لوموند: إسرائيل تائهة ولا تعرف كيف تستعيد الردع منذ أشهر
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
قالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن "إسرائيل"، لا تزال لا تعرف كيف تستعيد قدرتها على الردع، بعد 6 أشهر من حربها الفوضوية في قطاع غزة، والتي استشهد فيها أكثر من 33 ألف فلسطيني، واليوم تواجه ردا إيرانيا غير مسبوق.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بعض أعضاء حكومة نتنياهو، يريدون الانتقام من طهران، بأي ثمن على الرغم من التحذيرات الأمريكية، باندلاع حريق إقليمي.
أوضحت لوموند، أن حلفاء الاحتلال الغربيين أبدوا، هذه الملاحظة المثيرة للقلق بهدوء، حتى قبل أن تظهرها إيران، ليلة السبت13 الأحد 14 نيسان/ أبريل، بإطلاق أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ باليستي باتجاه الدولة العبرية.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الرد الإيراني المباشر يضع حكومة بنيامين نتنياهو في مأزق، إذ لا يمكن لإسرائيل الرد على الأراضي الإيرانية دون المخاطرة بالتصعيد، وهو ما ترفضه حليفتها الأمريكية بكل قوة، خوفا من حرب إقليمية.
وإذا لم يستجب نتنياهو، فإنه يسمح لإيران بوضع قاعدة جديد: فقد أصبح من الممكن الآن توجيه ضربات صاروخية باليستية مباشرة، ردا على الهجمات الإسرائيلية ضد مصالحها.
وأضافت لوموند أنه في مواجهة هذه المعضلة يماطل بنيامين نتنياهو. ويبدو أن المحادثة الهاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، صباح الأحد، قد أعاقت الرد الذي كانت إسرائيل تقترحه منذ عدة أيام بأنه سيكون فوريا وجوهريا.
وتراكمت في الصحف، تسريبات منسوبة لكبار مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تشير إلى تخوفهم من الجدل الذي يوصف بالتحريض على الحرب داخل الحكومة منذ أيام. وأعرب هؤلاء الضباط عن تخوفهم من الرد المتسرع وغير المدروس على الضربات الإيرانية، دون التقليل من أهميتها.
وأعربوا عن أسفهم بشكل عام لغياب أي رؤية سياسية في هذه الحرب على جبهات متعددة، والتي يرفض نتنياهو تحديد أهدافها، بما يتجاوز وعد النصر الكامل.
ويتعرض نتنياهو لضغوط من جانب حلفائه الأصوليين الدينيين، المستبعدين من الدائرة الضيقة للوزراء المسؤولين عن اتخاذ القرار بمفردهم بشأن متابعة الضربات الإيرانية، داخل مجلس الوزراء الحربي.
ومن بين هؤلاء المنتقدين، وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي رفض، أي منطق للاحتواء والتناسب في مواجهة طهران، معتبرا أن إسرائيل قد ضلت الطريق على مدى خمسة عشر عاما في مواجهة حماس في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال إيران إيران غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني زيارة نتنياهو للقاء ترامب للمرة الثالثة في أقل من 6 أشهر؟
واشنطن ـ ليس من المعتاد أن يزور رئيس وزراء دولة أخرى تبعد آلاف الكيلومترات أكثر من مرة خلال فترة زمنية قصيرة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كسر هذا النمط بزيارته الثالثة إلى واشنطن خلال 6 أشهر فقط، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في محطة جديدة من محاولاته لتعزيز نفوذه السياسي وسط بيئة إقليمية متقلبة وتحديات داخلية متزايدة.
وتأتي زيارة نتنياهو في ظل تغيرات متسارعة تشهدها الخارطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، من أبرزها الهجمات العسكرية الإسرائيلية، ثم الأميركية، على مواقع إيرانية، وما أعقبها من رد صاروخي إيراني غير مسبوق داخل إسرائيل.
كما تتزامن الزيارة مع مؤشرات مشجعة من واشنطن بشأن إمكانية التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، إذ أعلن ترامب أن إسرائيل وافقت على مقترح أميركي بوقف إطلاق النار لمدة شهرين، ووصف رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على "الاقتراح النهائي" بالإيجابي.
وقال ترامب على متن الطائرة الرئاسية فجر السبت: "قد يكون هناك اتفاق في غزة الأسبوع المقبل.. أنا متفائل جدا، لكن كما تعلمون، تتغير الأمور من يوم لآخر".
تكريس المكاسب
وفي تصريحات للصحفيين قبيل صعوده الطائرة المتجهة إلى واشنطن، قال نتنياهو إن الضربات التي نفذت ضد إيران من قبل إسرائيل والولايات المتحدة "تخلق التزاما عظيما وفرصا كبيرة أيضا. الالتزام الأساسي هو الحفاظ على هذا الإنجاز، والاستعداد الكامل لمنع إيران من تجديد سعيها للحصول على أسلحة نووية تهدف إلى تدميرنا".
وتابع قائلا: "لكن هناك أيضا فرصة كبرى، وهي توسيع دائرة السلام إلى مدى يتجاوز ما كنا نعتقده ممكنا. لقد غيرنا بالفعل وجه الشرق الأوسط بشكل لا يمكن إنكاره، ولدينا فرصة لتغيير أكبر وصناعة مستقبل مزدهر لدولة إسرائيل ولشعبها وللمنطقة بأسرها".
وفي حديثه للجزيرة نت، قال السفير الأميركي السابق ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأسبق والباحث حاليا بالمجلس الأطلسي في واشنطن، إن لنتنياهو أهدافا واضحة من هذه الزيارة الثالثة للبيت الأبيض في العهد الثاني لترامب.
إعلانوأوضح ماك أن نتنياهو "يحرص على إظهار نفوذه المستمر على ترامب وعلى كبار قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس أمام شركائه في الائتلاف الحاكم وأغلبية الكنيست، وذلك من أجل صد أي ضغوط أميركية قد تمارس على إسرائيل".
وأضاف ماك أن نتنياهو يعول على هذا اللقاء "لضمان بقائه السياسي، لأن فشل هذه الزيارة قد يفتح الباب أمام انتخابات جديدة، مما قد يعيده إلى أروقة المحاكم لمواجهة تهم الفساد التي ما زالت تلاحقه ولم تغلق بعد".
أما رئيس برنامج الدراسات الدولية في جامعة سيراكيوز بولاية نيويورك البروفيسور أسامة خليل، فرأى أن أهداف نتنياهو لم تتغير، وقال للجزيرة نت: "نتنياهو يسعى قبل كل شيء لإنقاذ مستقبله السياسي من خلال تقويض التحقيقات الجارية ضده في ملفات فساد من المرجح أن تؤدي إلى الإدانة والسجن".
وأضاف أن "نتنياهو يستغل دعم ترامب المتواصل له عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بهجماته على النيابة العامة الإسرائيلية، ليظهر أنه لا يزال يحظى بدعم واشنطن، رغم تراجع شعبيته في الداخل الإسرائيلي".
وبحسب خليل، فإن نتنياهو يسعى أيضا "لتأمين التزام أميركي مستمر بدعم مشروع إسرائيل الكبرى، من خلال التمويل والتسليح، بل حتى عبر نشر القوات الأميركية لضمان تنفيذ الأهداف الإسرائيلية".
من جهته، رأى الباحث في السياسة الخارجية الأميركية آدم شابيرو، في حديثه للجزيرة نت، أن زيارة نتنياهو "جزء من حملة علاقات عامة موجهة للداخل الإسرائيلي، كما تهدف إلى انتزاع تعهد من ترامب بعدم التوصل لأي اتفاق مع إيران قد يغضب نتنياهو أو يقوض خططه".
اختبار نواياوفي ملف غزة، قال نتنياهو: "نحن لا نزال في ساحة غزة، وقد حققنا إنجازات كبيرة هناك، لكن هناك أيضا مهام لم تنجز بعد. حتى الآن أطلقنا سراح 205 من أصل 255 رهينة، بينهم 148 على قيد الحياة، بينما بقي 20 رهينة أحياء و30 قتيلا. أنا مصمم، ونحن مصممون، على إعادتهم جميعا، أحياء وأموات".
وتعهد نتنياهو بـ"القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس"، مضيفا: "أنا ملتزم بثلاثة أهداف أساسية: إعادة جميع الرهائن، والقضاء على قوة حماس، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مستقبلا".
وبشأن قبول نتنياهو بمقترح ترامب لوقف إطلاق النار، يرى السفير ديفيد ماك أن "نتنياهو يراهن على قدرته على التحكم بمجريات المفاوضات بطريقة ترضي شركاءه المتشددين في الحكومة، خصوصا فيما يتعلق بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، بل حتى إمكانية بناء مستوطنات في غزة".
وأوضح ماك أن التوصل لاتفاق يشمل استعادة الرهائن الأحياء والأموات "سيخفف من الضغط الشعبي والإعلامي والعسكري عليه داخل إسرائيل، مما يمنحه مساحة للمناورة السياسية في المرحلة المقبلة".
في المقابل، عبر شابيرو عن تشاؤمه من إمكانية إبرام اتفاق قريب بشأن غزة، وقال: "لا أعتقد أن هناك اتفاقا وشيكا. نتنياهو يقول أي شيء في أي وقت لكنه لا يلتزم بشيء، هدفه الحقيقي منذ البداية هو الاستيلاء الكامل على قطاع غزة وبناء مستوطنات فيه، وكل ما عدا ذلك مجرد تشويش وتضليل".
إعلانأما البروفيسور خليل فذهب إلى أن نتنياهو "لا يعتزم توقيع أي اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، كما فعل في جولات سابقة. سيواصل إثارة مسائل هامشية ويدعي أنها عقبات رئيسية، حتى يظهر أن التوصل لاتفاق مستحيل أو مؤقت فقط".
وحذر من أن "نتنياهو سيخرق أي هدنة حينما يرى أن الوقت مناسب لذلك، دون أن يواجه عواقب تذكر. هدفه النهائي هو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وضمّ المنطقتين بمباركة أميركية".
وبينما أشار ترامب إلى إمكانية الإعلان عن اتفاق خلال الأسبوع المقبل، مشددا على الحاجة لإنهاء عدد من القضايا العالقة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، قال نتنياهو: "بناء على الشروط التي اتفقنا عليها، أرسلت فريق تفاوض بتعليمات واضحة. وأعتقد أن المحادثات مع الرئيس ترامب يمكن أن تساعد في تعزيز هذه النتيجة التي نأملها جميعا".