في منطقة حلايب وشلاتين، تتجسد الفرحة برقصة تراثية تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا للقبائل المحلية. تعتبر رقصة "الهوسيت" الشهيرة جزءًا لا يتجزأ من الحياة الثقافية والاجتماعية لسكان هذه المنطقة، حيث تعبر عن الفرح والانتصارات بأسلوب فريد ومميز.

وفي حديث مع أحد أبناء قبائل المنطقة، أكد أن "الهوسيت" ليست مجرد رقصة فلكلورية، بل هي تعبير عن الانتصارات في الحروب في الماضي، واليوم تمثل جوهر الاحتفالات لأهالي المنطقة، حيث يتجاوز أهمية هذه الرقصة حتى أهم مناسباتهم الاجتماعية كالزفاف وغيرها.

وأضاف المتحدث: "الهوسيت" تشابه بعض الجوانب لعبة التحطيب المعروفة في صعيد مصر، إذ تعتمد على رفع السيف والدرع كرمز للانتصار والفرح. وتعتبر هذه الرقصة إجبارية، حيث لا يمكن الاعتذار عن مشاركتها بمجرد بدء الرقص.

تعتمد "الهوسيت" على حركات تفاعلية بين الشباب، حيث يشكلون دائرة ويتبادلون السيف والدرقة على وقع الآلات الموسيقية التقليدية مثل الباسنكوب والطبلة. وتتضمن الرقصة قفزة عالية تعلن استعداد اللاعب للمنافسة، ما يجسد روح المنافسة والفخر بالهوية الثقافية.

تُعد "الهوسيت" جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي لسكان حلايب وشلاتين، حيث يحافظون على هذا الموروث الثمين ويعكسون من خلاله هويتهم الثقافية وروح الانتماء لتاريخهم وتقاليدهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهوية الثقافية منطقة حلايب وشلاتين الاجتماعى حلايب وشلاتين الحياة الثقافية

إقرأ أيضاً:

السياحة الثقافية… وأهمية مواقع الجذب الثقافي في سورية

دمشق-سانا

تستقطب السياحة الثقافية النخب من المفكرين والمختصين ومن هواة الثقافة على اختلاف أنواعها، فمن مختلف دول العالم يسعى هؤلاء لاكتشاف الثقافات والمعالم الأثرية والتراثية والتقاليد في بلدان غير بلدانهم، بما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وفي لعب دور مهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.

أهمية السياحة الثقافية في سورية..

مديرة التسويق والإعلام السياحي بوزارة السياحة المهندسة ربى صاصيلا بينت أهمية السياحة الثقافية، كونها تستقطب المهتمين بزيارة بلدان وأماكن ذات تاريخ عريق وثقافة غنية للاستمتاع بالفن، والأدب، والعمارة، والتراث، والموسيقا، والأنشطة الثقافية الأخرى.

وتشكل سورية بحسب المهندسة صاصيلا متحفاً متميزاً وحياً للتاريخ والحضارة، بما تحويه من مواقع جذب ثقافي وتعد من أهم الأنماط السياحية وأكثرها طلباً ورواجاً لدى السياح، إضافة لدورها في تعزيز الاقتصادات المحلية من خلال الصناعات اليدوية والفنون التقليدية والتراثية بشتى أشكالها، لافتة إلى أنه تم تقدير عدد المواقع المكتشفة والمعروفة حتى الآن بحوالي 3 آلاف موقع ومركز أثري، تمّ تسجيل 7 مواقع منها على لائحة التراث العالمي.

أهم مناطق الجذب السياحي الثقافي السوري..

وعن أهم مناطق جذب السياحة الثقافية في سورية لفتت صاصيلا إلى أنها تشمل مدن الحضارات العريقة ومنها (أوغاريت – ماري – دورا أوروبوس- الرصافة) والمدن المنسية تدمر وبصرى ومعلولا وحلبية وزلبية والقلاع والحصون الأثرية كقلاع دمشق وحلب والحصن وصلاح الدين والمرقب وسمعان والمدن القديمة التي مازالت مأهولة منذ آلاف السنين، وأهمها دمشق وحلب وحماة واللاذقية.

كما تشمل الاطلاع على أنماط البناء المتميزة وتصميم الأبنية الشرقية والأسواق والأسوار والأبواب والحارات القديمة، والمتاحف المنتشرة في معظم المدن والمواقع الأثرية، والتي تحوي كنوز التاريخ وشواهد الحضارات التي تعرض للزوار بكل تنظيم وأساليب حديثة، والتعرف على ألوان الفلكلور السوري المتميز والشهير وخاصة صور الحياة السائدة والمهارة في الحرف اليدوية والصناعات التقليدية.

تدريب وتأهيل الأدلاء السياحيين للترويج للسياحة الثقافية..

وحول دور وزارة السياحة لتعزيز السياحة الثقافية أوضحت صاصيلا أنه يتم العمل على اختيار الأدلاء السياحيين بعناية، بعد اتباعهم دورة مكثفة في هذا المجال، تشمل زيارات ميدانية لمواقع الجذب السياحي والثقافي، وخضوعهم لامتحانات يشرف عليها مختصون محترفون في العلوم السياحية والأثرية، مشيرة إلى أهمية دور الدليل السياحي الذي يعد استراتيجياً في تمثيل المقصد السياحي، وفي التأثير على نوعية التجربة السياحية ومتوسط إقامة السائح، والمنافع الاقتصادية والثقافية المتحققة للمجتمع المحلي، وللنهوض بمكانة الموقع السياحي وتعزيزها باستمرار في أذهان السائحين.

كما تعمل وزارة السياحة وفق صاصيلا على الترويج للمشاريع السياحية الاستثمارية التي أطلقتها لزيادة معدلات الاستثمار السياحي وتعميمها على المستثمرين داخل وخارج سورية، وتصميم المواد الترويجية لتلك المشاريع وبعدة لغات، وتنفيذ الفواصل الترويجية لأهم المواقع والفرص الاستثمارية الموجودة، ويتم عرض هذه الفرص الاستثمارية خلال المعارض والأسابيع السياحية التي تتم المشاركة بها.

تطوير السياحة الداخلية والشعبية..

وتعمل الوزارة على تطوير السياحة الداخلية والشعبية كجزء من السياحة الثقافية من خلال التنويع في الأنشطة وابتكار فعاليات جديدة جاذبة بشكل سنوي والترويج للمنتجات السياحية البديلة ومنخفضة التكاليف، ورعاية أنشطة وفعاليات المهرجانات السياحية المتضمنة نشاطات تنموية وترفيهية والتي يقام بعضها ضمن المناطق السياحية الأثرية والثقافية ومن أهمها مهرجان القلعة والوادي ومهرجان ليالي قلعة دمشق وفعاليات ثقافية وسياحية ضمن مدرج جبلة الأثري ويوم السياحة العالمي وملتقى الشباب السوري للسياحة الذي يجوب عدةّ محافظات، بهدف خلق جيل واع بأهمية السياحة وتنوع المنتج السياحي السوري.

التعريف بمكونات السياحة الثقافية وجذب الزوار إليها..

كما تقوم الوزارة بالتعريف بمكونات السياحة الثقافية وجذب الزوار إليها عبر إستراتيجيات وخطط للترويج والتسويق السياحي لكل مكونات المنتج السياحي السوري، بهدف زيادة حجم القدوم السياحي، من خلال المشاركة في المعارض الخارجية للترويج للمقومات السياحية في سورية المشاركة بأهم المعارض والفعاليات السياحية الدولية كمعرض فيتور في إسبانيا، ومعرض (أ تي إم) الذي يقام في دبي بالإمارات العربية المتحدة والملتقى السياحي العراقي في بغداد ومعرض شنغهاي، إضافة إلى المشاركة في معارض أو أسابيع سياحية إضافية في عدة دول وفق المهندسة صاصيلا.

كما تقوم الوزارة بتنفيذ حملات ترويجية وعلاقات عامة في الأسواق السياحية الصديقة المستهدفة، بما فيها أسواق المغتربين السوريين مثل العراق، إيران، روسيا الاتحادية، الصين، الهند، البرازيل، تشيلي، الأرجنتين.

خطط الوزارة المستقبلية للاعتناء بمناطق الجذب السياحي..

وعن اهتمام الوزارة بمناطق الجذب السياحي أشارت صاصيلا إلى أنه يتم العمل على تطوير المحيط السياحي لمواقع الزيارة الثقافية والأثرية وتنفيذ عدد من المسارات السياحية المخدّمة كمسار القديس بولس، والمسار الروحي والبيئي من (دير مار موسى الحبشي – دير سمعان – مار مارون – معلولا – صيدنايا)، كما تعمل على الاستمرار بتطوير برامج السياحة الدينية والمساهمة في مشاريع إعادة تأهيل المواقع الأثرية المتضررة وترميم المدن القديمة وتشجيع منتج السياحة الجبلية في الساحل السوري وربطها بالخدمات الشاطئية، وتطوير أنشطة منتج السياحة الشاطئية مثل نواد للرياضات المائية ورياضات الغوص وإقامة المطاعم والفنادق العائمة، ووضع آلية للتخطيط والاستثمار والترويج للمغاور المؤهلة كعناصر جذب سياحية.

كما تسهم الوزارة في عملية الحفاظ على التراث الوطني اللامادي من خلال عمليات التوثيق والتأريخ وإقامة الفعاليات والأنشطة وتأمين حاضنة جديدة للحرف التراثية تستوعب الحرفيين التراثيين.

سكينة محمد وأمجد الصباغ

مقالات مشابهة

  • صورة الشعوب الثقافية
  • موروث سعودي أصيل.. منتجات فريدة للإبل تجذب زوار معرض المملكة في إيطاليا
  • كأس أوروبا 2024.. الرقصة الأخيرة لخمسة مخضرمين
  • "يورو 2024".. رقصة الكبار الأخيرة
  • مهرجان تراثي لفرع اتحاد الطلبة في الحسكة
  • السياحة الثقافية… وأهمية مواقع الجذب الثقافي في سورية
  • عرض بطائرات الدرون.. شعار اليوبيل الفضي يزين سماء الأردن الأحد - فيديو
  • استعدادات خاصة للاحتفال بمئوية سلطان العويس
  • مركز إبداع الاسكندرية يعرض الفيلم الأمريكي "طائرات مهمة الإنقاذ"
  • اليوم.. فرقة "المايسترو" في بيت الغناء العربي