الغرب غير مستعد لحرب استنزاف مع روسيا
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
روسيا أقدر على الصمود في الحروب المديدة والتكيّف معها. حول ذلك، كتب يفغيني فيودوروف، في "فوينيه أوبزرينيه":
في بعض الأحيان، يكون من المفيد إلقاء نظرة على صفحات المنشورات العسكرية الغربية المتخصصة. توقّع المحللون والمتنبئون، في معهد Rusi اللندني ومنظمة Rand الأميركية، هزيمة الجيش الروسي في غضون أشهر وآفاقًا حقيقية جدًا لوصول القوات المسلحة الأوكرانية إلى حدود العام 1991.
والآن، تغير الخطاب جذرياً،ـ من "أخطأنا في الحسابات" إلى "أيام سوداء تنتظر أوكرانيا في وقت قريب جدًا".
إن الاستراتيجية الروسية في أوكرانيا، والتي بدت في البداية وكأنها فاشلة، تغيرت إلى حد كبير جدا؛ والدول الغربية غير مستعدة على الإطلاق لمثل هذا التحول وتخاطر بخسارة حرب استنزاف ممكنة.
في الواقع، لم يقل معهد Rusi أي شيء جديد. تتميز روسيا بعمق استراتيجي هائل ومجمع صناعي عسكري قوي وقدرة على تعويض الخسائر في الجبهة بسرعة. وهذا يختلف جوهريًا عن الحرب التي كانوا يستعدون لها في الغرب. فأي مواجهة جدية تستمر أكثر من شهر غير مرغوب فيها. بالطبع الحديث يدور عن حرب حقيقية، وليس عن قصف المدنيين وقتال عدو "غير ندي".
حدد خبراء Rusi العديد من العلامات المميزة لصراعات الاستنزاف العسكرية: أولا، الاقتصاد هو الحاسم، وليس فن الحرب؛ العلامة الثانية هي الطبيعة الموضعية للقتال. وهكذا، تبدو بنية الصناعة الروسية محزنة لأوكرانيا. فعلى النقيض من الغرب، روسيا تعرف كيف تطلق الإنتاج الضخم للأسلحة على خطوط تتميز ببساطة نسبية. علمتنا الحرب الوطنية العظمى هذا. بينما الأمر في الغرب مختلف. فقد عمل الأوروبيون والأميركيون على تحسين اقتصادهم على مدى عقود من الزمن، ونقلوا العديد من الصناعات ذات المستوى المنخفض إلى بلدان أخرى.
فماذا لو نشبت حرب؟
أين وكيف سيعوض الأوروبيون مخزونهم، على سبيل المثال، من الرقائق الدقيقة، التي يجري إنتاجها بشكل رئيس في تايوان؟
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عقوبات اقتصادية عقوبات ضد روسيا كييف موسكو
إقرأ أيضاً:
إيفان أوس: وقف النار من روسيا شرط لبدء مفاوضات جادة مع أوكرانيا
قال الدكتور إيفان أوس، مستشار السياسات الخارجية في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في كييف، إن بدء مفاوضات جادة بين أوكرانيا وروسيا يعتمد بشكل أساسي على وقف إطلاق النار من جانب روسيا.
وأوضح الدكتور أوس خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد بصيلة، على قناة «القاهرة الإخبارية»: «أول خطوة لبدء هذه المفاوضات هو أن تصدر روسيا أوامر لجنودها بوقف إطلاق النار، كما اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء الاتحاد الأوروبي، وهو المقترح الذي دعمته أوكرانيا كذلك».
وأضاف: «يجب أن يكون هناك هدنة أو وقف نار لمدة 30 يوماً كحد أدنى، وإلا سيكون من الصعب جداً الشروع في أي مفاوضات»، مؤكدًا أن هذه الهدنة تمثل اختباراً واضحاً لإرادة روسيا الحقيقية في الدخول في حوار سلام.
وأشار إلى أنه إذا شرعت روسيا في المفاوضات مع استمرارها في الأعمال العسكرية، فهذا يعني، من وجهة نظر أوكرانيا، أن موسكو ليست مستعدة للسلام، ولن تكون هناك فرصة لضياع الوقت في الحديث عن السلام في ظل هذه الظروف.
وأوضح د. أوس أن أوكرانيا لن تبدأ هجمات متعمدة خلال فترة وقف النار، مشيراً إلى أن «الهجوم الكبير الذي وقع اليوم هو استثناء وليس بداية لهجوم واسع»، مضيفًا أن من مصلحة روسيا أن توافق على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.
استمرار العمليات العسكريةورداً على سؤال حول أن الطرف الذي يفاوض وهو يطلق النار يمتلك اليد العليا، قال د. أوس: «السؤال هنا ما الذي يدفع روسيا إلى وقف إطلاق النار؟»، مشيرًا إلى الهجوم بطائرات مسيرة على موسكو، والذي نفذته أوكرانيا مؤخراً، واعتبره رسالة واضحة من كييف بأن استمرار العمليات العسكرية أمر وارد إذا لم يتم وقف العدوان الروسي.