المصرف الزراعي: قرض لتمويل 70 بالمئة من قيمة شراء الحصادات
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
دمشق-سانا
وافق مجلس إدارة المصرف الزراعي التعاوني على تمويل 70 بالمئة من قيمة شراء حصادات القمح والحبوب بأنواعها مع التحزيم (شمل)، وإضافتها إلى جدول الاحتياج المعمول به لدى المصرف.
ووفق القرار الذي تلقت سانا نسخة منه يجب أن تكون الحصادة حديثة وغير محدثة، ولم يمض على تاريخ دخولها القطر عامان من تاريخ صدور الشهادة الجمركية، ويتم منح قرض متوسط الأجل بنسبة 70 بالمئة من قيمتها بما يتناسب مع حجمها ومواصفاتها وعرض سعرها، وذلك بعد الاستعلام عن أسعار الآليات المشابهة أصولاً.
وأكد مجلس الإدارة ضرورة تقديم الضمانة العقارية المناسبة والمقبولة لدى المصرف لتغطية القرض الممنوح ومراعاة باقي شروط الإقراض الأخرى المعمول بها لدى المصرف.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
التواضع بين قيمة الأخلاق وحدود الكرامة
في زمنٍ تداخلت فيه المفاهيم، وتبدلت فيه المعايير، يبقى التواضع علامة من علامات النبل، ودليلًا على نضج الشخصية ورُقيّ الأخلاق. فالتواضع لا يعني الضعف، ولا يقلل من قيمة الإنسان، بل يعكس قوة داخلية راسخة، لا تتكئ على الغرور، ولا تحتاج لإثبات الذات بإقصاء الآخرين أو التعالي عليهم.
غير أن من المؤسف أن بعض النفوس، المريضة بالكِبْر أو المصابة بعقد النقص، تسيء فهم التواضع، فتراه مذلة، وترى الطيبة سذاجة، والتسامح ضعفًا وتراجعًا. وهذه النفوس لا تعرف قيمة الأخلاق لأنها لم تُربَّ عليها، ولا تحترم الطيب لأنه، في نظرها، قابل للاستغلال.
والحقيقة أن العيب لا يكمن في التواضع، بل في من لا يُحسن قراءته. فالتواضع لا يُهين صاحبه، بل يكشف معادن من حوله؛ فمن قُدّم له التواضع ولم يعرف قدره، أساء استغلاله، ومن مُنح احترامًا ولم يقدّره، جعل منه وسيلة للتسلط والتجاوز.
هنا تظهر ضرورة التمييز بين التواضع وحفظ الكرامة. فأن تكون متواضعًا لا يعني أن تتنازل عن حقك أو تسمح بإهانتك. التواضع فضيلة حين يصحبه وعي، ويكون أقوى حين يحرسه احترام الذات. فكن طيبًا، لكن بحكمة، كريمًا دون أن تُستنزف، متواضعًا دون أن تُفسَّر رفعة أخلاقك على أنها ضعف.
القاعدة التي يجب أن تُرسَّخ في الوعي: عامل الناس بأخلاقك، لا بأخلاقهم، لكن لا تهدر كرامتك تحت شعار التسامح. فالقيم العظيمة لا تزدهر إلا بين من يُقدّرها، أما من يبتذلها، فلا يستحق أن تُمنح له.
نحن اليوم بحاجة إلى تواضعٍ تحرسه الكرامة، وإلى طيبةٍ يرافقها وعي، وإلى قوةٍ تُمارس برفق دون أن تتنازل عن هيبتها.
وفي الختام، يبقى التواضع زينة لا يتحلى بها إلا الكبار، ويبقى احترام الذات حدًا لا ينبغي تجاوزه، حتى تظل الأخلاق محفوظة، والكرامة مصونة، في زمن بات فيه فهم القيم أمرًا نادرًا.