بروف إبراهيم غندور من السياسيين القلائل الذين كانت ولاتزال لديهم رؤية واضحة ومحددة لكيف يتم استقرار السودان بعد الخراب الذي أحدثته عواصف وزلازل الثورة المصنوعة التي كانت قمة حصادها البائس حرب 15 أبريل التي أشعلتها كلاب صيد التمرد السريع وأذياله داخل وخارج السودان ..

• عندما سقطت دولة الإنقاذ خرج بروف غندور من تحت أنقاض بيت الإسلاميين المتداعي وقدّم طوق نجاة لجهلة الحرية والتغيير ورأسهم حمدوك .

. قال لهم : سنكون لكم معارضة مساندة وسنكف أيدينا عنكم .. سنجلس علي الضفة الأخري للنهر ننتظركم في سباق إنتخابي مفتوح تكون فيه الكلمة العليا للشعب السوداني صاحب الحق الحصري والوحيد في تقرير مصير كل القوي السياسية في البلاد وفي مقدمتها نظام المؤتمر الوطني بتجربة 30 عاماً من الأخطاء والخطايا في كرسي السلطة ..

• ولأن المكتولة مابتسمع الصايحة فقد أصمّ القومُ آذانهم واستغشوا ثيابهم وركلوا نصيحة غندور الذهبية بأحذيتهم الغليظة ومضوا في تخبطهم .. سجنوا الرجل بفرية التمكين .. حبسوه بتهمة المشاركة في تدبير محاولة إنقلابية .. مرّت الأيام خرج غندور من سجنه وسمعته أكثر بياضاً من جلبابه ناصع البياض وعمامته الأنيقة !!

• مرة أخري .. وفي عتبة خروجه من السجن عاد غندور للتذكير برؤيته المركزية .. المخرج في حوار سوداني سوداني لايستثني أحداً .. وبلا غبائن ..

• ولأن غندور من زعماء القوم الذين لايحملون حقداً ولاتعرف المرارات طريقاً إلي دواخلهم فقد محض الجميع النصح وفي مقدمة من نصح إخوانه داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني .. نصح حميدتي وهامانه .. نصح حمدوك وشيطانه ..نصح كل بعاشيم الحرية والتغيير الذين لم يستبينوا نصحه إلا هذه الأيام والجيش السوداني يطبق حصاراً ضارياً علي مدني في أكبر عملية عسكرية لكنس مليشيا التمرد لن تتوقف إلا في منطقة جياد شمال ولاية الجزيرة ..
• الحوار عند غندور فلسفة حياة .. وليس تكتيكاً لتحقيق مكاسب براغماتية ..

• وغندور شخصية صلبة .. وشجاعة .. ومن شجاعته يستمد ابنه أحمد صلابة موقفه الحالي وهو يشارك مع القوات المسلحة في ميادين القتال ضد مليشيا التمرد ويلوّح لوالده بعبارته التي أشعلت الأسافير ومواقع التواصل ( بل بس ياحاج) !!

• بعض أصدقائنا المهووسين يتقدمهم الصحفي الشجاع الطاهر ساتي تلقّفوا تصريحات غندور عن الحوار السياسي السوداني علي طريقة الوقف القبيح في التلاوة ( تركنا يوسف عند متاعنا فأكله) ..

• لايعلم ساتي أن غندور أدي أكثر من ستين دوراً في كل مواقع العمل السياسي والإجتماعي والأكاديمي والاقتصادي والأهلي والرياضي وحتي (عَشَرة الضُمُنة) بنادي بُري!! ..

• لايعلم ساتي أن غندور أصبح زاهداً في كل المواقع والأدوار .. وأوقف غندور ماتبقي من عمره لتجويد تجربته الأكاديمية في التعليم العالي .. فغندور سياسي سوداني محترف .. العمل السياسي عنده واجب وطني .. وليس موقع .. أو أَكِلْ عِيش !!

عبدالماجد عبدالحميد
عبد الماجد عبد الحميد

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مع بزوغ فجر الحرية… مطار دمشق ينفض غبار العزلة

دمشق-سانا

بعد 14 عاماً من الغياب والعزلة، ومع بزوغ فجر الحرية، بدأت الحياة تنبض من جديد في مطار دمشق الدولي مع عودة آلاف السوريين الذين هجرتهم جرائم النظام البائد، مرددين أهازيج الثورة ابتهاجاً بالعودة التي طال انتظارها، ومع زيارات مسؤولين من مختلف دول العالم، إيذاناً بمرحلة انفتاح سوريا على العالم.

مقالات مشابهة

  • لجنة الأمن بالشمالية تؤكد المضي في دحر التمرد
  • خطة كاتس الخبيثة..سجن جماعي على أنقاض رفح تثير غضبا دوليا
  • بعد تحريرها من التمرد.. الخرطوم بانتظار سكانها المهجرين
  • رجل كيكل ، وكراع ساتي
  • شاهد بالفيديو.. أستاذ سوداني يناقش قضية نجم الإعلانات “بدر خلعة” في محاضرة وسط طلابه ويكشف سر الشهرة التي حققها مؤخراً
  • العراق بالمرتبة الـ 31 عربياً بمؤشر الحرية
  • قمة ماكرون – ستارمر.. تفاصيل تحالف أوروبا الجديد على أنقاض الأزمات
  • السوداني يدعو لحماية النظام السياسي
  • قائد الجيش استقبل نجاة صليبا ومحمد الظاهري
  • مع بزوغ فجر الحرية… مطار دمشق ينفض غبار العزلة