تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كرم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الأحد، شركاء النجاح في الشهر الكريم من العلماء والقراء والمبتهلين والإعلاميين من التلفزيون المصري وقيادات الأوقاف بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

و في كلمته أكد وزير الأوقاف، أن هذا الجمع جمع عظيم مبارك ببركة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وقلَّ أن يجتمع جمع مثله من العلماء والقراء والدعاة في مكان واحد، سائلًا الله (عز وجل) أن ينفع بهم جميعًا.


وأوضح،  أن ما نقوم به هو رمز لما نملك وشعور بما قدمتم خدمة لديننا ووطننا الذي نعمل جميعًا على تقدمه وعلو شأنه في مختلف المجالات، مدركين أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأن مصر هي القلب النابض للعروبة والإسلام، فكل ما نقوم به من خدمة مصر إنما نقوم به لخدمة الإسلام والمسلمين.

وأن هناك حالة من السكينة والطمأنينة حلت على جموع الشعب المصري، وهي حالة من الرضا والارتياح ربما لم نشهد مثلها من قبل، فبلد يُقرأ فيه القرآن ليل نهار وتعقد فيه المجالس الحديثية لمدارسة سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) ويصلى فيه على النبي (صلى الله عليه وسلم) ليل نهار ويكرم فيه آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا بد أن يطمئن ولا يمكن أن يضام أبدًا بإذن الله سبحانه، حيث يقول الحق سبحانه: "الَّذِينَ آمَنُوا ‌وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، فحالة الطمأنينة التي تحدث بالقرآن والذكر ودراسة العلم والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) كما تأتي على مستوى الشعوب تأتي على مستوى الدول مع الأخذ بالأسباب.

وأشار إلى أن الدولة المصرية أخذت بالأسباب وسعت واجتهدت في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وحدثت انفراجة كبيرة في المجال الحياتي كانت على مقدم رمضان، فالدين للروح والجسد، للدنيا والآخرة ولو كنا على مشارف قيام الساعة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها" والآخرة باقية ونسعى لها، لذلك نذكر بقوله تعالى: "مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا" فبكل الأحوال ليس لنا إلا ما كتب، والسعي فيه نشاط وهمة، والهمة تعني الأخذ بأقصى الأسباب وبمقاييس العلم، فالبركة في مصر وأهلها إلى يوم الدين.
وأكد وزير الأوقاف أنه قل أن يجتمع في محفل واحد هذه النخبة العظيمة من العلماء والقراء والمبتهلين والدعاة، إلا أنها مجموعة من كتائب متعددة من أهل العمل، فهو اللقاء الأول تبركًا بدأناه بتكريم أهل القرآن.
وتابع الوزير، أنه هناك نخبة من أكثر من 200 موفد ممن شرفوا مصر في الخارج، كما يتم اليوم تكريم التلفزيون المصري وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وقناة الحياة وقناة الناس على برنامجها المتميز سفراء دولة التلاوة الذي ألقى ظلاله على الجهد الذي بذله العلماء والقراء والأئمة في مختلف دول العالم حتى استقبلوا استقبالا عظيما يليق بمصر ومكانتها، وكان آخرها تكريم الرئيس الفنزويلي لموفدي الأوقاف، هو ونائبه ورئيس البرلمان وقيادات الحكومة في القصر الجمهوري، ولم يقتصر ذلك على فنزويلا بل وغيرها من الدول كالبرازيل وألمانيا.
كما قامت وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان بالعديد من المشروعات لخدمة المجتمع حيث وزعت 500 طن ما بين لحوم وسلع غذائية على الأسر الأولى بالرعاية ولأشقائنا في غزة، كما حقق مشروع صكوك الإطعام في هذا الشهر أكثر مما حققه في نصف عام في السنوات الماضية، وهذا يؤكد أن الخير في أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى يوم القيامة، وفيما يتصل بخدمة القرآن فكل السادة القراء المكرمين اليوم سنشرف بكونهم أعضاء في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في اللجنة العليا لخدمة القرآن الكريم.
بدوره تابع، أنه سيتم رفع قيمة الإعانة السنوية المخصصة من وزارة الأوقاف لمعاشات نقابة قراء القرآن الكريم لتصبح (3) ملايين جنيه بدلًا من (2) مليون جنيه اعتبارًا من 1 يوليو 2024م، على أن تخصص هذه الإعانة لدعم معاشات السادة أعضاء نقابة قراء القرآن الكريم.
كما شدد وزير الأوقاف أنه يجب علينا أن نعمل عمل من هو مقبل على الآخرة مدبر عن الدنيا، فلا يضع نصب عينيه إلا مرضاة الله (عز وجل) وأن من يدعو إلى الله سبحانه وهو موقن ومصدق بمعتقده وأفكاره قابله الناس بالتصديق والتأييد، مؤكدًا أن الدولة المصرية في عصرها الذهبي في الخطاب الديني الرشيد بفضل الله رئيس الجمهورية، وأنه لا يستطيع أحد أن يجادل في هذا مطلقًا، وأن ما نشهده أكثر مما كنَّا نحلم به، وأن الرئيس يكرم أهل العلم وأهل القرآن، وأنه دائما ما يوصيني بمضاعفة جوائز القرآن الكريم، فما يتمناه سيادة الرئيس للأئمة والدعاة وأهل القرآن أمر عظيم.
وفيما يخص حصانة العلماء فإن حصانة العلماء الحقيقية في فضل الله (عز وجل) وحب الناس لهم، وحصانة القراء في حب الناس لهم وهي أكبر حصانة يتمتعون بها.
ولفت وزير الأوقاف إلى أن الأئمة أصبحوا يتقاضون أجورًا أفضل من المعيدين بالجامعات والأطباء والمهندسين، مشيرًا أنها وصلت إلي 9050 جنيه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صلى الله علیه وسلم العلماء والقراء القرآن الکریم وزیر الأوقاف أهل القرآن

إقرأ أيضاً:

دروس وفضائل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.. رأي من ليبيا

منَّ الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم الطاعات وأوقات للعمل الصالح، والتنافس للتقرب منه سبحانه وتعالى، ومن أعظم تلك المواسم موسم الحج وعشر ذي الحجة التي شهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه من أفضل أيام الدنيا.

أولًا ـ فضائل عشر ذي الحجة في القرآن الكريم والسنة النبوية:

من الأوقات المباركة هذه العشر التي ورد في فضلها آيات وأحاديث منها قول الله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1،2]. وقال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة. وقال عز وجل: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾[الحج: 28]، قال ابن عباس: "أيام العشر". وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".

كان سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه" [رواه الدارمي بإسناد حسن]. وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام. وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" [رواه الطبراني في المعجم الكبير]. وقد كان سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه" [رواه الدارمي بإسناد حسن]. وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام. وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".

كما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ فأجاب: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة". وقد ذكر المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.

فبادر أخي المسلم إلى اغتنام الساعات والمحافظة على الأوقات فإنه ليس لما بقي من عمرك ثمن، وتب إلى الله من تضييع الأوقات، واعلم أن الحرص على العمل الصالح في هذه الأيام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير ودليل على التقوى، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[الحج: 32]، وقال تعالى:﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج: 37].

ثانيًا ـ ما يستحب فعله في عشر ذي الحجة:

الصلاة أمرها عظيم قال صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله". وهي أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات.

حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة النصوح، وذلك أنه ما حُرِم أحد خيرا إلا بسب ذنوبه، سواء كان خيرا دينيّاً أو دنيويّاً، قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾[الشورى: 30]. فالذنوب لها آثار خطيرة على القلوب، وكما أن السموم تضر الأبدان ولابد من إخراجها من الجسم، كذلك الذنوب تؤثر على القلوب تأثيرًا بليغًا، منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتجر أخواتها حتى يصعب على العبد مفارقتها والخروج منها. فسارع ـ أخي المسلم ـ إلى التوبة النصوح، واستقبل هذه الأيام بالبعد عن المعاصي والذنوب، وأكثر من الاستغفار وذكر الله عز وجل فلا يعلم أحدنا متى يفجأه الموت، ويرحل من هذه الدنيا. وإن الأعمال التي لا تغيب عن أصحاب الطاعات في استقبال عشر ذي الحجة:

1 ـ الإكثار من الأعمال الصالحة:

لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر"، ومن الأعمال الصالحة التي غفل عنها بعض الناس: قراءة القرآن، وكثرة الصدقة، والإنفاق على المساكين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها.

2 ـ الصلاة:

يستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات، عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليك بكثرة السجود له فإنك لا تسجد له سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" [رواه مسلم]، وهذا عامٌّ في كل وقت.

3 ـ الصيام:

لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "إنه مستحب استحبابًا شديدًا".

4 ـ أداء الحج والعمرة:

لقوله صلى الله عليه وسلم"… والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" [رواه مسلم].

5 ـ التكبير والتهليل والتحميد:

لما ورد في حديث ابن عمر السابق: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". وقال الإمام البخاري: "كان ابن عمر وأبو هريرة ـ رضي الله عنهما ـ يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات على فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعًا.

6 ـ الإكثار من قراءة القرآن:

فإن القرآن كما وصفه الله عز وجل هدى للمتقين: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:2]. وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألَمّ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" [رواه الترمذي]

يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم عرفة: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"

7 ـ الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة ـ أي الفجر ـ جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس. [أخرجه مسلم]. وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة" [رواه الترمذي]. هذا في كل الأيام فكيف بأيام العشر المباركة؟

8 ـ الصدقة:

وهي من أبواب القربات المشروعة طوال العام وقد أجزل الله عز وجل العطية للمنفقين فقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245]، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ولو بالقليل، ووعد بالأجر الجزيل للمتصدقين فقال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم "رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" [متفق عليه].

قال ابن القيم رحمه الله: "وقد دل النقل والعقل والفطرة وتجارب الأمم ـ على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها ـ على أن التقرب إلى الله رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله تعالى، واستدفعت نقمه بمثل طاعته، والتقرب إليه، والإحسان إلى خلقه".

وقال رحمه الله: "فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه". وإن أعظم أنواع الصدقة على ذوي القرابة والرحم فإن الأجر مضاعف قال صلى الله عليه وسلم: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة" [رواه الخمسة].

9 ـ أداء الصلاة مع الجماعة:

فالصلاة أمرها عظيم قال صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" [رواه الترمذي]. وهي أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات، وهي آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند موته فقال: "الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم" [رواه أحمد]. وهي آخر ما يفقد من الدين، فإن ضاعت ضاع الدين كله، قال صلى الله عليه وسلم: "لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة" [رواه أحمد].

10 ـ المحافظة على الوقت:

فإن رأس مال المؤمن في هذه الدنيا هو وقته الذي يزرع فيه للدار الآخرة يقول صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك" [رواه الحاكم وصححه الألباني].

11 ـ صيام يوم عرفه:

يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم عرفة: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [رواه مسلم].

12 ـ بر الوالدين وصلة الرحم:

قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ وبر الوالدين من أفضل الأعمال وأعظم الطاعات، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: |"الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" [متفق عليه].

13 ـ قيام الليل ولو بركعات قليلة:

فقد أثنى الله عز وجل على أهل الجنة بعدة صفات منها قيام الليل فقال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17]، وقيام الليل سنة مؤكدة حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد" [رواه أحمد].

14 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

فإن منزلته عند الله عظيمة ودرجته رفيعة حتى عده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدمه الله عز وجل على الإيمان به سبحانه كما في قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]، وفي هذا التقديم بيان لعظم شأن هذا الواجب وأهميته وحاجة الأمة إليه.

15 ـ غض البصر عن الحرام:

من نعم الله عز وجل التي أنعم بها علينا نعمة البصر، وهي نعمة لا تقدر بثمن، وقد أمر الله عز وجل بغض النظر عن الحرام فقال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [ النور: 31]، وقال صلى الله عليه وسلم: "النظر سهم مسموم"[رواه الحاكم].

عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليك بكثرة السجود له فإنك لا تسجد له سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة"إن النظر إلى ما حرم الله أصل كل فتنة، ومنجم كل شهوة، فالنظر هو رائد الشهوة ودليلها، وحفظه أصل حفظ الفرج. قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "يا علي؛ إن لك كنزا في الجنة، فلا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة" [رواه أحمد].

16 ـ حفظ الجوارح ومن أهمها اللسان:

فإن خطره عظيم كما قال صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أكثر ما يدخل النار؟ قال: "الفم والفرج" [رواه الترمذي]، وتأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم لتعلم خطورة اللسان وكيف يهوي بصاحبه: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" [رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" [رواه مسلم].

إن هذا يستدعي من العبد المسلم أن يجتهد في استقبال عشر ذي الحجة والاعتبار من قيمتها ووزنها في الأعمال الصالحة. وهذه خلاصة الرسالة في بيان فضل عشر ذي الحجة والأعمال لمستحبة فيها.

المراجع

ـ عبد الملك محمد القاسم، دروس عشر ذي الحجة، دار القاسم للنشر، ص. ص 5 ـ 35.
ـ فتاوى الحج والعمرة والزيارة، ص. ص 10 ـ 21.
ـ كتاب الدعوة، 1/ 125 ـ 130.
ـ السؤال الثاني من الفتوى، رقم 6178.

مقالات مشابهة

  • أفضل الأدعية والأعمال المستحبة في يوم عرفة
  • أمانة العاصمة.. مدرسة تعليم القرآن الكريم تنظم حفل اختتام العام الدراسي 1445هـ
  • تعرف على فضل الدعاء في يوم عرفة
  • مصر لن تضام أبدا
  • وزير الأوقاف يشارك في ندوة دولية بمكة المكرمة
  • فضل العشر الأول من شهر ذي الحجة وكيفية اغتنامها
  • وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ.. قصة إسماعيل والأضحية بالدليل من القرآن والسنة
  • الحجاج المصريون يشيدون بأداء أئمة وواعظات الأوقاف: يشرحون المناسك بكل يسر وسهولة
  • دروس وفضائل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.. رأي من ليبيا
  • فضل صيام يوم عرفة.. (فرصة العُمر لمحو الذنوب)