انطلقت اليوم فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية لطاقة المستقبل، المنعقدة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بالإمارات.

وتُعد القمة بمثابة الملتقى السنوي الأبرز في مجال الطاقة المستقبلية والاستدامة.

وركزت فعاليات اليوم على مواضيع التمويل الأخضر، حيث أكد بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا السابق على الضرورة الملحة لتصحيح مسار تغير المناخ والتفكير خارج الصندوق، وقدم آراءً ملهمة حول العقبات التي تواجه الاستثمار في الطاقة المتجددة وسبل تطويرها خلال جلسةٍ بعنوان "تمويل النهج العالمية للاقتصادات منخفضة الكربون".



وقال جونسون: يتطلّب الحدّ من تجاوز درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية الكثير من الدراسات الاجتماعية المعمقة وإيجاد حلول عمليّة وتقديم الكثير من الدعم المالي، إذ تنفق الحكومات حول العالم مبالغ طائلة للدفاع عن نفسها في وجه الحكومات الأخرى، لكننا لا ننفق هذا القدر من المال لمكافحة العدو الأول للجميع وهو تغير المناخ.

وأعرب عن اعتقاده بأنّ إيجاد الحلول العملية يتطلّب وضع منهجيةٍ جادة على صعيد التمويل وإرساء خط تجميع لمشاريع الطاقة المتجددة البسيطة، حتى يمكن بلوغ نتائج ملموسة بأسرع وقت ممكن، وهذا غير ممكن بدون تنحية الأمور الجانبية التي تشغلنا عادة وإلا لن نكون قادرين على حل المشكلة لعشر سنوات أخرى.
كما انضمّ إلى نفس الجلسة، أحمد بهي الدين، المدير العام والمسؤول عن الشؤون التجارية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة جي إي فيرنوفا، وهي شركة عامة مستقلة انبثقت عن شركة جنرال إلكتريك تُعنى بمجال الطاقة وطاقة الرياح والكهرباء.

وقال بهي الدين: يلعب الوقت عاملاً مهما، خصيصاً في ظل وجود الكثير من رؤوس الأموال التي تبحث عن مشاريع في أسواق متقدمة، ولا سيّما في مجالات مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الجديدة، وتفسح الإصلاحات التنظيمية وهيكلة نموذج الإيرادات مجالاً أكبر للنمو.

كما شهد اليوم الثاني من القمة إطلاق تقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2024، الصادر عن جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية رسمياً في القمة العالمية لطاقة المستقبل.

 وسلّط التقرير الضوء على المساهمة المتزايدة للطاقة الشمسية في رحلة تحول الطاقة المستمرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الوقود الأحفوري التقليدي إلى مصادر الطاقة المتجددة، وذلك في ظلّ الازدهار المستمرّ في قطاع التصنيع والنمو السكاني والاقتصادي المستمر، فضلاً عن المخاوف بشأن تغير المناخ والاستدامة البيئية.

 

الطاقة الشمسية
ووفقاً للتقرير، تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم بواحد من أعلى مستويات إمكانات الطاقة الشمسية في العالم، حيث تساهم دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب ومصر في المتوسط السنوي للإشعاع الشمسي الذي يتجاوز 2000 كيلووات في الساعة لكل متر مربع سنوياً.

كما ساهمت نفس الدول في زيادة قدرة الطاقة الشمسية في المنطقة بنسبة 23% على أساس سنوي في عام 2023، وفي حين أنه من المتوقع أن يستمر مسار النمو الإقليمي للطاقة الشمسية، يكشف التقرير أنه لا يزال أقل بكثير من المستويات المطلوبة لاستبدال المساهمة الحالية للوقود الأحفوري والبالغة 87%، إذ توفر الطاقة الشمسية ما يزيد قليلاً عن 2% من مزيج الطاقة الحالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقالت دينيسا فاينيس، الأمين العام لجمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية: وضع تعهد COP28 لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة بدعمٍ من 124 دولة أهدافاً طموحة لزيادة انتشار الطاقة المتجددة وتدابير كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، لكن لا نزال نواجه تحدياتٍ عديدة لتحقيق هذه الأهداف، لا سيما في قطاع الطاقة داخل منطقة الخليج، وبالنظر إلى المستقبل، فإن تحول الطاقة يوفر الكثير من فرص العمل الجديدة بما يكفل تحسين سبل العيش وتمكين المجتمعات، ومن المتوقع بعد عام 2030 أن تكون مجموعة متنوعة من التقنيات جاهزة للسوق، لتقدم حلولاً قابلة للتطوير لإزالة الكربون من قطاع الطاقة بما يتيح دوراً أكثر فاعلية لمصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتقنيات الخالية من الانبعاثات.

وأضافت فاينيس: يركز السعي الكبير لتحقيق الأهداف الطموحة بحلول عام 2030 على مشاريع المرافق العامة، مما قد يطغى على احتياجات القطاعين التجاري والصناعي، وهذا يؤكد أهمية النظر في نهج متوازن لنشر الطاقة لضمان التنمية الشاملة والمستدامة.

تعهدات COP28
وفي حديثه في مؤتمر الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة، أشاد الدكتور رالف بلومنثال، رئيس برامج الشبكات في الشرق الأوسط في سيمنس، بالنقاشات الجارية حول الرقمنة والأهمية الكبيرة لدمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكات الذكية للمساعدة في تحقيق أهداف تعهد COP28.

 وقال : تُعدّ البطاريات عاملاً أساسياً إذا ما أردنا مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وزيادتها بتسعة أضعاف بحلول عام 2050، ولا يقتصر دور البطاريات على التخزين فحسب، إذ تعدّ ضرورية لتنظيم الشبكة والحدّ من الانقطاعات الذي قد تحدث خلال توليد الطاقة المتجددة، وقد تمّ اليوم تركيب حوالي 1500 جيجاوات من الطاقة المتجددة على مستوى العالم وهي جاهزة للنشر، لكن لا يمكن دمجها في الشبكات، وعلى الرغم من أن عدداً قليلاً فقط من الشبكات الأصغر حجماً تعمل بنسبة 100% على الطاقة المتجددة، إلّا أنّ الشبكات الوطنية لم تتمكّن من دمج مصادر الطاقة المتجددة بشكل فعال على نطاق واسع حتى الآن.

وتتواصل النقاشات والجلسات البناءة حول قضايا وحلول الطاقة العالمية غداً مع منتدى التنقل الكهربائي، الذي سيبحث بشكل شامل دور النقل النظيف والمستقل في تغيير مستقبل تصميم المدن، وما هي الأمور الضرورية لإطلاق العنان لإمكانات الاستثمار في توسيع نطاق التنقل الكهربائي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القمة العالمية لطاقة المستقبل أبوظبي المناخ الطاقة المستقبلية درجات الحرارة مصادر الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة الشرق الأوسط الکثیر من بحلول عام عام 2030

إقرأ أيضاً:

إطلاق برنامج لتركيب محطات للطاقة الشمسية للفلاحين والمستثمرين

أكدت وزير البيئة والطاقات المتجددة فازية دحلب، أن دائرتها الوزارية أطلقت برنامجا لتركيب محطات للطاقة الشمسية موجه للفلاحين والمستثمرين الناشطين في مجال الزراعات الإستراتيجية لسقي 3 آلاف هكتار من الأراضي البعيدة عن الشبكة الكهربائية.

وأوضحت الوزيرة في مداخلة لها خلال الملتقى الوطني الموسوم ب “النعامة: آفاق واعدة للإستثمار في الزراعات الإستراتيجية وتنمية السلالات المحلية “والمنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون “أن تمويل هذا البرنامج يتم بين وزارة البيئة والطاقات المتجددة بقيمة 50 بالمائة من تكلفة المحطة الشمسية والمستخدم المستفيد من هذا البرنامج”.
وأضافت في هذا السياق أنه تم الإعلان عن دعوة مفتوحة لإبداء الإهتمام من أجل إحصاء الفلاحين والمستثمرين المهتمين بالبرنامج عبر البوابة الإلكترونية لوزارة البيئة والطاقات المتجددة ومديرياتها الولائية المعنية والتي تمتد إلى غاية 13 يونيو حيث ستشرع هذه الأخيرة في دراسة كافة الطلبات وترتيبها حسب الأولوية بمعية وزارة الفلاحة و التنمية الريفية قبل الشروع في الإنجاز.

وأبرزت السيدة دحلب بالمناسبة أهمية الإستثمار العلمي لتطوير حلول مبتكرة للحفاظ على الموارد الطبيعية وإداراتها على مستوى مناطق الجنوب والهضاب العليا مؤكدة أن تنظيم هذا اللقاء بولاية النعامة يهدف إلى إقتراح حلول ملموسة للتحديات التي تواجه الزراعة عبر هذه المناطق والإهتمام بالأنواع والسلالات المحلية والمحافظة عليها والإستفادة من قدرتها على التكيف لتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة.

ودعت الوزيرة من جهة أخرى إلى التعاون بشكل وثيق بين صناع القرار والباحثين والفلاحين والمربين والجمعيات والمنتخبين المحليين وتبادل المعرفة والآراء والتشاور في مجال تعزيز قدرات النظم البيئية عبر المناطق الصحراوية والواحات والهضاب العليا ومكافحة تغيرات المناخ من أجل تعزيز الجهود والتدابير التي تتخذها مختلف القطاعات كالفلاحة والري والطاقة والبيئة في هذا المجال.

وذكرت من جهة أخرى بأن إعداد أدوات التخطيط الخاصة بالأنشطة المتعلقة بحماية النظم الإيكولوجية وضمان إستدامتها حماية للبيئة الصحراوية -التي تعد موطن للعديد من الموارد الحيوية من بينها السلالات المحلية التي تمثل مصدر للحلول المحتملة التي يفرضها تغير المناخ- تندرج ضمن صميم إهتمامات دائرتها الوزارية تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية وتطبيقا لإلتزامات الجزائر ضمن الجهود العالمية لتخفيف من إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري.

مقالات مشابهة

  • الدورة الـ 77 لجمعية الصحة العالمية ترسخ إنجازات COP28 بشأن الصحة وتغير المناخ
  • هيونداي الأردن تحصد جائزة أفضل مركز صيانة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • العراق أبرز المتضررين.. كيف يهدد تغير المناخ الطاقة الكهرومائية بالشرق الأوسط؟
  • مؤسسة الوحدة للتجارة – هيونداي الأردن تحصد جائزة أفضل مركز صيانة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • إطلاق برنامج لتركيب محطات للطاقة الشمسية للفلاحين والمستثمرين
  • عقوبات أوروبية وأميركية تستهدف كيانات وقيادات إيرانية متورطة بدعم الحوثي
  • أوستن: تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يظل أولوية للإدارة الأمريكية
  • اليوم.. بايدن يوجه خطاباً بشأن تطورات الشرق الأوسط
  • القباج تشهد انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة في نسخته العاشرة
  • التخطيط تشارك بافتتاح فعاليات معرض الطاقة الشمسية والتخزين المباشر بالشرق الأوسط