نيويورك تايمز تسرد أحداث الأسبوع الذي هز جامعة كولومبيا
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق قررت استدعاء الشرطة لاعتقال الطلاب المحتجين المؤيدين للفلسطينيين بعد أن أقاموا معسكرا يسيطر على حديقة الجامعة، وذلك بعد أن تعرضت لاستجواب مكثف من قبل لجنة تابعة للكونغرس تحقق في معاداة السامية بحرم جامعات النخبة.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير مشترك بين نيكولاس فاندوس وشارون أوترمان- أن نعمت شفيق أوقفت الطلاب عن الدراسة، وأمرت شرطة مدينة نيويورك لمكافحة الشغب باعتقال أكثر من 100 ناشط رفضوا المغادرة بعد ظهر الخميس، لكن قرارها جاء بنتائج عكسية وأدى إلى سلسلة من ردود الفعل هزت الجامعات في جميع أنحاء أميركا.
لم ينحن الطلاب المحتجون -حسب الكاتبين- وأصبح المخيم أكبر من ذي قبل، بل إن هيئة التدريس هددت بالثورة بسبب ما قالت إنه "اعتداء غير مسبوق على حقوق الطلاب"، وأعرب البيت الأبيض عن قلقه العميق، كما دعا المشرعون الجمهوريون إلى استقالة رئيسة الجامعة.
وقال روبرت ماكوجي -وهو أستاذ جامعي سبق أن كتب تاريخ جامعة كولومبيا- "إنه الاختبار الأكثر أهمية الذي واجهته الجامعة منذ تعافيها من أزمة عام 1968" وسط حرب فيتنام.
وأضاف أنه إذا تم التعامل مع الصراع بشكل سيئ فإنه يمكن أن يساهم في تفاقم أزمة الثقة بالجامعات، باعتبارها محركات للتقدم الاجتماعي التي تعد الأجيال القادمة لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحا في العالم.
موازنة معقدةوأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرات الطلابية المناصرة للقضية الفلسطينية أصبحت سمة ثابتة في جامعات أميركية مختارة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ يقول العديد من النشطاء -بمن فيهم طلاب يهود يدعمون الاحتجاجات- إنهم يناضلون من أجل الحفاظ على حياة الإنسان في غزة حيث قتل أكثر من 35 ألف شخص.
وتواجه جامعة كولومبيا واحدة من أكثر عمليات الموازنة تعقيدا بين حماية الطلاب في الحرم الجامعي واحترام التزامها العميق بالحرية الأكاديمية، خاصة أنها موطن لعدد كبير من الطلاب اليهود والعرب، مما يعني أنها -حسب رئيستها- لم تكن مستعدة للاحتجاجات التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ومع تصاعد الاحتجاجات وخسارة رئيستي جامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا بسبب تداعيات العدوان على غزة بدأت جامعة كولومبيا حملة قمع بطيئة -حسب الصحيفة- أوقفت بموجبها مجموعتين طلابيتين "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام" اللتين انتهكت احتجاجاتهما المتكررة سياساتها بشكل متكرر، كما أوقفت هذا الشهر طلابا شاركوا في حدث يسمى "المقاومة 101" أشاد المتحدثون فيه بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي الوقت الذي تم فيه استدعاء الدكتورة نعمت شفيق للإدلاء بشهادتها أمام لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب التي يقودها الجمهوريون هذا الشهر بدا كما لو أنها سوف تتجنب مصير الرؤساء الآخرين الذين استهدفهم الكونغرس "وتجنبت ارتكاب الأخطاء التي ارتكبها نظراؤها وأظهرت كثيرا من التواضع والكفاءة"، حسب صحيفة نيويورك تايمز.
إصرار على تطبيق القواعدورغم أن شهادة شفيق في القضايا التأديبية أثارت غضب مؤيدي الحرية الأكاديمية -حسب الصحيفة- فإنها بدت ناجحة داخل غرفة الاستماع، ودافعت الدكتورة عن حقوق حرية التعبير، لكنها أكدت أن الجامعات "لا يمكنها ولا ينبغي لها أن تتسامح مع إساءة استخدام هذا الامتياز".
وفي هذا الوقت الذي كانت فيه الدكتورة نعمت شفيق على وشك أن تتخلص من إحدى الأزمات المحتملة كان الطلاب المنظمون ينفذون خطة لتصعيد ضغوطهم على الجامعة، وعند ساعات الفجر التي سبقت الشهادة تدفق عشرات الطلاب إلى ساحة عشبية خارج مكتبة كولومبيا الرئيسية ونصبوا الخيام ونصبوا لافتة تعلن عن "مخيم التضامن مع غزة"، في تحدٍ علني للقواعد التي تحكم المظاهرات، حسب الصحيفة.
استدعاء الشرطةوعندها أصدر مسؤولو الجامعة تحذيرهم الأول للمشاركين بالتفرق، ولكنهم لم يتزحزحوا، وفي المساء أخطرت الرئيسة مجلس الشيوخ بالجامعة رسميا نيتها الاتصال بقسم الشرطة، ولكن المجلس رد بالرفض الصريح.
لكن الدكتورة شفيق كانت مصرة على ضرورة تطبيق القواعد، وبدأت في اتخاذ الترتيبات اللازمة لوصول الشرطة في اليوم التالي رغم تحذير المجلس من خطورة دخول الشرطة إلى الحرم الجامعي.
وكتبت إلى قسم الشرطة في اليوم التالي أنها "قررت أن المعسكر والاضطرابات المرتبطة به تشكل خطرا واضحا وقائما".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات جامعة کولومبیا نیویورک تایمز نعمت شفیق
إقرأ أيضاً:
قيود ترامب تدفع جامعات لتقديم إعفاءات للطلاب
واشطن
دفعت القيود التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التأشيرات والنزاع بينه وبين المؤسسات الأكاديمية الأميركية جامعات حول العالم لتقديم إعفاءات.
وتهدف هذه الإعفاءات إلى استقطاب المواهب الكبرى وحصة من إيرادات أكاديمية بمليارات الدولارات تحصل عليها الولايات المتحدة.
وتقدم جامعة أوساكا، وهي واحدة من أعلى الجامعات تصنيفاً في اليابان، إعفاءات من رسوم الدراسة ومنحا بحثية والمساعدة في ترتيبات السفر للطلاب والباحثين في المؤسسات الأميركية الذين يرغبون في الانتقال إليها.
كما وجهت جامعة شيآن جياوتونغ الصينية دعوة لطلاب جامعة هارفرد الأميركية المتضررين من نزاعها مع إدارة ترامب، ووعدتهم بقبول “سلس” ودعم “شامل”.
وتدرس جامعتا كيوتو وطوكيو اليابانيتان أيضاً تقديم برامج مماثلة، فيما وجهت هونغ كونغ جامعاتها لاستقطاب أفضل الكفاءات من الولايات المتحدة.
وكانت إدارة ترامب قد اتجهت لتخفيض تمويل الأبحاث الأكاديمية بشكل كبير، كما فرضت قيوداً على تأشيرات الطلاب الأجانب – وخاصة القادمين من الصين – وتخطط لزيادة الضرائب على المؤسسات التعليمية المخصصة للنخبة.
كما أكد ترامب إن الجامعات الأميركية المرموقة تُعد مهداً للحركات المناهضة لأميركا، كما ألغت إدارته الأسبوع الماضي صلاحية جامعة هارفرد في تسجيل الطلاب الأجانب، وهي خطوة أوقفها لاحقاً قاض اتحادي.