النقيب عمر القاضي| شهيد تكبيرات العيد الذي نال الشهادة دفاعًا عن وطنه
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الشهيد البطل الشهيد النقيب عمر القاضى هو واحد من خيرة شباب مصر الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن واستشهد في أول أيام العيد.
من هو الشهيد النقيب عمر القاضي؟وُلِد الشهيد في محافظة المنوفية، والتحق بكلية الشرطة عام 2013، وتخرج فيها عام 2017، والتحق بقطاع الأمن المركزي.
وتسلم عمله في أحد قطاعات الأمن بمحافظة شمال سيناء، لم يكن يعلم والده أن نجله حين يشتد عوده سيكون له شأن، ويصبح أيقونة الشجاعة والإقدام منقطع النظير.
بالتزامن مع تكبيرات العيد، صبيحة يوم 5 يونيو 2019، وبينما كان المصريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك، هاجمت مجموعة إرهابية مسلحة الكمين الذي يقوده الشهيد عمر القاضي، ويحمل اسم كمين «البطل 14»
دفاع بشجاعةبدأت عناصر كمين البطل 14 بقيادة النقيب عمر القاضي في التصدي للجماعة الإرهابية ببسالة، وبادلوهم إطلاق النيران حتى أوقعوا 5 من العناصر الإرهابية.
وبدأ عمر القاضي، في التحدث عبر اللاسلكي موجها حديثه لقوات الدعم مطالبا إياهم بدك الكمين، لضمان القضاء التام على العناصر الإرهابية المنتشرة حوله.
هجوم الكمينتسجيل صوتي للشهيد عمر القاضي، تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يقول فيه "دك الكمين يا سمير"، في إشارة منه لضرورة إطلاق النار حتى على الكمين للقضاء على العناصر الإرهابية، حتى هدأ صوت النيران وانسحب الإرهابيون إلى جحورهم يجرون أذيال الخيبة من شجاعة القاضي ورجاله.
لحظة استشهادهأسفر الهجوم عن مقتل 5 عناصر إرهابية، واستشهاد النقيب عمر القاضي، الذى كان يبلغ من العمر 24 عاما، ووقف صامدا فى مواجهة الهجوم الإرهابى، مرددا: "قولوا لأمى ابنك مات راجل"، ووقف ببسالة وشجاعة يحارب الجماعات الإرهابية، ليستشهد هو وعدد من زملائه وهم أمين الشرطة محمد بربري، والمجندين محمد بخيت ومحمد فايز وعبدالله عز الدولة أبو بكير، وعبد الله الصاوي وشريف سعد وكرم أحمد.
آخر ما كتبه على السوشيال ميديا
قبل استشهاد النقيب عمر القاضي في عيد الفطر كتب على صفحته: "لكل أجل كتاب، عيدوا أنتم وأنا هستناكم هنا
رد سريع من الداخليةبعد مرور 18 ساعة فقط على استشهاد النقيب عمر القاضي، تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من تتبع خط سير العناصر الإرهابية، ونجحت في القضاء على 14 عنصرا إرهابيا، أثناء اختبائهم داخل أحد المنازل المهجورة بقطعة أرض فضاء في حي المساعيد، وعُثر بحوزتهم على 14 بندقية آلية و3 عبوات متفجرة وحزامين ناسفين.
تكريم يليق باسم البطل الشهيدأطلق على دفعة الشرطة سنة 2019 اسم الشهيد "دفعة عمر القاضي" تخليداً لذكراه.
وفى حفل تخرج دفعة جديد من كلية الشرطة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي واللواء محمود توفيق وزير الداخلية وقيادات الداخلية وقيادات الدولة، أطلق اسم الشهيد على دفعة الخريجين، وأكد الخريجين على استمرار مسيرة الشهداء وحماية الوطن من كل من تسول له نفسه.
وكرم الرئيس عبدالفتاح السيسي والدة الشهيد عمر القاضي وقبل رأسها.
وأنتج قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، أغنية خصيصا للشهيد البطل النقيب عمر إبراهيم القاضي، قائد كمين البطل 14 في شمال سيناء، وإذاعتها خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة.
وحملت الأغنية كلمات:"بركة رضاكي يا أمي اختارني ربي يا أمي شهيد في يوم العيد.. باركيلي على اللي حصلي في الجنة روحت أصلي يا أمى صلاة العيد، والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سندس وعين سلسبيلا.. ابنك يا أمي شهيد".
بعد شهر من وفاة "عمر" تبين أنه كان متقدما للعمل بهيئة قضايا الدولة، وأعلنت الهيئة أنه خلال المقابلات الشخصية لتعيين خريجي دفعة 2017 في وظيفة مندوب مساعد بالهيئة، تبين استشهاد عمر إبراهيم كمال القاضي المتقدم لتلك الوظيفة، لتقرر الهيئة بعدها تكريم أسرته ومنحهم درع الهيئة والعضوية الشرفية بأحد أنديتها.
بعد شهر من استشهاده تبين أنه كان متقدما للعمل بهيئة قضايا الدولة، وأعلنت الهيئة أنه خلال المقابلات الشخصية لتعيين خريجي دفعة 2017 في وظيفة مندوب مساعد بالهيئة، تبين استشهاد عمر إبراهيم كمال القاضي المتقدم لتلك الوظيفة، لتقرر الهيئة بعدها تكريم أسرته ومنحهم درع الهيئة والعضوية الشرفية بأحد أنديتها.
والدة الشهيد عمر القاضي تتحدث عن آخر أمنياته قبل الشهادةأعربت والدة الشهيد عمر القاضي عن اعتزازها بإطلاق اسمه على دفعة خريجي كلية الشرطة 2019، بعد أن استشهد ليلة عيد الفطر الماضي في هجوم إرهابي على كمين البطل 14 في مدينة العريش، مؤكدة بأن نجلها تمنى الشهادة ونالها.
وأضافت أن عمر استشهد في ثالث مأمورية له في العريش، حيث إنه سافر إلى هناك 3 مرات أصيب في أولها بقطع في الإصبع وجرح غائر في الكتف نتيجة طلقة رصاص خلال مشاركته في العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، إلا أنه أصر على استكمال مأمورياته في سيناء، ونال حينها شهادة تقدير.
وأكدت والدة الشهيد أنها التقت نجلها آخر مرة في يوم عيد الأم الماضي وطالبا منها أن تسامحه لعدم قدرته على شراء هدية لظروف عمله.
وكتب عمر قبل استشهاده على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك "، مجبورين ننجح في كل حاجه علشان في عيون لازم نسعدها وعيون لازم نكسرها، في إشارة إلى مواصلة الجهود لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه للحفاظ على بلاده من أعدائها.
وأكد أصدقاء الشهيد أنه كان يتمتع بسمعة طيبة ومحبوب من الجميع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفطر المبارك أول أيام العيد بمحافظة شمال سيناء شمال سيناء الجماعة الإرهابية العناصر الإرهابیة الشهید عمر القاضی والدة الشهید
إقرأ أيضاً:
الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
حين يقرأ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) القرآن الكريم، فإنه يغوص في أعماق المعاني، ويتعامل مع النص القرآني بوصفه حيًّا ناطقًا، يخاطب الإنسان في وجدانه وسلوكه وواقعه اليومي، ومن بين الآيات التي توقف عندها بتأمل واسع وقراءة ذات طابع روحي وفكري، هي الآيات الأولى من سورة النحل، التي تبدأ بقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2)
يمانيون / خاص
في هذا التناول القرآني، يعرض الشهيد القائد الآيات كنافذة يدخل منها القارئ إلى فضاءٍ واسع من النعم الإلهية، والهداية الربانية، وقوانين الطغيان الإنساني، وتفاصيل الرحمة المتجلّية في الخلق والتسخير والجمال، إنه يُمهّد لقراءة تربط بين الهداية كأعظم نعمة، والكون كمنظومة تسخيرٍ رحيمٍ للإنسان، والإنسان ذاته ككائن متمرّد حين يرى نفسه مستغنيًا.
هذا التمهيد الذي يبدأ بذكر “أمر الله” لا يُفهم عند الشهيد القائد على أنه مجرد تهديد بالعقوبة، بل كمفتاح لفهم الجدّية في مشروع الهداية الإلهي، وكمال الرعاية الربانية التي تشمل أدق تفاصيل حياة الإنسان، من إرساله الأنبياء وإنزال الكتب، إلى تسخيره الأنعام وتهيئة الأرض بجمالها ومنافعها.
من هنا تبدأ رحلته مع الآيات، رحلة لا تكشف عن معناها الظاهري فقط، بل تكشف عن علاقتها بالواقع، وعن مسؤولية الإنسان في التفاعل مع نعم الله، خشيةً وشكرًا وعبادة.
الهداية .. قمة النعم الإلهية
يبدأ الشهيد القائد بتسليط الضوء على النعمة الأساسية، والمركزية في حياة الإنسان، نعمة الهداية، عبر إرسال الأنبياء وإنزال الكتب، حيث يؤكد أن هذه النعمة هي الأولى والأعظم، وتُقدَّم على ما سواها من النعم، حتى نعمة الخلق والرزق، قوله: ’’هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة…’’ ،، يبرز هذا الترتيب الدلالي لمفهوم النعمة أن الشهيد القائد لا ينظر إلى الدين كمجرد ثقافة، بل كضرورة وجودية مرتبطة ببقاء الإنسان في مساره الصحيح.
الخلق بالحق .. لا عبث في خلق الله
في معرض المعنى الدلالي في قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} ، يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أن هذا الخلق لم يكن عبثًا، بل لحكمة وغاية، وهذا يلفت النظر إلى مركزية الغاية في العقيدة الإيمانية، حيث كل ما حول الإنسان له وظيفة، وكل نظام كوني يحمل رسالة.
الطغيان الإنساني عند الغنى .. جحود النعمة
من أهم المحاور الدلالية في الخطاب تحذير الشهيد القائد من انقلاب الإنسان على خالقه حين يرى نفسه مستغنيًا، يستشهد بآيات كثيرة منها: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ، وهنا يستنبط القائد درسًا عميقًا، أن الطغيان لا ينبع فقط من الجهل أو الحاجة، بل غالبًا ما ينبثق من حالة الاستغناء والغفلة، وبالتالي يدعو إلى الحياء من الله في لحظات الرخاء، لا فقط في لحظات الشدة.
نعمة الجمال في الخلق الإلهي
يتناول الشهيد القائد جانبًا مميزًا في النعمة، البعد الجمالي، ويعتبره نعمة مستقلة، ومن الأمثلة التي أوردها ، جمال الأنعام عند السرح والرواح ، ومناظر الزرع والثمار، وألوان الفواكه وروائحها، ’’حتى جانب الجمال، هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية…’’ ، الرسالة هنا أن الله لا يُعطي فقط ما تحتاجه أجسادنا، بل ما تطرب له أرواحنا وأبصارنا، وفي هذا تكامل للنعمة يجعلها شاملة لحياة الإنسان الحسية والوجدانية.
الرحمة الإلهية في التسخير والتنوع
من خلال استعراضه لخلق الأنعام والخيل والبغال والحمير، يبيّن الشهيد القائد أن هذا التسخير نابع من رأفة ورحمة إلهية، يقول : وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم ، يشير إلى أن الإنسان ليس هو المتحكم الحقيقي في سنن الكون، بل هو مُكرَّم بتسخيرٍ من الله، وأن من واجبه الاعتراف بهذا الفضل والتواضع أمامه.
الهداية .. مسؤولية الله وحقه المطلق
يعود القائد ليؤكد مركزية الهداية كخط رسالي، فيقول: ’’وكأنه يقول لنا، أنا الذي أهدي، وأنا الذي يهمني أمركم…’’ ، في هذا الموضع يؤكد على حق الله في أن يهدي، وأن ذلك ليس خاضعًا لميول البشر أو رؤاهم، بل هو نابع من إرادته ورحمته، فكما تكفّل الله بالرزق والخلق، تكفل أيضًا بالهداية.
أخيراً
المعاني الدلالية في قراءة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي للآيات، ليس تفسيرًا تقليديًا قائمًا على البيان اللغوي فقط، بل هو تأملٌ روحي واجتماعي وتحليل نفسي لطبيعة الإنسان في تعامله مع النعم. يبرز فيه عمق البصيرة الإيمانية، والربط بين الآيات والواقع الاجتماعي والاقتصادي، والتنبيه على خطر الغفلة في الرخاء، والدعوة إلى التأمل في الجمال كدليل على رحمة الله، وإثبات أن الهداية من الله وحده، وهي أعظم نعمة على الإطلاق.