القومي للحوكمة يواصل تنفيذ مبادرة «العقول الخضراء» بمدارس القاهرة والإسكندرية والفيوم والإسماعيلية
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
أعلن المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة -الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية- عن تنفيذ مجموعة من الأنشطة التدريبية ضمن مبادرة "العقول الخضراء" بعدد من مدارس المرحلة الإعدادية بالقاهرة والإسكندرية والفيوم والإسماعيلية، بإجمالي عدد 18 يوم تدريبي لعدد 1600 طالب وطالبة في 9 مدارس.
وقالت د.
وأوضحت شريف أنه تم تنفيذ الأنشطة على مدار يومين، حيث تضمنت مجموعة من الأنشطة التي ركزت على التعلم بالخبرة وألعاب تفاعلية عن موضوعات الاستهلاك المسئول للغذاء، والمياه، والطاقة، وإدارة المخلفات، بالإضافة إلى تناول موضوع المساواة بين الجنسين، والحد من أوجه عدم المساواة.
ويشمل البرنامج التدريبي قيام الطلاب بممارسة ألعاب تجريبية بهدف معرفة النتائج المترتبة على الأفكار المغلوطة، والعادات البيئية السلبية، واستكشاف الدور الضرورى للفرد للحفاظ على البيئة وترك أثر ايجابى على المجتمع، هذا بالإضافة إلى مجموعة اخرى من الألعاب التفاعلية بهدف تحدى الأفكار والموروثات المغلوطة عن الرجل والمرأة، وتعلم المساواة فى الحقوق، والفرص، كما يقوم الطلاب بمناقشة تلك الأفكار مع مجموعة من المشرفين المدربين، ليعبروا عن ارائهم، وذلك في إطار نشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة.
كما تضمن البرنامج قيام فريق عمل مبادرة "العقول الخضراء" بتعليم الطلاب أنشطة مختلفة عن إعادة التدوير من خلال توزيع الطلاب على 5 مجموعات تتكون من ورش عمل لتعلم إعادة تدوير مواد مختلفة كالورق، والكارتون، والجوخ، وتصنيع منتجات يدوية مثل حقيبة أقلام، ومنتجات أخرى تساعدهم في الحياة اليومية، بالإضافة إلى عمل لوحات فنية لكل مدرسة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأنشطة التدريبية التنمية المستدامة المعهد القومي للحوكمة العقول الخضراء
إقرأ أيضاً:
ترامب وكارني: حين يتحدث المال وتتصادم العقول
في مشهد جمع بين المال والسياسة، ألقى لقاء ترامب مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الضوء على تصدّع عميق في فهم الاقتصاد العالمي، وكشف عن صراع خفي بين مقاربتين لصياغة القرار وصناعة النفوذ. ففي حين يُصرّ ترامب على سياسة الحمائية والرسوم الجمركية كأداة لإعادة تشكيل التجارة الدولية، يُحذّر كارني من التداعيات العميقة لهذه السياسات على استقرار الأسواق وثقة الحلفاء. هذا التباين لا يُجسّد خلافا شخصيا بقدر ما يعكس مأزقا أكبر في مسار الاقتصاد الرأسمالي المعولم.
ترامب وكارني: فن التفاوض بين الخشونة والمؤسسية
في عالمٍ يشهد تصاعدا في الشعبوية والانكفاء القومي، لا يعود التفاوض مجرد ممارسة دبلوماسية تقليدية، بل يتحوّل إلى حلبة لصراع الأساليب والأمزجة والغايات. تتجلى هذه الحقيقة بوضوح في اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الاقتصاد الهادئ مارك كارني، محافظ بنك كندا ثم بنك إنجلترا سابقا. لقاء لم يكن مجاملة بروتوكولية، بل اختبارا صريحا لقدرة الأسلوب المؤسساتي على مجاراة أسلوب شعبوي صاخب.
خلال لقائه مع ترامب، لم يكن الرد بالمثل خيارا ذكيا؛ بل عمد كارني إلى امتصاص الحدة بذكاء مؤسساتي مقابل الانفعال الفردي. النتيجة؟ موقف تفاوضي حافظ فيه على كرامة مؤسسته دون استفزاز الرئيس الأقوى في العالم
لقاء بين نقيضين: من هارفارد وغولدمان ساكس إلى "فن الصفقة"
مارك كارني قادم من عالم الاقتصاد المؤسسي: هارفارد، وجولدمان ساكس، والبنوك المركزية. أدواته: والتحليل، والبيانات، والخطاب المتزن، والثقة في المؤسسات. أما ترامب، فرجل صفقات أكثر منه رجل دولة؛ يعتمد على الحدس، والمواجهة، والمكاسب الفورية، لا يؤمن إلا بالنتائج السريعة، ولا يكترث بالأعراف أو التفاصيل التقنية. لذلك، فإن لقاء الرجلين لا يُقرأ في سياق اقتصادي فحسب، بل في سياق سياسي وفكري واسع يعكس تحوّلا في مفاهيم القوة والسلطة والتفاوض.
من كندا إلى الصين: حدود التفاوض حين تختل موازين القوى
كندا تمثل حالة نموذجية لدولة متقدمة، لكنها محدودة التأثير مقارنة بوزن الولايات المتحدة. اقتصادها يعتمد بنسبة 75 في المئة على الصادرات إلى الولايات المتحدة، ما يجعل موقفها التفاوضي هشا أمام إدارة بقيادة ترامب لا تتردد في استخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط سياسي. في المقابل، لا تتجاوز صادرات الصين إلى الولايات المتحدة 15 في المئة من إجمالي صادراتها، ما يمنحها قدرة أكبر على المناورة، خصوصا بعد انضمامها إلى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) التي تضم قوى آسيوية كبرى وتُشكّل بديلا عن الهيمنة الغربية.
صراع الأساليب: الحسم الصاخب أم التأنّي التحليلي؟
في التفاوض، لا يُخفي ترامب نزعته الشخصية المفرطة، ويتعامل من منطلق هجومي يرتكز على منطق "رابح- خاسر"، تكتيكاته تقوم على الضغط النفسي والإعلامي. أما كارني، فيمثل المدرسة التي تؤمن بأن الاقتصاد علم واستراتيجية طويلة الأمد. خلال لقائه مع ترامب، لم يكن الرد بالمثل خيارا ذكيا؛ بل عمد كارني إلى امتصاص الحدة بذكاء مؤسساتي مقابل الانفعال الفردي. النتيجة؟ موقف تفاوضي حافظ فيه على كرامة مؤسسته دون استفزاز الرئيس الأقوى في العالم.
دروس استراتيجية للدول الناشئة
1. الاعتماد المفرط على سوق واحد يُضعف الموقف التفاوضي. النموذج الكندي يوضح حجم التحديات حين ترتبط دولة اقتصاديا بشريك واحد مهيمن.
2. تنويع الاقتصاد ضرورة وليس ترفا. الدول التي تعتمد على مورد واحد كالنّفط تصبح رهينة تقلبات السوق العالمي. الاستثمار في التكنولوجيا، الصناعة، الزراعة والسياحة يعزز الاستقلالية ويمنح مرونة في مواجهة الضغوط.
3. بناء تحالفات متعددة الاتجاهات. كما وسّعت الصين تحالفاتها في آسيا، يمكن للدول العربية تطوير شراكاتها مع اقتصادات كبرى مثل البرازيل، الهند، تركيا وأوروبا، لتقليص الاعتماد على أمريكا.
4. فهم سيكولوجية الخصم. في مواجهة شخصيات غير تقليدية، يجب ألا يكون الرد تقليديا، بل يُفترض فهم الشخصية المقابلة، وتكييف الخطاب بناء على منطقها لا على منطقنا فقط.
تُظهر تجربة كارني أن التفاوض مع قادة مثل ترامب ليس مستحيلا، لكنه يحتاج إلى أدوات غير تقليدية: تحليل نفسي، ومعرفة اقتصادية عميقة، وتحالفات استراتيجية
5. البراعة في الجمع بين القوة الناعمة والصلابة. ليس المطلوب مجاراة ترامب في صخب خطابه، بل استخدام أدوات القوة الناعمة بحنكة، مع الحفاظ على مصالح الدولة الأساسية.
دروس من "RCEP": عندما تتفاوض من موقع قوة
اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) أعادت تشكيل ميزان القوى في التجارة العالمية. بضمّها 15 دولة تمثل ثلث الناتج العالمي، تسعى إلى تحرير التجارة وتقليص الاعتماد على السوق الأمريكي. في المقابل، كندا وأمثالها تفتقر إلى هذا الخيار، ما يوضح الفارق في قوة التفاوض بين من يملك بدائل ومن لا يملكها.
هل نستطيع التفاوض مع "ترامب آخر"؟
ما حدث بين ترامب وكارني ليس بعيدا عن واقعنا العربي. بعض قادة العالم اليوم -في الغرب والشرق- يُشبهون ترامب في مزاجهم الأحادي، وفي تقديم الشعارات على المؤسسات، والصفقات على السياسات. لذلك، فإن دروس كارني تصلح كخارطة طريق للقيادات الاقتصادية والسياسية العربية: كيف نحاور دون أن نتنازل؟ كيف نواجه دون أن نستفز؟ كيف نصوغ مصالحنا في عالم لا يعترف إلا بالقوة حتى إن كانت ناعمة؟
الخاتمة: من المواجهة إلى المناورة الذكية
تُظهر تجربة كارني أن التفاوض مع قادة مثل ترامب ليس مستحيلا، لكنه يحتاج إلى أدوات غير تقليدية: تحليل نفسي، ومعرفة اقتصادية عميقة، وتحالفات استراتيجية. وعلى الدول الناشئة أن تتعلم: لا يكفي أن تمتلك الموارد، بل يجب أن تمتلك القرار، والمرونة، والحضور الذكي في الساحة العالمية. العالم لم يعد يتسع للضعفاء، لكنه ما زال يُنصت لمن يُحسن إدارة الصراع بذكاء وهدوء.