حكم صيام الست من شوال.. ولماذا كره صومها الإمام مالك؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
ما حكم صيام الست من شوال؟ صيام الست من شوال مستحب شرعًا عند جمهور العلماء، واختلف الفقهاء قديمًا في حكم صيام الست من شوال، وذهبوا في إلى قولين، القول الأول: رأى جمهور العلماء من الشافعية، والحنابلة، والبعض من المالكيّة، والحنفيّة بأن صيام الست من شوّال مُستحَب، واستدلوا على ذلك بحديث بما رُوي عن ثوبان مولى الرسول عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: «صيامُ شهرِ رمضانَ بعشرةِ أشهرٍ، وصيامُ ستةِ أيامٍ بعدَهُ بشهرينِ، فذلكَ صيامُ السنةِ» ممّا يُؤكّد فضيلة صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال.
واستدلوا أيضًا بقول الله تعالى: «مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَمَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجزى إِلّا مِثلَها وَهُم لا يُظلَمونَ».
فالآية عامّة تدل على أنّ أجر كلّ العبادات مُضاعَفٌ إلى عشرة أمثالٍ، إلّا الصيام الذي استُثنِي بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن الله -عزّ وجلّ-: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ».
القول الثاني: وردت عن بعض فقهاء المذهب الحنفي، والمالكي كراهة صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال؛ فقد ورد عن الإمام يحيى بن يحيى؛ وهو فقيهٌ في المذهب المالكيّ، عدم ورود أيّ نصٍّ عن أهل العلم والفقه والسَّلَف يشير إلى أنهّم كانوا يصومون ستّة أيّام من شوّال بعد رمضان؛ خوفًا من وقوع الناس في البِدعة؛ بظنّهم وجوب الصيام.
وكره الإمام مالك صيام الست من شوال بعد الفطر؛ لأنه لم يبلغه صيامها عن أحد من السلف؛ ولأن إلحاقها برمضان قد يترتب عليه اعتقاد عوام الناس كونها جزءا من رمضان ففي الموطأ: قال يحيى: «وسمعت مالكا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان: إني لم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك خفته عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك».
وقال الباجي فى المنتقى وهو شرح الموطأ: «وهذا كما قال، إن صوم هذه الستة الأيام بعد الفطر لم تكن من الأيام التي كان السلف يتعمدون صومها. وقد كره ذلك مالك وغيره من العلماء، وقد أباحه جماعة من الناس ولم يروا به بأسا، وإنما كره ذلك مالك لما خاف من إلحاق عوام الناس ذلك برمضان وأن لا يميزوا بينها وبينه حتى يعتقدوا جميع ذلك فرضا، والأصل في صيام هذه الأيام الستة ما رواه سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. وسعد بن سعيد هذا ممن لا يحتمل الانفراد بمثل هذا، فلما ورد الحديث على مثل هذا ووجد مالك علماء المدينة منكرين العمل بهذا احتاط بتركه لئلا يكون سببا لما قاله. قال مطرف إنما كره مالك صيامها لئلا يلحق أهل الجهل ذلك برمضان، وأما من رغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه. والله أعلم وأحكم».
وكراهة صيام تلك الأيام عند فقهاء المالكية مشروط بعدة شروط ذكرها الدردير في شرحه لمختصر خليل عند قوله: كستة من شوال: فتكره لمقتدى به، متصلة برمضان، متتابعة، وأظهرها معتقدا سنة اتصالها.
ورد حديث صحيح عن صيام ست من شوال يدل على أن من صام شهر رمضان كاملًا ثم صام 6 أيام من شهر شوال فيحسب له صيام سنة كاملة، فعنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».
صيام الست من شوال
ومعنى صيام الدهر كله الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف، يعني بأن صيام شهر رمضان 30 يومًا وثواب اليوم يوازي عشرة أيام يكون بذلك 300 يوم، ثم يتبعه بصيام ستة من شوال وأيضًا اليوم بعشرة فيكون الأجر 60 يومًا، وهنا يكون المجموع الكلي 36 يومًا، ونضرب هذه الأيام في عشرة أيام يساوي 365 يومًا وهي عدد أيام السنة، وبذلك يكون الإنسان صام الدهر كله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ويتساءل الكثيرون عن أحكام صيام الست من شوال وفضله ويرصد «صدى البلد» في هذا التقرير الفتاوى المتعلقة بالأيام الستة من شوال.
هل يجوز صيام القضاء وستة أيام من شوال بنية واحدة؟
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يجوز عند كثير من الفقهاء اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.
وأفاد بأنه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال، وذلك قياسًا على من دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض أو سنة راتبة، فيحصل له ثواب ركعتي تحية المسجد؛ لكون هذه الصلاة التي أداها قبل أن يجلس؛ قال العلامة البجيرمي في "حاشيته على شرح المنهج" (1/ 280): [وتحصل بركعتين فأكثر، -أي يحصل فضلها- ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذَا دَخَلَ أَحَدُكُم الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْ»؛ ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت بذلك].
وتابع: وفي مسألة الصوم قال السيوطي في "الأشباه والنظائر" (1/ 22): [لو صام في يوم عرفة مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارة، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: كذا إن أطلق. فألحقه بمسألة التحية].
وأكمل: على أننا ننبه أن المراد بحصول الثواب عن الأيام الستة إنما هو ثواب أصل السُّنَّة فيها دون الثواب الكامل؛ فقد قال الرملي في "نهاية المحتاج" (3/ 208-209): [ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتَّب على المطلوب]. وهو اتباع رمضان بستة من شوال.
هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال؟
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، القول الأول: يرى أصحابه أن الجمع بين نية صيام الست من شوال ونية قضاء رمضان يصح عن أحدهما لا عن كليهما، وهو مذهب الحنفية، وإن اختلفوا إن صامًا جامعا بين النيتين عن أيهما يقع . فعند أبي يوسف يصح عن قضاء رمضان، لأنه فرض، وعند محمد يصح عن الست، يعني يقع عن النفل، ولا يصح عن القضاء.
دليل أبي يوسف: أن نية الفرض محتاج إليها، ونية النفل غير محتاج إليها، فاعتبر ما يحتاج إليها، وبطل ما لا يحتاج إليها. ودليل محمد: أن بين نية النفل ونية الفرض تنافيا فيصير متطوعا؛ لأنه لم يبطل أصل النية، وأصل النية يكفي للتطوع.
هل يجوز الجمع بين صيام القضاء والست من شوال
القول الثاني: يرى أصحابه صحة الصوم عن الفرض والنفل في حالة الجمع بينهما وهو مذهب المالكية كما في المدونة، وأكثر الشافعية، والرواية المعتمدة عند الحنابلة جاء في المدونة: «في صيام قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وأيام التشريق قلت: ما قول مالك أيقضي الرجل رمضان في العشر ؟ فقال : نعم. قلت: وهو قول مالك ؟ قال: نعم». وفي شرح التنبيه للحافظ السيوطي: «من فتاوي البارزي فإنه قال:" لو صام في يوم عرفة مثلا قضاء أو كفارة أو نذرا ونوى معه الصوم عن عرفة صح وحصلا معا، وكذا إن أطلق».
واستدل أصحاب هذا القول، ما روي عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «ما أیام أحب إلىّ أن أقضي فيها شهر رمضان من هذه الأيام لعشر ذي الحجة»، فدل الأثر على جواز تشريك النية بين الفرض والنفل.
القول الثالث: يرى أصحابه عدم جواز التشريك بين النيتين، ولا يصح عن واحد منهما، وهو مذهب بعض الشافعية، ورواية عند الحنابلة، دليلهم: أن الصوم الواجب بطل؛ لعدم جزمه بالنية له، وكذا النفل لعدم صحة نفل من عليه قضاء رمضان قبل القضاء.
حكم الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال
وترى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن الأفضل إفراد نية القضاء عن نية صيام الست من شوال خروجا من الخلاف؛ لأن الخروج من الخلاف مطلوب ومستحب.
وأوضحت: «فإن بدأ بالقضاء من باب: «وعجلت إليك رب لترضى» فله ذلك، وإن بدأ بالست من شوال على اعتبار أن وقت القضاء موسع ووقت الست مضيق فله ذلك، ولو أخذ برأي من يرى جواز الجمع بين النيتين فلا حرج؛ لأنه لا ينكر على المختلف فيه.
فضل صيام الست من شوال
الحصول على الأجر العظيم من الله -سبحانه-، كما رُوي في الصحيح من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: «مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ».
ثانيًا: جَبر النقص الذي قد يطرأ على الفريضة وإتمامه، ويُستدَلّ على ذلك بِما رُوي عن تميم الداريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: «أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ فإن أكملَها كُتِبَت لَه نافلةً فإن لم يَكن أكمَلَها قالَ اللَّهُ سبحانَهُ لملائكتِهِ انظُروا هل تجِدونَ لعبدي مِن تطَوُّعٍ فأكمِلوا بِها ما ضَيَّعَ مِن فريضتِهِ ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ علَى حَسْبِ ذلِكَ».
ثالثًا: زيادة قُرْب العبد من ربّه، وكَسْب رضاه ومَحبّته، قال النبيّ -عليه السلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: «ما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها».
رابعًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
خامسًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
سادسًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
سابعًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
ثامنًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
تاسعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
عاشرًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».
لماذا صيام الست من شوال؟
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، أولًا: إنه ورد فضل عظيم وأجر كبير في صيام الست من شوال، وأن من يصومها كتب له أجر صيام سنة كاملة، كما ورد في حديث: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»، منوهة بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فسر ذلك الحديث بقوله: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها»، ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: «قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضًا».
وأضافت لجنة الفتوى، ثانيًا: أن صيام الست من شوال بعد رمضان فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان، ثالثًا: إن الصيام من العبادات التي تطهر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها، لذلك فإن شهر رمضان موسم للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب، وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وتابعت: رابعًا: ومن الفوائد المهمة لـ صيام الست من شوال تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثر سلبًا في صيامه ويوم القيامة يؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض، كما قال صلى الله عليه و سلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا، وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ. فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ».
حكم صيام الست من شوال متفرقة
متى يبدأ صيام الست من شوال .. أنه لا يلزم المسلم أن يصوم الست من شوال بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
كيفية صيام الست من شوال
متى يبدأ صيام الست من شوال .. تباينت أقوال الذين استحبوا صيام ست من شوال في كيفية صيامها، ففيه ثلاثة أقوال في هذه المسألة: أحدها: أنه يستحب صيامها من أول الشهر متتابعة بعد يوم عيد الفطر، وهو قول الشافعي وابن المبارك وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول أنّ اتصالها بيوم العيد أفضل من عدم اتصالها به، وعلة الأفضلية: أن المبادرة في العبادة فيه من الفضائل ما لا يخفى، ولِمَا في التأخير من الآفات، ولكن يحصل أصل السنة بصيامها متتابعة، أو متفرقة في جميع الشهر"
ثانيها: إنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله، فكلاهما سواء، وهو قول وكيع وأحمد وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول إن الفضيلة تحصل متتابعة ومتفرقة، والصائم بالخيار إن شاء صامها متتابعة، وإن شاء صامها متفرقة، سواء أكان ذلك في بداية الشهر أم في آخره؛ لأن الحديث ورد بها مطلقا بلا تقييد؛ ولأن فضيلتها أنها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يوما، والحسنة بعشر أمثالها، فذلك كثلاثمائة وستين يوما وهو السنة كلها.
ثالثها: أنها لا تصام عقب يوم الفطر، بل يتم وصلها بالأيام البيض من شوال، فيصام أيام العاشر والحادي عشر، والثاني عشر من شوال ثم الأيام البيض، وهو قول معمر وعبد الرزاق وعطاء، وغيرهم، وحجة أصحاب هذا الرأي أن الأيام الأولى من شوال هي أيام أكل و شرب، وبما أن الفضيلة تتحصل بصيامها مطلقًا، فالأولى تأخيرها وجمعها مع الأيام البيض؛ لتحصيل فضيلتين: صيام ست من شوال، وصيام الأيام البيض.
حكم صيام الست من شوال
أكدت دار الإفتاء أنه يستحب صيام الست من شوال متتابعة في أول شوال بعد يوم العيد –فلا يجوز صوم يوم العيد-؛ لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، وإن حصلت الفضيلة بغيره، فإن فرَّقها أو أخَّرها عن شوال جاز، وكان فاعلا لأصل هذه السنة؛ لعموم الحديث وإطلاقه.وأضافت من أفطر في رمضان لِعُذْرٍ فيستحب له قضاء ما فاته أوَّلا، ثم يصوم ستًّا من شوال؛ فقد كره جماعة من أهل العلم لِمَنْ عليه قضاء رمضان بعذرٍ أن يتطوع بصومٍ قبل القضاء، أما من تعدَّى بفطره –أيْ: أفطر بلا عذر- فيلزمه وجوبًا القضاء فورًا.
وتابعت: من أفطر رمضان كله لعذر: قضاه في شوال وأتبعه بصيام ستة أيام من ذي القعدة؛ لأنه يُستَحَبُّ قضاء الصوم الراتب، أو عملا بقولِ مَنْ قال بإجزائها وحصول ثوابها لمن أخَّرها عن شوال؛ وذلك تحصيلا لثواب صيام السَّنَة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم صيام الست من شوال صيام الست من شوال الست من شوال متى يبدأ صيام الست من شوال حکم صیام الست من شوال علیه الصلاة والسلام صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه الأیام الستة الأیام البیض قضاء رمضان أهل العلم شهر رمضان أصحاب هذا الجمع بین بعد الفطر رسول الله ا من شوال أن النبی رمضان فی شهر شوال شوال بعد ستة أیام فی صیام بین نیة من صام فی ذلک ال بعد یصح عن
إقرأ أيضاً:
المظلل بالغمام.. ممرغ أنوف الأتراك في وحل اليمن ورافع لواء الحرية والاستقلال
سجلت كتب التاريخ والسير العديد من الوقائع والملاحم الجهادية التي خاضها فارس ميادين الجهاد في مختلف المناطق اليمنية, الإمام المطهر بن يحيى بن شرف الدين “المظلل بالغمام” ضد قوات الغزو العثماني ( أوائل القرن ال20) ضمن أول خطوة لطرد العثمانيين من الوطن العربي, وتحريرها من براهن الاحتلال, حيث وضعت الخطوط العريضة لشكل المنطقة وامتد تأثيرها لواقعنا المعاصر.
أحد أحفاد الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهما السلام, , قام بالدعوة إماما في اليمن سنة 676 هـ وتلقب بالمتوكل, صاحب رصيد جهادي كبير وفقيه وعالم , كما يعد نموذجا لأولئك العظماء القادة من أهل البيت عليهم السلام في عطائهم وإحسانهم للناس, وممن امتزجت دماؤهم الطاهرة جنبا إلى جنب وكتف بكتف إلى جانب القبائل اليمنية التواقة للحرية على مر التاريخ ما جعل العالم يطلق على اليمن “مقبرة الغزاة” .
وهنا نستعرض جزء بسيط من حياة الإمام “المتوكل ” وسيرته ومسيرته الجهادية لأحد أئمة اليمن الْمَشْهُور بالشجاعة والحزم والإقدام والمهابة والسياسة , وممن حلت هيبته بقلوب أهل الْيمن قاطبة وَقُلُوب من يرد إِلَيْهَا من الأتراك والغزاة.
يمانيون|| أعد المادة للنشر: محسن علي الجمال
نسبه:
الإمام المتوكل على الله “المظلل بالغمام” المطهر بن يحيى بن المرتضى بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر احمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام.
قصة تسميته بـ “المظلل بالغمام”
يروي المؤرخون وكتب السير ” ان الحرب اشتدت بين الإمام المطهر وجيوش المؤيد الرسولي حيث دارت بينه وبين معاصريه معارك، وكاد أحدهم يظفر به في تنعيم ، فضيقوا على الامام وجماعته أشد التضييق ، فخرج الامام من تنعم الى جبل اللوز مخلاف خولان شرقي صنعاء بمسافة يوم ، وسلك الامام طريقة صعبة ويسر الله له غمامة متراكمة سترت ما بينه وبين أعدائه حتى خلصوا من تلك الجهة وابتعدوا دون أن يتمكن جنود العدو من القبض عليه أو النيل منه, فلقب (المظلل بالغمامة) “, حتى أن أحد الشعراء وصف الكرامة في أبيات شعرية وهي:
وفي المطهر لم تعدل وقد علمت
أن المطهر زاكي الاصل والأسر
من ظللته الغمام الغر حائلة
من دونه وغدت سترا لمستتر
بيوم تنعم والابطال عابسة
وقد تقدم والضلال في الأثر.
ولم تسخر هذه الكرامة إلا لجده رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله يوم كان يتاجر مع خديجة عليها السلام إلى الشام .
صفاته
تميز عليه السلام بالتواضع ما جعل الناس يتقربون منه ويقترب منهم ويتطلع لهمومهم, وقد عرف عن تواضعه الكثير من أبناء القبائل اليمنية , وشهدوا له بذلك, ما جعله محبوبا لدى المجتمع , ورأوا فيه القائد الذي تبنى عليه الآمال في إقامة دين الله ورفع راية الإسلام وإحقاق الحق وإخماد الباطل.
سخاءه وكرمه
كان معروفا بالفضل والعلم وتميز بالعطاء والبذل والجود والاحسان منذ أول أيام عمره وحتى استشهاده’ حتى أن أحد الشعراء وصفه بالقول:
سخاء كف وإن لم يبق باقية
وبذل روح وإن أدى إلى التلف.
جهاده
كان الإمام المظلل بالغمام أحد أنصار الإمام المهدي لدين الله أحمد بن الحسين قاتل معه وكان من خلص انصاره وأعظم رجاله, ولما استشهد, قام الامام المتوكل المظلل بالغمام بالدعوة سنة 676 هـ وتلقب بالمتوكل, بعد أن أسر الإمام ابراهيم تاج الدين الذي كان إمام قبله, وقد ساس الإمام المتوكل الأمور سياسة عالية, وكان له في الإمامة دور عظيم, حيث سجلت كتب التاريخ له وقائع ملحمية خاضها مع الترك والغزاة العثمانيين.
شرارة الثورات علي العثمانيين و طردهم :
كان بعد اليمن عن مركز الدولة العثمانية في اسطنبول و التضاريس الجبلية ,له تأثير بليغ علي ضعف السيطرة العثمانية علي المناطق الدخلية في اليمن , مما نتج عنه هو ظهور الثورات سريعا في تلك المناطق , حيث اندلعت أولى الثورات في عام 1566، بقيادة الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين، وتم قمعها عام 1572 من قبل سنان باشا على رأس قوة قوامها 10,000 رجل, ثم حدثت ثورة شعبية في 1596-1597 بسبب ان حسن باشا قام بعزيز الضرائب وعمم الإلتزام (الزراعة الضريبية) , فتوسعت الثورة حتى انه في عام 1597 بُويع القاسم بن محمد إماما في جبل قره بالقرب من صعدة، فقام في عام 1598 بطرد الحامية العثمانية من عمران, ومن المرتفعات ولم يبق بيدهم إلا صنعاء وصعدة, لذلك في يناير 1599، هبط علي الجزائري باشا، حاكم إيالة الحبشة، مع جيشه لإخماد الثورة. فتراجع الإمام مرة أخرى إلى جبل الأهنوم، فاحتمي فيه حتى وصل له اخبار اغتيال علي الجزائري باشا في أغسطس 1600.
عيون العدو على مرتفعات اليمن الشمالية
حينما بسطت الدولة العثمانية سلطتها على عدن وسائر تهامة واتُخذ من زبيد مقرًا إداريًا للسلطة العثمانية , حاولوا ضم باقي اليمن , وخلال الفترة ما بين 1538 و1547 أرسلوا ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة وجودهم ويقول أحمد حلبي، دفتردار مصر خلال تلك الفترة :
«ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكرًا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر»
وحينذاك أرسل العثمانيون أويس باشا عام 1547 إلى زبيد وكانت المرتفعات الشمالية مستقلة تحت حكم الإمام يحيى شرف الدين، والد الإمام المطهر عليه السلام, وبالفعل اقتحمت قوات الغزو العثماني تعز وتوجهت شمالًا نحو صنعاء وسيطرو عليها بنفس العام, فيما أُغتيل أويس باشا في زبيد نفس السنة .
اليمنيون يتوحدون ضد الأتراك
عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبين يدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج الأتراك وعسكرهم منها ونصَّب نفسه أميرًا عليها، وفعل أمير محلي من زبيد الفعلة ذاتها فأرسل أزدمر باشا قوة إلى زبيد قتلت أمير التمرد، وقتل علي بن سليمان عام 1548 تولى محمود باشا أمور الإيالة وكان ظالمًا قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه، واتخذ لنفسه قصراً في تعز اسمه قصر السعادة كان مقرًا لملوك بني رسول.
علم أن في إب حصن اسمه حب يملكه الفقيه علي بن عبد الرحمن النظاري فأراد الإستيلاء عليه طمعًا ولفَّق التهم على النظاري وقتل محمود باشا قادته العسكريين الذين رفضوا الانصياع لأوامره, فحاصره لثمانية أشهر حتى توسط الأمير الإسماعيلي عبد الله الداعي بينهما، فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري , ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم محمود باشا , في وقت كان يكره الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين استهتار محمود باشا وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، وهو ما جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك.
القبائل اليمنية تنكل بالغزاة
عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على الباب العالي في إسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة ولا يكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراًسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرًا للأئمة الزيدية تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلًا عنه عام 1567.وانتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار, وتمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وجردته وعسكره من ثيابهم وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين في صنعاء بنفس العام.
ثلاء عمران الحصن الأصعب
خاض الإمام المتوكل ووالده وإلى جانبهما قبائل اليمن في المناطق الزيدية معارك ضارية ضد الغزو العثماني, حيث تعرض العثمانيون لخسائر فادحة في 80 معركة في تعز وذمار وعمران وإب, توجت بمقتل مراد باشا أحد سلاطين الغزو العثماني التركي, قرب ذمار,ولكن كان الأتراك في أوج قوتهم ولم يكونوا على إستعداد لتقبل الهزيمة المهينة بسهولة فأرسلوا قوة جديدة بقيادة سنان باشا، قائد عثماني بارز من أصل ألباني، لإعادة السيطرة العثمانية على اليمن, وحينها عزل السلطان سليم الثاني اللالا مصطفى باشا لتقاعسه عن السفر إلى اليمن بنفسه وأمر باعدام عدد من أمراء السناجق في مصر وولى سنان باشا مقاليد الوزارة على أن يتوجه بكامل العسكر التركي في مصر إلى اليمن, حيث قدم سنان باشا من مصر ونزل مكة ومر بجيزان وزبيد وهي مناطق كانت لا زالت خاضعة للعثمانيين, فطرد أتباع الإمام المطهر من مدن عدن وتعز وإب , ثم حاصر شبام كوكبان لسبعة أشهر انتهت بتوقيع هدنة استمر العثمانيون بتعقب الإمام المطهر وأنصاره لا يسيطرون على قرية إلا وتعاود السابقة التمرد من جديد، ولاحظ الأتراك أن القبائل كانت تشعل النيران كلما انسحبت نحو الجبال وذلك لإعلام القبائل الأخرى أنهم لا زالوا أحياء ولم يستطع العثمانيون القضاء على الإمام المطهر بعد أن لاذ إلى حصن ثلاء وتمركز فيه.
.
مسجده الأثري
كانت فترة حكمه من( 674_697 هجرية) وخلالها هذه الفترة تم تشييد مسجد وقبة الإمام المطهر دروان – مدينة حجة, حيث تعد من بدائع الفن المعماري تم تشييدهما على منحدر صخري شديد الانحدار، وشيدت حامية البناء بأحجار صخرية كبيرة وبارتفاع كبير لتسند بناء المسجد والقبة وملحقاته، و يستند سور الجامع الغربي على هذه الحامية.
به تابوت من الخشب تغطي واجهاته وحدات زخرفية ونصوص كتابية تضمنت اسم وألقاب وفضائل صاحب التابوت، وتاريخ وفاته، وآيات قرآنية وأدعية، وتتوسط واجهات التابوت الأربع كتابات نصها:
(بسم الله الرحمن الرحيم هذا تابوت الإمام الكامل النبيل ذو الأخلاق الرصينة، والأعراف الزكية المؤثر الآخرة على الدنيا، والسالك فيها مسالك الأتقياء ما بات إلا قائماً ولا أصبح إلا صائماً طول العمر في طاعة الرحمن كثير البر والصلة للأرحام والأخوان الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحي بن المرتضى بن المطهر بن القاسم بن الإمام المطهر بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر بن أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين, مذيلة بتاريخ ولادته ووفاته).
بعض من مؤلفاته:
(درة الغواص في أحكام الخواص)
(الرسالة المزلزلة لأعضاد المعتزلة -)
(المسائل الناجية -)
(الكواكب الدرية -) .
وفاته:
سنة 695هـ
المراجع التاريخيه:
-الاعلام للزركلي-
– تاريخ اليمن (فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن) المؤلف: القاضي الشيخ العلامة عبد الواسع بن يحيى الواسعي (المتوفى: ١٣٩٧ هـ)
– مسجد وقبة الإمام المطهر جمال العمران وعبقرية الإنسان- صحيفة الثورة ١سبتمبر ٢٠٢٢
– حجة معالم واعلام المؤلف يحيى محمد جحاف ١٤٣٤هـ
ومصادر تاريخية كالشوكاني وغيره.