول جديدة تدرك أن الحرية ليست هدية،
بل قرار داخلي…
ومفتاحٌ في الجيب
لم نجرؤ على التقاطه بعد...!!
محمد سعد عبد اللطيف،كاتب 
وباحث في الجيوسياسة والصراعات الدولية..

مقالات مشابهة

  • لبنان .. البلد الذي ليس له شبيه
  • مستشار السوداني: القانون يمنع الحكومة من الاقتراض الداخلي والخارجي حالياً
  • دبلوماسي أمريكي سابق: استمرار حزب الله في إعادة التسلّح يمنع أي فرصة لوقف الهجمات الإسرائيلية
  • شيخ الأزهر: الإسلام لا يمنع المرأة من تقلد أعلى المناصب
  • ضحى عاصي: فوز سلوى بكر هو فوز لمصر.. وفرحت للأدب المصري
  • لجنة تحكيم مسابقة القرآن العالمية.. زياد الحج ومسيرته من المدينة إلى لبنان
  • سجون بلا أبواب… ومفاتيح ضائعة
  • انقلاب فاشل في بنين… والجيش يمنع سقوط الدولة
  • الزمالك يمنع وسائل الإعلام من حضور تغطية الجمعية العمومية المقبلة
  • ما الذي يحتاجه المنتخب المصري لعبور الأردن في كأس العرب؟..تفاصيل