فعل نداوم عليه بعد رمضان.. علي جمعة يوضحه
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، انه مع دستور من هذه الدساتير التي أرشدنا الله سبحانه وتعالى إليها، في سورة الجمعة انظر إليها وتدبرها وتأملها مرة بعد مرة، وأنت تحصل على برنامج عملي لأيامك المقبلة التي تواجهها وتستقبلها بعد خروجك من رمضان، وبعد ما رضي الله عنك وتعرضت لنفحاته في هذا الشهر الكريم، من صيامٍ وقيامٍ وذكرٍ وتلاوة، وبعد هذه الصلة الربانية التي شعر بها كل واحد منا، حتى مر الشهر وكأنه يوم.
يقول ربنا سبحانه وتعالى في مفتتح سورة الجمعة: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} الكون يسبح، وهو معنى ينبغي أن تستحضره دائمًا أيها المسلم أن هذه الكائنات التي حولك تسبح لله رب العالمين {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} هذه الكائنات تسبّح؛ فلا تكن أنت النغمة النشاز -التي لا تسبِّح- ضمن هذه الكائنات المسبحة بحمد ربها ... لا تنسى الله، ولا تنس ذكر الله، واجعل لسانك رطبًا بذكر الله، أما أن تنسى فقد دخلت في إطار أقوامٍ آخرين {نَسُوا اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} وكانوا من المنافقين، والله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده الكفر، والكفر أنواع: كفر بالله الرحمن يمس عقيدة المرء، وكفر بالنعمة بعدم شكران المنعم سبحانه وتعالى، وكفر بالعشير _وهو الزوج أو من تعاشر أيان كان_ بنكران إحسانه إليك؛ فلا تكفر بنعم الله عليك {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
ويأتي الرجل إلى رسول الله ﷺ ويقول له: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ شَرَائِعَ الإسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؟ قَالَ: (لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّه).
إذن فعليك أن تذكر الله قيامًا وقعودًا وعلى جنبك في كل حال، اجعل لسانك يذكر الله حتى مع عدم استحضار القلب؛ فإن ذكر الله سبحانه وتعالى يرجعك التارة بعد الأخرى إلى حظيرة القدس؛ فإن ذكر الله مع الغفلة خير من عدم ذكره بالمرة لا بالقلب ولا باللسان، اذكر ربك باللسان، واتلُ القرآن، واجعل بينك وبينه حصة في كل يوم.
اجعل وردًا بينك وبين القرآن حتى لو لم تتدبر معانيه؛ فإنك في يومٍ سوف تتدبر، لا تترك الصلاة لأنك لا تخشع فيها؛ صلِّ وداوم على الصلاة حتى يأذن الله سبحانه وتعالى أن يملأ هذا الوعاء بالنور، وأن يملأه بالأسرار، وأن يملأه بالأنوار، وأن يملأه بالملك والملكوت؛ فإن قلب المؤمن لا يسعه شئ في هذا الكون؛ من اتساعه لمعرفة الله الواحد القهار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى م ا ف ی ال
إقرأ أيضاً:
أمسية خطابية في السخنة بالحديدة احتفاءً بيوم ولاية الإمام علي عليه السلام
الثورة نت / يحيى كرد
أحيت السلطة المحلية وشعبة التعبئة العامة في مديرية السخنة بمحافظة الحديدة، مساء أمس، أمسية خطابية بمناسبة ذكرى يوم الولاية للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، للعام 1446هـ، وسط أجواء إيمانية وروحانية تعبّر عن عمق الارتباط الشعبي بالمناسبة.
وتناولت الكلمات التي أُلقيت خلال الأمسية، المكانة العظيمة التي يحتلها الإمام علي عليه السلام في وجدان الأمة الإسلامية، باعتباره رمزًا للعدل والشجاعة والتضحية في سبيل الله، مشددة على أن إحياء يوم الولاية يمثل محطة مهمة لتعزيز قيم الولاء لله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام، وتجديد العهد بالسير على نهجهم القويم.
وأكّدت الكلمات أن يوم الغدير لم يكن حدثًا عابرًا، بل محطة تاريخية فاصلة في مسار الرسالة المحمدية، إذ أعلن فيها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولاية الإمام علي بأمر من الله تعالى، داعية إلى استلهام الدروس من هذه المناسبة في تعزيز وحدة الأمة والتمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة.
كما نوّه المتحدثون إلى الدور الريادي الذي تضطلع به مديرية السخنة في إحياء المناسبات الدينية والوطنية، بفضل وعي أبنائها وصدق انتمائهم للقضية الإيمانية، معتبرين أن هذا الحضور الفاعل يعكس التمسك العميق بالمشروع القرآني والقيادة الربانية.
واختُتمت الأمسية بالدعوة إلى مواصلة التوعية بمعاني الولاية وأبعادها القرآنية، والعمل على ترسيخها في أوساط المجتمع، لما تمثله من ركيزة أساسية في بناء الأمة على أسس العدل والإيمان والولاء للقيادة الربانية.