كلف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب مفتي جبيل الشيخ عبد الامير شمس الدين أداء صلاة عيد الفطر والقاء خطبة العلامة الخطيب صباح اليوم  في مسجد الامام الصادق- مستديرة شاتيلا، التي جاء فيها: "اللّـهُمَّ أهْلَ الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ، وَأهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ، وَأهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ، أسْاَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْيَومِ الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيداً، وَ لُِمحَمَّد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ذُخْراً وَشَرَفاً وَمَزيْداً، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأنْ تُدْخِلَني في كُلِّ خَيْر أدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، وَأنْ تُخْرِجَني مِنْ كُلِّ سُوء أخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد (صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ) ، اَللّـهُمَّ إنّي أسْاَلُكَ خَيْرَ ما سَألَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصّالِحُونَ ، وَأعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الْصّالِحُونَ» .

ايها الاخوة المؤمنون، بارك الله لكم هذا العيد واعاده عليكم وعلى اللبنانيين والامة العربية والاسلامية وخصوصا على الشعب الفلسطيني والمقاومة الشريفة بالنصر والعزة والكرامة  . ايها الاخوة ، يطل هذا العيد المبارك اليوم علينا في ظل الحرب العدوانية التي يخوضها الغرب بادواته الحقيرة وبالمجازر التي ترتكبها العصابات الصهيونية في غزة وفي الجنوب اللبناني ضد المدنيين العزل وبكل الوسائل والاساليب الارهابية القذرة وامام القوى العالمية الفرعونية المتغطرسة دون ان يرف لها جفن وبشكل واضح وفاجر وتطلق التهديدات بتدمير البلدان التي تدافع عن نفسها وعن كرامة شعوبها وارجاعها الى العصر الحجري متجاوزة كل الاعراف والقوانيين والمواثيق الدولية والانسانية التي تدعي القوى الدولية تبنيها وحمايتها وترفع زورا وكذبا شعاراتها". وتابع: "هذا الواقع الخطير يملي علينا نحن اللبنانيين واجب توحيد ارادتنا الوطنية لمواجهته، فهذا الخطر لا يطال مجموعة بعينها ولا  طائفة بعينها وانما  الجميع وبدون استثناء وان حاول العدو بخبثه ان يصور الامر على خلاف ذلك على قاعدة فرق تسد وان يحول الصراع الى صراع داخلي مذهبي وطائفي وهو ما يلقي بالمسؤولية الوطنية والدينية  على القوى السياسية للتنبه لما يحيكه العدو وعدم الانخداع بما يحاول العدو الوصول اليه وجرنا كلبنانيين الى تحقيق اغراضه الخبيثة، فليس في اعتقادنا ان هناك عدو لنا سوى هذا العدو الذي اعتدى على سيادتنا واحتل ارضنا لتحقيق اطماعه التوسعية والعدوانية ومشروعه التوراتي التلمودي المعادي لكل القيم الانسانية، الذي اصبح اليوم وبعد الارتكابات والجرائم في غزة ضد السكان المدنيين والمؤسسات الانسانية الدولية من مستشفيات وعاملين في المجال الصحي فضلا عن جرائمه بحق المؤسسات الانسانية الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني تجويعا وقتلا ومجازر والمساجد والكنائس تهديما". وتابع: "ان من واجبنا الديني والوطني والانساني كمرجعيات روحية وسياسية وحزبية ان نعمل على الارتقاء بالوعي الديني والسياسي للمواطنين والعمل على تعزيز اللحمة الوطنية وعدم السماح بالعبث بها عبر الخطاب المتوتر والباعث على الانقسامات بالتجييش الطائفي وخلق اوهام ومخاوف لدى اللبنانيين من بعضهم البعض لمصالح فئوية وحزبية وشخصية. وان التعاطي مع هذا الواجب بالخلفيات المذهبية والقومية والعرقية ليس الا حؤولا دون تحقيق هذا الغرض وتبريرا للهروب من هذا الواجب الذي ينم عن عدم التقوى وتخلفاً عن القيام بالمسؤولية الشرعية والانسانية فإن اهم واجبات اولياء امورها الحفاظ على مصالحها والدفاع عن حقوقها بما يحفظ لها كرامتها وعزتها كما اراد الله تعالى بالنص في كتابه : انما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين". وقال: "نحن في الوقت الذي ندين به كل عمل اجرامي من اختطاف وقتل سواء بخلفيات سياسية او غيرها، فنحن في الوقت ذاته ندين كل محاولة للاستفادة السياسية من كل حدث او جريمة باتهامات لا دليل عليها وخصوصا في هذه المرحلة العصيبة والخطيرة التي تهدد الكيان استجابة لايحاءات خارجية لديها مشاريع تفتيتية كمشروع  ولادة الشرق الاوسط الجديد  التي كانت وراء كل الفتنة التي عصفت بلبنان والمنطقة في المرحلة السابقة وهو ليس بخاف على أحد وقد عبرت عنه بكل وقاحة كل من  وزيرتي الخارجية الاميركية السابقتين هيلاري كلنتون وكونداليسا رايس، افبعد كل هذا شك في استهداف المنطقة كلها بما فيها لبنان، نعم ذلك لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد . ولو فرضنا ان هناك لدى البعض من شك او وهم فإن معالجته لا تكون بالتحريض واثارة الغرائز الطائفية والمذهبية بل بالحوار والنقاش الجاد والبنَّاء  [ قل تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ] فالحوار الجاد والحريص على بناء الدولة لا يكون بالاثارات العصبية، ومن يريد حقا بناء وطن حقيقي لا سبيل له الا الحوار لازالة الهواجس لدى جميع الاطراف". واردف: "اما ما سمعناه من دعوات انفصالية التي تكرر نفسها فتسببت بالحرب الاهلية فهي دعوة للانخراط بالمشروع الاميركي بتفتيت المنطقة الى دويلات طائفية والذي ما زال قائما فهو مشروع انتحاري جُرِّب في الماضي وفشل اصحابه في فرضه سواء في السبعينيات من القرن الماضي او في الحرب على العراق وسوريا توسلا بالفتنة الطائفية فهو مشروع انتحاري وخصوصا لابناء الطائفة المسيحية التي كانت اكثر من تضرر منه من ابناء المنطقة . وقد تبين للجميع ان الغرب لا يبني مشاريعه على اساس اخلاقي وانما على المصلحة وهو يبيع عملاءه عندما تقتضي مصلحته ذلك وبلا تردد، فقد سبق ان باع الامريكي والصهيوني المسيحيين بما فيهم المرتبطين به عند افشال مشروعه في لبنان والمنطقة واقترح هنري كيسنجر نقل المسيحيين الى اوستراليا بلا حياء واشار بيده لمن كان يستمع اليه اشار بيده الى مرفأ جونية وان السفن جاهزة لنقلهم الى استراليا. ان اميركا الصهيونية لها مشروعها الذي يتناسب مع مصالحها وهي تتبنى نظرية المصالح ولا تتبنى القيم الانسانية وهي بالتالي لا تعمل وفقا للقيم المسيحية التي نتشارك بها كمسلمين ومسيحيين، اما نحن كمسلمين فنحن نؤمن بان المسيحيين هم اخوة لنا في الايمان والانسانية بلا منة عليهم وانما هذا ما يمليه علينا ديننا واخلاقنا فلقد عشنا سويا مئات السنين باخوة ومحبة وسلام في هذه البلاد وما زالت كنائسكم التي كانت منذ القدم موجودة ومصونة، ونحن لم نصلب مسيحكم بل نحب المسيح ونؤمن به ونحترم المسيحية ونؤمن انها من الاديان التوحيدية وان عيسى اخ كريم لمحمد عليهم سلام الله اجمعين ومن ينكر ذلك فهو ينكر القرآن الكريم ولا يؤمن بالاسلام. ونعترف بأن الانجيل كتاب مقدس ووحي منزل من عند الله تعالى . اما اليهود فقد قتلوا الانبياء وانتم تقولون انهم صلبوه فنحن نعتقد مثلكم ان اليهود ظلموه ولاحقوه وارادوا قتله وانهم طردوا المسيحيين من الاراضي المقدسة ولم يبق  منهم الا القليل واعتدوا على من بقي منهم واهانوا الرهبان والراهبات ويبصقون عليهم ويمنعونهم من ممارسة طقوسهم في بيت لحم حيث ولد المسيح ، فما هو المشترك بين اليهود والمسيحيين؟ وان التعاطي مع هذا الواجب بالخلفيات المذهبية والقومية والعرقية ليس الا حؤولا دون تحقيق هذا الغرض وتبريرا للهروب من هذا الواجب الذي ينم عن عدم التقوى وتخلفاً عن القيام بالمسؤولية الشرعية والانسانية فإن اهم واجبات اولياء امورها الحفاظ على مصالحها والدفاع عن حقوقها بما يحفظ لها كرامتها وعزتها كما اراد الله تعالى بالنص في كتابه : "انما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين". أضاف: "ايها اللبنانيون، اننا جميعا في قارب واحد ولذا يجب الوقوف امام كل دعوة للفتنة وقد بلغ التحريض الطائفي حدا ان حادثة شخصية كادت ان تذهب بالبلد لولا تدارك الدولة واجهزتها الامنية التي تستحق جهودها التقدير  في كشف حقيقة ماجرى وتمنع من اخذ الامور الى شر مستطير، وبالمناسبة فإننا ندين التعرض للأخوة السوريين وللمواطنين الذي يعبّر عن العنصرية والكراهية ويكشف عن النيات الحقيقية لمدعي السيادة والتمسك بالدولة  واجهزتها الامنية والقضائية، فلا تزر وازرة وزر اخرى. ايها اللبنانيون، لقد كان الاجدر ان توجه الادانة الى من يمنع السوريين من العودة الى بلادهم لمشاريع تتصل باهداف المشروع الغربي التآمري على لبنان لمصلحة المشروع الصهيوني التلمودي وتغيير خريطة الشرق الاوسط. ان تركيز توجيه الاتهامات نحو المقاومة ليس الا لانها تشكل صمام الامان لافشال المشروع الصهيوني وليس لافشال المشروع  الاميركي الغربي الصهيوني فالنظام الغربي اليوم هو المشروع الصهيوني الذي يستخدم اليهودية وسعى لاستخدام الاسلام والعروبة لتحقيقه وللاسف فإن البعض من العرب قد تورط فيه بتبني المشروع الابراهيمي كبديل عن الاسلام والمسيحية ومفاهيمهما وقيمهما الانسانية وانخرط في مشروع التطبيع وهو اليوم يستخدم في مواجهة القضية الفلسطينية وتشويه صورة المقاومة واتهامها بالعمالة والتبعية لايران الا ان هذه المساعي افشلها اليوم الشعب الفلسطيني الذي يقود المواجهة في غزة العزة وفي الضفة الغربية الشامخة وعلى وشك ان يهزم رسمياً في محاولته انتزاع النصر الذي تحقق في السابع من تشرين في طوفان الاقصى منهم، وقد بدت علائم الهزيمة الصهيونية في غزة والبحر الاحمر وجنوب لبنان باعتراف العدو انه لن يستطيع الانتصار على المقاومة ، كما بدت هزيمته ايضا في انسحابه من مدينة خانيونس بعد ما يقارب الاربعة اشهر من القتل والمجازر والتجويع التي افتضح فيها واتضحت صورته الحقيقة وانكشفت فيها حضارته حضارة الذبح والقتل والهمجية ومهاجمة المقرات الدبلوماسية التي ادعى انما يسمى زورا بالدولة اليهودية واحة للديمقراطية والحرية وحقوق الانسان في وسط بيئة همجية كما يدعي، ولقد فضحته المقاومة في جرأتها وصمودها وتضحيات ابنائها الغيارى ايما افتضاح امام شعوب العالم . وقد حطمت المقاومة جبروت العدو وجيشه على ارض غزة وجنوب لبنان مع كل الدعم التسليحي والاعلامي والمالي الذي يتلقاه  فما بالنا اذا تكاتفت عناصر القوة للامة. اننا ايها اللبنانيون امام تحول مصيري في المنطقة وعلينا ان نكون على قدر المسؤولية التاريخية لنصون بلدنا وكرامة الشعب اللبناني وان نفوت الفرصة على العدو الذي يكن الحقد على هذا البلد ليحطم هذه اللوحة الجميلة في الشرق التي تشكل نقيضا للوجود الصهيوني تظهر حقارته وتكشف ضعفه  وانه نمر من ورق وانه بيت العنكبوت، هذه هي مضامين الرسالة التي يبعث بها العيد التي تعني تحمل المسؤولية الوطنية والقيام بما تقتضيه التقوى التي هي الغاية من الصوم ومن شهر رمضان المبارك هذه  المسؤولية الوطنية بكل ابعادها الدينية  السياسية والاجتماعية من العناية بالمواطنين وحاجاتهم وخصوصا العوائل التي اضطرت للنزوح عن قراها ومدنها واماكن عيشها في سبيل الله والدفاع عن الوطن والاعراض والكرامات والتخفيف عنهم بما امكن كما فعل المهاجرون والانصار فمجتمعنا اليوم بحاجة الى المزيد من رص الصفوف وتأليف القلوب بين المؤمنين كما الى الصبر والمصابرة واعلموا ان الله امرنا بذلك وجعله شرطا للنصر والفرج، حتى إذا رأى الله جد الصبر منهم على الأذى في محبته، والاحتمال للمكروه من خوفه جعل لهم من مضايق البلاء فرجا، فأبدلهم العز مكان الذل، والأمن مكان الخوف فصاروا ملوكا حكاما، وأئمة أعلاما، وبلغت الكرامة من الله لهم ما لم تبلغ الآمال إليه بهم فانظروا كيف كانوا حيث كانت الاملاء مجتمعة ، والأهواء متفقة، والقلوب معتدلة، والأيدي مترادفة، والسيوف متناصرة، والبصائر نافذة، والعزائم واحدة. ألم يكونوا أربابا في أقطار الأرضين ، وملوكا على رقاب العالمين. فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم حين وقعت الفرقة، وتشتتت الألفة واختلفت الكلمة والأفئدة، وتشعبوا مختلفين، وتفرقوا متحازبين قد خلع الله عنهم لباس كرامته، وسلبهم غضارة نعمته . وبقي قصص أخبارهم فيكم عبرا للمعتبرين فاعتبروا بحال ولد إسماعيل وبني إسحاق وبني اسرائيل". وختم شمس الدين: "كل عام وانتم بخير، وبارك الله لكم في هذا العيد وتقبل الله صيام الصائمين وقيام القائمين وخصوصا القائمين على حدود الوطن حراسا للسيادة والكرامة والشرف والإباء وابارك لامهات واباء وعوائل الشهداء، ونوجه التحية للجيش اللبناني قيادة وضباطا ورتباء وعناصر الذين بفضلهم جميعا نقيم مراسم اعيادنا في امن وامان من الوحش الصهيوني على امل اللقاء على هذه الارض الطاهرة وفي القدس وكل فلسطين وقد تحررت بقبضات المجاهدين نقيم اعراس النصر كما كان منا في انتصار التحرير، ونتلو قوله تعالى : وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ  بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ  وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ، يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الواجب فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحمد لله الذي جعلنا يمنيين

 

قد يقول قائل، أو يتساءل متسائل لماذا اخترت هذا العنوان لموضوع المقال هذا؟

أقول له مجيبا: لأسباب عديدة ووجيهة سوف أحاول قدر الإمكان أن أسردها في عدة نقاط

أولا: إن اليمن متمسك بدينه وأخلاقه ومروءته وإيمانه متمسك بالقرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وهو أيضا متمسك بالسنة الصحيحة التي تتفق مع القرآن

واليمن قد اختاره الله سبحانه وأثنى عليه، وقال عن رجاله الثابتين على الموقف الحق في مرحلة التراجع والارتداد عن خط الإسلام الأصيل، ومسار القرآن الصحيح قال تعالى : فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ .وهم أهل اليمن

والرسول صلوات الله وسلامه عليه قد وضع لأهل اليمن وسام عز ومنحهم شهادة فخر ستبقى موضع اعتزاز إلى يوم القيامة وذلك عندما قال: الإيمان يمان والحكمة يمانية.

فحق لي وعمر قد ناهز على المائة عام أن أعتز باليمن وأن أحمد الله أن جعلني يمنيا وكيف لا أعتز بنسبتي لليمن، وقد أخبر رسول الله عما يجول في خلدي، ويجيش في صدري من مشاعر فياضة عندما قال عن أهل اليمن ودورهم الإيماني، وشجاعتهم المذهلة التي أغاظت العدو وأسرت الصديق، وساندت المستضعفين في غزة فقد قال رسول الله: الأَزْدُ أَزْدُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يُرِيدُ النَّاسُ أَنْ يَضَعُوهُمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَهُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُولُ الرَّجُلُ: يَا لَيْتَ أَبِي كَانَ أَزْدِيًّا يَا لَيْتَ أُمِّي كَانَتْ أَزْدِيَّةً « أي يمنية ونسبتي أو نسبة أي يمني لليمن مصدر الاعتزاز بهذه النسبة مقترن أو مرتبط بمستوى التمسك بما يريده الله من عباده،

ثانيا: إن اليمن هو الوحيد الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وبتعاطف مع المظلومين وعلى رأسهم فلسطين وغزة، والناس والعالم كله يتفرج على هذه المذبحة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا يوما بعد يوم، وساعة بعد ساعة، وشهرا بعد شهر، وعاما يتلوه عام، والعالم كأنه في غيبوبة، أو كأنه ميت لا حياة له وبالأخص الأعراب من العالم العربي والعالم الإسلامي الذين هم معنيون قبل غيرهم في الدرجة الأولى إذ أن القتلى مسلمون وأبناؤهم الذين يذبحون كل يوم هم أبناؤهم وما كان يحق لأحد أن يتفرج على هذه المذبحة التي يرتكبها اليهود الكفرة الفجرة الظلمة أحفاد القردة والخنازير، ما كان ينبغي ولا يجوز لأحد أن يتفرج على كل هذه المآسي والجرائم والمجازر في غزة

وأنا أعتقد- والله أعلم- أن هؤلاء المتفرجين قد ألبسوا أنفسهم العار الأبدي إلى أبد الآبدين والعياذ بالله.

ثالثا: إن اليمن لا يؤمن بما يؤمن به الآخرون بوجوب طاعة ولي الأمر إذا كان فاسقا كافرا جاحدا ظالما فاسقا يبدد أموال المسلمين، ويبذر بها شرقا وغربا، ويتفرج على المؤمنين المسلمين وهم يذبحون من الوريد إلى الوريد كل يوم، هذه الزعامة أو الرئاسة التي تقلدها هؤلاء الظالمون الفاسقون لو كان لها لسان تنطق لنطقت بلعنهم، ووجوب الخروج عليهم، ولرفعت شكواها، وعبرت عن ألمها إلى الجن قبل الإنس، الجن الذين قالوا بعد سماع القرآن: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ. ومن لا يكون راشدا وهو في موقع الحكم فلا شرعية له، ولا طاعة، لأنه سفيه في رأيه، وتصرفه، وسياسته وكفى بقول الجن حجة على الإنس الذين يؤمنون بطاعة ولي الأمر السفيه والأشد كفرا ونفاقا، فالزعامات المتفرجة على غزة، والتي لا تتحرك مشاعرها، ولا يؤنبها ضميرها ولا تقوم بواجبها كما أرادا الله لا يجب طاعتها بل يجب الخروج عليها وقتالها وهذا ما سطره، وأسسه الإمام الحسين رضوان الله عليه، وقام به، وعمده بدمه وروحه حتى لا تبقى للحكام الظالمين شرعية، وهو المبدأ الذي أحياه الإمام زيد بن علي رضوان الله عليه من بعد كربلاء بسنوات قليلة فسنوا سنة حسنة ومباركة لا يعرف قيمتها إلا المؤمنون الأحرار، أما عبيد الدنيا، وأسرى الخوف فهم على دين ملوكهم ورؤساءهم حتى لو كانوا من أظلم الظالمين، وأفسق الفاسقين، ولو كانوا يشربون الخمر في جوف الكعبة، أو على صعيد عرفة كما هو معروف من فتاوى الوهابية، وثقافة السلفية وفي كتبهم التي أوصلت الأمة أن هذا المستوى من الذل والقهر والخزي والجبن أمام حفنة من اليهود الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة.

إن هؤلاء الرؤساء والزعماء والملوك هم أظلم وأطغى من ملوك وزعامات الأمس والواجب بل أوجب الواجبات هو الخروج عليهم لا طاعتهم، ومن يجب طاعته هو ولي الأمر المؤمن المسلم المجاهد الذي يأمر المعروف وينهى عن المنكر الصادق في أقواله وأفعاله الشجاع المقدام الغيور على حرمات الله عندما تنتهك، والمجيش للجيوش عندما يعربد اليهود، ويرتبكون المجازر هذا هو الذي يحق له أن يتولى أمر الإسلام والمسلمين ويستحق أن يسمى بولي الأمر ومن تنطبق عليه الأوصاف المذكورة في هذه المرحلة هو المتولي للأمر في اليمن وهو القائد التقي الحيدري/ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره، ولأنه يحمل المؤهلات القرآنية والإيمانية يجب على كل فرد من أهل اليمن أن يطيعه ويسانده، ولا أقصد بكلامي هذا كل اليمنيين، ولا أوجهه لتلك المجموعة التي خرجت من تلقاء نفسها التي أخرجها حقدها، وكبرها، وذنوبها، وركونها إلى الظالمين من أعراب نجد ووقعوا في شر أعمالهم في أحضان الطغاة، وفي أحضان عبيد العبيد، ويدرك الكيسون الفطناء جيدا أنه لا زالت بعض الخلايا الخبيثة والخيوط الشيطانية، والنفوس المريضة والجاحدة في الداخل وهؤلاء غير معول عليهم، إنما المعول على من عرفوا كلمة الحق والصدق، وحملوا لواءها بجد، وتحركوا في الساحة ولهم تأثير وحضور في إحقاق الحق، ونصرة المظلومين، والوقوف في وجه الظالمين هؤلاء هم من تجب مولاتهم واحترامهم ومن يعول عليهم، ويجب الاعتزاز بهم.

رابعا: إن اليمن بقيادته العظيمة الشجاعة المباركة هو الشعب الوحيد الذي تصدى لأطغى طغاة العالم وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهما لقد قال قائد اليمن بالحرف الوحد: لأمريكا وإسرائيل قفا عند حدكما وإلا فسوف تأتي إليكم الصواريخ المحمدية والعلوية.

خامسا: إن اليمن بقيادته هو الوحيد الذي برز إلى حيز الوجود وتظاهر لما يقارب العامين وهو يتحدى العالم بكله ويؤيد المظلومين ويناصرهم ويساندهم بكل ما يستطيع ويحتج على الظلمة الفجرة ولا يبالي بهم ولقد سمع العالم كله مظاهراتهم الأسبوعية التي استمرت 22 اثنين وعشرين شهرا هذا هو الشعب اليمني وهذه هي قيادته القيادة المخلصة المؤمنة الصادقة.

سادسا: إن اليمن هو الوحيد الذي لا يكل ولا يمل ومستمر دائما وأبدا في المظاهرات وفي التصدي للظلم ولا يبالي بالاعتداءات عليه ولا يعرف الهزيمة ولا يعرف الخوف بل كأنه شرب الموت شهدا عسلا مصفى، اليمن هو الذي برز إلى حيز الوجود وأخاف أكابر الظلمة في الدنيا بكلها ذلك هو اليمن وما أدراك ما اليمن؟ ولهذا آثرت واخترت أن يكون عنوان مقالي وموضوعي هو اليمن وأفتخر وأعتز بأنني يمني للأسباب الوجيه التي أوردتها وسيعجب بهذا الكلام من يعجب ممن لازالت فطرتهم سليمة، وقلوبهم نقية، وستضيق الأرض بما رحبت بتلك القلوب المقلوبة، والصدور المتكبرة التي لا يعجبها إلا ما يعجب الحكام الجائرين، ولا ترتاح إلا لما ينشرح له صدور أكابر المجرمين والمنافقين المتفرجين على غزة وفلسطين والله المستعان.

سابعا: إن الصواريخ اليمنية هي التي أخرست اليهود ومضاداتهم وأسكتتهم وتجاوزت كل تقنياتهم، ومرت من فوق رؤوسهم وهم ينظرون إليها نظر المغشي عليه من الرعب والرهبة والموت، هذه اليمن وما أدراك ما اليمن الذي لم يتفرج قائدها وشعبها وجيشها كما تفرج الأخرون، وقعدوا مع القاعدين من الخوالف والجبناء والمثبطين.

اليمن لم ولن يتفرج على الظلم مع المتفرجين، ولن يهدأ له بال وهو يرى الظلم في الأرض وسيكون شوكة في حلوق الظالمين والمستكبرين، وسيكون ضد الفجرة والكفرة وضد المنافقين واليهود والنصارى هذا هو اليمن.

فعلى كل إنسان أن يعرف من هو اليمن وإلا فسوف يموت قهرا وكمدا.

ثامنا: إن اليمن وجيشه وقيادته قد التحموا وشكلوا جبهة واحدة أمام العدو وأمام الظلمة وأمام الطغاة، ولهذا فلن تستطيعوا ولن يستطيع العدو أن ينفذ إلى اليمن حتى لو حشر الجن والإنس لن يقدر على اليمن بحال من الأحوال بإذن الله.

هـذا هو اليمن الذي بوأه الله هذه المكانة، وشرفه بهذا الموقف التاريخي وعلى الظلمة وعلى القتلة أن يموتوا بغيظهم، والذين يسارعون إلى جهنم عليهم أن يصمتوا إلى الأبد فأمامهم اليمن الذي لا يخاف في الله والحق لومة لائم كما وصف الله رجاله الذين وعد بالإتيان بهم عندما يرتد المسارعون المطبعون في هوى وهاوية التولي لليهود والنصارى، اليمن الذي ترعاه عناية الله، وهو معتصم بالله لن يتزحزح ولن يخاف من أحد إلا من الله.

ويجب أن يفهم الجميع أن قدرة الله فوق قدرة الظلمة والطغاة ولن يستطيع أحد أن يغالب الله، ويقف أمام قدرته القاهر، وقوته الغالبة، وسننه الماضية واليمن مع الله والله معه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله.

تاسعا: أن اليمن هو الوحيد الذي علماؤه لم يكونوا مرتبطين بالسلطة، إنما ارتباطهم بالله الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير ولعلكم قد سمعتم وشاهدتم علماء السلطة في السعودية وغيرها الذين ينتاب المسلم الخجل عند سماعهم ورؤية وجوههم المنافقة المكفهرة التي تتزيا بزي العلماء، وتظهر بمظهر العلم ويسميهم الناس بالعلماء وهم بحق كما وصفهم الإمام زيد بعلماء السوء، وأقول في الأخير حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا أدري كيف سيكون موقفهم وجوابهم بين يدي الله، وبأي وجه سيلقونه، والحجة عليهم أعظم، وهم عند الله ألوم.

عاشرا : الشعب اليمني هو الشعب الوحيد الذي يأس من مجلس الأمن والأمم المتحدة ومن الجامعة العربية ومن كل التجمعات، لأن هذه التجمعات هي من صنع أمريكا، ولهذا لم يعرها الشعب اليمني اهتماما، ولم يقتنع بشعاراتها البراقة، ولم تنطل عليها، عناوينها الكذابة، ووضع تقاريرها تحت قدميه هـــــــــااااااااذا هو الشعب اليمني.

وأخيرا: اتجه إلى السعودية والإمارات وأقول لهم: إذا بقي فيكم ذرة من الذوق، أو مثقال خردلة من الفهم فيجب أن تفهموا أن الأمن يجب أن يكون للجميع، والحرب يجب أن تكون على الجميع والقتال آت بدون قيد ولا شرط، وإن كنتم تعتقدون أو تظنون بأن الشعب اليمني سيرضخ للضغوط الاقتصادية التي تمارسونها أو أنه سيجوع كما هو الحال في غزة فإن الشعب اليمني سيجعلها ثورة عارمة، وسيتحول إلى بركان جارف يكتسحكم، ويقلب الأمور على رؤوسكم الزجاجية، فيجب أن تفهوا أن السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص هذا ما يجب أن تفهموه ويكون في حسبانكم وكفاكم حصارا وتآمرا وخرابا في اليمن فقد قتلتم أبناءه، وخربتم بيوته وطرقاته، والآن أتظنون أنكم في سلامة وأمان لا وألف لا، لن تكونوا في سلامة وأمان ومنأى من غضب اليمنيين هذا ما يجب أن تفهموه الفهم الصحيح قبل فوات الأوان، وقبل أن تذوقوا وبال جرائمكم بحق الشعب اليمني، والعاقبة للمتقين وصدق الله أحكم الحاكمين القائل: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.

مقالات مشابهة

  • في 8 محافظات | الأوقاف تفتتح اليوم 14 مساجد ضمن خطتها لإعمار بيوت الله
  • إعماراً لبيوت الله.. الأوقاف تفتتح 14 مسجدًا غدًا الجمعة
  • ما حكم الوضوء والصلاة لمن يعانى من سلس البول أو الريح؟.. أمين الفتوى يجيب
  • الأوقاف تفتتح ١٤ مسجدًا غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل
  • ما حكم الوضوء والصلاة لمن يعاني من سلس البول أو الريح؟.. أمين الفتوى يجيب
  • «الأوقاف» تفتتح مسجداً جديداً في غرافة الريان
  • مفتي الديار اليمنية يوجه نداءً تاريخياً لعلماء الأمة: أفتوا بوجوب الجهاد نصرةً لغزة
  • السفير الاميركي المقترح للبنان: نزع سلاح حزب الله ليس خيارًا بل ضرورة
  • مفتي عمان ..نحيي أبطال اليمن المغاوير الأفذاذ الذين حطموا كل اسطورة
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين