جدل كبير شهدته الندوة العلمية التى نظمها مؤخراً قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين، عن مبادرة 100«مليون شجرة»، حول جدوى زراعة الأشجار المثمرة ضمن هذه المبادرة، فبينما دافع المهندس أحمد عباس، مدير عام التشجير بوزارة البيئة، عن زراعة الأشجار المثمرة، فى إطار المبادرة، فى أماكن محددة كالمدارس ومراكز الشباب باعتبار أن من حق التلاميذ والشباب مشاهدة الأشجار المثمرة عن قرب، هاجم غالبية الحضور هذا التوجه.

خبراء وباحثو القسم الذين تحدثوا فى الندوة ذهبوا إلى أن الأشجار المثمرة، بما تحتاجه من تربة جيدة وبرامج متخصصة للتسميد والرش والرى ومتابعة مستمرة، غير مناسبة لزراعتها بالمدارس ومراكز الشباب ناهيك طبعاً عن الطرق، لافتين إلى أن الأشجار المناسبة أكثر لزراعتها بمثل هذه الأماكن هى الأشجار الخشبية أو أشجار الزينة الكبيرة التى تنقى الهواء وتحمى التلاميذ والشباب من التلوث والحرارة.

ولاحقاً أصدر قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين، برئاسة الدكتورة مها فاروق، تقريراً حول «100 مليون شجرة»، يوضح فيه وجهة نظره أكثر فى الأشجار الملائمة لزراعتها ضمن المبادرة، مشيراً إلى أن التشجير فى المدن والمحافظات يجب أن يُحقق الأهداف المرجوة من المبادرة وأولها حماية الناس من تلوث الهواء، موضحاً أن ملوثات الهواء خليط معقد وغير متجانس من الغازات والسوائل والجسيمات تسببها بشكل أساسى الصناعة ووسائل المواصلات، وأيضاً الغبار الزراعى والمبيدات الحشرية واستخدام الأسمدة الكيماوية.

ومن هذه الملوثات التى يمكن للأشجار امتصاصها وحماية البشر والبيئة من التعرض لها، وفقاً للتقرير، أول وثانى أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وأكاسيد الكبريت، والمركبات العضوية المتطايرة، والرصاص، إضافة للتلوث الضوضائى الذى له آثار ضارة أيضاً على الإنسان وكل ما هو فى البيئة.

وأشار التقرير كذلك إلى أن من بين الأهداف الرئيسية للتشجير فى المدن والمحافظات يأتى أيضاً توفير الظل، لاسيما مع ما حدث فى السنوات الأخيرة من ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة صيفاً، فى مقابل انخفاضها شتاء لمدة أطول مع موجات من العواصف الشديدة. وهذا يستدعى اختيار أنواع نباتية يمكنها التعامل مع هذه المخاطر والملوثات، حيث إن نجاح أو فشل عمليات التشجير يعتمد بشكل أساسى على اختيار النبات المناسب فى المكان المناسب، مع إدارة سليمة مبنية على أسس علمية.

ومن هنا يتضح أن الأشجار سواء كانت خشبية أو زينة، حسب التقرير: هى العنصر الأساسى والأكثر ملاءمة لما لها من طبيعة نمو خاصة تمكنها من احتجاز الملوثات وامتصاص بعضها بكميات هائلة، ومنها ثانى أكسيد الكربون، الذى تستخدمه فى بناء الكتلة الحيوية بها وتختزنه بها لمئات السنين، إضافة إلى احتجازها للعوالق الضارة بصحة الإنسان التى تسبب أمراض الجهاز التنفسى والأوعية الدموية والقلب، ويمكن أن تؤدى للسكتات الدماغية.

وتابع التقرير: هل يجوز بعد ما ذُكر سابقاً، أن تتضمن المبادرة زراعة أنواع شجرية مثمرة، وهى التى ليس لها كل مواصفات الأشجار الخشبية أو أشجار الزينة التى تقوم بالأغراض السابقة إلى جانب الناحية الجمالية؟ بالإضافة إلى أن أشجار الفاكهة تحتاج لعناية خاصة من برامج رى وتسميد ومبيدات مما يجعلها عبئاً على البيئة وأكثر ضرراً على الناس نتيجة للتعرض لآثار هذه الأسمدة والمبيدات، بالإضافة إلى أنها لن تعطينا ثماراً صالحة للأكل.

وكان قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات قد حذر فى وقت سابق من الدعوات التى انتشرت لزراعة الأشجار المثمرة فى الشوارع، منتقداً ما وصفه «انسياق المسئولين عن زراعة أشجار الشوارع وراء من ينادون بزراعة المثمرة، دون أخذ الرأى العلمى فى هذا الشأن»، معتبراً ذلك بمثابة «إهدار للمال والوقت والجهد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مبادرة 100 مليون شجرة 100 مليون شجرة الأشجار المثمرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

برنامج تدريبي مكثف لنشر وتبني المستحدثات الزراعية في 3 محافظات

أطلق معهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية التابع لمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، برنامجًا تدريبيًا مكثفًا حول "نشر وتبني المستحدثات الزراعية" في محافظات كفر الشيخ، والمنوفية، والإسكندرية، في إطار الجهود المستمرة للنهوض بالإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

وقال الدكتور ياسر الحيمري مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعي والمنسق العام للبرامج الإرشادية والتدريبية لمركز البحوث الزراعية، أن البرنامج يأتي تنفيذًا لتوجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة ، وتكليفات الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، لتزويد العاملين في منظومة الإرشاد الزراعي والمهندسين الزراعيين في هذه المحافظات بالمعارف والمهارات اللازمة لنشر التكنولوجيا الزراعية الحديثة بين المزارعين.

وأوضح أن البرنامج التدريبي يركز على عدة محاور رئيسية من بينها: مفهوم وخصائص وأنواع المستحدثات الزراعية، نشر المستحدثات الزراعية ومراحل نقلها، خصائص ومراحل عملية تبني المستحدثات الزراعية، بالإضافة إلى تعريف المتدربين بفئات المتبنين والعوامل المؤثرة على تبني المستحدثات، فضلا عن توضيح محددات قبول المستحدثات الزراعية والمشكلات التي تعوق نشرها وتبنيها.

وتابع الحيمري أن فعاليات البرنامج التدريبي يشرف على تنفيذها  25 باحثًا من خبراء معهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية، لضمان تقديم محتوى تدريبي عالي الجودة، مشيرا الى أن هذا البرنامج يأتي استكمالًا للأنشطة الإرشادية والتدريبية المكثفة التي ينفذها المعهد، حيث يهدف إلى تأهيل العاملين الإرشاديين بالمحافظات لتمكينهم من نشر التكنولوجيا الزراعية الحديثة ومساعدة المزارعين على تبنيها، مما يسهم في النهوض بالإنتاج الزراعي كمًا ونوعًا، وتحقيق الاستغلال الأمثل لوحدتي الأرض والمياه وكافة مدخلات الإنتاج.

وأضاف مدير المعهد أن هذه الجهود تأتي أهميتها خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وآثارها السلبية، التي تتطلب تبنى حلولًا تكنولوجية سريعة لضمان إنتاج زراعي مستدام يلبي متطلبات الأمن الغذائي المنشود ويحسن مستوى معيشة المزارعين وجودة الحياة في الريف المصري.

طباعة شارك الزراعة الإرشاد الزراعي نقيب الزراعيين الزراعيين

مقالات مشابهة

  • تنفيذ مشروعات استثمارية.. تعاون بين محافظة المنوفية ومعهد بحوث البترول
  • محافظ البيضاء يطلع على خطة المشتل الزراعي المركزي لغرس أشجار مثمرة
  • خبير بيئي عن حرائق قرية برخيل : المشكلة الرئيسية مخلفات القمامة
  • لا مزيد من المعاناة.. مركز طبي حديث بـ «الأشمونين» يوفر رعاية شاملة لأهالي المنيا
  • عجلون: ضبط معتد على الثروة الحرجية بحقه 5 طلبات
  • برنامج تدريبي مكثف لنشر وتبني المستحدثات الزراعية في 3 محافظات
  • وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات وحدات المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين بعددٍ من المدن الجديدة
  • اطّلع على تقرير التشجير ضمن مبادرة “السعودية الخضراء”.. أمير الجوف يستقبل مدير فرع “البيئة” بالمنطقة
  • تقنيات إدارة المياه.. دورة تدريبية بمركز بحوث الصحراء بجنوب سيناء
  • محافظ أسيوط يتفقد مبادرة إعادة تدوير الرواكد الخشبية بمدرسة الزخرفية