فى الفردانية المتشابهة: إيمرسون وجبران أنموذجا
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
فى نسيج الأدب الفلسفى يتألّق رالف والدو إيمرسون (1803-1882) وجبران خليل جبران (1883-1931) كنجمين لامعين، يرشدان الحائر والتائه فى وديان الوجود.
كل منهما نسّاج بارع للأفكار، ومع ذلك فإن خيوطها، على الرغم من تشابكها، تشكّل أنماطًا متميزة.
الاعتماد على الذات هو حصن إيمرسون الحصين وحديقة جبران الغنّاء. إن اعتماد إيمرسون على نفسه، كما أوضح فى مقالته الشهيرة،“Self-Reliance, 1841” هو بمثابة حصن بناه حجرًا على حجر مع الإيمان بقدراته الكامنة، فهو يعلن: « ِقْ بنفسك».
وفى المقابل، فإن الاعتماد على الذات عند جبران هو حديقة، حيث الذات ليست حصنًا بل زهرة، تتفتح فى انسجام مع أخواتها الأخريات. بالنسبة لجبران، الاعتماد على الذات ليس عزلة عن الآخرين بل مخالطة معهم.
والطبيعة هى سيمفونية إيمرسون وأغنية جبران. يرى إيمرسون الطبيعة سيمفونية فيها يلعب كل عازف على آلته فى تناغم مع الآخر. فهو يرى فى الطبيعة انعكاسًا لقوى غيبيّة: «الطبيعة ترتدى دائمًا ألوان الروح».
أما جبران فيرى الطبيعة أغنية، لحنًا يتردّد صداه فى أروقة النفس البشرية. الطبيعة بالنسبة لجبران ليست مرآة عاكسة، بل مصباح يكشف بنوره ما توارى من حقائق الوجود. يقول فى كتابه «دمعة وإبتسامة»: «ونظرتُ تلك الساعة نحوَ الطبيعة الراقدة وتأمّلت مليًّا فوجدتُ فيها شيئًا لا حد له ولا نهاية. شيئًا لا يُشْتَرى بالمال. وجدتُ شيئًا لا تمحوه دموع الخريف ولا يُميتُه حزن الشتاء.. شيئًا لا توجِدُه بحيرات سويسرا ولا منتزهات إيطاليا. وجدتُ شيئًا يتجلّد فيحيا فى الربيع ويثمر فى الصيف. وجدتُ فيها المحبة».
والخبرة هى بوتقة انصهار فى نظر إيمرسون وقماش لوحة فنيّة عندَ جبران. يرى إيمرسون أن التجربة هى بمثابة بوتقة انصهار حيث تتشكّل المادة الخام للحياة على شكل حكمة: «الحياة كلها عبارة عن تجربة. كلما زاد عدد التجارب التى قُمتَ بها، كان ذلك أفضل».
لكن جبران يرى أنّ كل شيء عظيم وجميل فى هذا العالم يتولَّد من فكرٍ واحدٍ أو من حاسةٍ واحدةٍ فى داخل الإنسان. ويتخيّل التجربة وكأنّها قماش لوحة زيتية، حيث كل لحظة هى ضربة فرشاة، ترسمُ صورةَ الذات: «ألَمُك هو كسْر القِشرة التى تحيط بفهْمِك». التجربة بالنسبة لجبران ليست مجرد صياغة كلامٍ وتناسق ألوانٍ، بل هى إنسات فنّان، يخلقُ الجمالَ من رماد الألم.
وفى حين يختلف إيمرسون وجبران فى مناهجهما الادبية الفلسفية، فإن كليهما يقدّمان رؤى عميقة حول طبيعة الذات والكون والتجربة الإنسانية، ما يعكس تفسيراتهما الفريدة للعالم الطبيعى. وعلى الرغم من هذه الاختلافات، يشترك كلا الكاتبين فى التقدير العميق للترابط بين كل الأشياء والقوة التحويلية للتجربة الفردية. أفكارهما، مثل نهرين يندمجان فى نهر واحد، يتدفقان معًا لإثراء فهمنا للحالة الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للأفكار شیئ ا لا
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تنظم ندوة " بناء الشخصية وتطور الذات "
نظمت جامعة قناة السويس ندوة بعنوان بناء الشخصية و تطور الذات ، وذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس الجامعة، الذي أكد إن بناء الشخصية وتطوير الذات يمثلان حجر الأساس في تكوين إنسان قادر على مواجهة تحديات الحياة بعزيمة وثقة، مشيراً إلى أن الجامعة تهتم بتنمية المهارات النفسية والاجتماعية والعقلية لطلاب المدارس ، جنباً إلى جنب مع تنمية معارفهم الأكاديمية
وأوضح أن هذه الندوات تأتي ضمن رؤية الجامعة لبناء شخصية طلابية متوازنة وقادرة على القيادة والإبداع، مؤكدًا أن تطوير الذات يبدأ من الإيمان بقدرات الفرد والعمل المستمر على تنميتها.
وفي كلمتها أوضحت الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن هذه الندوة تأتي استكمالًا لجهود الجامعة في غرس القيم الإيجابية وتنمية الوعي الذاتي بين الشباب، مؤكدة أن بناء الشخصية السليمة يتطلب توازناً بين الجانب العلمي والجانب الإنساني. وأضافت أن قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة يسعى من خلال برامجه وأنشطته إلى دعم الطلاب وتزويدهم بمهارات الحياة والقيادة والتواصل، بما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويؤهلهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في خدمة مجتمعهم ووطنهم
واقيمت الندوة بمدرسة الفاروق عمر الثانوية بنين وقد جاءت الندوة بالتعاون مع إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة والتعاون مع ادارة العلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم ، وتحت إشراف علمي من كلية التربية بقيادة الدكتور مدحت صالح عميد الكلية والدكتورة نهلة صابر تاواضروس وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وحاضر بالندوة الدكتور طه طه مصطفى شومان استاذ متفرغ بكلية التربية بجامعة قناة السويس الذى عرف الثقة بالنفس وأنواعها وهى الثقة المطلقة بالنفس والثقة المحدودة بالنفس ، واوضح مكونات تطوير الذات وأهميته وطرق وأساليب تطوير الذات
شهدت الندوة مشاركة 52 طالب في أجواء تفاعلية، وقام بتنظيمها محمد عثمان مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وفي سياق متصل نظمت جامعة قناة السويس ندوة بعنوان مقاومة الإدمان الإلكتروني، وذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس الجامعة، الذي أكد إن جامعة قناة السويس تولي اهتماماً بالغاً بقضايا المجتمع المعاصر، ومن أبرزها ظاهرة الإدمان الإلكتروني التي تمثل تحدياً كبيراً أمام الأجيال الجديدة.
وأضاف "مندور" أن الجامعة تسعى من خلال ندواتها وبرامجها التوعوية إلى بناء وعي رقمي رشيد لدى الطلاب والمجتمع، يحقق الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا، موضحاً أن مواجهة الإدمان الإلكتروني لا تكون بالمنع بل بالتثقيف والتوازن في الاستخدام، وغرس قيم الانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت.
وفي كلمتها أفادت الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن هذه الندوة تساعد على نشر الوعي والسلوكيات الإيجابية بين طلاب المدارس والجامعات، وذلك من خلال التعاون المستمر مع مديرية التربية والتعليم. مشيره إلى أن الإدمان الإلكتروني أصبح يشكل خطراً على الصحة النفسية والاجتماعية للأبناء، ومن هنا تسعى الجامعة إلى تقديم حلول عملية تساعد على الاستخدام الآمن والهادف للتكنولوجيا، بما يعزز من بناء جيل قادر على الاستفادة من التطور الرقمي دون أن يقع في فخ الإدمان.
واقيمت الندوة بمدرسة 24اكتوبر الإعدادية المشتركة للغات وقد جاءت الندوة بالتعاون مع إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة والتعاون مع ادارة العلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم ، وتحت إشراف علمي من كلية التربية بقيادة الدكتور مدحت صالح عميد الكلية و بإشراف تنفيذي الدكتورة نهلة صابر تاواضروس وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
حاضر بالندوة الدكتورة إسراء حسام عمر محمد مدرس تكنولوجيا التعليم بكلية التربيه جامعة قناة السويس والتي وضحت طبيعة الأمان الإلكتروني والتعرف علي اعراضة وأسبابه واثردت الأعراض والعلامات التحذيريه واستراتيجيات عملية لمقاومة الإدمان الإلكتروني على مستوى الفردى والعائلى الاجتماعي واستعادة السيطرة على حياتنا ، واوضحت أدوات وتطبيقات مساعدة لمقاومة الإدمان الإلكتروني كتطبيق مراقبة الوقت وتطبيقات حصر المواقع الغير مرغوبة وأكدت على أن التوازن هو مفتاح النجاح في مقاومة الإدمان الإلكتروني .
شهدت الندوة مشاركة 43 طالب و طالبة في أجواء تفاعلية، وقام بتنظيمها الأستاذ محمد عثمان مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.