وهل تُشرق شمس السودان مجددًا؟!
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
هبة بت عريض
مضت سنوات عديدة والآلام تتكاثر علينا، صراعات سياسية ومحاصصات حزبية وفشل مشترك مضاعف حزبي وسياسي، والنتيجة فساد نخر عظام الدولة وتخلف عن اللحاق بنهضة دول العالم في الحكم والسياسة والاقتصاد وإدارة الموارد وتحقيق التنمية، الفشل أصاب كل شيء وسرت العدوى لتصيبنا في السلوك والأخلاقيات.
لعنة القدر أم سهام العين أم بما كسبت أيدينا!!،
فبدلاً من أن يحاول السياسيون والمسؤولون الاعتراف بالخطأ والاعتذار للشعب، نجدهم يبذلون كل طاقاتهم وجهودهم لإقناع الناس بأن المسألة مؤامرة تحاك ضدنا فقط!، ولأننا شعب ووطن مستهدف، والحقيقة أن كل الإرهاب والخيانات والفساد تم التمكين لغالبيته داخلياً بواسطة أذرع الفساد الطويلة، والانشغال بالنثريات والمحاصصة والكيد السياسي والتخوين لبعضهم، وإهمال بناء الدولة الذي ساهم بدوره في سوء الأمن وتردي الخدمات وانهيار الاقتصاد مقترناً بفشل سياسي منقطع النظير .
ومهما حاول السياسيون والمسؤولون إقناع الناس بأن كل ما يحصل في السودان سببه وجود الدولة العميقه (الكيزان) وأن السياسيين والحاكمين مساكين لا حول لهم ولا قوة، نقول لهم: (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، نقولها لأحزابكم الكبرى وعوائلكم المترفة وأنصاركم الكثر ومتملقيكم وفضائياتكم وصحفكم ومواقع الإنترنت الخاصة بكم وطابور الإعلاميين والسياسيين المطبل لكم والملمع لصوركم الباهتة.
لقد أدمن الشعب فشلكم، وكذب وعودكم، وإنه لم يعد يهتم لكم، لأنه انشغل بما هو أهم منكم، انشغل بالجوع والفقر والمرض بعد أن خاب ظنه فيكم وبكم...
ونحن وبعد أن أدمنا الفشل استصعبنا التفكير!، بلد غني بموارده وبثرواته الكبيرة دون أثر واضح لها في مفاصل حياة المواطن، ولا نمو يواكب العصر، ولا كريزما تخطف الأبصار لقياديه، ولا مؤهلات ولا أدني حضور على خارطة الفاعلين محليًا أو عالميا،، وما نجده يسعى بيننا هو التخلف في كل شيء علمياً ومدرسياً وجامعياً وصناعياً وخدمياً وصحياً وسياسياً واقتصادياً .
هذا أمر وواقع مؤلم بكل المقاييس وهو الأكثر إيلاماً في هذه المعادلة المحيرة، وفوق ذلك وبعد ذلك لا توجد صحوة ضمير ولا بصيص ندم لدى الذين تصدروا المشهد السياسي .
وهذه وفي حد ذاتها كارثة بكل مقاييس المنطق والوجدان السليم، وبمعنى آخر فذلك يعني مواصلة الانحطاط والسير بخطى ثابتة هذه المرة نحو المزيد من التخلف لننهي وبالصربة القاضية الفنية مستقبل أجيال قادمة بعد أن تم تدمير مستقبل شباب وجيل اليوم وبنجاح منقطع النظير !..
# لماذا لا تُدعو الأحزاب السياسية الورقية للانتخابات؟، ولماذا لا نتفق على إعداد قانون انتخابات مختلف ومفوضية جديدة مستقلة بإشراف قضائي ودولي في آن معاً ؟..
لماذا لانعطي الشعب فرصة ليُعبّر هذه المرة عن ذاته وبرأي ربما يكون مختلفا ومفاجئا لما يعتقده الساسة وعشاق الكراسي الملتهبة، يحدث ذلك عندما يأت الشعب بشخصيات وكفاءات جديدة لم تُجرَب من قبل، ولم تتلوث أياديهم بفيروسات المحسوبية والجهوية وبعفن الفساد، هذا بعد أن فشلت دعوات حكومة (التكنقراط) إبان الفترة الانتقالية سيئة الصيت.
أيّهَا الوَطَنُ المَمْزُوجُ فِيهِ دَمِي
مَتَى أَرَاكَ تُحَاكِي نَهْضَةَ الأُمَمِ ؟
متَى أَرَى صُبْحَكَ الوَضَاءَ مُنبلِجاً ؟
تُبَدِدُ الجَهْلَ تَمْحو شَقْوَةَ الظُلَمِ
متَى أَرَاكَ وَقدْ عُوفِيتَ يَا وَطَني ؟
طَالَ الزَمَانُ وأَضْحَى مُوجِعاً أَلَمي
فانفض غُباراً تَمَادى أَصْلَ نشأتِهِ
وَزِحْ سِنيناً سَطتْ جَهلاً عَلَى القيمْ
وَعُدْ كَمَا كُنْتَ مَجْدَاً شَامِخَاً عَلَمَا
مؤَرِخَاً شَاهِدَاً بِالسَيفِ وَالْقَلَمِ
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أمين اتحاد الناشرين: ثورة 30 يونيو لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث
أكد أمين عام اتحاد الناشرين المصريين محمد عبد المنعم أن ثورة "30 يونيو" تعد لحظة فاصلة في التاريخ الحديث لمصر، حيث خرج فيها الشعب ليصون وجوده، ويحافظ على هوية وطنه التي كانت مهددة بالضياع، وهي الحارس الأمين لهوية الدولة المصرية.
وقال عبد المنعم، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، إن ثورة "30 يونيو"، التي لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد حكم سياسي فشل في إدارة الدولة، جاءت تعبيرا عن إرادة شعبية حقيقية، لا ترفض فقط مشروع التمكين السياسي لجماعة بعينها، بل تنتصر لقيم الدولة الوطنية، المدنية، الراسخة عبر آلاف السنين.
وأضاف أن ملامح الهوية المصرية بدأت تتآكل في عام واحد من حكم جماعة الإخوان، على يد مشروع سياسي يستهدف اختطاف الدولة، وطمس تنوعها الحضاري والديني والثقافي.
وشدد على أن الجماعة حاولت أن تُقزّم مصر، وأن تحصرها في قالب أيديولوجي ضيق، يتنافى مع طبيعة الشخصية المصرية التي ترفض التطرف والانغلاق، لافتا إلى أن هناك خطابا تقسيميا ساد آنذاك كاد أن ينسف فكرة المواطنة، ويجعل من الانتماء الحزبي أو الديني معيارًا للحقوق والواجبات، وهي كلها أمور كانت كفيلة بإشعال صراع داخلي مدمر، لو لم يتدخل الشعب لقول كلمته الفاصلة.
وأوضح أن ثورة 30 يونيو كانت تعبيرًا عن يقظة وطنية عظيمة، حيث خرج ملايين المصريين إلى الشوارع، لا للدفاع عن رغيف الخبز فقط، بل عن الهوية المصرية التي باتت مهددة، مشيرا إلى أن الشعب المصري خرج ليقول لا لحكم الجماعة، ولا لاختزال الدولة في فصيل، ولا لمحاولة أخونة مؤسسات الدولة، أو إخضاع مؤسساتها لمشروع لا يعبر عن الإرادة العامة.
ولفت إلى أن الجميع أدرك أن مصر أكبر من أن تُختزل، وأقدم من أن تُخطف، وأقوى من أن تُستبدل هويتها التي توازن ببراعة بين الأصالة والمعاصرة، وبين الإسلام الوسطي والانفتاح الحضاري.
وتابع قائلا:" وفي ظل دعم شعبي واسع، انحازت القوات المسلحة المصرية لإرادة الشعب، في مشهد أعاد للدولة الوطنية هيبتها، وأعاد للمصريين ثقتهم في مستقبلهم، ولم تكتف الثورة بإسقاط حكم الإخوان، بل دشّنت مشروعًا وطنيًا جديدًا، يقوم على تثبيت دعائم الدولة الحديثة، وتحقيق التنمية، واستعادة دور مصر الإقليمي والدولي".
وذكر أمين عام اتحاد الناشرين المصريين أن ثورة 30 يونيو حافظت على هوية الدولة المصرية من خلال إعادة الاعتبار إلى الدولة الوطنية المدنية التي لا تخضع لأي تيار ديني أو حزبي، بل تقوم على المواطنة والعدالة، كما أعادت الاعتبار إلى المؤسسات القوية، والوسطية الدينية، إذ أعادت الأزهر الشريف إلى مكانته المرجعية في الاعتدال، وواجهت خطاب التكفير والإقصاء.
وأوضح أن ثورة 30 يونيو أعادت الاعتبار أيضا إلى الهوية الثقافية حيث أنقذت التعليم، والفن، والإعلام من محاولات الاختطاف الأيديولوجي، وأعادت الاعتبار لدور مصر الحضاري والوحدة الوطنية بعد أن كادت الخطابات الطائفية أن تُحدث شرخًا في نسيج المجتمع، جاءت الثورة لتؤكد أن كل المصريين شركاء في الوطن دون تمييز.
ونوه بأن الحفاظ على هوية الدولة المصرية لم يكن أمرًا سهلًا، لكنه كان قدرًا اختاره الشعب، فأنقذ الوطن من مصير كان سيكون أشد خطورة من أي تهديد خارجي.
وقال إنه بينما تنطلق مصر اليوم في مسارات الإصلاح والبناء، تبقى ثورة 30 يونيو شاهدا على لحظة وعي جمعي نادرة، تجلت فيها مصر الحقيقية، بقيمها، وأصالتها، ورفضها لكل ما يناقض طبيعتها.
اقرأ أيضاً«المستشار طاهر الخولي»: رجال القضاء تقدموا الصفوف الأولى لإزاحة الإخوان في ثورة 30 يونيو
«حدث في زمن الإخوان.. الطريق إلى ثورة 30 يونيو».. كتاب لمصطفى بكري يكشف خطايا الجماعة خلال حكم مصر
«إعلام الزقازيق» يحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو بحضور مصطفى بكري