إسرائيل وأميركا نفتا تورطهما.. منْ الفاعل المستتر الذي ضرب قاعدة كالسو العراقية؟
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
عند الساعة الواحدة من فجر اليوم السبت ومن دون سابق إنذار، دوت انفجارات عنيفة في قاعدة كالسو العراقية ما أدى لسقوط قتيل و8 جرحى على الأقل.
تقع قاعدة كالسو بالقرب من الطريق الدولي في محافظة بابل بجنوب العاصمة بغداد، وتشغلها حاليا قوات من هيئة الحشد الشعبي ومن الجيش العراقي.
وهذه القاعدة أقامها الأميركيون بعد غزوهم للعراق عام 2003.
ومن هذه المنطقة أيضا، كانت فصائل الحشد الشعبي المقربة ممن إيران تستهدف الوجود الأميركي في العراق في الشهور القليلة الماضية، ومنها أيضا أطلقت فصائل المقاومة الإسلامية طائرات مسيرة على مدينة إيلات الإسرائيلية تضامنا مع قطاع غزة حيث تطحن آلة الاحتلال النساء والأطفال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
هذا عن دلالة المكان. وأما عن الزمان، فإن انفجار قاعدة كالسو يتزامن مع "هجمات إسرائيلية" استهدفت موقعا حساسا في مدينة أصفهان الإيرانية، ردا على عملية الوعد الصادق التي شنتها طهران مؤخرا انتقاما لمقتل ضباطها في قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.
عدوان صاروخي صهيوأمريكي على "قاعدة كالسو" التي تضم قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي في بابل، وتسببت في شهيد و٧ جرحى؟
* ويقال أن الهجوم انطلق عبر الأراضي الأردنية ؟
* الإحتلال الامريكي ينفي إشتراكه بالضربة،
* التحاليل تقول انها ضربة اسرائيلية بتواطؤ أمريكي،
* ضربتهم إيران في… pic.twitter.com/aE7FS3GHXu
— ناصر الناصر (@atras10) April 20, 2024
تفاصيل الضربةووفق مسؤول في وزارة الداخلية العراقية -طلب عدم كشف هويته- فإن الضربة استهدفت "مقرّ الدروع التابعة للحشد الشعبي وطال الانفجار العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات".
وتحدث بيان للجيش العراقي عن حصول "انفجار وحريق داخل معسكر كالسو شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، مما أدى إلى استشهاد أحد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة (8) آخرين من بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة".
وقد وصل إلى قاعدة كالسو اليوم رئيس أركان الحشد الشعبي أبو فدك المحمداوي حيث "تفقد مكان الانفجار واطمأن على سلامة المقاتلين الموجودين هناك، كما اطلع على تفاصيل اللجان التحقيقية الموجودة في المكان الذي تم الاعتداء عليه".
وعلى الفور، توعد الأمين العام للمقاومة الإسلامية أبو آلاء الولائي بالرد "على من يقف خلف هذا الاعتداء الآثم على موقع الحشد الشعبي كائنا من يكون".
وأضاف في بيان على حسابه على منصة إكس "من يثبت تورطه بهذه الجريمة النكراء بعد إكمال التحقيقات اللازمة فسيدفع الثمن".
نفي وغموض وتحقيقلكن الجيش الأميركي نفى مسؤوليته عن العملية، وقال في بيان "نحن على علم بالتقارير التي تزعم أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية في العراق اليوم، هذه التقارير غير صحيحة، لم تقم الولايات المتحدة بشن غارات جوية في العراق اليوم".
وكذلك، نأت إسرائيل بنفسها عن الحادث وقال جيشها إنّه "لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أنه "مع تباين الروايات بعد عدة ساعات من المأساة، لا يزال الغموض يخيم على الظروف الدقيقة لهذا الحادث الأمني في قاعدة كالسو، التي تؤوي قوات الجيش والشرطة وعناصر الحشد الشعبي الحليف لإيران والذين تم دمجهم الآن في القوات العراقية النظامية".
ومما يزيد الموقف غموضا، أن مركز قيادة الدفاع الجوي العراقي أكد أنه لم يرصد أي مسيرات أو مقاتلات في المجال الجوي لمحافظة بابل قبل أو أثناء الانفجار.
وفي بيان آخر، ذكرت خلية الإعلام الأمني العراقي أنه تم تشكيل لجنة فنية مختصة للتحقيق في أسباب الانفجار والحرائق في موقع الحادث.
شاهد عيان من مليشيات الحشد الشعبي الإيراني في قاعدة "كالسو": طائرة مسيرة قامت باستهدافنا pic.twitter.com/V1FNsRqpcT
— العراق برس (@aliraqplus) April 20, 2024
فمن ضرب قاعدة كالسو العراقية إذن؟في إجابته على هذا السؤال، يستحضر الخبير العسكري العراقي مهند العزاوي أن الضربة جاءت في ظل تعقيدات وتوتر كبير بين إيران وإسرائيل ومحاولة الولايات المتحدة لجم سلوك الطرفين.
ورغم تأكيده على غموض الموقف، يقول العزاوي في حديث للجزيرة نت إنه "يمكن كشف الجهة التي قامت بالضربة من خلال تحليل مخلفات السلاح الذي استهدف القاعدة".
بيد أن الخبير العسكري لا يحبذ التسرع في الجزم بوقوف إسرائيل خلف العملية نظرا لانشغالها حاليا في "عمليات عسكرية معقدة في الضفة الغربية وطولكرم وغزة، ومع حزب الله" اللبناني.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة نأت بنفسها عن العملية حرصا منها على عدم كسر الهدنة مع الفصائل المسلحة في العراق التي توقفت مؤخرا عن استهداف الوجود الأميركي في البلاد.
لكن الخبير العسكري العراقي لا يستبعد وجود "صفقة برعاية أميركية لاستبدال الرد الإسرائيلي على إيران بضرب الوكلاء وعدم تصعيد الموقف إلى اشتباك مباشر بينهما".
وعلى خلاف الحذر الذي طبع إجابة العزاوي، فإن العديد من المحللين في العراق أشاروا بأصابع الاتهام إلى إسرائيل في إطار ردها على الهجوم الإيراني في 13 من أبريل/نيسان الجاري.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي نشرت حسابات لقطات تظهر دمارا كبيرا في مكان الحادث، وهو ما استند إليه نشطاء ومحللون في تأكيد حصول ضربة عسكرية قوية.
ومن حسابه على منصة إكس يقول الدكتور أيسر بني ضمرة إن الجيش الأميركي يسيطر على أجواء العراق منذ سقوط بغداد عام 2003 ولديه كل الأجهزه التي تمكنه من معرفة أي جسم يدخل في سماء البلاد وتحديد مصدره، مما يعني في نظره أن واشنطن تعرف الجهة التي ضربت قاعدة كالسو.
أما الشيخ الدكتور موسى الخلف، فيلقي باللوم على أميركا، قائلا إن "ضربات المقاومة العراقية أوجعتهم فاستهدفوا الحشد والقوات الأمنية".
وعلى منصات عراقية، ظهر رجل يرتدي زيا عسكريا من داخل مستشفى قائلا إنه أحد المصابين في العملية ويؤكد أن الضربة تمت بطائرة مسيرة وأن أضرارا لحقت بالأبنية المجاورة للقاعدة العسكرية.
أما ناصر الناصر، فيجزم بأنه "عدوان صاروخي صهيوأمريكي على قاعدة كالسو التي تضم قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي في بابل".
واستدل آخرون على تورط أميركا وإسرائيل في الهجوم بحجم الدمار الذي لحق بالمكان، مما يوحي بأن الضربة نفذتها مقاتلة من طراز إف 35، وفق تقديرهم.
وقد نقلت وكالة تنسيم الإيرانية أن ائتلاف دولة القانون في العراق بقيادة نوري المالكي يحمل "إسرائيل" وأذرعها المسؤولية عن استهداف الحشد الشعبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة الجیش العراقی الحشد الشعبی قاعدة کالسو فی العراق على من
إقرأ أيضاً:
البروفيسور نوري المحمدي.. وإسهامه في تصنيع “المدفع العملاق” العراقي
آخر تحديث: 31 ماي 2025 - 11:31 م
شبكة اخبار العراق :بغداد
الحوار الشيق والأكثر من روعة ، الذي أجراه الإعلامي والمحاور التلفزيوني المحترفجلال النداوي ضمن برنامج (أوراق مطوية) ليلة الجمعة التاسع والعشرين من أيار2025 في حلقته الثانية ، كان مع البروفيسور في الاستشارات الهندسية في قطاعهاالمدني الدكتور نوري المحمدي ، وهو حديث مثير للغاية ، تضمن جوانب إبداعه وماقدمه الرجل من إسهامات وخبرات تقنية وهندسية لأغراض التصنيع العسكري ، ودورهالفاعل والخارق في محاولات العراق نهاية الثمانينات وبداية التسعينات لبناء صناعاتعسكرية ضخمة كانت تشكل في حينها محاولات جبارة لبناء مدفع عملاق تم تصنيعهفي دول أوربا.
البروفيسور نوري المحمدي.. وإسهامه في تصنيع “المدفع العملاق” العراقي
وربما كانت بروكسل إحدى محطات انطلاقة تصنيع المدفع العملاق العراقي ، والذيأثيرت حملات رعب صاخبة تبنتها وسائل إعلام بريطانية وأمريكية وإسرائيلية نهايةالتسعينات وبدايات عام 2003 ، عبرت تلك الدول في حينها عن مخاوفها الكبرىورعبها من تلك المحاولة العراقية ، وبخاصة دول عظمى مثل بريطانيا والولاياتالمتحدة،إضافة الى إسرائيل التي كانت تتابع محاولات تصنيع كهذه على أنها تهددوجودها في الصميم.
بل راحت الدعاية البريطانية والإسرائيلية وحتى الأمريكية تثير مخاوف دول أوربا من أنهذا المدفع يستهدف دول أوربا مجتمعة ، ودعت تلك الدول للوقوف بوجه محاولاتالعراق لإقامة مدقع عملاق يتعدى مداه المائة والعشرين الف كيلو متر وبامكانه أنيشكل تهديدا لأوربا نفسها قبل إسرائيل كما حاولت وسائل الدعاية البريطانيةوالإسرائيلية تصوير مخاطره أنذاك.
كانت الخبرات الفائقة الخارقة التي تقدم بها البروفيسور نوري المحمدي في مجالإقامة الابراج ونصبها في المواقع العسكرية العراقية على طول حدود العراق ، ومن ثمإسهامه في تصنيع المدفع العملاق لاحقا خارج العراق ، الى أن نقلته الجهات الفنيةالعراقية مفككا بطرق فنية مبتكرة من قبل التصنيع العسكري السابق الى داخل العراقوتهيئة مقرات نصبه وإطلاقه من داخل العراق كانت كل تلك المحاولات محل ثناءوتقدير خبراء دول العالم ودول أوربا على وجه التحديد ، واعجابهم الفائق بتلكالخبرات التي أضافت لصناعات العراق ما يشكل مفخرة كبيرة، حيث كانت تلك الخبراتوالمهارات الفنية الفائقة في التخطيط والانجاز تفوق كل تصور .
ويشير الخبير الهندسي العراقي في الحوار معه الى أن عمليات أقامة محطات قواعدالمدفع العملاق بعد إكتماله قد جرت في مناطق عراقية مختلفة منها على مقربة منجبال حمرين في ديالى وقاعدة أخرى في جبل سنجار..أي أنها مراكز انطلاق الصواريخالتجريبية للمدفع العملاق عبر قواعد إطلاق مختلفة وأسماك باقطار وامتدادات طوليةوارتفاعات مختلفة وصلت مدياته التجريبية الأولى من جبل حمرين وحتى قضاء حديثهأقصى مدن غربي الانبار، وكان المخطط للمدفع العملاق بحسب الخبير العراقيالبروفيسور نوري المحمدي أن يصل مداه إلى الف وماىة كيلو متر.
وعن سؤاله من قبل المحاور التلفزيوني جلال النداوي فيما إذا كان هدف المدفعالعراقي العملاق أنذاك كان مخططا له أن يصل إسرائيل نفى علمه بتلك المحاولات فيحينها ، لكون المهندسين والفنيين من التصنيع العسكري لايعطونه سوى قطارات منالمعلومات ، كون المشروع أصلا كما تم إيهام الغرب في وقتها بأنه (مشروع إنبوبضخم للمجاري) ، ضمن مشاريع الخدمة المدنية ، وقد نفى البروفيسور نوريالمحمدي علمه بأن لدى العراق محاولات لإستهداف إسرائيل،لكنه أشار الى ان بمقدورمهندسي التصنيع العسكري والفنيين العسكريين العراقيين تحديث قذاىف المدفع أنأرادوا الوصول إلى داخل اسرائيل او على مقربة منها.
وأشار الخبير الهندسي العراقي البرفيسور نوري المحمدي الى أنه قد زار دولة أوربية ،وهو من قدم خبراته العلمية والفنية والتقنية لتك الشركة التي أحيل اليها ، وعند اكمالهمن قبلها ظهرت فيها أخطاء كثيرة كما أشرها الخبير المحمدي لها ومن ثم أعادت تلكالشركة الأوربية تصنيعه مجددا ، وفقا لما قدمه لها من إستشارات فنية وهندسيةمتقدمة إعترفوا بأهميتها، دون أن يضطر العراق لدفع مبالغ إضافية كما طلبتها الشركةالمنفذة ، كونها ستضطر الى اعادة تصنيعه وفقا للملاحظات القيمة التي أبداهاالمحمدي في تحويل المدفع ووضع مرتكزاته الأساسية ليؤدي المهمة الملقاة علىعاتقه ، لكنه أعرب عن إستغرابه من كثرة عدد المستشارين الأجانب من دول أوربيةودول أخرى التي كانت تشارك في إقامة هذا المشروع الضخم ،ألا وهو (المدفعالعملاق) دون أن يكون لتلك الدول معرفة بحقيقة نوايا العراق تحوير تلك الصناعةلأغراض العسكرية ، مشيرا الى ان كل الملاحظات والأفكار التي فرضها على الشركةالمنفذة أقرت بنفسها أن ملاحظاته وأفكاره صحيحة مائة بالمائة وانه على حق ،وإضطرت لإعادة تصنيعه مرة أخرى وفقا للخرائط التي زودها بها، وقد نقلت الخرائطكما قال عبر جهات عراقية خاصة ، وسلمته له عند وصوله الى إحدى الدول الأوربية ،ومنها بروكسل كما أشار الخبير الهندسي العراقي من خلال حواره المثير للغاية معالمحاور والإعلامي المحترف جلال النداوي الذي أدار حوارات غاية في الأهمية ضمنبرنامجه ( أورق مطوية)..
وكان هدف البروفيسور العراقي نوري المحمدي من هذا الحوار الشيق مع النداوي لفتالأنظار والتذكير بالقدرات العراقية الفائقة التي أذهلت العالم في وقتها في التسعيناتوما بعدها وما قبلها ، لكي تقام صناعات عسكرية متقدمة ، لكن كل تلك الأحلامأجهضت قبل إحتلال العراق وبعده ، وودع هذا البلد مناهل العلم والتقدم وما أقامهمن صناعات عسكرية ومدنية بعد أن تم تدمير قدرات العراق كليا بعد عام 2003 عندماإحتلته 33 دولة شاركت في العدوان على شعبه خلافا للقانون الدولي وسيادات الدول ،وقد حصل ما حصل.
وفي السنوات ألاخيرة بدت محاولات عراقية جادة لإقامة مشاريع تصنيع عسكري تخدمقدراته العسكرية من خلال بعض خبراء التصنيع العسكري السابقين الذين كان لهمقصب السبق المعلى في إعلاء نهضة العراق وتقدمه عبر عقود مختلفة ، وقد ادواأدوارهم بكفاءة وإقتدار عاليين بقيت محل ثناء وتقدير العالم من أقصاه الى أقصاهومن خصومه وأعدائه قبل أصدقائه، ويحاول المهندسون في التصنيع العسكريالعراقي الحالي إقامة مشاريع تسلح عراقي تخدم سعي العراق لتعزيز قدراته العسكريةالمتواضعة حاليا.