رجح الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن يكون قرار انسحاب جيش الاحتلال من خان يونس جنوبي قطاع غزة له علاقة بالهجوم العسكري المحتمل على رفح جنوبي القطاع، لكنه تحدث عن حسابات أخرى تتعلق بالمفاوضات الجارية وبالضغوط الدولية لوقف الحرب.

وقال إن انسحاب الألوية الإسرائيلية بشكل مفاجئ من خان يونس يثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن الخطة المستقبلية للاحتلال، ويؤكد أيضا وجود إشكاليات لدى القيادات العسكرية العليا في إسرائيل بشأن مسألة التعامل مع القطاعات الموجودة في قطاع غزة.

ويشير العقيد كريم الفلاحي -في حديثه ضمن وقفة التحليل العسكري على قناة الجزيرة لمجريات الحرب في غزة- إلى أن القطاعات العسكرية التي تم سحبها من خان يونس تشترك في المعركة منذ مدة طويلة، وقد أصابها الكثير من العطب، ولذلك فإن عملية السحب قد تكون لإعادة الاستعداد القتالي والتهيؤ لمعركة رفح، مرجحا أن تكون خان يونس منطقة إيواء لسكان رفح.

وأضاف أن القصف الإسرائيلي الكثيف جدا على المناطق الغربية والشرقية من مدينة رفح يوحي بأنها "عملية تهيئة لمسرح عمليات مقبل".

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت أن إسرائيل سحبت جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس بعد قتال دام 4 أشهر، ولم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم، وهو الممر الذي أقامه جيش الاحتلال لقطع الشمال عن الجنوب بهدف منع سكان غزة من العودة إلى شمال القطاع.

مفاوضات وضغوط

غير أن الخبير العسكري والإستراتيجي أشار إلى تطورات أخرى تجري في مقابل حديث الإسرائيليين عن هجوم رفح، فهناك مفاوضات جارية في مصر بين المقاومة الفلسطينية والإسرائيليين، وما يدور حول عملية اختراق تكون قد حصلت هناك، بالإضافة إلى وجود ضغوط أميركية من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وأيضا يحتاج نقل الموجودين في رفح إلى وقت.

وبينما أكد أن إسرائيل لم تحقق أيا من الأهداف التي وضعتها، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إن هناك قدرت عسكرية للمقاومة الفلسطينية قد تم تدميرها، ولكن في المقابل تم تدمير أكثر من 1100 آلية إسرائيلية، بين دبابة ومدرعة.

وأكد أن القوات الإسرائيلية أُنهكت بشكل كبير جدا في الفترة الماضية، وفتحت عليها جبهات أخرى في الشمال وفي الضفة الغربية، وهناك تهديدات إيرانية بضربة قادمة على إسرائيل، فضلا عن الانقسام الداخلي والضغط الدولي لوقف الحرب على غزة.

وعن حجم قوات الاحتلال الموجودة في غزة بعد الانسحاب من جنوب القطاع الفلسطيني، قال العقيد كريم الفلاحي إن الإسرائيليين يتحدثون عن وجود لواء ناحال على الطريق 10 في وادي غزة لمنع وصول التعزيزات من جنوب القطاع إلى الشمال، وأضاف أن عددا من الآليات توجد في معبر إيريز، وقوة أخرى في دير البلح وسط قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات من خان یونس

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الغرب لن يسمح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا

قال الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي مهند العزاوي إن الضوء الأخضر الأميركي والألماني لأوكرانيا باستخدام أسلحة استراتيجية في مهاجمة الأراضي الروسية، يعني أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة.

وأضاف العزاوي في تصريح للجزيرة نت أن الضوء الأخضر الغربي جاء نتيجة للتقدم الميداني النسبي الذي أحرزته القوات الروسية في أوكرانيا، ولاسيما في خاركيف وإقليم دونباس شمال شرق أوكرانيا وفي نفس الوقت في محور زاباروجيا (جنوب)، نتيجة انشغال الولايات المتحدة الأميركية بالحرب الإسرائيلية على غزة.

وأردف قائلا "روسيا كانت تستبق الأحداث بالتقدم أكبر قدر ممكن داخل الأراضي الأوكرانية، قبل الوصول المحتمل للمرشح الجمهوري دونالد ترامب للسلطة في أميركا، والذي أشار في برنامجه الانتخابي إلى ضرورة وقف الحرب، وذلك من أجل استخدام هذه الانتصارات كأوراق ضغط عند العودة لطاولة المفاوضات".

وتابع العزاوي "إذا أخذنا في الاعتبار أن الاستراتيجية العسكرية لأميركيا وحلف الناتو كانت تؤكد دائما على أن روسيا هي الخطر الحقيقي، فإن الغرب لن يسمح بانهيار الدفاعات العسكرية الأوكرانية أو يسمح لروسيا بالانتصار في الحرب".

وشدد على أن هذه الأسلحة الاستراتيجية كانت متوفرة لدى الجانب الأوكراني، ولكن كان هناك قيود غربية على استخدامها.

خارطة أوكرانيا – خاركيف (الجزيرة)

وأضاف في الوقت الحالي هناك اختلاف في معايير القوة على الأرض، لأن روسيا تستخدم كل الأسلحة ومعايير القوى، وكل الأراضي الأوكرانية هي مسرح عمليات للقوات الروسية، في المقابل فإن أوكرانيا فمقيدة حيث تمنعها أميركا وحلف الناتو من مهاجمة الأراضي الروسية وعدم توسعة الحرب.

ولفت العزاوي إلى أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة استراتيجية وصواريخة بعيدة المدى لقصف العمق الروسي، يعني الدخول في مرحلة جديدة من الحرب، وربما تتوسع الهجمات الأوكرانية لتشمل المناطق الشمالية لروسيا القريبة من دول البلطيق.

وحول تداعيات هذه الخطوة أجاب الخبير العسكري، "روسيا منخرطة في مستنقع أوكرانيا، لأن هناك حلف من 40 دولة وهو حلف الناتو يدعم كييف عسكريا، واعتقد أن موسكو ستكون في مأزق أمام هذا التطور، وربما يسمح استخدام أوكرانيا للأسلحة الجديدة في استعادة التقدم الميداني على حساب الجيش الروسي".

وأمس الخميس، منحت الولايات المتحدة وألمانيا الإذن لأوكرانيا بضرب روسيا بالأسلحة الأميركية والألمانية قرب منطقة خاركيف (شمال شرق)، في حين دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إلى السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا.

يذكر أن روسيا أطلقت ما سمتها "عملية عسكرية خاصة" على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، مما دفع عواصم غربية -في مقدمتها واشنطن– إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.

مقالات مشابهة

  • مصدر رفيع المستوى: مصر تمسكت بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح
  • إصرار مصري على انسحاب إسرائيل من معبر رفح لإعادة تشغيله
  • القاضي مراد: بلغ عدد الاعتراضات 174 اعتراضاً قُبل منها 91 اعتراضاً ورُفض 83 اعتراضاً، كما بلغ عدد طلبات الانسحاب 332 طلباً، ليصبح عدد المرشحين المقبولين بشكل نهائي 8953 مرشحاً، منهم 3690 مرشحاً في القطاع أ، 5263 مرشحاً في القطاع ب
  • خبير عسكري: تكتيكات المقاومة شرق رفح تحبط معنويات جنود الاحتلال
  • محلل عسكري: الضربات الأمريكية - البريطانية الأخيرة لن تؤثر كثيرًا على الحوثي
  • بايدن: الصفقة الإسرائيلية تتضمن الانسحاب من غزة وإعادة إعمار القطاع
  • الدويري: الاحتلال حقق هدفه القذر في جباليا لكنه أجبر على الانسحاب
  • خبير عسكري: الغرب لن يسمح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا
  • شاهد.. العيال كبرت تحيي ذكرى ميلاد نجم الكوميديا يونس شلبي
  • الدويري: الأيام المقبلة ستشهد انسحابات أخرى للاحتلال من جباليا ومحيطها