حكم قضاء الصيام للحامل والمرضع.. الأزهر يحسم الجدل
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
تعد مسألة الصيام للمرأة الحامل والمرضع من المسائل الهامة في الفقه الإسلامي، فهي من الفئات التي قد تواجه صعوبات في صيام شهر رمضان نظراً لظروفها الخاصة والتزاماتها تجاه نفسها، ولذلك يتساءل الكثير من السيدات عن حكم قضاء الصيام للحامل والمرضع.
حكم قضاء الصيام للحامل والمرضعوحول الحديث عن حكم قضاء الصيام للحامل والمرضع، أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سابقا على تساءل أحد المواطنين ونصه:« ما على الحامل والمرضع إذا أفطرتا رمضان؟».
وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عبر حسابها على فيسبوك خلال حديثها عن التساؤل الخاص بـ كيف تقضي المرأة أيام الصيام إذا أفطرت بسبب الحمل ثم الرضاع؟، بأنه إذا كانت المرأة حاملًا أو ترضع طفلًا وكان الصيام يشكل عبئًا عليهما، فإن حكمهما في الصيام يكون كحكم المريض، فيجوز لهما الإفطار، وعليهما بعد ذلك أن يقضيا الأيام التي أفطرتاها إذا استطاعتا ذلك
واستشهدت اللجنة خلال حديثها عن حكم قضاء الصيام للحامل والمرضع. بقول الله عزوجل:«فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، مؤكدا أن الأصل في هذه الحالة هو وجوب القضاء، وهذا هو الرأي الأكثر قبولاً، وإذا كان القضاء يشكل عبئًا عليهما، فلهما أن يتبعا رأي من يرى أن عليهما دفع الفدية فقط، وهذا ما اعتمده بعض الصحابة مثل ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما.
كيف تقضي الحامل والمرضع شهر رمضان؟وفي سياق متصل، كانت دار الإفتاء تلقت استفساراً من أحد المواطنين، حول حكم الصيام لزوجته التي تعاني من حالة الحمل ومنعها الطبيب من الصيام، حيث أوضحت الإفتاء أنه في حال قرر الطبيب المسلم منع الزوجة من الصيام لعدم قدرتها عليه، فإنه يجوز لها أن تُفطر، مع التأكيد عليها بأن تُقضي الأيام التي أفطرتها بعد انتهاء العذر الذي منعها من الصيام.
هل يجوز الإطعام بدل القضاء للحامل؟وأضافت اللجنة في فتواها عبر موقعها الرسمي، أنه إذا كانت المرأة غير قادرة على الصيام حتى بعد انتهاء العذر، وتكون هذه الحالة مستمرة ومتكررة، وأكدها الطبيب الموثوق به، فعلى المرأة أن تُطعم عن كل يوم مسكينًا بكمية معينة تعادل مقدار «مد»، وهو مكيال يعادل 510 جرامات من القمح، ويجوز لها أيضًا إخراج قيمتها نقدًا وتوزيعها على المحتاجين بحسب ما جاء في الفتوى الشرعية، ويعادل «المدُّ» ربع صاع من الحبوب أو التمر أو ما يُجزئ في زكاة الفطر.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
فضل صوم يوم عرفة وحكم الأكل أو الشرب ناسيا أثناء الصيام
صيام يوم عرفة.. أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء صيامه، سواء في صوم الفرض أو النافلة، فليُكمل صومه ولا شيء عليه، إذ إن صومه صحيح ولم يُفسد.
وأوضح أن صوم النافلة يشمل جميع أنواع الصيام التطوعي، مثل صيام يوم عرفة، وليلة النصف من شعبان، ويومي الاثنين والخميس، والست من شوال، بالإضافة إلى صيام قضاء ما فاته من رمضان.
وقد استدل الشيخ شلبي في فتواه بحديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن أكل ناسيًا وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية مسلم: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه". كما ورد عن أبي هريرة أيضًا أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيًا وأنا صائم"، فقال له: "أطعمك الله وسقاك"، وهو حديث رواه أبو داود والنسائي والدارقطني والترمذي.
فضل صيام يوم عرفة
وفيما يخص فضل صيام يوم عرفة، فقد ورد سؤال إلى مجمع البحوث الإسلامية عبر صفحته الرسمية، فأجابت لجنة الفتوى أن صيام يوم عرفة – وهو اليوم التاسع من ذي الحجة – مستحبٌ عند الفقهاء، باستثناء الحاج، لما ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" رواه مسلم، وجاء في الحديث أيضًا: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة".
وأوضحت اللجنة أن معنى تكفير السنة الماضية والمقبلة يتنوع في فهم الفقهاء، فبعضهم قال إن الله يغفر للعبد ذنوب عامين كاملين، فيما رأى آخرون أن المراد هو مغفرة ذنوب السنة الماضية، وأن الله يوفق العبد ويعصمه من الوقوع في الذنوب خلال السنة المقبلة.
وأشارت اللجنة إلى أن جمهور الفقهاء يرون أن المغفرة في صوم يوم عرفة تشمل صغائر الذنوب دون الكبائر، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه مسلم.
بينما ذهب بعض العلماء إلى أن النص عام، وأن فضل الله واسع لا يُحد، فيُرجى أن يغفر الله للعبد ذنوبه جميعًا، صغيرة كانت أو كبيرة.
وختمت لجنة الفتوى بالتأكيد على استحباب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذا اليوم الفضيل، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" – أي أيام العشر من ذي الحجة – فقال الصحابة: "ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، رواه البخاري.