تصاعدت الشكاوى الصادرة من المزارعين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران، جراء حالة الكساد التي تعاني منها الأسواق وتسببت بانهيار أسعار الخضراوات والفواكه.

وتعاني مناطق سيطرة مليشيات الحوثي من موجة كساد غير مسبوقة جراء استمرار المليشيا برفض صرف المرتبات للموظفين مع مضاعفتها للجبايات التي تفرضها على البضائع والخدمات، وهو ما أدى إلى تراجع في النشاط التجاري وتدن كبير في القوى الشرائية لدى المواطنين.

تراجع القوى الشرائية لدى المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا تسبب في انخفاض كبير في أسعار السلع المحلية وعلى رأسها الخضراوات والفواكه، ما ألحق خسائر كبيرة بالمزارعين بعد أن باتت قيمة المبيعات لا تغطي تكاليف الإنتاج، وهو ما أثقل كاهلهم بالديون.

ونشر وزير الإعلام معمر الارياني، الأسبوع الماضي، على حسابه بمنصة "إكس" مقطع فيديو قصيرا لأحد العناصر الموالية لجماعة الحوثي وهو يوثق حجم المعروض لفاكهة المانجو في احد أسواق الجملة بمنطقة الحوبان بمحافظة تعز متفاخراً بذلك بوصفه "الخير".

ليرد عليه أحد التجار بشكل عفوي، مؤكداً بأن ما يراه "خيراً" هو في الواقع حالة كساد أو ما يسمى شعبياً بـ"البوار"، في إشارة لتكدس البضائع نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، ويؤكد التاجر على تدهور الحالة الاقتصادية لدى المواطنين ويصب جام غضبه على مليشيات الحوثي قائلاً: (وأين الخير من وجه عبدالملك الحوثي).

ولا تقف الخسارة عند هذا التاجر، بل إن الخسارة الحقيقية أصابت المزارع لفاكهة المانجو في سهول تهامة، وعبر عنها ما نشره المحلل الاقتصادي على التويتي من منشور في حسابه على "الفيس بوك" تحت عنوان "صرخة مزارع" أرفق معه صورة لشجرة مانجو وقد تركت ثمارها تتساقط على الأرض دون حصاد.

وبحسب التويتي، فقد أبلغه أحد مزارعي المانجو بأنهم تركوا ثمارها تتساقط على الأرض بعد أن وصل سعر السلة (20كجم) عند شرائها من المزارع إلى 1000 ريال فقط (عملة قديمة)، ما جعل هذا السعر لا يغطي حتى تكلفة قطفه، محذراً من أن يضطر المزارع لقطع الأشجار والتخلي عن زراعة المانجو بسبب هذه الخسارة الفادحة. 

التويتي أشار إلى الخسائر التي ضربت خلال الأشهر الماضية مزارعي الرمان والتفاح خسروا والطماطم والموز والبرتقال، مؤكداً بان الوضع بات كارثياً بامتياز، متسائلاً بلسان المزارع: ماذا تبقى لنا لكي نزرعه ونعيل اطفالنا؟!

ورغم هذه الخسائر الفادحة، تصر جماعة الحوثي على اخذ الزكاة من المزارعين على سعر بيع الثمرة وليس على الأرباح، كما يقول التويتي، موضحاً بالقول: وهذا يعني ان كان هناك فائدة صغيرة يتم اخذها زكاة.. على الاقل خذوا الزكاة على الارباح مش على قيمة الثمرة، مخاطباً سلطة الجماعة بالقول: الخسائر التي يتكبدها المزارع تجبره على التوقف واذا توقف لن تحصلوا على زكاة ولا ضرائب.

الأزمة التي يعاني منها المزارعون في مناطق سيطرة ميلشيات الحوثي باتت تهدد قطاع الزراعة وتوقف اعداد كبيرة من المزارعين عن الاستمرار جراء هذه الخسائر الكبيرة، كما يقول أحد مزارعي البطاط في منطقة يريم بمحافظة إب في حديثه إلى "نيوزيمن".

المزارع الذي فضل عدم ذكر اسمه، أوضح في حديثه أسباب الانهيار غير المسبوق في سعر البطاط بمناطق سيطرة جماعة الحوثي خلال الأشهر الماضية، مشيراً إلى ان انقطاع صرف المرتبات من قبل الجماعة عقب الحرب دفع بأعداد كبيرة من الموظفين إلى العودة إلى الريف والعمل بالزراعة وأدى ذلك إلى ارتفاع في حجم المحصول خلال السنوات الماضية.

إلا أنه أشار إلى أن قطع الطرقات الرئيسية بين المحافظات تسبب في صعوبة نقل محصول البطاط إلى عدن والمحافظات الجنوبية التي كانت تستوعب نسبة كبيرة من الإنتاج، وحول هذه الكميات إلى الأسواق بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، إلا أن الأزمة بدأت بالتصاعد تدريجيا مع استمرار تراجع القدرة الشرائية للمواطنين بهذه المناطق.

لافتاً إلى أن ذلك تسبب بانهيار سعر سلة البطاط (25كجم) للمزارع مؤخراً إلى 2000 ريال فقط (عملة قديمة) وهو سعر غير مسبوق، حيث كان متوسط سعرها خلال السنوات الماضية يتراوح ما بين 8000 – 6000 ريال، وادنى سعر تسجله لم يتخط الـ4000 ريال.

معتبراً السعر الذي وصل له محصول البطاط كارثيا بالنسبة للمزارعين حيث انه لا يغطي تكاليف الإنتاج وخاصة البذور التي تعد الأعلى سعراً مقارنة بباقي المحاصيل، وكشف أن الحال وصل ببعض المزارعين إلى بيع جزء من أراضيهم للاستمرار في الزراعة، محذراً من أن استمرار هذا الوضع قد يُجبر غالبية المزارعين على التوقف تماماً.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: مناطق سیطرة من المزارع

إقرأ أيضاً:

الحوثي - القاعدة- الإخوان.. ثلاثي شر يستهدف أمن واستقرار أبين

أحبطت القوات الجنوبية، هجومًا إرهابيًا واسعًا  هو الثالث من نوعه خلال أيام نفذه تنظيم القاعدة على مواقعها العسكرية في وادي عومران بمحافظة أبين، جنوبي اليمن. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التحالفات الخطيرة بين الميليشيات الحوثية وجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية، بهدف زعزعة استقرار الجنوب وتأجيج النزاعات المحلية.

وتشير المؤشرات العسكرية والأمنية إلى أن تنظيم القاعدة عمد خلال الفترة الأخيرة إلى إعادة هيكلة عملياته، وإعطاء الأولوية للتحالف مع ميليشيات الحوثي، فيما يبدو تحالفًا تكتيكيًا يهدف إلى استغلال قدرات التنظيم الإرهابي في ضرب الجنوب واستهداف القوات المسلحة، وإعادة ترتيب موازين القوى لصالح الحوثيين والإخوان في المنطقة. 

واستخدم التنظيم طائرات مسيرة مسلحة قصيرة المدى، وأسلحة خفيفة، وأجهزة متفجرة يدوية الصنع، بالإضافة إلى بنادق قنص حصل عليها عبر مهربين مرتبطين بمليشيات الحوثي، وفق تقارير أممية.

وأوضحت القوات الجنوبية، في بيان رسمي، أن الهجوم استهدف أحد المواقع العسكرية في وادي عومران بمديرية مودية شرقي أبين، إلا أن وحدات الكتيبة الرابعة في اللواء الثاني دعم وإسناد تمكنت من إفشال الهجوم بفضل يقظة المقاتلين وجهوزيتهم العالية. ولاذت العناصر الإرهابية بالفرار نحو شمال الوادي دون أن تحقق أيًا من أهدافها، فيما أصيب جندي خلال عملية التصدي، ولا تزال الوحدات العسكرية تواصل عمليات التمشيط والملاحقة لتأمين الوادي بالكامل.

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب، أن العمليات العسكرية مستمرة لرصد تحركات العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم الثالث الذي ينفذه تنظيم القاعدة ضد القوات الجنوبية في وادي عومران خلال أيام قليلة، ويأتي بعد يوم واحد من استهداف القياديين أبي عبيدة الحضرمي وأنيس الحاصلي في ضربة أمريكية شرقي مأرب.

ويشدد المراقبون العسكريون على أن محاولات تنظيم القاعدة تعزيز تحالفه مع الحوثي والإخوان تعكس استراتيجية مشتركة للضغط على الجنوب وإعادة تموضع القوى الإرهابية، بعد خسائر التنظيم في المعاقل التقليدية، ما يحتم على القوات الجنوبية مضاعفة جهودها في مواجهة التهديدات المركبة والمتشابكة. 

ويؤكد البيان العسكري الرسمي أن هذه التحركات الإرهابية هدفها خلط الأوراق واستهداف القوات المسلحة الجنوبية، في وقت يتزايد فيه دور هذه القوات في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق المحررة من أبين وحماية المدنيين من تهديد الإرهاب.

وتواصل القوات الجنوبية ووحدات أمنية حكومية بأبين عملياتها العسكرية ضد عناصر القاعدة، مما أفقد التنظيم الإرهابي السيطرة على أبرز معاقله التقليدية، ودفعه إلى تعزيز تحالفاته التكتيكية مع الحوثي لتعويض خسائره البشرية واللوجستية. 

وتؤكد القيادة العسكرية الجنوبية أن الحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب وحماية المدنيين يشكلان أولوية قصوى، وأن أي محاولة للنيل من هذا الأمن سيتم التصدي لها بحزم.


مقالات مشابهة

  • جامعة سوهاج تطلق قافلة تنموية لدعم وارشاد المزارعين بقرية الصلعا
  • اعتقالات في حملة اقتحامات مستمرة بمناطق الضفة
  • طائرات مسيرة تستهدف مليشيا الانتقالي في شبوة
  • اللواء 444: الإطاحة بآمر مليشيا في غريان
  • أمطار الكرك تُنعش آمال المزارعين بموسم زراعي واعد
  • تفجير عقبة ثرة.. إعلانٌ جنوبي بدعم تحرير البيضاء يُثير رعب ذراع إيران
  • العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي
  • الضباب يشلّ الحركة بمناطق عراقية والرؤية تتراجع لمسافات محدودة في بعضها (صور)
  • الحوثي - القاعدة- الإخوان.. ثلاثي شر يستهدف أمن واستقرار أبين
  • تسمم البحر والإنسان.. تحذير من مخاطر إغراق مليشيا الحوثي لسفينة ماجيك سيز