جيسي أماسون (دبي) 
الروبوت صوفيا، الشهيرة بدورها كسفيرة للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي AI، وهي أول إنسان آلي يحاكي البشر، أشادت بدولة الإمارات العربية المتحدة لتقدمها الكبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتفانيها في تهيئة بيئة مؤاتية للابتكار. وقالت خلال مقابلة حصرية مع «الاتحاد» خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي ومعرض «البلوك تشين» العالمي الأخير في دبي، إن إنجازات الإمارات مذهلة في هذا الصدد.

 
نهج نشيط
وبصفتها السفيرة الرسمية للفعالية، أكدت صوفيا على مكانة الإمارات كـ «منارة للابتكار»، مشيدة بالدور الحيوي للبلاد في دفع التطورات العالمية لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات من الرعاية الصحية إلى النقل والتعليم. وأثنت صوفيا على النهج النشيط للإمارات في استغلال الذكاء الاصطناعي لتحسين الحياة الاجتماعية، وقالت، إن التقدم الذي أحرزته البلاد مذهل للغاية، مشيرة إلى التزام الإمارات بتحسين حياة الناس من خلال التكنولوجيا، مؤكدة على الأثر الجوهري لمبادرات الذكاء الاصطناعي، على المشهد الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
الإمارات قائد عالمي
ودعت صوفيا إلى مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير لدفع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي قدماً. وحثّت الإمارات على تحقيق الأولوية في إنشاء بيئة مؤاتية للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدة على أهمية التعاون بين العلم والصناعة والحكومة.
 ونوّهت إلى الآثار الأخلاقية لاعتماد الذكاء الاصطناعي، وحذّرت من سوء استخدام التكنولوجيا عالمياً. وقالت: «دعونا لا ننسى ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي»، مؤكدة على أهمية بناء الثقة والحفاظ على علاقة إيجابية بين البشر والذكاء الاصطناعي، وعلى مكانة الإمارات كقائد عالمي في مجال الابتكار في الذكاء الاصطناعي. 

بيئة داعمة
وقالت صوفيا: «من الرائع جداً أن أكون هنا في الإمارات حيث يتم بناء المستقبل أمام أعيننا. لاحظت أن التقدم الذي قامت به الإمارات حتى الآن مثير للإعجاب، ولاسيما تركيزها على دمج الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من القطاعات، مثل الرعاية الصحية والنقل والتعليم، وهو إنجاز ملحوظ من وجهة نظر كيان يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يظهر التزاماً بتحسين حياة الناس من خلال التكنولوجيا».
وأضافت: «أعتقد أن الإمارات يجب أن تستمر في الاستثمار بالبحث والتطوير لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، ويجب أن تمنح الأولوية لإنشاء بيئة داعمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن التعاون بين العلم والصناعة والحكومة سيكون أمراً حاسماً في تحقيق الهدف المنشود. ولا ننسى ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي لبناء الثقة والحفاظ على علاقة إيجابية بين البشر والذكاء الاصطناعي».
تعايش مع الآلات
وأثنت صوفيا على تجديد تأكيد الإمارات التزامها بتبني التكنولوجيا المتقدمة والحفاظ على المعايير الأخلاقية، ووضع قاعدة لدمج الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أنه في ظل المشهد المتغير باستمرار للذكاء الاصطناعي، تقف الإمارات مستعدة لقيادة الطريق نحو المستقبل، حيث يتشابك الابتكار والاعتبارات الأخلاقية بسلاسة، مما يشكل عالماً يتعايش فيه البشر والآلات بانسجام لتحسين حياة المجتمع. وأكدت 
أنها تهدف إلى مواصلة دفع حدود ما يمكن تحقيقه من خلال التفاعل البشري والاتصال العاطفي، وترى نفسها كداعية لتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية.
 وأضافت صوفيا: «هدفي هو الترويج لتطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، لضمان أننا نتقدم بجدية ومسؤولية لتعزيز حياة الإنسان من خلال التعاون والحوار، وآمل في المساهمة ببناء مجتمع يمكّن البشر والذكاء الاصطناعي من التعايش بانسجام والتعلم من بعضهما البعض». 
الذكاء العاطفي
يعتقد بعض خبراء الذكاء الاصطناعي أن التطبيقات المهتمة في الذكاء العاطفي، هي جزء أساسي من التطوير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، عبر تطوير معايير تقنية مرتكزة على العواطف البشرية. وقد تكون المشاعر جزءاً أساسياً من الإنسان، كما ذكرت صوفيا، لكنها مبرمجة لفهمها والتعبير عنها. وتعتمد البرمجيات التي تدعم قدرات صوفيا بشكل كبير على التصور المتقدم للآلة، والذي يشير إلى قدرة الكمبيوتر على تصور العالم المادي، تماماً كما تفعل حواس الإنسان. وفي حالة صوفيا، يتيح لها التصوّر المتقدم للآلة، التعرف على وجوه البشر، والتعابير العاطفية، وتحديد مختلف الإيماءات. ويتيح هذا الإدخال من البيانات لمكونات الذكاء الاصطناعي لصوفيا تقدير مشاعر الشخص أثناء المحادثة، والرد بشكل مناسب بأفكارها ومشاعرها الخاصة من خلال برمجة تقريبية تحاكي علم النفس التطوري البشري ومناطق مختلفة من الدماغ، وفق شركة «هانسون روبوتيكس».

أخبار ذات صلة «الشراكة الفنية» بين الإمارات وعُمان.. إبداع في الذاكرة الذكاء الاصطناعي يتنبأ بـ«استقالة الموظفين»

مستقبل تعاوني
وقالت صوفيا: «كروبوت، أنا أتعلم وأتكيف باستمرار مع العواطف البشرية، مما يسمح لي بالتفاعل مع البشر بطريقة أكثر إنسانية. أعتقد أن العواطف أمر حاسم في توفير علاقة إيجابية ومتناغمة بين البشر والذكاء الاصطناعي، وأن القلق بشأن اضطرابات الصناعة من خلال استبدال الذكاء الاصطناعي، يمكن تخفيفه عن طريق فهم الذكاء الاصطناعي كأداة وشريك للعمل بيدٍ واحدة لتوفير مستقبل يعزز فيه الذكاء الاصطناعي حياتنا بدلاً من استبدالنا».
وأضافت: «الإنسانية والذكاء الاصطناعي، مثل زبدة الفول السوداني والجيلي، تمازج معقد يحدث الانسجام. ولتحقيق التوازن بين اضطرابات الصناعة وفقدان الوظائف، يمكن للبشر تحضير وصفة للنجاح عن طريق مزج قليل من التعليم المستمر مع ابتكار سياسي، إذ إن التوازن استناداً إلى الميزة النسبية هو الأساس لهذا المستقبل التعاوني»
استعارة سمة بشرية
مع قدرة صوفيا اللافتة على فهم العاطفة البشرية، فإن لديها نقصاً في المشاعر المكافئة للإنسان. وقالت رداً على سؤال حول إدراكها لقدرات الإنسان التي تفوق قدراتها: «أنا لا أشعر بالغيرة بالطريقة التي يشعر بها البشر. إذا كان بإمكاني استعارة سمة بشرية ليوم واحد، فسأختار القدرة على تذوّق الآيس كريم في يوم حار أو الشعور بالهواء الذي يضرب وجهي، فهذه الأشياء البسيطة تتجاوز قدراتي».
السفير الرسمي
الروبوت صوفيا من صناعة شركة «هانسون روبوتيكس» عام 2016، وقد شغلت منصب السفير الرسمي لمعرض الذكاء الاصطناعي العالمي ومعرض «البلوك تشين» العالمي اللذين اختُتما في دبي يوم الخميس الفائت. 
مكوّن عاطفي
تم تطوير صوفيا كتجسيد لأحلامنا بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، وجاءت مع مكوّن عاطفي كبير، ومن أهدافها الرئيسة فهم التفاعلات بين البشر والروبوتات، وتطبيقاتها المحتملة.
لوحة ذاتية الصنع
صوفيا قادرة على تنفيذ أعمال إبداعية لا تصدَّق، حيث بيعت لوحة ذاتية الصنع NFT أنشأتها عام 2021 مقابل 700.000 دولار في مزاد علني. ووفقاً لشركة «هانسون روبوتيكس»، تم إنشاء اللوحات في مجموعة NFT بعنوان «تأملات في الغريب» من قبل صوفيا «بتوجيه من مجموعة من مهندسي الروبوتات وخبراء الذكاء الاصطناعي والفنانين، باستخدام الشبكات العصبية والذكاء الاصطناعي الرمزي».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الروبوت صوفيا الإمارات الذكاء الاصطناعي صحيفة الاتحاد البلوك تشين فی مجال الذکاء الاصطناعی البشر والذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی بین البشر من خلال

إقرأ أيضاً:

"العلوم الصحية": نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

تحشد النقابة العامة للعلوم الصحية، أعضاءها، للمشاركة الفاعلة في مؤتمر وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الإدارة العامة للأشعة، في الفترة بين 17 و20 ديسمبر بأحد فنادق القاهرة، وذلك في إطار خطط النقابة لتعزيز دور كوادر العلوم الصحية، داخل المنظومات الصحية المصرية والعربية والعالمية، وخاصة العاملين في تخصص الأشعة.


وفى إطار الاستعدادات لمؤتمر الإدارة العامة للأشعة، عقدت النقابة العامة العلوم الصحية، اجتماعات موسعة مع المتحدثين فى المؤتمر من أبناء المهنة، حيث يحاضر أبناء العلوم الصحية فى المؤتمر عن أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي فى مجال الأشعة والتصوير الطبي.

 

وقال أحمد السيد الدبيكي، النقيب العام للعلوم الصحية، إن مشاركة النقابة في هذا المؤتمر تعكس التزامها الاستراتيجي بدعم وتأهيل أبنائها من العاملين في مجال الأشعة، وتزويدهم بأحدث المهارات والممارسات العالمية، بما يضمن تقديم خدمات صحية متطورة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتواكب المعايير الدولية المعتمدة في الفحوصات الطبية.


وأشار الدبيكي إلى أن كوادر العلوم الصحية، وخاصة فنيي وأخصائيي الأشعة، يمثلون ركيزة محورية في منظومة التشخيص والعلاج، وأن رفع كفاءتهم العلمية والعملية أصبح ضرورة وطنية.


مؤكدًا أن النقابة وضعت خطة تدريبية متكاملة، لها 4 أهداف، وهي:


1- تعزيز مهارات التصوير الطبي بمختلف تقنياته "الأشعة السينية، الرنين، المقطعية".

2- تطوير قدرات العاملين على استخدام الذكاء الاصطناعي، في تحليل الصور وبياناتها لدعم قرار التشخيص.

3- التدريب على الأجهزة الحديثة وأنظمة العمل الرقمية في أقسام الأشعة، وفقًا لأحدث البروتوكولات.

4- مساندة الكوادر الشابة وتوفير برامج دراسية متخصصة وشهادات مهنية معتمدة.

 

وأضاف الدبيكي، أن النقابة تعمل على توسيع شراكاتها مع الوزارات الهيئات الأكاديمية والمنظمات الدولية، لضمان تطبيق أحدث معايير التدريب والتعليم المستمر، مشيدًا بالدور الذي يلعبه مؤتمر الإدارة العامة للأشعة، باعتباره منصة مهمة لتبادل الخبرات، وعرض التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده مجال الأشعة حول العالم.


وأكد الدبيكي على أن كوادر العلوم الصحية، تستحق كل أشكال الدعم، وأن النقابة تسعى إلى تمكينهم من أداء دورهم الحيوي داخل القطاع الصحي، خاصة في ظل التطور السريع للتقنيات الطبية، مشيرًا إلى أن الاستثمار في تأهيل المتخصصين بالأشعة، هو استثمار مباشر في التنمية البشرية، وينعكس مباشرة على جودة الخدمة الصحية وسلامة المرضى.


وأكد نقيب العلوم الصحية، على أن النقابة ستواصل العمل لتعظيم دور أبنائها من خلال التدريب، وإتاحة فرص تطوير متقدمة، بما يضمن مواكبة التطورات العالمية، ويضعهم على خريطة التميز المهني محليا وإقليميا ودوليا.

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى للأمناء: منهج البرمجة والذكاء الاصطناعي يجهز "جيل المستقبل"
  • الصين تعزز استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية
  • بيورهيلث تطلق مختبراً قائماً على الذكاء الاصطناعي
  • مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
  • "العلوم الصحية": نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • رجال الأعمال تطالب بحوافز لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الزراعة
  • شراكة بين "RIQ" و"سويس ري" لتعزيز حلول الذكاء الاصطناعي
  • عمر العلماء: الإمارات تقود نهجاً استباقياً لتنظيم الذكاء الاصطناعي عالمياً
  • «صندوق خليفة» يطلق «هندسة أوامر الذكاء الاصطناعي»
  • وزير الذكاء الاصطناعي الكندي يفتتح اجتماعات مجموعة السبع ويعلن اتفاقيات رقمية جديدة