مؤسسة تركية غير حكومية أنشأها مجموعة أصدقاء لتقديم المساعدة الإنسانية لضحايا حرب البوسنة والهرسك، فأخذت طابعا مؤسسيا بعد أعوام، واتسع نشاطها لتعمل على مستوى دولي، وتوصل خدماتها الإغاثية لأكثر من 123 دولة.

النشأة والتأسيس

بدأت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات في تركيا عام 1992 مسيرتها بصفتها جمعية خيرية أسسها متطوعون أتراك برئاسة فهمي بولنت يلدرم، بهدف مساعدة ضحايا الحرب التي شهدتها البوسنة والهرسك في ذلك الحين.

ثم اكتسبت بعد ذلك طابعا مؤسسيا، وبات مركزها ولاية إسطنبول (شمال غربي تركيا) عام 1995، واتسع نشاطها ليشمل 123 دولة.

الفكر والأيديولوجيا

تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للنازحين وضحايا الحروب والكوارث الطبيعية والمحتاجين، من خلال تنفيذ مشاريع دائمة بالمناطق الجغرافية التي تنشط بها، في مجالات مختلفة كالصحة والتعليم، إضافة إلى أنشطة تثقيفية وتدريبية لمكافحة الفقر وتنشئة الكفاءات.

وتؤكد دوما أنها تقدم خدماتها بغض النظر عن العرق أو الدين، كما تسعى لإنشاء جسور تعاون بين الدول والمؤسسات، بهدف تعزيز الوعي المشترك في هذا المجال.

وتشمل نشاطاتها أيضا اتخاذ التدابير الاحتياطية ضد الكوارث الوشيكة، أو تهديدات الحرب بالتعاون مع أجهزة الدفاع المدني في تلك المناطق لحماية السكان، إضافة إلى تقديم المأكل والملبس والخيام أو بيوت الضيافة -عند الضرورة- لمن فقدوا منازلهم أو نزحوا منها.

وتقدّم خدمات ومشاريع خاصة بالأطفال المشردين لإيوائهم وتمكينهم، ثم مساعدتهم على إيجاد عمل مناسب أو حتى دعمهم في مشاريع مستقلة صغيرة.

الأعلام والرموز

يعد مؤسس ورئيس هيئة الإغاثة الإنسانية فهمي بولنت يلدرم أبرز أعلامها، إذ نشط وظهر في عدد من الفعاليات الخيرية، أبرزها رحلة "أسطول الحريّة" في مايو/أيار 2010، التي ضمّت ناشطين من جنسيات متعددة توجهوا إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار المفروض عليها.

فقد قاد فهمي خلال هذه الرحلة الناشطين الأتراك ثم اعتقل مع من في الأسطول بعد هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه، وأفرج عنه عقب 3 أيام بجهود دبلوماسية تركية.

كما شارك بنفسه في عديد من حملات الهيئة وأنشطتها في دول عدّة، مثل كوسوفو والشيشان، وتركستان الشرقية، وكشمير، ودارفور، وسريلانكا، والصومال، وموريتانيا، والفلبين، وشبه جزيرة القرم، وآتشيه، واليونان، وغيرها.

أبرز المحطات

تعد هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات أول مؤسسة مدنيّة خرقت الحصار الذي كان مفروضا على العاصمة البوسنية سراييفو خلال الحرب التي شهدتها بين عامي 1992 و1995 لإغاثة المدنيين ومساعدتهم.

كما نظمت حملة وطنية تركية لأفريقيا عام 2006 تحت عنوان "حملة إغاثة الطوارئ لأفريقيا"، إضافة إلى حملة لمكافحة مرض السّاد (الكاتاراكت) فيها.

وفي مارس/آذار 2008 كانت أول مؤسسة تدخل قطاع غزة عقب هدم الجدار الحدودي مع مصر، ثم نظمت عديدا من الحملات في القطاع، أهمها حملة "كسر الحصار" البرية عام 2009، و"أسطول الحرية" الذي شاركت فيه عديد من منظمات ومؤسسات الإغاثة الإنسانية عام 2010.

ونجحت في ترتيب عملية تبادل ألفي معتقل سوري بين الحكومة والمعارضة عام 2013، وفي عام 2016 نظمت حملة "افتحوا الطريق إلى حلب" بغية كسر الحصار عن سكان مدينة حلب.

وشارك في هذه الحملة أكثر من 40 ألف شخص ونحو 5 آلاف سيارة، نجحوا في الضغط على الرأي العالمي لإجلاء 45 ألف محاصر من المدينة وتلبية جميع احتياجاتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات هیئة الإغاثة الإنسانیة

إقرأ أيضاً:

باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدولي

نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا استعرض فيه كاتبه الأسباب التي تحول دون بناء دولة على أسس صحيحة في البوسنة والهرسك، رغم مرور 30 عاما على انتهاء الحرب في تلك المنطقة من أوروبا.

وأنحى كاتب المقال ماكس بريموراك، الذي يعمل باحثا أول في مركز مارغريت تاتشر للحرية التابع لمؤسسة "هيريتيج" الفكرية، باللائمة في ما حدث طوال العقود الثلاثة الماضية على تدخل مجموعة من الدول الغربية في شؤون البوسنة والهرسك، وإخفاقها في مساعدتها نحو تحقيق الديمقراطية والتوافق بين طوائفها المختلفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربlist 2 of 2موقع إيطالي: الصين تطور سلاحا شبحيا يهدد أكثر دفاعات أميركا تطوراend of list توتر طائفي

وكان البوسنيون قد احتفلوا مطلع مارس/آذار الماضي بالذكرى السنوية الثلاثين التي أنهت حرب البوسنة 1992-1995 التي خلفت 100 ألف قتيل. ومع ذلك، فإن بريموراك يرى أنه ليس هناك الكثير مما يدعو للاحتفال بعد فشل مشروع بناء الدولة في وسط أوروبا، رغم إنفاق مليارات الدولارات.

وقال إن الطوائف التي تشكل مجموع سكان الدولة، من مسلمين وكروات وكاثوليك وصرب أرثوذكس، لا تزال منقسمة كما كان حالها في عام 1995. وأضاف أن المناطق ذات الأغلبية الصربية في البلاد تسعى باستمرار إلى الانفصال والانضمام إلى جمهورية صربيا المجاورة.

وللدلالة على تراجع الأوضاع في البوسنة والهرسك، أوضح الباحث الأميركي في مقاله أن الزيجات المختلطة بين الطوائف والتي بلغت قبل الحرب نسبة 13% تراجعت اليوم إلى 4%.

إعلان

وقد فشلت الجهود التي بذلتها دول خارجية لفرض هوية مدنية بوسنية لتحل محل الانتماءات العرقية والدينية التي تعود إلى قرون من الزمن.

"أزمة استثنائية"

وفي تقرير رفعه في وقت سابق من هذا الشهر، أبلغ مكتب الممثل السامي للمجتمع الدولي في البوسنة والهرسك -الذي يرأسه وزير زراعة ألماني سابق- مجلس الأمن الدولي أن الوضع في البوسنة والهرسك "يرقى بلا شك إلى مستوى أزمة استثنائية في البلاد منذ توقيع اتفاق دايتون".

والمعروف أن اتفاق دايتون هو معاهدة سلام وقعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك في عام 1995، وأنهت 3 سنوات من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة، وقسَّمت البوسنة إلى دولتين هما: فدرالية البوسنة والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة، وجمهورية صرب البوسنة.

ووفق المقال الحالي، فإن جوهر الأزمة يكمن تحديدا في البنية الدولية لما بعد معاهدة السلام التي خوّلت زمرة من الدبلوماسيين الغربيين سلطة الحكم النهائي على جميع القرارات في البلاد من دون أن يتمتع البوسنيون بأي سيادة على دولتهم.

والشاهد على ذلك أن الممثلين الساميين المتعاقبين أصدروا أكثر من 900 قرار تباينت بين اختيار رموز الدولة إلى السياسة الاقتصادية إلى الإصلاح القضائي والدستوري. بل إن الممثل السامي عزل بمراسيم رسمية العديد من المسؤولين المنتخبين، ومنهم رؤساء.

"احتلال أوروبي"

واعتبر بريموراك المساعي الدولية الرامية إلى حصر السلطات في المركز على نحو لم تنص عليه معاهدة السلام صراحة -وذلك على حساب المناطق الصربية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرقي البوسنة- جهودا غير مجدية سياسيا منحت روسيا فرصة دائمة لزعزعة استقرار المنطقة.

ويزعم الباحث الأميركي أن مكتب الممثل السامي في البوسنة والهرسك تحول إلى سلطة احتلال أوروبية شبيهة بالاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية (وهو ما كان يُعرف باسم الراج البريطاني).

إعلان

ويرى الكاتب أن كل تدخل دولي يؤدي إلى تفاقم العلاقات العرقية ويؤخر تطور المؤسسات الديمقراطية في البوسنة والهرسك.

لكن بريموراك يعلق الآمال على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا إن أمامه فرصة تاريخية لإنهاء هذه "المهزلة"، منبهًا إلى أنه على الرغم من أن الدبلوماسيين الأوروبيين هم واجهة هذا البناء الذي تم تشييده بعد دايتون، فإنهم لا يتصرفون إلا بموافقة صريحة من واشنطن.

وخلص الباحث إلى أن الضرورة تقتضي اليوم التعويل على مواطني الدولة نفسها لإحداث التغيير بعد فشل التدخل الدولي في مساعدتهم على إرساء ديمقراطية سلمية.

مقالات مشابهة

  • هيئة الإذاعة والتلفزيون تباشر تغطية موسم حج 1446هـ بخطة إعلامية متكاملة
  • القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم
  • مدير الإغاثة الطبية في غزة: النظام الصحي ينهار بالكامل تحت الحصار الإسرائيلي
  • البوسنة والهرسك.. هل تكون موطن الحرب القادمة في أوروبا؟
  • نور أعرج لـ سانا: نحرص على أن تكون رحلة الحج فرصة لترسيخ قيم التواضع، ونظافة المخيمات في المشاعر، فقد كنا من أوائل البعثات العربية والإسلامية التي قمنا بتبني مشروع نظافة الخيم في عرفات ومنى، إضافة إلى الصحة المستدامة لدى حجاجنا من خلال التوعية الصحية التي
  • مدرب الوداد: رونالدو إضافة وأتمنى أن يكون ضمن صفوفنا
  • العراق وروسيا أكبر مستوردي الحمضيات التركية خلال نيسان
  • باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدولي
  • أنور الكموني بطل التنس المصري يكرم رموز الإنسانية في مهرجان كان
  • الرياض تدعو لتضافر الجهود الدولية لدعم الإغاثة الإنسانية في غزة