السديس: الحرمين منبع الهدايات وتحصين الفكر صمام الأمان للمجتمعات
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
خصصت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الشؤون الفكرية والتوعوية مسارًا إثرائيًا منوعًا هو الأكبر من نوعه في موسم الحج؛ لتعزيز التسامح وتبني قيم الوسطية وتحصين الفكر، وفق الخطة التشغيلية لموسم حج هذا العام انطلاقًا من حرصها على استثمار الموسم في توعية ضيوف الرحمن ونشر الوسطية والاعتدال، وتحقيق التوعية الفكرية بأساليب علمية معاصرة.
ودشن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس بحضور إمام وخطيب المسجد الحرام، والمشرف على التوعية الفكرية بالمسجد الحرام الدكتور ياسر الدوسري الدورة العلمية الفكرية بعنوان “تحقيق الآمال في أثر المناسك على تعزيز قيم الوحدة والتسامح والوسطية والاعتدال”، مؤكدًا أن تعزيز ثقافة التسامح يُعد من أبرز استراتيجيات الرئاسة الدينية، منطلقًا من رسالة الحرمين الشريفين الوسطية العالمية.وقال السديس “إن تكريس التسامح وتحصين الفكر هما صمام الأمان للمجتمعات، وطوق النجاة الذي يجب الاعتناء به في تحصين الشباب والشابات من كل هجوم فكري أو ثقافي أو لوثات إرهابية، تهز مبادئهم وتخدش قيمهم، وتمس ثوابتهم”.
وأردف بقوله: إن الرئاسة خصصت مسارًا إثرائيًا لتعزيز قيم التسامح في الموسم عبر مجموعة من المبادرات الفكرية والتوعية النوعية؛ لترسيخ التسامح والاعتدال، وإثراء تجربة ضيوف الرحمن، وتعزيزًا لقيم الوسطية ونبذ التطرف والإرهاب والانحلال. مؤكدًا أن الحرمين الشريفين هما منبع النور والهدايات وقيم التسامح التي تُثري البشرية، ومشددًا على أن دين الإسلام يدعو إلى التآخي والتسامح والتعايش بين الأفراد.
وثمن السديس جهود الدكتور ياسر الدوسري؛ في إثراء تجربة القاصدين وضيوف الرحمن وتعزيز قيم التسامح والاعتدال من خلال حزم المبادرات التي أطلقتها وكالة الشؤون الفكرية والتوعوية التي تعد الأكبر والأضخم للرئاسة في موسم الحج.وأعدت وكالة الشؤون الفكرية والتوعوية مسارًا نوعيًا لتعضيد قيم التسامح بحزم مبادرات إثرائية، وتعزيز قضايا الأمن الفكري وتأصيلها شرعيًا؛ لغرس العقيدة الصحيحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، وإبراز محاسن الدين القويم؛ لحماية الفرد والمجتمع والأمة؛ وذلك في إطار حرص الرئاسة على تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وتطوير منظومة العمل الإثرائي الفكري، بما يواكب #رؤية_المملكة_الطموحة_2030، ويحقق أهدافها في خدمة الحرمين الوسطية، ونشر رسالة الإسلام السمحة عالميًا.
جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قیم التسامح
إقرأ أيضاً:
حقوق الملكية الفكرية.. غياب في التعليم وثغرة للسرقات
منذ توقيع مصر عام 2002 على اتفاقية حقوق الملكية الفكرية، خطت الدولة خطوات مهمة؛ من تدريب القضاة والإعلاميين في مصر والولايات المتحدة الامريكية ، إلى إنشاء المحاكم الاقتصادية لسرعة الفصل في النزاعات، وأخيرًا تأسيس الجهاز المصري لحقوق الملكية الفكرية برئاسة الدكتور هشام عزمي، ليكون المرجعية الوطنية في هذا المجال. ورغم هذه الجهود، ما زال الوعي العام ضعيفاً، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة التي لم تتلقَّ أي تعليم ممنهج حول معنى الملكية الفكرية وطرق حمايتها.
الملكية الفكرية ليست ثقافة دخيلة كما يظن البعض، فقد عرفها المصريون القدماء منذ آلاف السنين، حين نقشوا أسماء المبدعين على جدران المعابد والبرديات، لتبقى الأعمال موثقة بأصحابها، ولتُصان حقوقهم عبر الزمن. ومن المؤسف اليوم أن نرى أفكاراً تُسرق، وأعمالاً أدبية أو فنية تتحول إلى أفلام أو مسلسلات دون الرجوع إلى أصحابها أو ورثتهم، فيضيع حق المؤلف والمصنف الفني في معظم المجالات، بإستثناء بعض الجهود المحدودة مثل ما تقوم به جمعية المؤلفين والملحنين.
المشكلة الأساسية تكمن في غياب تدريس هذه المفاهيم في المدارس والجامعات. فرغم وجود قوانين صارمة وأجهزة متخصصة، يبقى الإلتزام ضعيفاً بسبب ضعف الوعي، مما يفتح الباب أمام التعديات المتكررة على حقوق المبدعين. وهنا تبرز الحاجة إلى قرار وزاري مشترك من وزارات التعليم والثقافة والإعلام لإدراج مبادئ الملكية الفكرية ضمن المناهج التعليمية، بدءاً من القصص المبسطة للأطفال، وصولاً إلى دراسة القوانين والحقوق في الجامعات.
وقد سبقتنا دول كثيرة في هذا المجال:
اليابان: أدرجت مبادئ الملكية الفكرية في المناهج منذ المرحلة الابتدائية عبر قصص تربوية.
الولايات المتحدة: خصصت برامج تدريبية للمدارس الثانوية بجانب التوعية الإعلامية المستمرة.
فرنسا: دمجت حقوق المؤلف ضمن مواد الفلسفة والتربية الوطنية.
الإمارات: أطلقت مبادرات مشتركة بين وزارتي التعليم والاقتصاد، مع مسابقات طلابية تربط الإبتكار بالحماية القانونية.
تؤكد هذه التجارب أن حماية الإبداع لا تتحقق فقط بالقوانين والمحاكم، بل تبدأ من التنشئة المدرسية. فعندما يعرف الطالب منذ صغره أن الإقتباس دون إذن يُعد تعدياً، ويساهم فى مجتمع يحترم الفكرة كما يحترم الملكية المادية.
إن إدماج حقوق الملكية الفكرية في التعليم لم يعد رفاهية، بل ضرورة لحماية مستقبل الثقافة والإبداع في مصر. فبدون وعي راسخ ستظل السرقات تتكرر، وتبقى حقوق المبدعين مهدورة، رغم وجود جهاز متخصص ومحاكم اقتصادية وقوانين متطورة ،والحل يبدأ من المدرسة، حيث يتعلم الطفل أن للفكرة قيمة، ولصاحبها حقاً لا يسقط بالتقادم.