فيتو أميركي ضدّ عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
أعلن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل أن الولايات المتحدة لا تنوي التصويت لصالح مشروع قرار حول قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
وقال باتيل في مؤتمر صحفي: "الولايات المتحدة ستصوت ضد مشروع القرار الذي اقترحه مجلس الأمن".
ومن جهته، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن "أقل ما يمكننا ويجب علينا القيام به، وفقا لجميع الضروريات الأخلاقية، هنا والآن، هو تلبية طلب فلسطين للانضمام إلى صفوف أعضاء الأمم المتحدة".
وأضاف: "نحن مقتنعون بأن الاعتراف بوضع فلسطين المتساوي مع إسرائيل سيسهم في حل طويل الأمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
كما نقل موقع Axios عن مسؤولين فلسطينيين وأمريكيين وإسرائيليين، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض طلبا أمريكيا بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
ويؤكد الموقع أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قالوا إن إدارة بايدن تحاول منع الفلسطينيين من الحصول على العدد المطلوب من الأصوات حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض (الفيتو) على القرار، إذ أن الفيتو الأمريكي على مثل هذا القرار، خاصة على خلفية الصراع في قطاع غزة، من شأنه أن يسبب انتقادات حادة لبايدن على المستوى الدولي وداخل حزبه، بما في ذلك من جانب بعض مؤيديه.
وكانت السلطة الفلسطينية دعت مطلع أبريل الجاري مجلس الأمن إلى النظر مجددا في الطلب الذي قدمته في 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة فلسطين مجلس الأمن الدولي حق النقض محمود عباس غزة فی الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
إحاطة مُخجلة يونامي تغضّ البصر عن أوجاع العراقيين في مجلس الأمن
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، قدّمت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عبر ممثلها محمد الحسن إحاطة خيّبت آمال العراقيين، واعتُبرت مخجلة ومجتزأة للواقع المؤلم الذي يعيشه أبناء هذا البلد، لا سيما الشباب والنساء والأطفال. فقد تجاهلت الإحاطة معظم القضايا الجوهرية التي يعاني منها المجتمع العراقي، في مشهد وصفه الكثير من الناشطين والمراقبين بأنه “تواطؤ بالصمت” مع الجهات الحاكمة في العراق.
من المعيب أن تتجاهل بعثة دولية بهذا الحجم مشكلات حقيقية وواضحة للعيان. فالشعب العراقي، وخاصة فئاته الشابة، يواجهون يوميًا أزمات معيشية حادة تتمثل في البطالة وانعدام فرص العمل، وسط اقتصاد مشلول تهيمن عليه شبكات الفساد والمحسوبية. لا توجد رؤية واضحة من قبل الحكومة لحل هذه الأزمات، بينما تقف الأمم المتحدة المفترض أن تكون صوتًا للضعفاء موقف المتفرج.
أما النساء، فقد غُيّبن عن الإحاطة كليًا، وكأن معاناتهن في مجتمع يتزايد فيه العنف الأسري والتمييز وغياب قوانين الحماية، لا تستحق الذكر. لقد فشلت الإحاطة في الإشارة إلى الأوضاع المأساوية للنساء في المناطق المهمشة، وللفتيات اللواتي يُحرمن من التعليم، وللأمهات اللواتي يتحملن أعباء الحياة في ظل فوضى الخدمات وتراجع الرعاية الصحية.
لم تتطرق الإحاطة أيضًا إلى واحدة من أخطر الأزمات التي تهدد مستقبل البلاد، وهي أزمة التغير المناخي والجفاف وشح المياه، والتي ضربت الجنوب العراقي والفرات الأوسط بقوة، وأجبرت آلاف العائلات على الهجرة الداخلية. كما تم تجاهل ملف التصحر ونفوق الثروة الحيوانية وانحسار المساحات الزراعية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى دعم دولي حقيقي واستجابة عاجلة لاجتياز هذه الكارثة البيئية المتفاقمة.
أما الفساد، فقد تم التلميح إليه بشكل باهت، رغم كونه السبب الجذري لغالبية مشاكل العراق. فالمال العام يُنهب في وضح النهار، والموارد تُهدر، والثروات تُوزع بشكل غير عادل، دون أي محاسبة حقيقية، والعدالة الاجتماعية في حالة غيبوبة شبه تامة.
إن سكوت يونامي عن هذا كله، وتقديمها إحاطة مُجملة ومنمقة، لا تخدم الحقيقة ولا تُسهم في إصلاح الوضع وهذا ما يجعل العراقيين يتساءلون هل باتت بعثة الأمم المتحدة جزءًا من المشكلة بدلًا من أن تكون جزءًا من الحل؟
ختاما اليوم أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العراق إلى صوت دولي صادق وموضوعي، ينقل الصورة الواقعية لمعاناة شعبه. أما الإحاطات المجاملة والسطحية، فهي لا تُقنع أحدًا، ولا تُداوي جراح العراقيين، بل تزيدهم يأسًا وانعدام ثقة بالمجتمع الدولي.