لم أَعرف فى مصر زعيمًا إلا النحاس باشا زعيم حزب الوفد!
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى المقال السابق توقفت عندما وجد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الرسالة التى كان ينتظرها ردًا على طلب سبقه إلى دلهى وهو موعده مع رئيس الوزراء "جواهر لال نهرو" في مكتبه بمنطقة "راشتراباتي بهافان" مقر الحكم الرسمي آنذاك في عاصمه الهند...
وبالفعل كان فى الموعد
المحدد تمامًا جالسًا على مقعد أمامه ولكن رئيس الوزراء راح ينهى أشغالًا كان مستغرقًا فيها قبل دخوله ولم يشأ أن يتركه في الانتظار خارج مكتبه حتى يفرغ وأشار اليه بانه سوف يكون معه بعد لحظات.
وقد أتاح ذلك للكاتب الكبير فرصة أن يتأمله...
كان رئيس الوزراء في الزي الهندى التقليدي الأبيض شاهق البياض والوردة الحمراء تطل من عروة الصديري كما عرفها العالم... بدأت تقطيع وجهه اكثر انسجامًا مع الصور التي تنشر له وبدا وجهه صبوحًا متّسقًا في ملامحه ومريحًا...
وقال الكاتب الحقيقة أن مناخًا كاملًا من الثقه بالنفس كان يملأ القاعة... ولاحظ الأستاذ "هيكل" انه كان يهمهم لنفسه وهو يفكر... وبدأ بصف ما يفعله...قال تناول قلمًا وبدا له انه شطب في ورقة أمامه ثم كتب سطرًا آخر بدلًا مما شطب ثم رفع سماعه التليفون وأعادها إلى مكانها على الفور لأنه غيّر رأيه فيما يبدو...ثم فتح درج مكتبه ووضع فيه كل الأوراق التي كانت أمامه وكأنه بت بالتأجيل فيما كان مطروحًا عليه...
ووجه رئيس الوزراء "جواهر لال نهرو" الحديث له ولاحظ أن في صوته نبرة تعطي الانطباع بأنها تصدر من أنفه وليس من شفتيه وحدهما، واكتشف للكاتب فيما بعد أن هذه النبرة في صوته تزيد إذا ضايقه شيء أو انفعل اثناء مناقشة...
وقال له: هل هذه هي أول مره تزور فيها الهند...؟
وكان جواب الكاتب الكبير انها بالفعل أول زيارة له...
فسأله رئيس الوزراء الهندى وكيف وجدتها...؟
فقال له انه يحاول إعادة اكتشافها بعينه وليس بعيون الرحالة القدامى والمحدثين...!
فعاد يسأله هل أعدت اكتشافها وماذا اكتشفت...؟ ولاح شبح ابتسامة طرف شفتيه...
فقال الكاتب الكبير وهل يستطيع أحد أن يكتشف الهند في خمسة أيام... يحتاج المرء أربع سنين على الأقل ليفهم...
وقال رئيس الوزراء الهندي له بلهجة بدت له مبطنة بشيء من السخرية وشيء من المرارة:
" لعلك تنجح فيما لم أنجح فيه أنا... لقد قضيت حتى الآن أكثر من خمسين سنة أحاول اكتشاف الهند ولم أستطع... عرفت أشياء عن الهند ولكني لم أكتشف الهند كلها بعد..."
ثم قال" اظن انك بدأت من الطريق الصحيح، ففهم الديانة الهندوكية من مفاتيح معرفة الهند الحديثة... هناك مفاتيح أخرى لا تقل أهمية من الهندوكية... لكن الديانة هي أول المفاتيح كلها..."
وسارع الكاتب يحدث رئيس الوزراء الهندى عن الدكتور "محمد حسين هيكل" باشا السياسي والكاتب والمؤرخ الأشهر والذي كان رئيسًاً لحزب الاحرار الدستوريين وظروف لقائه به...
وعلق رئيس وزراء الهند بأنه من سوء الحظ أنه لم يكن يعرف من أحزاب مصر غير حزب "الوفد" ولا يعرف من زعماء هذا الحزب غير "النحاس" باشا و"مكرم عبيد" باشا... وحكى عن أول لقاء بهما...
"أَكْمَلُ لك تفاصيل لقاء الأستاذ محمد حسنين هيكل برئيس وزراء الهند "جواهر لال نهرو" فى مكتبه والذى تحدث عنه فى كتابه الشيق والممتع
" زيارة جديدة للتاريخ"
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عبدالمنعم معوض محمد حسنين هيكل رئيس الوزراء الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس وزراء الهند رئیس الوزراء رئیس ا
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر الأقصى فيما يسمى يوم خراب الهيكل؟
سيكون المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل على موعد جديد من الانتهاكات الصاخبة، مع إحياء المتطرفين لما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" الذي يعتبره اليهود يوم حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني.
ففي العام الماضي اقتحم المسجد في المناسبة ذاتها 2958 متطرفا ومتطرفة، وتحشد الجماعات المتطرفة أنصارها هذا العام لتنفيذ اقتحام وانتهاكات مماثلة، في حين يرى مراقبون أنها ستتصاعد في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق، وفي ظل تربع الأحزاب المتطرفة على عرش الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم التاسع من أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل (جنوب العراق) حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى القدس وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".
ويصر المتطرفون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في هذه المناسبة، ويرفضون إحياءها في كنسهم فقط، وكان إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى من بين الانتهاكات التي سُجلت في الأعوام السابقة.
كما سُجّل في المناسبة ذاتها من العام المنصرم انتهاكات عدة أبرزها رفع العلم الإسرائيلي، وأداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا، والرقص والغناء، إضافة إلى اقتحام عدد من أعضاء الكنيست والوزير إيتمار بن غفير.
وتحلّ الذكرى هذا العام بعد أسابيع من إصدار بن غفير تعليمات لضباط الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء في الساحات، وبعد إعلانه -خلال اقتحام نفذه للمسجد في مايو/أيار المنصرم- أيضا أنه "أصبح من الممكن الصلاة والسجود في جبل الهيكل".
الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا عبد الله معروف قال للجزيرة نت إن الذكرى هذا العام ستكون من أخطر أيام السنة على المسجد، في ظل الاقتحامات التي ستنفذها جماعات المعبد المتطرفة حيث تعمل على أن يكون هذا اليوم هو يوم الاقتحام الأكبر.
إعلانوبالتالي -يضيف معروف- تنبع خطورة الحدث ابتداء من أنه يحل في ظل اصطفاف الحكومة الإسرائيلية بكل أذرعها مع جماعات المعبد المتطرفة في صف واحد باتجاه تغيير الوضع القائم في الأقصى، وهو ما قام به بالفعل الوزير بن غفير.
فالوضع القائم لم يعد موجودا -وفقا للأكاديمي المقدسي- بعد أن سمح هذا الوزير المتطرف للمستوطنين بأداء الصلوات داخل الساحات في عام 2024 المنصرم، وبعد سماحه خلال العام الجاري بالرقص والغناء في أولى القبلتين.
"ستحاول جماعات المعبد المتطرفة هذا العام أن يكون اقتحامها نوعيا بشكل كبير، وتكمن خطورته في أنه سينفذ في ظل تخاذل غير مسبوق من العالمين العربي والإسلامي، وصمت مطبق على ما يجري من انتهاكات غير مسبوقة في ظل المطالبات العلنية لإقامة كنيس داخل أولى القبلتين" أضاف معروف.
انتهاكات خطيرة لم يشهدها الأقصى منذ احتلاله.. كيف مرت ذكرى "خراب الهيكل" على المسجد الأقصى المبارك؟ pic.twitter.com/9J4QJg6fUF
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 13, 2024
خطر متصاعد وصمت مطبقوبالنظر إلى ما جرى خلال الأشهر الماضية وخاصة فيما يسمى "يوم القدس" أكّد الأكاديمي المقدسي أن الجماعات المتطرفة ستعسى لتسجيل رقم قياسي جديد في إحياء لهذه الذكرى، وستكون هناك محاولة للانتقال إلى مرحلة جديدة في الأقصى قد يكون عنوانها محاولة تنفيذ طقوس لا علاقة لها بالمناسبة التي يقتحم المستوطنون المسجد لأجلها.
فعلى سبيل المثال "لا يرتبط طقس ذبح القرابين الحيوانية بخراب الهيكل، لكن قد يُقدم المتطرفون على تنفيذه، كما فعلوا في عيد الفصح الصغير، وكما أدخلوا القرابين المذبوحة خلال عيد الأسابيع اليهودي في الشهر المنصرم".
ويرى معروف أن ذلك ممكنا لأن الجماعات المتطرفة ترى أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لبدء إقامة كنيس داخل المسجد، لأن الجو العام يساعد على ذلك من صمت عربي وإسلامي على ما يجري في كل من غزة والخليل والقدس.
وختم الأكاديمي المقدسي حديثه للجزيرة نت بالقول إن الاحتمالات كلها مفتوحة، ولا أحد يستطيع أن يتوقع إلى أين يمكن أن تسير الأمور في مدينة القدس، طالما أن جماعات المعبد وتيار الصهيونية الدينية على رأس حكومة الاحتلال، خاصة أن "هذا الظرف الذي نمر به الآن يأتي في ظل انعدام احتمالية سقوط حكومة نتنياهو بسبب دخول الكنيست في الإجازة الصيفية التي تستمر 3 أشهر".
وبالتالي مستوى الوحشية لدى تيار الصهيونية الدينية وجماعات المعبد المتطرفة قد يكون غير مسبوق في الأقصى، "وهنا أحذر وأقول إن الرادع الوحيد للمستوطنين هو التأزيم الشعبي، وما دام الاحتلال لا يشعر أن هناك أزمة قد تحدث بسبب أفعاله ولا ثمن يدفعه، فإنه سيقوم بأي شيء باتجاه الوصول لهدفه وهو إقامة كنيس داخل المسجد في الفترة الحالية".