الحزب استخدمها.. صواريخ المتسكع 358 الإيرانية تُربك مسيّرات الخصوم
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
خلال السنوات الأخيرة، أصبحت صواريخ "358 أرض-جو" الإيرانية التي يطلق عليها "المتسكعة"، هي الأكثر انتشارا بعدما حصلت العديد من المجموعات المدعومة من إيران عليها، الأمر الذي يمنحها القدرة على اصطياد المسيرات الأكثر تقدما التي يستخدمها خصومها.
وتعد صواريخ 358 أرض-جو في الأساس مسيرات متفجرة تدور بحثًا عن أهداف جوية ووفقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام إيرانية رسمية فإن كل صاروخ عبارة عن أسطوانة يبلغ طولها حوالي 9 أقدام، ولها زعانف جسم وذيل ورأس حربي يزن 22 رطلاً.
وزعمت التقارير أن الصاروخ يمكن أن يصل إلى ارتفاع 28000 قدم، لكنها أشارت إلى أنه مصمم في المقام الأول لاعتراض المسيرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.
وكانت البحرية الأميركية قد استولت في 2019 على شحنة صواريخ 358 كانت في طريقها إلى الحوثيين ومنذ ذلك الوقت ظهرت الصواريخ في ترسانات المجموعات العراقية المدعومة من إيران وحزب الله.
ونقل موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي عن جيمس باتون روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس للسياسة التقنية أنّه "لقد أصبح نظام أرض-جو الإيراني 358 عنصرًا أساسيًا للجماعات المتحالفة مع إيران".
وأوضح روجرز أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون اعتبرت هذه الصواريخ تهديدا ضد الطائرات الأميركية في المنطقة".
وأضاف أن هناك "تقارير ظهرت أيضا عن استخدام حزب الله لصواريخ 358 ضد الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، مما يجعلها واحدة من أكثر أنظمة الصواريخ استخدامًا وفعالية في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وتعد صواريخ 358 سلاحا غير عادي يمكن إطلاقه من قاذفة بدائية وبعد صعوده الأولي على محرك صاروخي، فمن المرجح أن يجري دفعه بواسطة نوع من المحركات النفاثة مثل تلك الموجودة في صواريخ كروز.
وكانت الصواريخ الـ 358 التي صادرتها البحرية الأمريكية تعمل بمحركات توربينية غازية صغيرة من إنتاج شركة هولندية.
ثم "يطير الصاروخ في نمط الرقم ثمانية" بانتظار الإمساك بالهدف باستخدام المستشعر البصري الموجود في رأسه كما أن لديه صمامات تقارب تعمل بالأشعة تحت الحمراء يمكنها تفجير الرأس الحربي بمجرد اقتراب الصاروخ من هدفه ويبدو أن هذه الصواريخ مصممة للتحليق في منطقة معينة حتى تجد شيئًا لمهاجمته أو ينفد الوقود.
المصدر: العين
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الصاروخ اليمني أصدق أنباء من قمم العرب
في كل مرة يُعلن فيها عن انعقاد قمة عربية جديدة، تعود الأسئلة نفسها إلى الواجهة: ما الجديد الذي ستقدمه هذه القمة؟ هل ستكون كسابقاتها مجرّد بلاغات ختامية بلا قرارات عملية؟ وهل ما زال المواطن العربي يراهن فعلاً على هذه الاجتماعات؟ وهل من أمل في تفعيل فعلي لمخرجات القمة؟ وأين يقف الحكام العرب من القضية الفلسطينية؟
عندما كان ملوك وأمراء ورؤساء عرب يُلقون خطبهم المحفوظة مسبقًا في بغداد، كان صوت “الزنانة” الصهيونية في سماء غزة، يعلو فوق كل الأصوات، وتقوم بمهمات التصوير والتعقب في تنفيذ عمليات استهداف الأطفال والنساء وتدمير المنازل والبنايات فوق رؤوسهم، وإحراق الخيام بمن فيها.
هل كانت إسرائيل تعلم أن هناك قمة عربية في بغداد يحضرها شخصيا بعض القادة والزعماء العرب؟ وهل تعلم أيضا أن القمة كان لها ضيوف شرف على رأسهم الأمناء العامون لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عشرات الضيوف من الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الدولية؟
لقد كان من المفترض على إسرائيل -إن لم ترتعب من القمة- أن تقوم بتوقيف ضرباتها الجوية على الأقل في تلك الساعة التي كان أصحاب الفخامة والضخامة يلقون كلماتهم، حفاظا على ماء وجوههم، لكنها لم تفعل إمعانا في احتقارهم وإذلالهم.
إسرائيل تعلم شيئا واحدا وهو أن قمة بغداد الرابعة والثلاثين ستكون كسابقاتها، وستخلص إلى صفر كالمعتاد، وأنها لن تتجاوز الحبر الذي كتب به بيانها الختامي. لذلك، ليس عبثا أن يصدر الجيش الإسرائيلي بدء عمليته البرية الموسعة في قطاع غزة، التي أطلق عليها اسم “عربات جدعون”، وذلك في نفس اليوم الذي تلتئم فيه تلك القمة، حيث كثف من عمليات القصف لمناطق واسعة من قطاع غزة، في أفق احتلال كامل للقطاع. وفق ما أفادت به هيئة البث العبرية الرسمية، التي أضافت أن العملية من المرجح أن تستمر لعدة أشهر، تتضمن “الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع حيث سيبقى الجيش في أي منطقة يحتلها”.
سألني صديق غاضب، وقد امتلأ قلبه قهرًا: ما فائدة هذه القمة إن لم تُحدث فرقًا في لحظة كارثية كهذه؟ كيف يستقيم أن تُعقد قمة عربية بينما يُباد الفلسطينيون في غزة؟ ثم تابع بمرارة لاذعة: “والله إن صاروخًا واحدًا أطلقه أنصار الله في اليمن لهو أشد وقعًا على إسرائيل من مئات القمم العربية”.
صديقي لم يكن مُخطئًا. فصاروخ واحد أطلق من صنعاء أرعب إسرائيل بما يكفي لتعليق الرحلات، وفرار الملايين إلى الملاجئ، وكبد الدولة خسائر فادحة، وأوقف شركات طيران دولية عن تسيير رحلاتها إلى إسرائيل.
هي ضربة كشفت هشاشة القبة الحديدية التي طالما تغنّى بها الاحتلال، وأثبتت أن الردع لا يكون بالكلام بل بالفعل، لا بالشجب بل بالمواجهة. ولعل أكبر مفارقة في هذا المشهد أن قمة عربية بكل رموزها وزخمها لم تُحدث أدنى تأثير، بينما اليمن البعيد فرضت معادلة جديدة في البحر الأحمر، وأربكت حسابات العدو الصهيوني.
لكن المفارقات لا تنتهي هنا، ففي مقابل صمت القمم، ثمة أصوات في كل بقاع العالم خلال هذه الأيام، تطالب بإنقاذ غزة في تحول لافت في مواقف الدول الغربية والعالمية الرافضة للإبادة والتجويع في قطاع غزة. حيث تتسع رقعة التأييد للحق الفلسطيني، وتعلو الأصوات الدولية المنددة بجرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وتهدد بفرض عقوبات عليه. ثم انظر إلى حال الحكام العرب، ففي الوقت الذي تُقصف فيه غزة ليل نهار، وتُنتشل جثث الأطفال من تحت الركام، وتُحاصر المستشفيات وتُستهدف المدارس والمخيمات، يغيب صوت هؤلاء الحكام كما لو أن شيئاً لا يحدث. صمت أقرب إلى صمت القبور، لا يشبهه إلا صمت الضحايا تحت الأنقاض.
للأسف الشديد هذه هي حقيقة هؤلاء الحكام العرب الذين طالما ادّعوا مركزية القضية الفلسطينية في خطابهم، وتظاهروا بالتعاطف معها من خلال إرسال بعض المساعدات، والتي يعرفون أنها لن تصل إلى سكان غزة، بينما يقود بعضهم حربا نفسية ممنهجة ضد المتعاطفين مع غزة واتهامهم بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، في تجاهل تام لما قدمته الشعوب من تضحيات. إنهم يعانون من شلل أخلاقي وسياسي. تصريحاتهم خجولة، وبياناتهم باهتة، واجتماعاتهم بلا قرارات، وقممهم بلا مخرجات حقيقية. الصوت الوحيد الذي يعلو هو صوت الاستنكار اللفظي، بينما آلة القتل لا تتوقف. ولقد صدق من قال فيهم “إن القبة الحديدية الحقيقية لإسرائيل هي الحكام العرب” الذين أبانوا عن ضعف وعجز لم يسبق لها مثيل، بل أصبحوا يتقاطرون على “تل أبيب” لتقديم قرابين الولاء والطاعة والتطبيع. وهو ما يعتبر انحيازا ضمنيا للمجرم الصهيوني.
فلاش: ولكن …لا شيء يُجسّد الهوان العربي أكثر من مشهد استقبال بعض القادة الخليجيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالورود والسجاد الأحمر والبنفسجي، وهو الرئيس الأمريكي الأكثر صراحة في انحيازه الأعمى لإسرائيل، وهو الذي كان نقل سفارة بلاده إلى القدس، واعترف بها “عاصمةً موحدة لإسرائيل”، وضغط على دول عربية لتطبيع العلاقات، وجفّف تمويل “الأونروا”، في وقت كانت فيه قنابل أميركية الصنع تُدفن تحت ركامها عائلات فلسطينية بأكملها. ومع كل هذا، تُهدى له الهدايا، والصفقات بمليارات الدولارات، وكان الأجدى أن يمنع من تدنيس أراضيهم، لكنه قوبل بالتبجيل والترحيب منقطعيْ النظير. وكأن من يقتل أبناء فلسطين يستحق التصفيق، ما دام يوقّع صكوك الحماية. فأي مفارقة هذه؟ بل كيف يحتفي الحكّام العرب برئيس زوّد الاحتلال بأدوات القتل والدمار الشامل، وبارك استباحة الدم الفلسطيني؟
والخلاصة، إن من يصافح اليد التي تقتل أهلنا في غزة، شريك في الجريمة. وإن دماءهم الطاهرة التي سالت تحت نيران الأسلحة الأميركية، لا ولن تنساها الشعوب العربية، ولو أنكرها القادة.
كاتب مغربي