تحول نظام “العمل عن بعد” في دولة الإمارات إلى صمام أمان يسهم في المحافظة على سلامة أفراد المجتمع وتمكينهم من أداء أعمالهم ومهامهم اليومية بكل يسر وسهولة.
ونظرا للحالة الجوية التي شهدتها الدولة، تطبق الإمارات لليوم الثالث على التوالي نظام “العمل عن بعد” على مستوى واسع النطاق وسط كفاءة ونجاح كبير في استمرارية الأعمال والخدمات على أعلى مستوى.


وفي الوقت ذاته أسهم العمل بنظام التعليم عن بعد في جميع مدارس الدولة في تحقيق الاستدامة في العملية التعليمية، والاستمرارية في تطبيق الخطط الدراسية على أكمل وجه.
ونجحت دولة الإمارات في بناء منظومة مرنة ومستقبلية لـ “العمل عن بعد”، لتصبح مثالا عالميا يحتذى في الكفاءة والفاعلية والجاهزية العالية لأية ظروف أومتغيرات.
وتقف 3 أسباب رئيسة خلف نجاح تجربة “العمل عن بعد” في الإمارات تتمثل في المرونة التشريعية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في عمليات متابعة الأداء والإنتاجية، وجاهزية البنية التحتية الرقمية المتكاملة وتوافر الخدمات الحكومية الإلكترونية الذكية التي تساعد في استمرارية التواصل وتقديم الخدمات.
تشريعات وأنظمة.
وجهزت الإمارات نفسها منذ وقت مبكر للتغييرات التي قد يشهدها العالم على صعيد أساليب وأنظمة العمل، سواء عن بعد أو حضوريا، أو فيما يتعلق بأيام وطرق العمل وتسلحت في سبيل ذلك بأقوى وأنجع الأنظمة الرقمية لتبقى في صدارة الدول في هذا المجال.
وبدأت الإمارات في تطبيق نظام العمل عن بُعد في القطاع الحكومي الاتحادي، منذ عام 2017، وذلك عبر تطبيقه تجريبياً في بعض الجهات الاتحادية، وتمكنت من قياس أثره على الإنتاجية.
وخلال فترة جائحة «كوفيد-19» صدر قرار مجلس الوزراء رقم (27) لسنة 2020 بشأن نظام العمل عن بعد في الحكومة الاتحادية الذي بموجبه أيضا يتم تطبيق نظام العمل عن بعد من قبل الجهات الاتحادية في الظروف الطبيعية والعادية أيضا.
واستحدثت الإمارات في عام 2021 تأشيرة إقامة العمل الافتراضي الأول من نوعه في المنطقة الذي يمكن الأجنبي من دخول الدولة بكفالته الشخصية والبقاء فيها لمدة سنة وممارسة وظيفته الافتراضية وفق الشروط والضوابط الصادرة مع التأشيرة.
متابعة الأداء والإنتاجية.
وشدد دليل العمل عن بعد في الحكومة الاتحادية الصادر عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، على ضرورة متابعة تطبيق العمل عن بعد وتوثيق الإنجاز من خلال قياس الإنتاجية للموظفين الذين يعملون عن بعد، والتأكد من جودة ودقة المخرجات، وتحديد الأطر الزمنية لتقديم الخدمات وتنفيذ المهام وتسليم المشاريع، والالتزام بتطبيق معايير حوكمة وضوابط الأمن السيبراني عند استخدام مختلف وسائل التقنية في تطبيق نظام العمل عن بعد، وأية ضوابط أخرى تراها جهة العمل مناسبة بهذا الشأن.
ويتم تقييم أداء الموظف الذي يعمل بنظام العمل عن بعد وفق عدة محاور منها الإنتاجية التي تستند إلى عدد المهام المنجزة من إجمالي المهام المستهدفة وجودة المخرجات من حيث الدقة في التسليم والالتزام بإنجاز المهام وفق الإطار الزمني المحدد للمخرجات، ونسبة رضا الرئيس المباشر والمتعاملين عن مخرجات العمل المنجز وفق ما يتم الاتفاق عليه.
بنية رقمية متطورة.
وترتكز منظومة العمل عن بعد في الإمارات على بنية تحتية رقمية متطورة، مكّنتها من تجاوز التحديات وتجاوز التحدي والحفاظ على استمرارية العمل في مختلف القطاعات.
وأطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجية الإمارات للخدمات الحكومية، وسياسة المنصة الرقمية الموحدة، وسياسة المتعامل الرقمي والخدمة الحكومية الرقمية، ضمن جهودها لتقديم خدمات رقمية متطورة على مدار الساعة وفي أي مكان.
وتتيح حكومة دولة الإمارات أكثر من 6,000 خدمة اتحادية ومحلية عبر الإنترنت في مختلف القطاعات والمجالات المرتبطة بالحياة اليومية لأفراد المجتمع.
وحسب تقرير “الإمارات الرقمية – حقائق وأرقام 2023” الصادر عن هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، فإن نسبة مستخدمي الإنترنت في الدولة بلغ 99% من السكان، ما يتيح مستوى عاليا من الاستخدام بالنسبة للحلول الرقمية سواء في يوميات الحياة العادية أو في الخدمات الحكومية.
وسلط التقرير الضوء على أداء البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة (U.ae)، بوصفها المرجع الرئيس لجميع المعلومات والخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية كافة، إذ يرتبط بالبوابة 221 جهة حكومية تقدم 2,630 خدمة رقمية، فيما بلغ عدد زوار البوابة 19 مليون زائر خلال عام 2022.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات حلت بالمركز الأول إقليميا والرابع عالميا، بين أكثر الوجهات الرائدة للعمل عن بعد التي تستقطب «الرقميين الرحّل»، حسب تصنيف موقع «فيزا غايد» المتخصص في رصد وتقييم فاعلية أنظمة التأشيرات الداعمة لنمط العمل عن بُعد، ومستوى تقدم الدول في توفير البيئة الحاضنة والممكنة والجاذبة للمواهب والعقول في المجال الرقمي.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: نظام العمل عن بعد دولة الإمارات عن بعد فی

إقرأ أيضاً:

دبي القابضة تعلن الفائزَين في تحدي الاستدامة العالمي “ابتكر من أجل الغد”

أعلنت دبي القابضة اليوم، عن الفائزين في تحدي الاستدامة العالمي الذي أطلقته بعنوان “ابتكر من أجل الغد”.
وكان التحدي قد تلقّى 150 طلب مشاركة، من جميع أنحاء العالم، حيث تنافس المشاركون على تطوير حلول قائمة على إحداث الأثر لمعالجة قضايا الاستدامة الملحّة في دولة الإمارات.
ووفق “دبي القابضة”، سعى التحدي إلى الكشف عن حلول جديدة في مجالات عدة تشمل دائرية الاقتصاد، وكفاءة استخدام الموارد، واستدامة سلسلة التوريد، وتقليل المخلفات وتثقيف المستهلك، وذلك لتسريع مسار دولة الإمارات نحو تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050.
شهد حفل تقديم العروض وتوزيع جوائز تحدي “ابتكر من أجل الغد”، الذي أقيم في متحف المستقبل، مشاركة خمسة متأهلين للتصفيات النهائية قدمّوا حلولهم القابلة للتطوير والتوسع أمام لجنة تحكيم من المتخصصين، وذلك بحضور عدد من أعضاء الإدارة العليا للمجموعة وروّاد القطاع والشركاء والأطراف المعنيّين الرئيسين.
وتم تقييم العروض المقدمة من حيث جدوى الأعمال، وقابلية التوسع والابتكار والأثر المحتمل للحلول المقترحة.
وفاز بالمركز الأول للتحدي فرانك كاتو لاتي من شركة أوثالو، النرويج، عن حل “إعادة تدوير البلاستيك لصنع المنازل”؛ بفرصة ممولة لتطبيق الحل الفائز من خلال مشروع تجريبي مع دبي القابضة تحت إشراف متخصصين من أفضل خبراء المجموعة، كما فازت رنا حاجي رسولي من شركة “سيربلس”، الإمارات، بالمركز الثاني عن حل “تحويل الفائض إلى فرص متكافئة” الذي تقدّمت به، وكانت الشركات الثلاث الأخرى، التي وصلت إلى التصفيات النهائية، هي “مانهات، دولة الإمارات؛ و”مي تيرو”، الولايات المتحدة؛ و”ميدوري”، دولة الإمارات.
ونال الفائز والحاصل على المركز الثاني فرصة الوصول إلى حاضنة الأعمال in5 التابعة لمجموعة تيكوم، الشريك المنفّذ للتحدي، لمدة عام كامل.

وإضافة إلى ذلك، سيستفيد جميع المتأهلين الخمسة من شبكة الدعم الواسعة التي توفّرها دبي القابضة، وفرصة تقديم عروضهم أمام مجموعة من المستثمرين المحتملين.
استقطب تحدي “ابتكر من أجل الغد” مشاركات من 31 دولة حول العالم، 68% منها شركات تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، وتأسست ما يقارب 30% من الشركات المشاركة في التحدي على يد سيدات أعمال.
وتركزت ثلث الشركات التي تقدمت للمشاركة على مواضيع الحد من المخلفات وإعادة التدوير وإعادة الاستخدام بينما ركّز 24% منها على حل قضايا استدامة سلسلة التوريد، في حين سلّطت 22% من الطلبات المقدّمة الضوء على كفاءة استخدام الموارد، وركّز 15% من المشاركين على دعم تثقيف المستهلك، وتوعيته بالقضايا الرئيسية المرتبطة بالاستدامة.
وقالت هدى بوحميد، الرئيس التنفيذي للتسويق والاستدامة في دبي القابضة إن جودة وتنوّع الأفكار التي قدّمها المبتكرون من هذه الشركات تؤكد الحاجة الماسة إلى تطبيق حلول مبتكرة تساهم في حفز التأثير وقيادة التحول نحو الاقتصاد الدائري.
من جهته أكد ماجد السويدي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – مدينة دبي للإعلام، على الدور المحوري الذي تلعبه حاضنات الأعمال مثل حاضنة الأعمال in5 في دعم وتمكين الأفكار المبتكرة وتحويلها إلى مشروعات ذات جدوى تجارية تضيف قيمة ملحوظة على الاقتصاد الوطني.
من ناحيته قال الفائز فرانك كاتو لاتي من شركة “أوثالو”، النرويج، إن التحدي يوفر فرصة استثنائية للتعاون مع دبي القابضة، ويشكّل بوابة دخول لنا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم.وام


مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يشهد احتفالية “التعاضد والمحبة والأخوة الإنسانية” في دبي
  • الإمارات تشارك في الاجتماع التنفيذي الـ 121 لـ “الأمم المتحدة للسياحة” في برشلونة
  • “دو” تعلن إطلاق خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي السيادي للجهات الحكومية
  • دبي القابضة تعلن الفائزَين في تحدي الاستدامة العالمي “ابتكر من أجل الغد”
  • دبي القابضة تعلن عن الفائز والحاصل على المركز الثاني في تحدي الاستدامة العالمي “ابتكر من أجل الغد”
  • “دو” تعلن إطلاق خدمات الحوسبة السحابية الفائقة والذكاء الاصطناعي السيادي للجهات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع “Oracle Alloy”
  • توسيع “باقة العمل” لتشمل جميع إمارات الدولة
  • مركز أرياد و’دعم’ يؤهل 30 رائدة أعمال إلكترونية في “معسكر الريادة الرقمية”
  • إطلاق باقة العمل على مستوى الدولة
  • عبدالله بن زايد يشارك في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة “بريكس”