سودانايل:
2025-05-29@04:53:27 GMT

ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها (1/2)

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

عبد الله علي إبراهيم - 26 يناير 2022
(العنوان عائد لعنوان مسرحية للكاتب الألماني بيتر فايس عن الثورة الفرنسية انتجها المسرح الجامعي بجامعة الخرطوم في نحو ١٩٦٨ من إخراج عثمان جعفر النصيري. وعنوان المسرحية الأصل "جين-بول مارا" الثوري الفرنسي الجذري. وتصرف النصيري في الاسم).
ما الذي حدث لثورتنا حتى صار علينا ما رآه الكاتب الروسي مكسيم جوركي مرة عاد فيها إلى وطنه من المنفى.

قال وجدت كل أحد مسحوقاً لدرجة ومجرداً من بركة الرب. وقال، "والحل الذي لا غيره هو الثقافة".
أعتقد أننا أحسنا فهم ثورة ديسمبر من وجوه الشباب والنوع (الكنداكات) فيها، بل والعرق (الحركات المسلحة). ما لم يعرض لنا في فهمها هو أصلها الطبقي وفي قيادتها خاصة. فاهتم الحزب الشيوعي الماركسي، الذي كان التحليل الطبقي ما ميزه عن غيره، بطبقية خصم الثورة لا طبقية الثورة نفسها. ورمى خصومها بأنهم "رأسمالية طفيلية" رمياً بليهاً حتى كاد الوصف يصير نكتة.
واضح أننا في مأزق حيال أداء القيادة في الثورة. لا أحد يغالط في هذا. ولم تكف محاولات التدارك من مصفوفات ومبادرات وصيحات "يا حمدوك يا حمدوك". وصار الحل الأمثل لحين هو المطالبة بفصل فرد في القيادة بآخر عشماً في انصلاح الحال. ولا انصلاح. ثم تواتر انسحاب جماعة أو أخرى فيما يشبه "حردان السوق" بزعم أنها الفئة الناجية.
لم أكف عن تسمية الثورة وقادتها بثورة البرجوازية الصغيرة المدينية المتعلمة الرامية ل"صناعة التاريخ والقيم الجديدة والسير" ضد القوى التقليدية المحافظة. وهي القوى التي أطلق عليها خواجة ملعون طبقة "الأعيانتاريا" من "أعيان". وتحدثت من قريب عن نسب ثورات هذه الطبقة لغاية "تركيب الحياة القادمة" من لدن ثورة اللواء الأبيض، إلى مؤتمر الخريجين، إلى ثورة أكتوبر ١٩٦٤، إلى ثورة أبريل ١٩٨٥، إلى ثورة يومنا. وظلت هذه الجماعة تسوق نفسها بين الناس بأسماء مختلفة مثل "الطبقة المتعلمة" أو "الخريجون" أو "المثقفون" أو "الصفوة"، أو "النخبة".
وجاءتهم صفة البرجوازية الصغيرة من أدب الحزب الشيوعي. فلما كان هذا الحزب رمى هلبه السياسي في الطبقة العاملة كجماعة مدينية وجد أن عليه أن يُعِرف الطبقات الأخرى التي تشترك مع العمال في مشروع التغيير الاجتماعي والسياسي الذي أطلق عليه المجتمع الوطني الديمقراطي. ووجد الحزب أن فئة البرجوازية الصغيرة هي الحليف المؤكد الذي ينبغي أن يحرص لا على تأليفه وحسب، بل على التحوط من تأثيراته، وهو الأغزر عدداً في الحزب والمجتمع ومنه، حتى لا تغلب في الحزب وتمسخ استقلال العمال بمشروعهم فحسب، بل وقيادة ذلك المشروع. ومن قرأ "إصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير"، من أعمال دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في ١٩٦٣، عرف دبارة الحزب في لجم هذه الطبقة في داخله (عرضت له منذ شهور على صفحتي بالفيس بوك وهذه الصحيفة وتجده على اليوتيوب).
أعرض هنا لتجربتنا في الحزب الشيوعي مع البرجوازية الصغيرة. وهي تجربة انتهينا منها إلى عبارة دارجة بيننا وهي أنها طبقة "مذبذبة" سرعان ما تنوء تحت حمل ثورتها نفسها. وبعبارة: إنها لا تحسن ثورتها. وجاءت أكمل نظراتنا لها في هذه المضمار في "الماركسية وقضايا الثورة السودانية"، تقرير المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي ١٩٦٧. فنسب الحزب قيادة ثورة أكتوبر للبرجوازية الصغيرة خلافاَ للسائد من أن الحزب هو قيادتها صدقاً، أم توهماً، أم سرقة. فعرض التقرير لعوامل موضوعية لن تشغلنا هنا حالت دون أن يتهيأ الحزب من قيادة الثورة على رأس الطبقة العاملة. فملأت فراغ القيادة نخبة البرجوازية الصغيرة. فقال:
"كانت قوى مثقفي البرجوازية الصغيرة المنتظمين في جهاز الدولة أكثر قدرة على الحركة المباشرة . . . فشكلت جبهة الهيئات. صحيح أن الحزب لعب دوراً بارزاً وسط القوى المضربة (في الإضراب السياسي العام الذي أسقط نظام الفريق إبراهيم عبود). وبذل أعضاؤه التضحيات الجسام استشهاداً ومثابرة وتضحية. ولكن بروز جبهة الهيئات كان في قاعه يعبر عن تطلع الأقسام التي تقدمت الإضراب (مثقفو البرجوازية الصغيرة) لإيجاد قيادة تعبر عن مطامحهم. كان يعبر عن حقيقة أن هذه الأقسام لم تكن ترى موضوعياً في تنظيمات الطبقة العاملة معبراً عن أمانيها" (١٢٨-١٢٩).
ونواصل لنرى كيف انتكس مثقفو البرجوازية الصغيرة بالثورة.

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تينابل تُحدث ثورة في الأمن السيبراني بدمج بيانات خارجية وذكاء اصطناعي

أعلنت شركة تينابل Tenable®، اليوم عن تحسينات جديدة قوية لمنصتها الرئيسية، Tenable One، من خلال تقديم أدوات الربط مع Tenable One ولوحات معلومات المخاطر القابلة للتخصيص. وتجعل هذه التطورات – المدعومة بتقنية Tenable ExposureAI™ والمبنية على نظام بيانات Tenable – من منصة Tenable One الحل الأكثر تقدمًا لإدارة التعرض للمخاطر المتوفر اليوم. وبفضل أدوات ربط البيانات التابعة لجهات خارجية، تتمكن المؤسسات من الحصول على عرض سياقي لجميع بيانات مخاطر الأمان في مكان واحد، بغض النظر عن منتجات الأمان التي تستخدمها.
في مشهد الأمن المجزأ اليوم، تتعامل المؤسسات الكبيرة مع متوسط 83 أداة غير متصلة1، مما يؤدي إلى عمليات معزولة ونقاط عمياء حرجة. وتكون النتيجة الحصول على بيانات متفرقة وانعدام الكفاءة التشغيلية عبر سطح الهجوم. وتعالج منصة Tenable One هذا التعقيد من خلال دمج رؤى التعرض للمخاطر من الأدوات الأصلية وأدوات الجهات الخارجية في واجهة عرض موحدة وسياقية، وتحويل البيانات المتفرقة إلى معلومات ورؤى متوافقة مع الأعمال.

تتميز منصة Tenable One الآن بنظام واسع النطاق وسريع التوسع من أداوت الربط الجاهزة للاستخدام، مما يتيح التكامل السلس مع أدوات الجهات الخارجية المستخدمة على نطاق واسع للكشف عن نقاط النهاية والاستجابة لها (EDR)، وأمان السحابة، وإدارة الثغرات الأمنية، وأمان التكنولوجيا التشغيلية، وأنظمة التذاكر والمزيد. ومع إصدار أدوات الربط الجديدة خلال الربع الثاني من عام 2025 وما بعده، تعمل Tenable على توحيد بيانات الأمان عبر المؤسسة، مما يوفر رؤية شاملة وقابلة للتنفيذ للمخاطر المؤسسية.
يوجد في قلب المنصة نظام بيانات التعرض للمخاطر من Tenable، وهو عبارة عن بنية سحابية قابلة للتطوير تستوعب البيانات وتوحدها وتربطها عبر النظام الأمني. ويغذي هذا الأساس Tenable ExposureAI، وهو عبارة عن محرك التعلم الآلي للمنصة الذي يكشف عن مجموعات المخاطر الضارة ومسارات الهجوم المخفية، ويعطي الأولوية للإجراءات حسب التأثير المحتمل على الأعمال.

تعمل لوحات معلومات المخاطر الموحدة الجديدة على تعزيز تأثير المنصة بشكل أكبر. وقد صُممت لوحات المعلومات هذه للتخلص من التقارير اليدوية التي تستغرق وقتًا طويلاً، وتوفر واجهات عرض قابلة للتخصيص بالكامل تتوافق مع أدوار وأولويات العمل المحددة. وبفضل التكوينات المرنة للتقارير وخيارات التصور القوية، يمكن لفرق الأمن تقديم الرؤى والإبلاغ عن المخاطر بشكل أسرع مع التأثير بشكل أكبر على الأعمال.

قال ستيف فينتز، الرئيس التنفيذي المشارك والمدير المالي لشركة تينابل: “تتيح قوة منصة Tenable One للمؤسسات عرض المخاطر عبر أدوات الأمان حسب السياق والتركيز على جهود الإصلاح على المخاطر الأكثر أهمية.”


مقالات مشابهة

  • مادة جديدة تُحدث ثورة في موصليّة الأيونات.. هذه بطاريات المستقبل
  • إلى الطبقة السياسية ( أَلا تشبعون ؟)
  • ثورة مايو 1969
  • خدمات خمس نجمات..!!
  • وعود وزارة التعليم العالي.. هل تنطلق ثورة أكاديمية في العراق؟
  • تينابل تُحدث ثورة في الأمن السيبراني بدمج بيانات خارجية وذكاء اصطناعي
  • في ذكرى انقلاب مايو ماهي حقيقة التأميمات والمصادرة عام 1970م؟
  • رئيس جهاز العبور يتابع أعمال تطوير الطرق وأعمال الصيانة بمشروعات الإسكان
  • مسعود بارزاني: ثورة كولان أثبتت أن إرادة شعب كوردستان لا تنكسر
  • بذكرى ثورة كولان‎.. نيجيرفان بارزاني: شعب كوردستان مستعد لكل التضحيات لحماية حريته