أهداف موسكو.. دوافع زيارة المبعوث الأممي لليمن «جروندبرج» إلى روسيا
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا زالت روسيا تحاول الخروج من نفق العقوبات الغربية المفروضة عليها جراء حربها مع أوكرانيا، بالتغلغل في عدد من أزمات المنطقة، والبروز كوسيط يمكن أن يحقق "نتائج فعالة" في أزمات مر عليها عقد من الزمن، ولعل الأزمة اليمنية التي دخلت عامها العاشر خير مثال ذلك، فبجانب الزيارات المستمرة التي يجريها مسؤولي ميليشيا الحوثي بشكل مستمر إلى الأراضي الروسية، والزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس الحكومة اليمنية الشرعية «أحمد عوض بن مبارك» إلى موسكو مطلع مارس 2024، فقد أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن «هانس غروندبرج» زيارة إلى العاصمة موسكو في الفترة من (27- 29 مارس 2024)، وهو ما يشير إلى رؤية أممية تؤكد أهمية روسيا في الملف اليمني.
مباحثات روسية – أممية
وتجدر الإشارة أن زيارة «جرونبدرج» تمخض عنها عقد مباحثات مع كبار المسؤولين الروسين والتقى بنائب وزير الخارجية الروسي «سيرجي فيرشينين» وبنائب وزير الخارجية والمبعوث الروسي الخاص للشرق الأوسط «ميخائيل بوغدانوف» تناولت التطورات الأخيرة في اليمن والمنطقة وتأثيرها على تقدم جهود السلام، ومن جهته شدد المبعوث الأممي لليمن على أهمية استمرار الدعم المتضافر من المجتمع الدولي لتيسير التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية، كما أكد الجانبين على أهمية تكثيف الجهود الدولية الرامية إلى إقامة حوار وطني يمني مستدام تحت رعاية الأمم المتحدة.
جهود «جروندبرج»
ومن الجدير بالذكر أن زيارة المبعوث الأممي إلى موسكو تأتي بعد أيام قليلة من ختام زيارته لسلطنة عمان وذلك في إطار جهوده المستمرة وتحركاته الإقليمية والدولية لحشد الدعم من أجل تسوية الأزمة اليمنية التي دخلت عامها التاسع ودفع جميع الشركاء للتواصل مع مختلف ممثلي القوى السياسية اليمنية، لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المتراكمة، بما يضمن استكمال عملية "خارطة الطريق" التي أعلن عنها المبعوث الأممي أواخر ديسمبر الماضي والتي تشمل التزام الحكومة الشرعية والميليشيا الحوثية بمجموعة تدابير لـ"وقف شامل" لإطلاق النار في عموم البلاد وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
واختيار "جروندبرج" لروسيا، لأنها على علاقة جيدة بطرفي الطراع في اليمن، كما أنها دشنت مفاوضات مؤخرا مع مسؤولي الحوثي لمناقشة أحداث التصعيد في البحر الأحمر التي ستؤثر بلا شك عليها وعلى جميع الدول، وعليه، فإن المبعوث الأممي يريد من الدول المعنية بالأزمة اليمنية تكثيف التواصل مع جميع أطرافها لإبعاد أية تعقيدات تعرقل جهود تسوية الأزمة، وذلك في إشارة إلى تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وردّ التحالف الذي تقوده أمريكا على هجماتهم على السفن التجارية.
إنقاذ خارطة الطريق
وحول دلالة هذه الزيارة التي تأتي في ظل استمرار تعقد الأوضاع بالأراضي اليمنية على خلفية أعمال القرصنة التي تقوم بها الميليشيا الحوثية في البحر الأحمر والتغييرات التي يقوم بها رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني «رشاد العليمي» لاستعادة مؤسسات الدولة اليمنية، يقول الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني أن الزيارة محاولة لإنقاذ خارطة الطريق التي كان من المتوقع أن يعلن عنها المبعوث الأممي بداية العام الجاري، غير أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر أجل ذلك.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن المبعوث الأممي يخشى من أن تعود مجريات الأمور إلى الصفر بسبب التناقضات الدولية، ولجوئه إلى روسيا، بهدف ضمان عدم تغيير الموقف الروسي من القضية اليمنية، ودعم المبعوث الأممي إلى اليمن في قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأضاف أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الخاص بفرض عقوبات على زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» وعدد من مسؤولي الميليشيا الانقلابية؛ يبدو معضلة فيما يتحدث البعض عن أهمية إلغائه، بينما يعتبر البعض أن قرار إلغاء هذا القرار سيهز من صورة مجلس الأمن، وبالتالي زيارة المبعوث الأممي إلى دولة مؤثرة في مجلس الأمن يبدو أنها تناقش السبل في كيفية الخروج من هذا القرار الذي يعتبره الحوثي أنه لا ينطبق عليهم، ولا يمكن الامتثال له وتسليم السلاح للدولة اليمنية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روسيا المبعوث الأممي لليمن غروندبرج الازمة اليمنية ميليشيا الحوثي المبعوث الأممی إلى فی البحر الأحمر مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية.. بيان المبعوث الأممي تجاهل الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر
وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن البيان يعكس عدم حيادية المبعوث الأممي الذي تجاهل بشكل كامل الأسباب الجذرية للتصعيد في البحر الأحمر والمتمثلة في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والعالم الذي لم يحرك ساكنا.
وأشارت إلى أن البيان الذي افتقر إلى التوازن والحياد، كان يفترض أن يُعرب عن القلق من العدوان الصهيوني المستمر على اليمن والذي يستهدف أعياناً مدنية لأغنى عنها للسكان المدنيين، كما كان ينبغي أن يتضمن مطالبة الكيان الصهيوني بوقفها.
ولفت بيان الوزارة إلى أن هذا البيان جاء بعد يوم واحد من تطرق المبعوث الخاص لذات الموضوع في الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن في حين أنه يلوذ بالصمت عندما يُقدم الكيان الصهيوني على استهداف المدنيين والأعيان المدنية في اليمن.
وأوضح أن هذا الانحياز هو الذي يجعل صنعاء تجد صعوبة في التعاطي مع مبعوث الأمين العام الذي يتطلب منصبه أن يقف على مسافة واحدة من كل أطراف النزاع لا أن ينحاز إلى طرف على حساب آخر ، كما أن استمرار تعاطي المبعوث السلبي بل والمنحاز إزاء قضية الشعب اليمني والعدوان الأمريكي، الصهيوني عليه، قد يدفع الحكومة اليمنية إلى تصعيد أكثر من مجرد إيقاف التواصل الرسمي مع المبعوث ومكتبه.
وأكدت وزارة الخارجية، مجددا حرصها على حرية وسلامة الملاحة في البحر الأحمر وأن حظر الملاحة البحرية يقتصر على الكيان الصهيوني فقط وجاء بعد عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن فك الحصار المفروض على غزة ووقف جرائم الإبادة الجماعية المستمرة منذ ما يزيد عن 21 شهرا.
وأفادت بأن الهدف من هذا الحظر هو الضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة ودخول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من المجاعة، كما أن صنعاء أوقفت هجماتها عندما تم التوصل لوقف إطلاق النار في غزة واستأنفتها عقب انقلاب الكيان الصهيوني على الاتفاق.
وذكّرت الوزارة المبعوث الأممي بأن صنعاء لم تستخدم هذه الورقة بالرغم من تعرضها لعدوان جائر وحصار غاشم منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥.
كما أكدت بأن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي المساند للشعب الفلسطيني الذي يباد في غزة، ينسجم مع القانون الدولي الإنساني واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام ١٩٤٩م.
وجددت وزارة الخارجية التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية المبدئي والإنساني والأخلاقي المساند للشعب الفلسطيني وقضيتة العادلة.
وشددت على ضرورة التزام المبعوث الخاص بولايتة المتمثلة في بذل المساعي الحميدة لتحقيق التسوية السياسية في اليمن والعمل على كل ما من شأنه تمهيد الطريق لهذا الهدف والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتكبدها الشعب اليمني للعام العاشر على التوالي.